تعريف الإدارة الإستراتيجية: Strategic Management :
ذكر كتاب الإدارة الإستراتيجية في كتاباتهم وأدبياتهم عدة تعريفات لمفهوم الإدارة الإستراتيجية يمكن عرض أهمها فيما يلي:
تشير الإدارة الإستراتيجية إلى أنها "مجموعة من القرارات والتصرفات التي تحدد الأداء طويل الأجل للمنظمات. كما تعرف بأنها مجموعة القرارات والتصرفات الخاصة بتكوين وتنفيذ الاستراتيجيات المصممة لانجاز أهداف المنظمة".
"إن الإدارة الإستراتيجية هي تلك العملية التي تتألف من مجموعة من الخطوات تقوم من خلالها الإدارة العليا بتحليل الفرص والقيود الموجودة في البيئة الخارجية، وأوجه القوة والضعف في المنظمة، وتحديد الرسالة والأهداف، ثم وضع الإستراتيجيات على مستوى المنظمة، ووحدات الأعمال والمستوى الوظيفي التي تتطابق مع أوجه القوة والضعف في المنظمة، وفرص وتهديدات البيئة الخارجية، ثم تطبيق تلك الإستراتيجيات وممارسة الرقابة الاستراتيجية.
وعرفت الإدارة الإستراتيجية على أنها عبارة عن "عملية اتخاذ وتنفيذ القرارات الاستراتيجية". هذا التعريف يركز على القرارات الاستراتيجية والتي تؤدي إلى تغير رئيسي في المنظمة، ولا يعتبر القرار إستراتيجيا إذا لم يحدث تغيرا أساسيا وجذريا في المنظمة، الأمر الذي يؤثر بصورة ملموسة على مقدرة المنظمة على تحقيق أهدافها.
وأيضا هي عملية تتمكن المنظمة بواسطتها من تحديد أهدافها وتحديد الأعمال اللازمة لإنجاز تلك الأهداف في الزمن المناسب والسعي لتحقيق تلك الأعمال والأنشطة وتقويم مستوى التقدم والنتائج المحققة.
ويمكن تعريفها على أنها عبارة عن "العملية التي تحدد بها الإدارة العليا أداء ووجهة المنظمة في المدى البعيد وذلك عن طريق الإعداد الدقيق والتنفيذ السليم والتقييم المستمر للإستراتيجية ".
وعرفت الإدارة الإستراتيجية: "بأنها مجموعة القرارات والممارسات الإدارية التي تحدد الأداء الطويل المدى لمنشأة ما ويتضمن ذلك صنع الإستراتيجية وتطبيقها والتقويم والمراقبة وبالتالي تركز دراسة الإستراتيجية على ملاحظة وتقويم الفرص ونواحي الضعف في البيئة الداخلية والخارجية".
كما عرفت الإدارة الإستراتيجية بأنها "العملية التي تقوم الإدارة العليا من خلالها بتحديد التوجيهات طويلة الأجل، وكذا الأداء من خلال التصميم الدقيق في التنفيذ المناسب والتقييم المستمر للإستراتيجية الموضوعة".
نري أن تعدد التعريفات لمفهوم الإدارة الإستراتيجية نتج من عدم إتفاق المختصين والكتاب والباحثين في مجال الإدارة الإستراتيجية على تعريف واحد للمفهوم، وكذلك لتعدد الزوايا التي نظر منها كل كاتب، وكذلك لاختلاف وجهات النظر وهذا أمر طبيعي في العلوم الإنسانية بل يحسب مؤشرا ايجابيا.
ولكن هذا لا يمنع من استخلاص بعض النقاط التي يمكن أن تمثل المرتكزات الأساسية التي تقوم عليها الإدارة الإستراتيجية وهي كما يلي:
1- تتبع الإدارة الإستراتيجية منهجا وأسلوبا كلية في إدارة المنظمة وذلك على غير الحال في الإدارة التشغيلية التي تركز على جزء معين من المنظمة مثلا التسويق. وهذا يؤكد أن الإدارة الإستراتيجية تتعامل مع المنظمة على أساس أنها وحدة واحدة.
2- الإدارة الإستراتيجية تتبنى نظرة طويلة المدى وتعني بالأهداف الكلية (طويلة الأجل) وهذه الأهداف الكلية هي في الحقيقة تمثل حصيلة الأهداف الرئيسية لكل قسم من أقسام المنظمة.
3- تقوم الإدارة الإستراتيجية على الأخذ في الحسبان عوامل التأثير في البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة وكيفية التكيف مع هذه العوامل البيئية المتغيرة.
