ما هو علم الادارة ؟
بحث عن مراحل تطور علم الإدارة :
- تطور علم الادارة .
- الفكر الاداري التقليدي .
- الادارة العلمية .
- نظرية العلاقات الانسانية .
- مدارس الفكر الاداري الحديث .
- المدرسة الكمية .
- مدرسة النظم .
- المدرسة الظرفية .
- المتغيرات الحديثة التي ساهمت في تعظيم دور الادارة في نجاح المنظمات .
تطور علم الإدارة :
كانت بدايات ظهور علم الإدارة من الناحية التاريخية إلى الحضارات الأولى التي ظهرت على الأرض العربية في بلاد الرافدين والشام. ( W. Durant , 1945, 131 )
فقد مارس السومريون الإدارة وركزوا على مفهوم الرقابة الإدارية ، وطبقوا نظام ضريبية الجباية الأموال لإنفاقها على بناء المعابد وشئون الدولة .
ثم طور البابليون من بعدهم نظام للأجور مازال معمولا به حتى الآن ، ومبادئ العدالة الإدارية في التعاملات وغيرها الكثير من المبادئ الإدارية .
ومارس الفراعنة هذه المبادئ في إدارتهم زمن الحضارة الفرعونية ، وفي زمن الحضارة الرومانية زاد الفكر الإداري تطورا خاصة في مجال التنظيم .
واعتمد الرومان مبدأ اللامركزية في إدارة امبراطوريتهم ، وفرضوا السلطات الحكام الولايات الرومانية .
وفي زمن الحضارة الإسلامية حث الرسول صلى الله عليه وسلم على اتباع الشورى ، وفي عهد الخلفاء الراشدين تم تطبيق مبدأ تقسيم العمل والتخصص فيه ، وكان هناك نظام للرقابة على أموال المسلمين .
وفي العهد العباسي ظهر ما يسمى بالوزارات ، وطبقوا فيها مبدأ السلطة واللامركزية ، فالخلفاء الراشدون كان يتم إختيارهم بالانتخاب ، مما يدل على أن الأساس الجذري لفكر الإدارة نشأ في بلاد العرب ثم انتقل إلى أوروبا ، وما زالت تلك المبادئ معمولا بها حتى الآن . ( عباس ، 2007 ,17)
الفكر الإداري التقليدي :
في بداية القرن التاسع عشر ، وكنتيجة لانتشار النهضة الصناعية في أوروبا و استخدام الآلة البخارية على نطاق واسع ، ونشوء المصنع الذي جمع طاقات بشرية تعمل في الانتاج ، أدت هذه الظروف والمتغيرات إلى تركيز الأنظار حول أهمية تطوير مفاهيم ومبادئ إدارية الاستخدامها في حل المشكلات الانتاجية كالهدر في الموارد المادية والبشرية ، ومشاكل تدني الأداء في الانتاجية وطرق علاجها وغيرها من المشاكل الأخرى .
لهذه الأسباب أولى المهتمون في مجال الإدارة ( وهم مجموعة من المهندسين وأرباب العمل ) اهتماما متزايدة بالتغلب على المشكلات المذكورة و غيرها من المشكلات الإنسانية المتعلقة بحياة العمال وحقوقهم .
وقد أدت هذه الجهود إلى ظهور مدارس فكرية إدارية ، فمنها ما ركز على تحقيق الكفاءة الإنتاجية في العمل ، ومنها ما ركز على أهمية العوامل الإنسانية ، وسوف نحاول هنا تسليط الضوء على فكر الإدارة التقليدي في القرن الثامن والتاسع عشر :
الإدارة العلمية : Scientific Management
ظهرت حركة الإدارة العلمية (1974: Danie Wren ) ابتداء من عام 1890 على يد مجموعة من المهندسين ، إذ كانت هناك حاجة إلى رفع وتحسين الإنتاجية ، الأمر الذي لفت اهتمام أصحاب المصانع والإدارة في منظمات الأعمال نحو زيادة كفاءة أداء العاملين ورفع إنتاجيتهم .
وفي عام 1911 أصدر فريدريك تايلور Fredrick Taylor كتابه مبادئ الإدارة العلمية .
قامت الإدارة العلمية على أساس فكرة مفادها أن هناك طريقة نظامية وقياسية واحدة one best way لأداء كل عمل ، وعلى هذه الطريقة يجب تدريب من يقوم بالعمل حتى يتم استبعاد وحذف الحركات الزائدة التي يقوم بها العامل أثناء العمل .
