الرقابة الإستراتيجية
مفهوم وأهمية الرقابة الإستراتيجية: Strategic Control
هناك وجهات نظر سابقة تنادي بأن الرقابة تعتمد على مقارنة النتائج بالمعايير السابق تحديدها بعد الانتهاء من التنفيذ ثم اتخاذ الإجراءات التصحيحية، إلا أن هذا المدخل لا يفيد في الرقابة على الاستراتيجية حيث لا يعقل الانتظار حتى يتم تطبيق الاستراتيجية (وهذا قد يستغرق خمس سنوات أو أكثر مثلا).
وقد يحدث تغييرات كثيرة قد تؤدي إلى تهديد نجاح المنظمة، وعلى هذا فلابد من إحلال الرقابة الاستراتيجية محل الرقابة التقليدية .
وعلى ذلك فإن المديرين الإستراتيجيين في المنظمة مسئولون عن الإجابة عن التساؤلات التالية:
1- هل الافتراضات الخاصة بالاتجاهات الأساسية للمنظمة صحيحة؟ وهل المنظمة سائرة في الاتجاه السليم؟ وهل هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية؟
2- كيف يمكن وصف الأداء:
- هل تم تحقيق الأهداف الموضوعة؟
- هل هناك حاجة لاتخاذ إجراءات تصحيحية؟
تعريف الرقابة الاستراتيجية :
وفي ضوء ما سبق يمكن تعريف الرقابة الاستراتيجية على أنها:
1. عملية مستمرة تأخذ مكانها على كل مستويات المنظمة.
2. يقوم بها المدراء الاستراتيجيون في المنظمة.
3. تهدف إلى تقويم ما تم تخطيطه ومنع وقوع الخطأ قبل حدوثه وتقويم العملية التنفيذية الجارية واللاحقة) وذلك لجعل أداء المنظمة في أحسن الحالات.
أهمية الرقابة الاستراتيجية :
أما عن أهمية الرقابة الإستراتيجية فتتحدد في ثلاث نقاط رئيسية:
1- توفر الرقابة الإستراتيجية الفعالة تغذية مرتدة خاصة بمدى جودة أداء المنظمة وأعضائها في الوقت المناسب.
2- تقدم الرقابة الاستراتيجية الفعالة وسائل تحفز الموظفين كثيرة للعمل من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمنظمة.
3- إن الرقابة الإستراتيجية لا تعني مجرد الاستجابة مع الأحداث بعد وقوعها، إذ أنها تعني أيضا وضع المنظمة على الطريق الصحيح، واستباق الأحداث المتوقعة، والاستجابة السريعة للفرص والتهديدات الجديدة.
خطوات الرقابة الاستراتيجية:
يمكن تحديد خطوات الرقابة الاستراتيجية بثلاث خطوات رئيسية :
1- مراجعة الافتراضات الخاصة بالإستراتيجية :
يتوجب على المدير الإستراتيجي أن يهتم بمتابعة أي تغييرات يمكن أن تحدث في الفرص والتهديدات ونقاط القوة والضعف التي بنيت عليها الاستراتيجية والسؤال هو ليس في تغير هذه العوامل فقط في بل لابد من الإجابة أيضا عما يلي:
1- هل تم إضافة قوة داخلية أخرى؟وما هي؟
2- هل هناك ضعف داخلي آخر؟ وما هو؟
3- هل هناك فرص خارجية أخرى وما هي؟
4- هل هناك تهدیدات خارجية أخرى؟ وما هي؟
ونري هنا ضرورة اعتبار الخطوة التالي ذكرها كخطوة رئيسية ثانية من خطوات الرقابة الاستراتيجية:
قيام المنظمة بالرقابة الوقائية، وهذا النشاط يمنع وقوع الخطأ عن طريق توفير كل ما يلزم من أجل إنجاز الاستراتيجية بشكل جيد.
۲- قياس الأداء التنظيمي:
هو نشاط مهم يتضمن مقارنة النتائج المتوقعة مع النتائج الفعلية من أجل تحديد الانحرافات، وإذا ما أراد المدراء الاستراتيجيون الإلمام بصورة حقيقية عن مدى الإنجازات العملية على كل مستويات المنظمة يتوجب عليهم أن يحدثوا تكاملا بين المعلومات الكمية والمعلومات النوعية:
1- التي تقيس كفاءتها.
