بحث عن الازمة
بحث حول الأزمة :
محتويات البحث :
أولا: مقدمة
ثانيا: مفهوم الأزمة.
ثالثا: العناصر الأساسية للأزمة.
رابعا: أنواع الأزمات.
خامسا: خصائص الازمة.
سادسا: مراحل الأزمة.
سابعا: مفهوم إدارة الأزمات.
ثامنا: عناصر إدارة الأزمة.
تاسعا: أسباب الأزمة.
أولا: مقدمة عن الازمة :
سيناقش هذا المبحث مفهوم الازمة بشكل عام، بذكر أهم التعاريف التي وردت لدى العديد من الكتاب والباحثين، كما سيبرز أهم العناصر الأساسية المكونة للازمة، ويذكر أيضا أنواع الأزمات.
كما يتناول هذا المبحث أهم الخصائص التي تمتاز بها الأزمات ويستعرض المراحل التي تمر بها الأزمة، إضافة إلى ذلك سيتطرق هذا المبحث إلى مفهوم إدارة الأزمة والعناصر الأساسية لإدارتها، إضافة إلى ذلك يبرز هذا المبحث أهم الأسباب التي قد تقف وراء وقوع الأزمات .
ثانيا: مفهوم الأزمة :
الواقع أن هناك تعريفات عديدة لكلمة الأزمة لغويا، وكذا اصطلاحا، مما جعلها تستخدم في كافة المجالات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والعسكرية، والأمنية وغيرها، كما يشيع استخدامها بين كافة الفئات المثقفة والعامة.
مفهوم الأزمة لغويا :
وقد عرف معجم الوسيط الأزمة لغة على أنها الضيق والشدة، يقال : أزمة مالية، أزمة سياسية، ازمة مرضية والقحط والحمية. (المأزم ) الطريق الضيق بين جبلين (معجم الوسيط، ۲۰۰4، ص ۱۹).
وكذلك عرفها قاموس المورد (۱۹۹۷، ص ۲۳۱) أنها تغيير مفاجئ نحو الأفضل، أو نحو الأسوأ.
مفهوم الأزمة اصطلاحا :
الأزمة نتيجة نهائية لتراكم مجموعه من التأثيرات أو حدوث خلل مفاجئ يؤثر على المقومات الرئيسية للنظام وتشكل تهديد صريح وواضح لبقاء المنظمة أو النظام نفسه، فالأزمة هي توقيت حاسم في حياة المستهدفين بها سواء كانوا أفرادا، أو جماعات ، أو منظمة (هلال، ۱۹۹۹، ص ۹).
وقد ذكر أبو فارة عددا من المفاهيم التي يطرحها الباحثون في الأدب النظري لإدارة الأزمات، من أهم هذه المفاهيم ما يأتي (أبو فارة،2009، ص: 23-24):
- الأزمة لحظة حرجة وحاسمة تهدد مصير المنظمة التي تتعرض لها.
- الأزمة هي موقف معقد ومتشابك يتضمن درجة عالية من السخونة، وتتضارب ضمن هذا الموقف مجموعه من العناصر المتعارضة والمتناقضة بصورة عالية، وتزداد درجة التعقيد والتضارب بتصاعد الأزمة وتفاعل صناع القرار معها.
- الأزمة هي حدث مفاجئ غير متوقع يؤدي إلى نتائج سلبية ويؤدي إلى وقوع خسائر في الموارد البشرية والموارد المادية للمنظمة.
- الأزمة هي حالة من عدم الاستقرار التي تنبئ بحدوث تغيرات جوهرية وحاسمة قريبة، وقد تكون نتائجها غير مرغوب فيها، أو قد تكون نتائجها مرغوب فيها بدرجة كبيرة.
وفي ضوء التعريفات السابقة للأزمة نستنتج أن الأزمة تنطوي على أمور عديدة أهمها أنها:
1- حدث مفاجئ وخلل خطير غير متوقع.
2- حالة غير مستقرة يترتب عليها نتائج مؤثرة.
٣- تهدد القيم والأعراف والأمن والاستقرار .
٤- تتطلب التدخل السريع في اتخاذ القرارات لمواجهتها والحد من آثارها.
ثالثا: العناصر الأساسية للازمة :
هنالك ثلاثة عناصر أساسية للازمة ، وهي (أبو فارة، ۲۰۰۹، ص ۲۲):
- عنصر المفاجأة :
إذ أن الازمة تنشأ وتتفجر في وقت مفاجئ غير متوقع بدقة وفي مكان مفاجئ أيضا.