كون فريدريك تايلور آراءه واستنتاجاته من دراساته في الحركة والزمن (time and motion studies) ، ركز تايلور بصفته مهندس على دراسات الحركة والزمن كوسيلة لرفع الكفاءة الإنتاجية للعاملين .
لم تلق أفكار تايلور قبولا من جانب نقابات العمال والعاملين في المصانع ، في حين لقيت قبولا شديدا من جانب أرباب العمل ، وباختصار يمكن القول إن منهج تايلور الذي عبر عنه في كتابه المذكور ركز على رفع الكفاءة الإنتاجية وأهمل احتياجات العنصر البشري في الإنتاج.
ومن الرواد الذين عملوا مع تايلور هو المهندس هنري جانت (Henry Gant )، الذي عارض أفكار تايلور خاصة في موضوع نظام الأجور ، ومبادئ التنظيم التي وضعها تايلور، وكانت سببا رئيسيا في انفصالهما عن بعض ، حيث وضع هنري جانت فكرة " المهمة والعلاوة " (target and bonus) والتي تقوم على أساس الحد الأدنى والأعلى للأجر ، ووضع أيضا تنظيما للإشراف والتوجيه تقوم على أساس أن العامل يجب أن يتلقى التعليمات والأوامر من شخص واحد هو رئيس المباشر .
ومن رواد الإدارة العلمية المهندس فرانك جلبرث (Frank Gelberth) ، والذي ركز اهتمامه على الكفاءة الإنتاجية وحاول استكمال ما بدأه تايلور في دراسات الحركة والزمن .
ومن الأفكار التي طرحها جلبرث هي كيفية البحث عن أفضل طريقة للأداء ، لكنه دعا إلى الاهتمام بالأفراد العاملين ، واقترح برنامجا لتطوير أداء العامل ، فقال إن العامل عليه أن ينجز عمله الحالي ، ويستعد لتعلم عمل أعلى درجة ، وأن يقوم بتعليم وتدريب من سيخلفه. ( زيادة : 52, 2004 )
ومن أواخر رواد الإدارة العلمية المهندس الفرنسي هنري فايول ( Henry Fayol 1841-1925) والذي عاصر رواد حركة الإدارة العلمية والذين كونوا مع بعضهم مدرسة الفكر الإداري الكلاسيكي .
يعد فايول مؤسس علم الإدارة الحديث ، وضع فایول نظريته في التنظيم الإداري ، وكان مهتمة بالإدارة العليا في المنظمات وأصدر كتابه الشهير " الإدارة العامة والصناعية " ، اختلف في العديد من القضايا الإدارية مع زملائه في حركة الإدارة العلمية .
ويعود الفضل إلى فايول في أنه قسم أنشطة المنظمة إلى (6) مجموعات وردت في كتابه ، وهذه الأنشطة هي النشاط الفني ، والتجاري ، والمالي ، والحماية ، والأمن ، والمحاسبة ، والإدارة ( تخطيط ، تنظيم ، إعطاء الأوامر ، التنسيق والرقابة )، أثري فايول علم الإدارة ب 14 مبدءا منها : مبدأ تقسيم العمل والتخصص فيه ، وتكافؤ السلطة ، الانضباط ، وحدة الأمر ، وحدة التوجيه ، المساواة ، الاستقرار الوظيفي ... الخ . ( حريم : 20 , 2004)
ومن النظريات التي ظهرت خلال فترة الإدارة الكلاسيكية وحركة الإدارة العلمية ، هي نظرية البيروقراطية للمفكر الألماني ماكس ويبر (Max Weber ) الذي عاصر أيضا رواد حركة الإدارة العلمية خلال الفترة 1864-1920 ، وهو عالم اجتماع وليس مهندسا ، ركز في أبحاثه ودراساته على الإدارة في المنظمات الكبيرة وبالذات على الإدارة الحكومية ( الإدارة العامة ) بعكس رواد حركة الإدارة العلمية الذين ركزوا على الكفاءة الإنتاجية في منظمات الأعمال الصغيرة.
اهتم ويبر بدراسة مفهوم ممارسة السلطة ، وقسمها إلى ثلاثة أنواع : تقليدية ، وشخصية كاريزيمة ، وسلطة قانونية عقلانية .