4- القرارات الإستراتيجية ترتبط بأحداث تغييرا رئيسيا في أنشطة المنظمة لمواكبة التغيرات في البيئة بصورة تمكن المنظمة من تحقيق الأهداف الإستراتيجية المحددة.
تعريف المفاهيم المرتبطة بالإدارة الإستراتيجية :
إن الناظر إلي مفهوم الإدارة الإستراتيجية يلاحظ ورود بعض المفاهيم والمصطلحات ضمن مفهوم الإدارة الإستراتيجية وتحتاج هذه المفاهيم إلى توضيح وبيان حتى يسهل فهمها واستيعابها، وبالتالي يسهل فهم مفهوم الإدارة الإستراتيجية.
وسوف يركز الباحث على بعض المفاهيم الشائعة الاستخدام عند الأكاديميين والممارسين وهي على النحو التالي:
1- الإدارة Management :
الإدارة هي علم وفن توظيف موارد بشرية ومالية ومادية ومعلوماتية وفنية لبلوغ هدف محدد أو أهداف محددة، في بيئة ديناميكية، خلال فترة محددة.
وفي سبيل ذلك تضع الإدارة الأهداف وتصمم الاستراتيجيات المساعدة علي بلوغها، أي الخطط طويلة الأجل التي تحدد الاتجاه العام الذي يقود تحركات وقرارات المديرين في أداء وظائف المنظمة.
كما يتطلب الأمر قيام المستويات العليا بتصميم سياسات كأدلة عمل مرشدة للأداء اليومي للعاملين في المستويات الادني، بكل مجالات أداء المنظمة أو وظائفها وهي: التسويق و إدارة العمليات والإنتاج والإدارة المالية وإدارة الموارد البشرية والبحوث والتطوير وهي ما تسمي بوظائف المنظمة.
وكذلك تعرف الإدارة بأنها: "عملية مستمرة تهدف إلى تحقيق نتائج محددة باستخدام الموارد المتاحة، بأعلى درجة من الكفاءة والفعالية" وذلك في ظل ظروف موضوعية قائمة أو محتملة".
إذن الإدارة نشاط إنساني هادف تقوم به جماعة من الأفراد يتميزون بقدرات وخصائص معينة، بهدف التوصل إلى نتائج محددة وتم الاتفاق على أهميتها وضروريتها لإشباع رغبات معلومة عن طريق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة.
2- الاستراتيجية Strategy :
"تستمد كلمة الاستراتيجية جذورها من الكلمة اليونانية Strategos والتي ارتبط مفهومها بالخطط المستخدمة في إدارة المعارك وفنون المواجهة العسكرية، إلا أنها امتدت بعد ذلك إلى مجال الفكر الإداري وصارت مفضلة الاستخدام لدي منظمات الأعمال وغيرها من المنظمات الاخري المهتمة بتحليل بيئتها وتحقيق المبادرة والريادة في مجالات نشاطها ".
نبع مصطلح الاستراتيجية من مصدرين رئيسين هما: الإستراتيجية العسكرية، ونظرية المباريات (Game Theory) باعتبار أنهما يشكلان الأساس العلمي لمفهوم ومعنى الإستراتيجية.
واستخدم لفظ الاستراتيجية منذ قرون طويلة، ويرجع الاستخدام الأصلي لكلمة الإستراتيجية (Strategy) إلى المجال العسكري فهي مأخوذة من اللغة اليونانية القديمة، ومشتقة من كلمة إستراتيجيوس (Strategos) والتي تعني الجنرال أو القائد العسكري.
أي كيف يستخدم القائد (الجنرال) القوة المحيطة به من مهارات سلوكية وسيكولوجية لضمان النصر في الحرب.
كما أنه حتى عهد الاسكندر المقدوني (Alexander of Macedonia) فإن هذه الكلمة تشير إلى المهارة في إستخدام القوة القهر وهزيمة المعارضة العسكرية وخلق نظام موحد للحكم الشامل.
أما في فترة حروب نابليون فقد كان يقصد بالإستراتيجية علم وفن مواجهة العدو عن طريق القوة العسكرية وبالرغم من أن نابليون قد طور مفهوم الإستراتيجية ليشمل الجوانب الاقتصادية والسياسية التي تحسن النصر العسكري، فقد تغير هذا المفهوم عبر الحقب الزمنية المختلفة وتطور معنى الاستخدام الحربي لمفهوم الإستراتيجية.