2- التي تقيس جودتها.
3- التي تقيس التطورات الحاصلة فيها.
4- التي تقيس استجابتها لحاجات ورغبات للعميل.
ويجب أن تستخدم المعلومات السابقة في ثلاث مقارنات هي:
1. مقارنة أداء المنظمة مع أدائها السابق.
2. مقارنة أداء المنظمة بالنسبة للمتنافسين.
3. مقارنة أداء المنظمة بمعايير الصناعة.
٣- اتخاذ الإجراءات التصحيحية:
إن المرحلة الأخيرة من عملية الرقابة تتجسد في اتخاذ الإجراءات التصحيحية التي تهيئ الظروف للمنظمة لتحقيق أهدافها، وعلى سبيل المثال إحداث تغييرات برسالة المنظمة وأهدافها، إحداث تغييرات في هيكل المنظمة.
والجدير بالذكر أن اتخاذ الإجراءات التصحيحية قد يزيد من قلق المدراء والموظفين، لذلك فإن المشاركة في فعاليات التقويم هي واحدة من أفضل الطرق للتغلب على مقاومة التغيير.
مقياس الأداء التنظيمي:
تتفاوت مقاييس الأداء التي يستخدمها المديرون ما بين مقاييس معتمدة على قياس المخرجات مثل :
- العائد على الاستثمار العائد على القيمة المضافة
- الأهداف على مستوى وحدة العمل
- الأهداف على مستوى الفرد
- وأخرى معتمدة على قياس سلوكيات التنظيم مثل : الموازنات - الثقافة التنظيمية .
كما يعتبر تصميم نظام الحوافز عنصرا هاما بالنسبة لعملية الرقابة لأنه يحث على انتهاج السلوكيات المرغوبة ويتعين على المدراء الاستراتيجيين في المنظمة اختيار آليات الرقابة المناسبة التنفيذ الاستراتيجيات بالشكل الأمثل ليكون بمقدور المنظمة البقاء والاستمرار طويلا.
فمثلا تلجأ العديد من منظمات الأعمال من أجل تنفيذ الاستراتيجيات الوظيفية إلى الأخذ بنظام الرقابة اللامركزي من أجل تخفيض التكاليف البيروقراطية وتطوير نظم حوافز من شأنها أن تراعي مصالح الموظفين جنبا إلى جنب مع المنظمة .
شروط الرقابة الاستراتيجية الناجحة :
إن من الشروط المهمة لتكون ممارسة الرقابة الاستراتيجية فعالة مايلي:
1- اقتصار نظام الرقابة على استخدام المعلومات الضرورية لإعطاء صورة عما يجري في المنظمة حيث أن الكم الكبير من المعلومات عادة ما يؤدي إلى ضياع المعلومات الهامة وسط كم هائل من المعلومات المفيدة وغير المفيدة .
2- يجب أن يتناسب نظام الرقابة مع البديل الاستراتيجي.
3- يجب أن يكون نظام الرقابة اقتصادية (أي يأخذ بعين الاعتبار التكلفة والعائد).
4- يجب أن يزود متخذي القرارات بالمعلومات المطلوبة في الوقت المناسب.
5- يجب أن لا يركز على جوانب الأداء قصيرة المدى فقط، بل يجب أن تحظى جوانب الأداء بعيدة المدى بالاهتمام نفسه.
6- لضمان نجاح نظام الحوافز في المساعدة على تنفيذ الاستراتيجية لابد من الاسترشاد بالموجهات التالية:
- الربط الموضوعي بين الإنجاز والحوافز لأن ذلك يؤدي إلى إنتاجية أعلى.
- يجب أن يطبق نظام الحوافز على جميع العاملين في المنظمة.
- يجب أن يركز نظام الحوافز على إنجاز الأهداف في أوقاتها المحددة ولا يجب أن يكون التركيز على معاقبة أولئك الذين يفشلون بالوصول إلى معدلات الأداء المطلوبة في مواعيدها المحددة ووفقا للمعايير المتفق عليها، وإنما يجب البحث عن أسباب الفشل.
تعليقات