كما ركز على أهمية تصميم المنظمات الذي يستند على مبدأ التخصص وتقسيم العمل ، وتسلسل السلطة والاختيار ، وقال إن التنظيم في المنظمات الكبيرة يجب أن يحقق الدقة ، والسرعة ، والوضوح ، والاستمرارية والكفاءة في الأداء الإداري ، والاستجابة الصارمة من قبل المرؤوسين .
نظرية العلاقات الإنسانية :
ويطلق عليها العديد من الكتاب بمدرسة العلاقات الإنسانية ، وقد ظهرت هذه النظرية كرد فعل على قصور مدرسة الفكر الإداري التقليدي في تناولها للعنصر الإنساني ، وعلى عدم قدرة مدرسة الفكر الإداري التقليدية على تحقيق الكفاءة الإنتاجية المطلوبة ، وعجز روادها عن حل المشكلات الإنتاجية مثل ارتفاع معدلات دوران العمل ، وتحقيق مستوى الجودة المطلوبة. (حريم : 60 , 2004 )
ركزت نظرية العلاقات الإنسانية ومدرسة العلاقات الإنسانية اهتمامها على دراسة وتحليل سلوك الأفراد والجماعات في المنظمة واعتمدت على المنهج العلمي في حل المشكلات الإنسانية ، ورفع مستوى الأداء في العمل ، وعلى العلاقة بين المرؤوسين والرئيس .
يعد إلتون مايو مؤسسة لمدرسة العلاقات الإنسانية ، قام إلتون مايو (llton Mayo) بسلسلة دراسات تعرف بدراسات هاوثورن Howthorn) خلال الفترة بين عامي 1927-1932 وتوصلت إلى نتائج مهمة منها أن المنظمة عبارة عن كيان اجتماعي بالإضافة إلى كونها نظاما فنية ، وأنه لا تتم إثارة دوافع الفرد العامل بفعل حوافز اقتصادية فقط وإنما بحوافز معنوية أيضا ، وهناك علاقة إيجابية بين نمط الإشراف الديمقراطي وإنتاجية العامل، يحتاج المدير إلى مهارات إجتماعية بقدر حاجته إلى مهارات فنية ( 2008 , 16 .Arthur G)
وقد حاولت ماري فيوليت باركر (.Mary Parker F) التوفيق بين مبادئ الإدارة الكلاسيكية ، وأفكار مدرسة العلاقات الإنسانية، وقد عبرت عن فكرها في هذا المجال على دراسة ديناميكية الجماعة ، وإدارة الصراع التنظيمي ، كما ركزت على أهمية مشاركة الأفراد ، والتعاون والاتصال والتنسيق بين الأفراد والجماعات.
ومن رواد مدرسة العلاقات الإنسانية شيستر برنارد (Chester Barnard) الذي ركز في كتابه " وظائف المدير " على أن المنظمة عبارة عن كيان اجتماعي تعاوني وأن التعاون بين أفراد هذا المجتمع هو السبيل الرئيسي لتحقيق النجاح للمنظمة ، ويعزى إلى برنارد الفضل في وضع الأساس الكمي لاتخاذ القرارات الإدارية بدلا من الطريقة الوصفية المتبعة. (Wisniewski :2002 ,65)
مدارس الفكر الإداري الحديث Modern School of Management
من بين أهم المتغيرات التي أثرت بصورة عميقة في تطور علم الإدارة هي استخدام الطرق الكمية في اتخاذ القرارات الإدارية ، وقد عزز من هذا التغير في تطور علم الإدارة استخدام الحاسبات ونظم المعلومات الإلكترونية والاتصالات.
وقد ظهر في هذا المجال مدارس عديدة هي :
1) المدرسة الكمية : The Quantitative School of Management
ويطلق عليها مدرسة علم الإدارة management science school .
تختلف مدرسة علم الإدارة عن الإدارة العلمية في أنها لا تركز فقط على الإنتاجية وكفاءة الأفراد وأدوات العمل ، فهي بذلك تعد الكفاءة إنجازا ناتجة عن التخطيط السليم لإدارة الموارد البشرية في المنظمة ، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال التوافق والتكامل بين عناصر العمل في المنظمة وبخاصة استخدام الطرق الكمية لمعالجة المشاكل التي تواجه الإداريين في مختلف المستويات التنظيمية في منظمات الأعمال.