حيث أن الإستراتيجية هي: فن استخدام المعارك كوسيلة لتحقيق أهداف الحربة. وباعتبار أن لكل حرب تنشأ أهداف كثيرة، ويتم استخدام المعارك كأحد الأساليب المختلفة التحقيق هذه الأهداف وذلك حسب طبيعة كل هدف.
ويتضح من ذلك أن الإستراتيجية العسكرية أصبحت لا تعني استخدام القوة فقط، كما أنها لا ترتكز على الحرب والمعارك بل تعني استخدام كل الموارد والإمكانيات وكل الأساليب والأسلحة الدبلوماسية والمعنوية للدول إلى تحقيق الأهداف. وبهذا المفهوم تصبح الإستراتيجية هي الأسلوب أو المسار أو المسلك الأساسي الذي يختاره القائد العسكري لتحقيق أهدافه.
إلا أن تعريفا حديثا "نسبيا" قد تم التوصل إليه عام 1974م على ضوء نتائج مسح أجرته إحدى الجهات المتخصصة وشمل عددا من المسئولين عن التخطيط الكلى في عدد من المنظمات والذين أفادوا في ردهم على السؤال الخاص بماذا تعني كلمة إستراتيجية بالنسبة لهم بأن الإستراتيجية هي عبارة عن عملية تحديد وتقييم البدائل المتاحة التحقيق رسالة أو هدف المنظمة الموضوع مسبقا واختيار البديل المناسب الذي يجب على المنظمة تبنيه.
وعرفت الإستراتيجية بأنها عبارة عن نمط استجابة المنظمة لعوامل التأثير في البيئة التي تعمل فيها وهي بهذا تربط بين موارد المنظمة والتحديات والمخاطر التي تفرضها البيئة الخارجية. وأيضا تعرف الإستراتيجية بأنها "تصور المنظمة لما تريد أن تكون عليه في المستقبل وليس وصول المنظمة إلى هذا الوضع وهي الإطار المرشد للاختيارات التي تحدد طبيعة منظمة ما واتجاهها، وتتصل هذه الخيارات بمجال المنتجات أو الخدمات والأسواق والقرارات الهامة والنمو العائد وتخصيص الموارد في المنظمة".
"والإستراتيجية تشير دائما إلى تصور المنظمة لمركزها في المستقبل... أي أنها توضح طبيعة واتجاه المنظمة وأهدافها الأساسية. فهي في إطار يرشد الاختيار بعيد المدى. ويجب عدم الخلط بين (ماذا، وكيف) وذلك في سياق الممارسات الإستراتيجية".
وكذلك يمكن تعريف الإستراتيجية "بأنها خطط وأنشطة المنظمة التي يتم وضعها بطريقة تضمن خلق درجة من التطابق بين رسالة المنظمة وأهدافها، وبين هذه الرسالة والبيئة التي تعمل بها بصورة فعالة وذات كفاءة عالية".
بناء على ما سبق يتبين انه يجب أن تكون لكل منظمة إستراتيجية قادرة علي أن تحقق أهدافها التي من اجلها قامت، وكذلك يجب أن تكون هذه الإستراتجية مكتوبة ومدونة في وثائق المنظمة ويتم تعريف العاملين بها بصورة دورية حتي يتم استصحابها عند عملية التنفيذ.
وكذلك مراجعتها بصورة مستمرة وقد يتطلب الأمر تعديلها وذلك لأن جميع المنظمات تكون عرضة المؤثرات ومتغيرات داخلية وخارجية من البيئة التي تعمل فيها، ولكي تتمكن المنظمة من البقاء والنمو والتقدم وتحقيق أهدافها، لابد من أن تكييف مع هذه البيئة التي تعمل فيها، والتي تختلف من منظمة إلى أخرى.
يلاحظ أن التعريف الأخير للإستراتيجية يحتاج إلى تفسير حتى تتضح أبعاده الأساسية وهي:
1- إن الإستراتيجية ما هي إلا وسيلة لتحقيق غاية محددة وهي رسالة المنظمة في المجتمع "قد تكون منتجات، خدمات، دعم،...الخ"، كما أنها قد تصبح غاية تستخدم لقياس مستوى الأداء داخل المنظمة، ويجب أن تكون الرسالة واضحة ومحددة تحديدا دقيقا.
2- إن الإستراتيجية تهدف إلى خلق/تحقيق درجة من التطابق بين رسالة المنظمة وأهدافها، والتي تتسم بالكفاءة العالية بين عنصرين أساسيين وهما:
أ- خلق درجة من التطابق بين أهداف المنظمة (Objectives) وبين غاية المنظمة (Purpose) فلا يمكن أن تعمل أي منظمة مع وجود تناقض بين الأهداف والغايات التي تعمل المنظمة على تحقيقها.