- عنصر التهديد :
تتضمن الازمة تهديدا للأهداف والمصالح في الحاضر والمستقبل .
- عنصر الوقت :
إن الوقت المتاح أمام صناع القرار يكون وقتا ضيقا ومحدودا.
رابعا: أنواع الازمات :
فقد اجمع كل من الصيرفي (۲۰۰۳، ص ۳۲۲) وجاد الله (۲۰۰۸، ص ۱۲) وكذلك عياصرة (۲۰۰۸، ص ۸۵) على انه يمكن تقسيم الأزمات إلى ستة أنواع هي:
1- حسب شدة الأثر: شديدة الأثر، ضعيفة الأثر.
۲- حسب المحتوى: معنوية، مادية، معنوية ومادية.
۳- حسب إمكانية الاستفادة: تنموية، عرضية.
4 - مراحل التكوين : النشوء، التصعيد، التكامل، الاحتواء، النهاية.
5- البعد الزمني : متكررة الحدوث يمكن التنبؤ لها، مفاجئ يصعب التنبؤ لها.
6- حسب كيان الضرر : دولية، أزمة قومية، مجتمع معين، فردية، تنظيمية.
خامسا: خصائص الازمة :
للأزمة مجموعة من الخصائص يتعين توافرها في هذا الموقف الخطير حتى يمكن التعامل على أنه يشكل أزمة.
فيرى بعض العلماء أن الأزمات تتسم بالخصائص التالية (الشعلان، ۲۰۰۲، ص 56):
1- عامل الشك أو عدم التأكد: Uncertainty
2- عامل التفاعل : Interaction
3- عامل التشابك والتعقيد : Complexity
ويضيف الخضيري (۱۹۹۰، ص ۷۸) إلى الخصائص السابقة:
1- المفاجأة العنيفة عند انفجارها واستقطابها لكل الاهتمام من جانب جميع الأفراد والمؤسسات المتصلة بها أو المحيطين بها.
2- نقص المعلومات وعدم وضوح الرؤيا لدى متخذي القرار.
3- سيادة حالة من الخوف قد تصل إلى حد الرعب من المجاهيل التي يتضمنها إطار الأزمة.
سادسا: مراحل الأزمة :
تشير أدبيات إدارة الأزمات إلى أن الأزمة تمر في عدة مراحل، ولا يوجد اتفاق بين الباحثين والكتاب في هذا الحقل على عدد هذه المراحل، بل يتباينون في تقسيماتهم لمراحل تطور الأزمة، وتتباين آراء الباحثين والكتاب في عدد ومسميات المراحل التي تمر بها الأزمة، لكن هذا التباين هو تباين شكلي وليس اختلاف في المضامين الجوهرية للازمة (أبو فارة، 2009، ص 34).
وجدير بالذكر أن مراحل نشوء الأزمة، تختلف باختلاف طبيعتها، وبصفه عامة فان هناك أزمات وكوارث فجائية لا تمر بمراحل معلومة وبالتالي يصعب التنبؤ لحدوثها ... إلا أن هناك أزمات أصبح من الممكن رصد مؤشراتها منذ البداية ومتابعتها أولا بأول (الشعلان، 2002، ص 91).
فيری ماهر (2009 ، ص 34 ) أن الأزمة تمر بأربع مراحل هي:
1- مرحلة النشأة.
۲- مرحلة النمو.
۳- مرحلة النضج.
4 - مرحلة الانحسار
أما الخضيري (2003، ص: 72-73) فقد أشار إلى خمسة مراحل للأزمة وهي: مرحلة الميلاد، النمو والاتساع، النضج، الانحسار، وأخيرا مرحلة الاختفاء.
ويذهب رأي آخر كالحملاوي إلى أن المراحل الرئيسية التي تمر بها أي أزمة تكمن فيما يلي: اكتشاف إشارات الإنذار الاستعداد والوقاية - احتواء الضرر - استعادة النشاط - التعلم الحملاوي، 1995،ص 48).