ومن الأساليب المستخدمة في هذا العلم نماذج صفوف الانتظار ، والبرمجة الخطية ، ونموذج الاختيار والتعيين والنقل ، وغيرها من النماذج الأخرى ، والتي تستخدم بدورها في عمليات توزيع الأفراد والكوادر البشرية على الوحدات الإدارية والأقسام في المنظمة . وتعتمد العديد من منظمات الأعمال مبادئ هذه المدرسة بعد انتشار الحاسوب ونظم المعلومات والاتصالات الإلكترونية .
2) مدرسة النظم : The Systems School
ركزت مدرسة النظم على تأكيد العلاقة بين المنظمة والبيئة المحيطة بها وعدت التنظيم المتبع في أي منظمة هو نظام مفتوح على البيئة الخارجية ، وليس نظاما مغلقا يعيش في معزل عن البيئة الخارجية ، بمعنى وجود علاقات مفتوحة بين النظامين الداخلي والخارجي يؤثر كل منهما في الآخر، من هنا يمكن القول بأن مدرسة النظم تعني بكيفية تعامل المنظمات مع البيئة المحيطة ومع المنظمات الأخرى .
إن هذه العلاقة حتمية ، لأن نظام الإنتاج والعمل في المنظمة (البيئة الداخلية ) تحصل على كافة احتياجاتها مثل المواد الخام ، والآلات ، والأفراد وكافة مستلزمات الإنتاج من المنظمات الأخرى في البيئة الخارجية ( السوق) كما تبيع منتجاتها للمستهلكين في السوق... الخ .
كما أن الناس ، ومنظمات الأعمال ، في البيئة الخارجية بحاجة إلى الحصول على السلع أو الخدمات التي يتم إنتاجها داخل المنظمة ، لذلك لابد للمنظمة إذا ما أرادت النجاح ، التعاون والتنسيق مع بيئتها الخارجية ، ومعرفة نقاط القوة والضعف في أدائها وعلاقاتها . ( العتيبي وآخرون : 2007 ,76)
3) المدرسة الظرفية : The Contingency School
وهي مؤسسة حديثة نسبيا ، وفيها يعد المدخل الظرفي مساهمه نوعية بين المدارس الحديثة.
إن معظم النظريات الإدارية الأخرى يمكن عدها ممثلة لمداخل عامة وشاملة ( universal approaches) لأنها تبحث عن أفضل الطرق لإدارة المنظمة ، ويقترح المدخل الظرفي ( الموقفي) أن كل منظمة يمكن عدها نظاما مستقلا ومنفردة ، وكيانا قانونيا له خصائصه وبيئته ، ولذلك لا يمكن تعميم طرق شاملة للنجاح أو لتحسين الأداء ، أو في حل كافة المشكلات ، وإنما لكل موقف stance أو ظرف situation له سلوك إداري يلائمه ويتأثر بالعديد من العوامل الظرفية ، مثل الحجم والبيئة والتكنولوجيا المستخدمة وطبيعة الأفراد والمجموعات في المنظمة .
لذلك يمكن للمدير أو أصحاب المنظمة أن يختاروا النظرية الإدارية أو المدرسة الإدارية ، أو المبدأ الإداري الذي يلائم الظروف التي تواجه المنظمة ، ويتطلب ذلك من المدير أن يكون درس علم الإدارة في الجامعات ، وليس الاعتماد على الخبرة السابقة التي لا يدعمها أساس علمي . ( العامري ، والغالبي : 458 , 2006 )
المتغيرات الحديثة التي ساهمت في تعظيم دور الإدارة في نجاح المنظمات:
مر علم الإدارة خلال الفترة ( 1750-1880 ) بمتغيرات عديدة أسهمت إلى حد كبير بتعظيم دوره في نجاح منظمات الأعمال حتى أصبح هذا العلم له مكانته وأهميته بين العلوم الأخرى .
ومن أهم هذه المتغيرات ما يلي :
( عباس : 22 , 2007 )
1- النمو المتزايد في حجم المشروعات :
كان لظهور الآلة أثر كبير على المشروع الصناعي والزراعي والتعليمي ، فبعد أن كانت وسائل الإنتاج بسيطة ويدوية أصبحت أكثر تعقيدا بعد إدخال الآلة في الصناعة ، وانتقال المشروع إلى الإنتاج السريع .