ب- خلق درجة من التطابق بين رسالة المنظمة والبيئة التي تعمل بها تلك المنظمة، وهذا يعني أن الإستراتيجية تعمل على أن تعكس رسالة المنظمة والظروف البيئية التي توجد فيها. وطالما أن تلك الظروف البيئية لا تتصف بالثبات النسبي فإنه يجب على واضع الإستراتيجية أن يغير أو يعدل من استراتيجياته لكي تستمر حالة التطابق بين رسالة المنظمة والبيئة بصورة دائمة.
ويتطلب هذا أن يقوم واضع الإستراتيجية بدراسة تحليلية مستمرة للبيئة التي تعمل فيها المنظمة.
فالإستراتيجية بناءا على ما تقدم يمكن أن تعرف بأنها:
"إطار عام مرشد للتفكير والتصرف تتخذه الإدارة العليا ويكون مستمدا من الأهداف العليا للمنظمة، ليصبح بعد تبنيه وسيلة لتحقيق تلك الأهداف وموجها للقرارات المصيرية المستقبلية التي تتخذها تلك الإدارة في تعبئة مواردها صوب التطوير المستمر لموقفها التنافسي ولمواطن قوتها من خلال إحداث الموائمة والتكيف مع البيئة الخارجية وصولا إلى أداء رسالتها".
3- السياسات Policies :
عرفت السياسة بأنها عبارة عن موجهات لعملية اتخاذ القرار وهي بذلك تعطي إشارات للمديرين فيما يتعلق بما يمكن أو ما لا يمكن اتخاذه من القرارات، والسياسة عادة ما توضع بصورة رسمية ومرتبة بواسطة الإدارة المنظمة وذلك بهدف تحسين فعالية المنظمة، وعكس بعض القيم الشخصية للإدارة العليا، والتغلب على بعض الصراعات التي يمكن أن تحدث عند المستويات الدنيا بالمنظمة.
وعرفت أيضا بأنها موجه عام ومرشد للتفكير في مجال إعداد واتخاذ القرارات وتكون موجهة للمرؤوسين وهي تحدد نطاق التصرف واتخاذ القرار وتعكس إطارا موحدا للأنواع الأخرى من الخطط وتساعد المدير في تفويض سلطاته إلى معاونيه والاحتفاظ بحق الرقابة على أدائهم.
"وكذلك تعرف بأنها مجموعة من العبارات الموجزة والتي توضع بقصد إرشاد المديرين عند تعاملهم مع المواقف المتكررة .
يتضح من التعريفات السابقة إن السياسة هي أحد الآليات المتاحة للإدارة العليا في المنظمة الوضع موجهات عامة تهتدي بها المستويات الإدارية الدنيا في عملية اتخاذ القرار بالنسبة للمديرين وفي التصرف اليومي بالنسبة للعاملين في مجال التشغيل، وهي تساعد على تفويض السلطات بين المستويات الإدارية المختلفة.
4- الخطة Plan :
يري (Rue and Holland ) كما أورد عمر المقلي أن التخطيط يعني تحديد الأهداف التي تسعى المنظمة لتحقيقها في فترة مستقبلية محددة، ماذا يجب على المنظمة عمله لتحقيق هذه الأهداف. والتخطيط يمثل أحد المهام الإدارية التي يؤديها جميع المديرين على مختلف مستوياتهم ويساعد في الإجابة على ثلاثة أسئلة رئيسية:
1- أين تقف المنظمة الآن؟
2- أين تريد المنظمة أن تكون في المستقبل ؟
3- كيف يمكن للمنظمة الوصول إلى حيث تريد أن تكون؟
السؤال الأول: يتطلب تقييم الوضع الحالي، أما السؤال الثاني: فيسعى إلى التقرير بشأن الأهداف المطلوب تحقيقها مستقبلا والسؤال الثالث: يستوجب توضيح الإجراءات اللازم اتخاذها وتحليل الآثار المالية لهذه الإجراءات، وعندما تكتمل الإجابة على هذه الأسئلة تكون الخطة قد تم إعدادها على الوجه السليم.
والتخطيط يعتبر أساسية في التعامل مع المستقبل ويعني بتحديد المدلولات المستقبلية للقرارات الحالية وليس للقرارات التي ستتخذ مستقبلا، وهنالك العديد من المسميات التي وردت في الأدبيات لوصف أنواع الخطط المختلفة كالخطط الطويلة ومتوسطة وقصيرة الأجل، والخطط الكلية والخطط الإستراتيجية والخطط التكتيكية.