أما الشعلان (۲۰۰۲، ص: ۶۲-۲۳) يرى أنها تمر بالمراحل التالية:
1- مرحلة الميلاد :
الأزمة لا تنشأ في الغالب من فراغ، وانما هي نتيجة لمشكلة ما لم تتم معالجتها بالشكل الملائم .ومن هنا يأتي دور متخذ القرار القضاء عليها وهي وليده دون أدنى خسائر مادية ، أو بشرية قبل وصولها إلى مراحل متقدمة.
۲- مرحلة النمو والاكتساح :
كنتيجة للمرحلة الأولى وعدم معالجتها في الوقت المناسب، فان الأزمة تنمو وتدخل في الإشباع، حيث يغذيها محفزات ذاتية مستمده من ذات الأزمة، وكذلك محفزات خارجية استقطبتها الأزمة وتفاعلت معها و بها.
۳- مرحلة النضج :
وتعتبر من أخطر مراحل الأزمة، وغالبا تصل الأزمة إلى هذه المرحلة إذا قوبلت بعد اهتمام ولا مبالاة من قبل الإدارة، وهي في مراحلها الأولى ومتى ما وصلت الأزمة إلى هذه المرحلة فان الصدام أمر لا مفر منه.
4- مرحلة الانحسار والتقلص :
تبدأ الأزمة بالانحسار والتقلص بعد الصدام العنيف الذي يفقدها جزءا هاما من القوة، وهناك بعض الأزمات تتجدد لها قوة دافع جديدة عندما يفشل الصراع في تحقيق أهدافه.
5- مرحلة الاختفاء أو ما بعد الأزمة :
وتصل الأزمة إلى هذه المرحلة عندما تفقد بشكل كامل قوة الدفع المولدة لها أو لعناصرها حيث تتلاشى مظاهرها وينتهي الاهتمام بها. ومن المهم الاستفادة من دروس هذه الأزمة وتلافي ما حدث من سلبيات مستقبلا.
سابعا: إدارة الأزمات :
تعددت مفاهيم إدارة الأزمات بتعدد الكتاب والباحثين واختلاف وجهات نظرهم حول كيفية تناولهم لإدارة الأزمات ، وان كانت توجد بينها سمات مشتركه فيمكن عرض بعض المفاهيم الإدارة الأزمات على النحو التالي :
عرف الشعلان (۲۰۰۲، ص ۲۲) إدارة الأزمات بأنها :
قیام الخصم بتكثيف جميع إمكاناته ، وتسخير کامل قواه، للخروج من الأزمة بمكاسب أو بأقل الخسائر.
أما توفيق (۲۰۰۹، ص ۱۸) فقد عرف إدارة الأزمات بأنها :
"فن القضاء على جانب كبير من المخاطرة وعدم التأكد بما يسمح لك بتحقيق تحكم اكبر في مصيرك "وقال أيضا بأنها: "التخطيط لما قد لا يحدث".
وذهب البريدي (۱۹۹۹، ص ۲۰) في تعريفه لإدارة الأزمات بأنها :
معاجلة الأزمة على نحو يمكن من تحقيق اكبر قدر من الأهداف المنشودة والنتائج الجيدة.
من خلال ما تقدم من تعريفات يمكن أن نوجز مفهوم إدارة الأزمات بأنه :
" الآليات التي يتم الوصول بها إلى حل الأزمة وفق عدة طرق سواء كانت هذه الطرق مأخوذة من حلول سابقة أو أنها مبتكرة على أن يتم الاهتمام بالتنبؤ بالأزمة لتحقيق أكبر استفادة من ايجابياتها وتقليص سلبياتها على المنظمة".
ثامنا: عناصر إدارة الأزمات
كما ذكرها الشعلان (۲۰۰۲، ص۳۱) هي:
أ- عملية إدارية خاصة تتمثل في مجموعة من الإجراءات الاستثنائية تتجاوز الوصف الوظيفي المعتاد للمهام الإدارية.
ب- استجابات إستراتيجية لمواقف الأزمات. ت- تدار الأزمة بواسطة مجموعه من القدرات الإدارية الكفء والمدربة تدريبا جيدا في مجال مواجهة الأزمات.
ث - تهدف إدارة الأزمة إلى تقليل الخسائر إلى الحد الأدني حيث الوفورات التي تحقق من خلال إدارة الأزمة تزيد إلى حد كبير على تكاليف مواجهة الأزمة.
ج- عملية إدارية تستخدم الأسلوب العلمي في اتخاذ القرار.