وقد أدت هذه التطورات إلى زيادة الطلب على القوى العاملة ، وإلى رؤوس أموال أكبر لشراء الآلات ، والحاجة إلى أسواق جديدة لبيع المنتجات ، كل ذلك أدى إلى كبر حجم المشروع، وبالتالي نشوء الحاجة إلى البحث عن وسائل تساعد أصحاب المشروع على توجيه الجهود الجماعية للأفراد لتحقيق أهداف المشروع.
وكانت هذه الأداة هي علم الإدارة ، وعن طريقها أمكن تخطيط وتنظيم وتوجيه الأداء المشترك للأفراد العاملين، والرقابة على أدائهم وتنسيق جهودهم . مما أسهم إلى حد كبير في ظهور علم الإدارة كعلم له مبادئه ونظرياته ومكانته بين العلوم الأخرى .
2- إنفصال الملكية عن الإدارة :
تكفل القوانين والتشريعات الحكومية والأعراف والقيم الاجتماعية حق المالكين في إدارة أموالهم ومنشآتهم ، ولكن مع تعاظم حجم هذه المنشآت لم يعد المالك قادرا على القيام بهذا الدور وحده إما بسبب التخصص أو الجهد اللازم لإدارتها ، مما يدفعه إلى الاستعانة بأفراد من ذوي الخبرة والتخصص ممن درسوا الإدارة كعلم ومارسوها كمهنة في إدارة المنشآت بنجاح .
وقد أدى هذا إلى انفصال ملكية المنشأة عن إدارتها ، وكان لهذا المبدأ الإداري أثره الكبير في رفع شأن الإدارة والاعتراف بأهميتها .
أما دور المالكين فهو الإطلاع على نتائج أعمال الإداريين والحكم على مستوى وجودة أدائهم وكفائتهم . لكن مازال الكثير من أصحاب المنشآت يرغبون في ممارسة السلطة الإدارية وتحقيق الربح ، فالجمع بين ممارسة السلطة وتحقيق أهداف المنظمة لا يجوز لا من الناحية التنظيمية ولا الإدارية ، فالانفراد باتخاذ القرارات وفق أسس شخصية وغير عليمة يقود المؤسسة في نهاية المطاف إلى الفشل والتصفية. ( Steven P.robins : 2009 , 154 )
3- التدخل الحكومي :
أدى النمو المتزايد في حجم المنظمات وأعدادها وتنوع نشاطاتها وعدد العاملين فيها وتنوع ثقافاتهم إلى تدخل الدولة ووضع السياسات والقوانين التي من شأنها المحافظة على حقوق المالكين وحمايتها من مخاطر الفشل والتصفية والاستغلال ، فقد قامت بتأسيس أجهزة رقابية متخصصة مثل قوانين العمل والعمال لمتابعة شئون رجال الأعمال ومايقومون به داخل مؤسساتهم لمساعدتهم في التغلب على مشاكلهم ، وقد ساعد ذلك في تطور علم الإدارة .
4- تأسيس النقابات العمالية :
كان لظهور النقابات العمالية من العوامل التي أكدت على أهمية الإدارة ومدى الحاجة إليها ، وحازت على الإعتراف الحكومي بأنشطتها الهادفة إلى الدفاع عن حقوق العاملين في المنشآت ، فاكتسبت دورا مهما في مجال الإدارة لأنها تمارس ضغوطا على أرباب العمل وتراقب سلوك المدراء تجاه العاملين ، فهي تستطيع دعوة العمال إلى الإضراب عن العمل إذا عجزت النقابة عن حل المشكلات والنزاعات بين العمال وأرباب العمل ، وفي ضوء هذا التطور وجد أرباب العمل أنهم يجبرون على تعيين مديرين أكفاء يهتمون بشؤون العمال ويديرون عملية التفاوض مع النقابات .
5- التقدم التكنولوجي واستخدام الحاسبات الإلكترونية :
أدى التقدم التكنولوجي المستخدم في الإنتاج ، والاعتماد المتزايد على استخدام الحاسبات الإلكترونية ونظم المعلومات والاتصالات الإلكترونية إلى إحداث تغييرات جذرية في عملية اتخاذ القرارات وحل المشكلات الإدارية مما عزز من دقة وجدوى النتائج التي يتم الحصول عليها ، وهكذا تأثرت الإدارة بهذه المتغيرات ، فأصبحت القرارات تستند على أسس علمية وابتعدت عن الطرق الوصفية التي تقوم على التكهن والتخمين .
تعليقات