5- التخطيط الإستراتيجي Strategic Planning:
تعددت تعريفات التخطيط الاستراتيجي سواء في ميدان الإدارة بصفة عامة أو في ميدان الإدارة التعليمية (النظرية) بصفة خاصة "فهنالك من ينظر إليه باعتباره عملية إدارية تهدف إلي تغيير وتحويل نظام العمل في المؤسسات بطريقة تحقق الكفاية والفاعلية، وهناك من يعتبر التخطيط الاستراتيجي مجرد فلسفة تحدد طريقة ومنهاج حل المشكلات الإدارية في النظم المختلفة ".
"التخطيط الاستراتيجي هو التصميم والتبصير برسالة الشركة وبأهدافها وبمسارها الرئيسي وتحديد العمليات والأنشطة والأعمال اللازمة لتحقيق ذلك".
وكذلك يعرف التخطيط الاستراتيجي بأنه التبصر بالشكل المثالي للشركة في المستقبل وتحقيق هذا الشكل، فالتخطيط الاستراتيجي أذن هو :
· کشف حجب المستقبل الخاص بالشركة.
· التبصر بملامح الشركة في المستقبل.
· تصور توجهات ومسار الشركة في المستقبل.
· رؤية رسالة وأهداف الشركة مستقبلا.
· تخيل مجال الأعمال والأنشطة التي تدخل فيها الشركة
أيضا عرف التخطيط الإستراتيجي على أنه: "عملية إختيار أهداف المنظمة وتحديد السياسات والإستراتيجيات اللازمة لتحقيق الأهداف وتحديد الأساليب الضرورية لضمان تنفيذ السياسات والإستراتيجيات الموضوعة.
ويمثل التخطيط الإستراتيجي العملية التخطيطية طويلة المدى التي يتم إعدادها بصورة رسمية لتحديد وتحقيق أهداف المنظمة".
لعل مما سبق يمكن القول أن التخطيط الإستراتيجي يتميز بثلاث خصائص رئيسية هي:
أولا: يركز التخطيط الإستراتيجي على ضرورة تطوير خطة شاملة للمنظمة ككل، وليس التخطيط لقسم أو إدارة معينة بالمنظمة.
ثانيا: يقوم هذا المفهوم على الاعتبارات طويلة المدى وليس الاعتبارات قصيرة المدى.
ثالثا: يركز المفهوم على ضرورة وضع إجراءات رسمية للتخطيط الإستراتيجي والذي يعمل بالتزامن مع وضع الميزانيات للمدى القصير، فالأهداف والإستراتيجيات والخطط تدرج في وثائق المنظمة وتراجع بصورة دورية ويتم الاستفادة فيها من خبرات "خبراء" متفرغين أو متعاونين لتنسيق العملية التخطيطية.
وبعد هذا التوضيح والعرض لمفهوم التخطيط الإستراتيجي بصفة خاصة هنالك سؤال يدور في الذهن وهو:
هل التخطيط الإستراتيجي والإدارة الإستراتيجية وجهان لعملة واحدة ويمكن استخدامهما بصورة متبادلة بحيث يغنى فيهما الواحد عن الآخر؟
أهمية هذا السؤال تنبع من الخلط الوارد في بعض المساهمات الأكاديمية وممارسات بعض المديرين في تعاملهم مع هذين المصطلحين. والإجابة المختصرة والمنطقية والموضوعية لهذا السؤال هي بالنفي للأسباب التالية:
1- أن مهمة التخطيط بصورة عامة، تشغيلية كان أم استراتيجية هي أحد مهام المدير التي تشتمل أيضا على التنظيم والتوجيه والرقابة، ولذا فإن مصطلح الإدارة الإستراتيجية يعتبر أوسع نطاقا من التخطيط الإستراتيجي، وله مدلولات إدارية أكبر.
2- أن التخطيط الإستراتيجي يعتبر جزءا من عملية الإدارة الإستراتيجية وهو يمثل المهام الثلاثة الأولى من مهام الإدارة الإستراتيجية (تحديد مجال عمل المنظمة وتطوير رؤية متكاملة بالنسبة لرسالتها، وترجمة الرسالة إلى أهداف إستراتيجية محددة وإعداد إستراتيجية تحقق الأهداف الإستراتيجية، وتقييم الأداء واتخاذ الإجراءات التصحيحية وعليه فإن (تنفيذ الإستراتيجية ومراقبة الأداء والرقابة الإستراتيجية تقعان خارج نطاق التخطيط الإستراتيجي.