تاسعا: أسباب الأزمة:
لكل أزمة تنشأ في المنظمة سبب أو مجموعه من الأسباب ولا يمكن أن تنجح المنظمة في إدارة أي أزمة والتعاطي معها بفاعلية إذا لم تنجح في معرفة سبب أو أسباب نشوء هذه الأزمة.
إذ أن معرفة هذا السبب (أو هذه الأسباب) يساعد إدارة المنظمة في التغلب عليها وتمكينها من الاستفادة من نقاط الضعف في الأزمة، وتحويل سلبيات الأزمة إلى ايجابيات في جوانب متعددة.
فمن أسباب نشوء الأزمات كما ذكرها أبو فارة (۲۰۰۹، ص: ۸۹-۹۲):
1- إدارة المنظمة بصورة عشوائية:
إذا أخفقت إدارة المنظمة في إدارتها، فان هذا الإخفاق سيكون من أسباب تدمير المنظمة وتدهورها، وسيرافق هذا الإخفاق أزمات كثيرة تعصف بالمنظمة .
٢- اليأس:
ومن أشكال الأزمات التي تحدث في المنظمة وتنشا نتيجة حالة اليأس:
- قيام العاملين بالمظاهرات والاحتجاجات من اجل تحقيق مطالبهم.
- اللجوء إلى استخدام أساليب سلبية انعكاسا لحالة الإحباط واليأس مثل الاختلاس والسرقة.
3- ابتزاز إدارة المنظمة:
هناك بعض الأطراف في المنظمة التي تسعى إلى تحقيق بعض مصالحها الشخصية ، ووصولا إلى ذلك فإنها تعمل إلى ابتزاز إدارة المنظمة من اجل ذلك، وهذا ابتزاز يكون سببا في نشوء أزمة في المنظمة.
4- الإشاعات:
إن نشر الإشاعات حول موضوع محدد في المنظمة يكون سببا كبيرا في نشوء الأزمة ، وتزداد حدة الأزمة عندما يجري توظيف واستغلال إشاعة ما وتعزيزها وتوفير كل المعطيات والظروف التي تدعمها.
5- التعارض بين الأطراف المختلفة في المنظمة:
إن أحد أسباب نشوء الأزمات في المنظمة هو وقوع التعارض بين صانعي القرارات أو منفذيها والمستفيدين منها، إذ أن هذا التعارض يؤدي إلى عدم تنفيذ القرارات وفق ما هو مخطط لها.
6- أخطاء الكادر البشري وقصوره:
إن وقوع أخطاء وقصور من جانب الكادر البشري في المنظمة يؤدي إلى نشوء الأزمات...ومن هذه الأخطاء الإهمال وعدم الشعور بالمسئولية وعدم القيام بالواجبات بصورة صحيحة..الخ
7- صناعة الأزمات (افتعالها):
إن بعض الأزمات يكون سببها الرئيس هو التخطيط المسبق من جانب بعض الأطراف في المنظمة لصناعة الأزمة بهدف تحقيق مصالح وأهداف هذه الأطراف، وهذا الأسلوب يسمى الإدارة بالأزمات.
8- عدم التقدير الصحيح للموقف:
تنشأ الأزمة عن خطأ أو أخطاء المديرين في التقدير الصحيح للموقف أو المواقف التي تواجهها المنظمة ،وهذا التقدير غير السليم وغير الصحيح للموقف قد يكون ناجما عن إفراط هؤلاء المديرين في الثقة بقدراتهم وتقدير فاعلية قراراتهم، كما قد يكون عدم التقدير الصحيح للموقف ناجما عن الفشل في تقدير القوة الحقيقية للمنافسين.
9- عدم الفهم الصحيح للموقف :
إن عدم الفهم الصحيح لموقف ما في المنظمة يؤدي إلى نشوء الأزمة، وسوء الفهم قد ينجم عن المعلومات الناقصة عن الموقف، وإصدار القرارات بالاعتماد على رؤية وخلفية غير سليمة وغير واضحة.
مما تقدم من الممكن أن نقسم أسباب الأزمة إلى أسباب طبيعية خارجة عن إرادة الإنسان وأسباب من صنع الإنسان، وكلاهما يمكن التنبؤ بها وفي جميع الأحوال فانه ليس من الضروري أن تنشا الأزمة نتيجة السبب دون الآخر، فغالبا ما ترجع إلى عدة أسباب مجتمعه و عوامل متشابكة مع بعضها البعض.
تعليقات