3- إن المنظمات التي تتبنى أسلوب التخطيط الإستراتيجي غالبا ما تنجح في التخطيط السلعها وأسواقها ولكنها تفتقر للإستراتيجيات والخطط اللازمة للقوى العاملة الموارد البشرية)، والتنظيم، والبحوث والتطوير، والمشتريات والإمدادات والتمويل والتغيير الاجتماعي والسياسي.
6- التفكير الاستراتيجي Strategic Thinking :
يشير التفكير الاستراتيجي الي توافر القدرات والمهارات الضرورية لقيام الفرد بالتصرفات الاستراتيجية وممارسة مهام الإدارة الاستراتيجية بحيث يمد صاحبه بالقدرة علي فحص وتحليل عناصر البيئة المختلفة، والقيام بإجراء التنبؤات المستقبلية الدقيقة، مع إمكانية صياغة الاستراتيجيات واتخاذ القرارات المتكيفة في ظروف التطبيق والقدرة علي كسب معظم المواقف التنافسية.
بالإضافة إلي إدراك الأبعاد الحرجة والمحورية في حياة المنظمة والاستفادة من مواردها النادرة.
7- الأهداف Objectives :
الأهداف هي "النتائج النهائية المرغوبة من ممارسة الأنشطة المخططة أو إتباعا لاستراتيجيات المطبقة، وتحدد الأهداف ما الذي يجب انجازه ومتي ،كما يجب التعبير عنها في صورة كمية.
وتختلف الأهداف عن الغايات Goals بان الغاية هي عبارة عامة لما ترغب المنظمة في تحقيقه دون أن يكون ذلك محدد بإطار زمني أو أن يتم التعبير عنه كميا. علي سبيل المثال قد تتمثل غاية منظمة ما في تحقيق الريادة السوقية ".
إذا الغاية تعبر عن النتائج المراد تحقيقها علي مدي زمني طويل نسبيا أطول زمنيا من الأهداف وهي ترتبط بالإستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي على المدى الزمني الطويل ويهتم وبوضعها وتحديدها اعلي مستوي إداري في المنظمة لأنها تحتاج إلى تفكير استراتيجي ومهارات ذهنية عالية.
تعتبر الأهداف وتحديدها بصورة معقولة ركنا أساسيا في العملية الإدارية في كافة أشكالها وعلى كافة مستوياتها وذلك لان الأهداف تحدد الاتجاه الذي تسير فيه المنظمة وتبنى عليها الإستراتيجيات والسياسات والخطط، كما أن وضوح الأهداف يوفر أساسا قويا لتطوير المعايير اللازمة لتقييم أداء المنظمة وتحديد الإجراءات التصحيحية إذا لزم الأمر.
حيث أن نجاح المنظمة يقاس بمدى تحقيقها لأهدافها بالكفاءة والفعالية المطلوبين.
وعرف الهدف بأنه أمل تسعی المنظمة إلى تحقيقه في الأجل الطويل وبمعنى أخر الهدف ما تريد المنظمة تحقيقه .
أيضا عرف الهدف بأنه: "عبارة عن بيان ما تنوي المنظمة تحقيقه، وعادة تصاغ الأهداف في إطار يحدد مستوى الإنجاز المطلوب في حيز زمني محدد، ويمكن أن توضع الأهداف في شكل کمي، وأن تصاغ بأسلوب مبسط يسهل فهمه لجميع المعنيين وأن تكون قابلة للقياس .
ويمكن تصنيف الأهداف إلى أهداف قصيرة المدى (عام واحد أو أقل) وأهداف متوسطة المدى (عام إلى 3 أعوام ) وأهداف طويلة المدى (3 أعوام فأكثر) كما أنه يمكن تصنيفها على أساس مدى شمولها واتساع تأثيرها في المنظمة وهي أهداف كلية تطبق على المنظمة ككل.
أما الأهداف التي تخص قسما معينا بالمنظمة فتعرف بأهداف القسم وتلك التي تطبق على إدارة محددة يطلق عليها أهداف الإدارة.
ومن الأهداف الشائعة الاستخدام في المنظمات هدف الربحية (الأرباح الصافية)، هدف النمو، هدف حصة السوق، هدف الكفاءة والفعالية (خفض التكلفة والجهد)، هدف البقاء (تفادي الإفلاس)، هدف التوسع في السوق، هدف الابتكار والتطوير ( القيادة التكنولوجية)، هدف المساهمة في خدمة المجتمع (التوظيف، الزكاة، الضرائب، التبرعات)، هدف رفاهية العاملين (الأمان، الأجور، المزايا الوظيفية) ... الخ.
وتتمثل أهمية تحديد الأهداف في الآتي :
1- تحديد بيئة المنظمة وشرعيتها القانونية وأسباب وجودها في البيئة.
2- تحديد رسالة المنظمة .
3- التنسيق بين مراكز اتخاذ القرارات .
4-تقييم الأداء حيث توفر الأسس والمعايير الخاصة بقياسه على مستوى المنظمة وعلى مستوى الوحدات وعلى مستوى ميدان الأعمال الذي تنتمي إليه المنظمة.
8-غايات المنظمة Goals :
تعرف غايات المنظمة بأنها "تعبير عما تنوي المنشاة تحقيقه بشكل عام ومن خلال جهد متواصل وعبر فترة زمنية طويلة الأجل. أمثلة:تحسين رضا العميل من خلال جودة المبيعات والخدمة المقدمة، تحسين معدلات استغلال الموارد، تحسين الجودة، المحافظة علي استقرار الأسعار ومعقوليتها، زيادة الإنتاجية، زيادة المبيعات، المحافظة على معدل مرتفع من العائد علي حقوق الملاك .
9- غرض المنظمة Purpose :
الغرض "هو الشيء الذي من اجله وجدت المنشاة لكي تفعله. ومن الضروري أن نعكس الجملة الدالة علي الغرض بسرعة وبوضوح كيفية قيام المنشاة بإشباع حاجات المستهلكين. ومن أهم شروط الغرض الجيد: أن يتصف بالعمومية عند صياغته، أن يكون جوهريا وأساسيا، أن يكون مؤثرا وفعالا، أن يتصف بالاستمرارية. مثال لغرض احدي شركات الاستشارات الإدارية وهو: مساعدة الشركات والهيئات والمؤسسات علي ان تكون أكثر نجاحا".
10- الرؤية الإستراتيجية Strategic Vision :
الرؤية الإستراتيجية هي "طموحات المنظمة وأمالها في المستقبل والتي لايمكن تحقيقها في ظل الموارد الحالية، وهي لاتمثل مرشدا محددا لاستراتيجيات المنظمة نظرا لعمومية التوجهات التي تحتويها. والرؤية هي الأساس العام الذي تبني عليه الرسالة، في حين أن الرسالة تتضمن أهدافا عامة يمكن تحقيقها في ظل الموارد الحالية".
فغالبا ما تحدد المنظمة في رؤيتها أنها تحلم وتتطلع أن تكون صاحبة الريادة في العالم في مجال عملها لخدمة قطاعات مختلفة من العملاء أو الأسواق. في حين أن الرسالة تحدد أن المنظمة تسعى لتحقيق جزء معين من هذا الحلم أو الطموح أي جزء من الرؤية في حدود الإمكانيات المتاحة.
11- رسالة المنظمة Mission:
رسالة المنظمة "هي وثيقة مكتوبة تمثل دستور المنظمة والمرشد الرئيس لكافة القرارات والجهود وتغطي عادة فترة زمنية طويلة نسبيا. والرسالة تحدد بوضوح طبيعة النشاط الذي تعمل فيه المنظمة وخصائص ما تقدمه من منتجات وخدمات، كما تحدد العملاء الذين تستهدف المنظمة إشباع حاجاتهم والإطار الأخلاقي والتكنولوجي الذي يميز المنظمة عن المنظمات الأخرى التي تعمل في نفس الصناعة".
وتعرف رسالة المنظمة بأنها عبارة عن "تلك الخصائص الفريدة في المنظمة والتي تميزها عن غيرها من المنظمات المماثلة لها".
12- الإستراتيجيون Strategists :
هم هؤلاء الأفراد المسئولين بدرجة كبيرة عن نجاح أو فشل المنظمة، وهم طبقة الإدارة العليا ورؤساء الوحدات الإستراتيجية (Strategic Business Units) ورؤساء الأنشطة الرئيسية وتطلق عليهم عدة مسميات مثل رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب، المالك، المدير التنفيذي، العميد، أو رجل الأعمال."وهم الذين لهم حق اتخاذ القرارات الإستراتيجية".
"ويري البعض أن الاستراتيجيين يتحملون ثلاث مسئوليات أساسية في المنظمات: خلق مجال للتغيير، بناء الالتزام والملكية، والموازنة بين الاستقرار والتجديد".
وتدفع لهم مرتبات عالية لأنهم يتحملون أخطار فشل إستراتيجياتهم ويتصفون بالندرة النسبية.
13- الفرص والتهديدات Opportunities and Threats :
"الفرص هي التغيرات المواتية في البيئة الخارجية للمنظمة والتي تؤثر إيجابا عليها، والتهديدات هي التغيرات التي تحدث في البيئة الخارجية في غير صالح المنظمة وتؤثر عليها سلبيا وتقاس الفرص والتهديدات بالنسبة لنقاط القوة والضعف للمنظمة" .
14- نقاط القوة والضعف Strengths and Weaknesses:
" نقاط القوة هي المزايا والإمكانيات التي تتمتع بها المنظمة بالمقارنة بما يتمتع به المنافسون. وتتمثل نقاط الضعف في قصور الإمكانيات، والمشكلات التي تعوق المنظمة عن المنافسة بفاعلية كما إنها تقلل من رضاء المتعاملين معه".
15- البيئة الخارجية External Environment :
تتكون البيئة الخارجية من المؤسسات والأفراد والقوى الاجتماعية والسياسية الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية التي تؤثر على المنظمة كما أن المنظمة تؤثر عليها .
أن المنظمات تتأثر بالبيئة الخارجية كما أن لها تأثير على البيئة الخارجية ويتضح ذلك جليا عندما تدخل المنظمات في التحالفات والتكتلات الاحتكارية والشبـــكات ( coalition , cartels , networks ) .
16- البيئة الداخلية Internal Environment :
"تتكون البيئة الداخلية من الخصائص المادية والمعنوية التي تميز وحدات المنظمة الإدارية ومواردها البشرية والمادية والتي تميز (الحضارة) الثقافة السائدة فيها والقيم والعادات التي تحكم الممارسات الإدارية والفنية والإنسانية".
17- فلسفة المنظمة Philosophy :
فلسفة المنظمة هي عبارة عن "المعتقدات الأساسية، القيم، الأولويات التي يلتزم بها صناع القرارات الإستراتيجية داخل المنظمة.كما تعبر الفلسفة أيضا عن نوايا المنشاة في أداء نشاطها ومسئوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع الخارجي".
18 - القوي الدافعة الإستراتيجية Strategic Thrusts :
"هي القضايا الإستراتيجية التي يجب أن تواجهها المنشاة خلال فترة زمنية طويلة الأجل (3-5سنوات) وذلك حتي يمكنها تحقيق موقعا متميزا ومركزا قويا في الأسواق التي تنافس فيها. ومن أمثلة تلك القضايا: استبعاد أو التخلص من بعض الأنشطة، تخفيض وترشيد التكاليف، زيادة الاستثمارات، تخفيض معدلات الاقتراض، إعادة هيكلة المنشاة، تنمية وتطوير مهارات وخبرات العاملين بها".
19- العميل Customer :
"العميل هو المستفيد من السلع والخدمات التي تقدمها المنظمة ويتوقف نجاح المنظمة أو فشلها على الدرجة التي يتم بها إشباع حاجات العملاء من خلال السلع والخدمات التي تقدمها. وعلى المنظمة أن تحدد في رسالتها إجابة محددة عن السؤال التالي : لمن تقدم (منتجاتنا) أو خدماتنا أو سلعنا ؟ ".
20 - البرامج: Programs " :
البرنامج هو مجموعة من النشاطات والخطوات اللازمة لتحقيق خطة ذات غرض محدد، إنها تعمل على تفعيل الإستراتيجية وقد تتضمن إعادة هيكلة المنظمة أو تغيير في ثقافتها أو البدء بجهود بحثية جديدة".
21- الميزانيات : Budgets :
"هي ترجمة البرامج إلي قيم نقدية. إنها تتضمن وضع قوائم للتكاليف التفصيلية لكل برنامج الأغراض التخطيط والمتابعة.كأن نضع ميزانية للإعلان وأخري اللحوافز، وثالثة للبحث والتطوير ".
22- الإجراءات : Procedures :
"يشار إليها بالإجراءات التشغيلية المعيارية؛ إنها تصف تفصيليا الأنشطة المختلفة التي يجب القيام بها لانجاز برنامج المنظمة. علي سبيل المثال قد تضع المنظمة إجراءات محددة لكيفية استيراد الموارد الأولية من السوق المحلية أو الأجنبية. وقد تتضمن الإجراءات قائمة بالموردين الذين يجب الاتصال بهم وطرق كتابة نموذج موافقة وتفاصيل الدفع".
تعليقات