بحث عن الثقافة التنظيمية :
مقدمة عن الثقافة التنظيمية :
ان الثقافة التنظيمية من المكونات الأساسية للمنظمة؛ وهي تساهم في نجاح المنظمة إلى حد كبير، وتعزز التزام أعضاء المنظمة بمبادئها وفلسفتها، وصولا لتحقيق أهدافها.
ولقد أصبح موضوع ثقافة المنظمة من الموضوعات التي تحظى بالاهتمام الكبير في مجالات السلوك التنظيمي على اعتبار أن ثقافة المنظمة من المحددات الرئيسة لنجاح المنظمات أو فشلها، حيث تربط بين نجاح النظرية وتركيزها على القيم والمفاهيم التي تدفع أعضائها إلى الالتزام والعمل الجاد والابتكار والتحديث والمشاركة في اتخاذ القرارات والعمل للمحافظة على الجودة وتحسين الخدمة وتحقيق ميزة تنافسية والاستجابة السريعة الملائمة الاحتياجات العملاء والأطراف ذوي العلاقة في بيئة عمل المنظمة . (أبو بكر، 2005:405 )
مفهوم الثقافة التنظيمية :
هناك العديد من التعريفات التي تم تعريف الثقافة التنظيمية بها ومنها :
1. مجموعة السلوك التي تتعلمها الكائنات الإنسانية في أي مجتمع من الكبار الذين تنتقل منهم إلى الصغار، ويتم توارثها من جيل إلى جيل . ( السكارنة ، 2009 : 355 ) .
2. الافتراضات والقيم الأساسية التي تطورها جماعة معينة من أجل التكيف والتعامل مع المؤثرات الخارجية والداخلية، والتي يتم الاتفاق عليها وعلى ضرورة تعليمها للعاملين الجدد في التنظيم، من أجل إدراك الأشياء والتفكير بها بطريقة تخدم الأهداف الرسمية . ( القريوتي، 2002: 151)
3. عبارة عن منظومة متكاملة من القيم والتقاليد والقواعد التي يشترك في ادراكها والتعبير عنها والايمان بها كل أفراد التنظيم، وبغض النظر عن الوظيفة والمستوى الاداري . (ياسين، 2007: 238)
4. مزيج من القيم والاعتقادات والافتراضات والمعاني والتوقعات التي يشترك فيها أفراد منظمة أو جماعة أو وحدة معينه، ويستخدمونها في توجيه سلوكهم وحل المشكلات .(حريم، 2004: 327)
5. مجموعة من الاعتقادات والتوقعات والقيم التي يشترك بها أعضاء المنظمة، كما تعرف على أنها مجموعة من المبادئ الأساسية التي اخترعها واكتشفها أو شكلها جماعة معينة وذلك بهدف التعود على حل بعض المشاكل فيما يخص التأقلم مع محيطها الخارجي والانسجام أو التكامل الداخلي، إذن تمثل ثقافة المنظمة مجموعة من المميزات التي تتميز بها المنظمة عن باقي المنظمات الأخرى. ( السكارنة، 2009: 358)
6. وعرفت بأنها تمثل الموروث الحضاري والقيمي للمنظمة الذي يحكم تصرفات وسلوكيات الأفراد وموقفهم اتجاه القضايا الإدارية والعلمية المختلفة، فهي تمثل القيم والمعتقدات والمفاهيم وطرق التفكير المشتركة بين أفراد المنظمة . (الظاهر، 21:2011 )
7. مجموعة القيم والمعتقدات والتقاليد والاتجاهات التي تخلق مجالا شاملا يؤثر في بناء سلوك العاملين وتفكيرهم وطريقة أداءهم لأعمالهم . (الطراونة وآخرون 293:2012 ).
9. منظومة المعاني والرموز والمعتقدات، والطقوس، والممارسات التي تتطور وتستقر مع مرور الزمن، وتصبح سمة خاصة للتنظيم بحيث تخلق فهما عامة بين أعضاء التنظيم حول خصائص التنظيم والسلوك المتوقع من الأعضاء فيه . ( القريوتي، 2010: 373).
تعريفات الثقافة التنظيمية السابقة تتفق في مضمونها من حيث تركيزها على أن الثقافة كل مركب من مجموعة من العناصر، تتمثل بصفة أساسية في القيم والمعتقدات والتقاليد والممارسات والسلوك، وهي انسانية يكتسبها مجموعة من الأفراد، بحيث تظهر في سلوكهم وأدائهم، وتنتقل من جيل لآخر.
وعليه يمكن تعريف الثقافة التنظيمية بأنها:
مجموعة من القيم والمعتقدات والممارسات، التي يكتسبها مجموعة من الأشخاص، وتتفاعل مع غيرها من مكونات المنظمة، التنصهر في بوتقة واحدة، فينتج عنها صفات شخصية خاصة بالمنظمة تميزها عن غيرها من المنظمات، وتتوارثها الأجيال، وتتطور هذه الثقافة لتنسجم مع المتغيرات الخارجية وتصبح عنوان المنظمة.
مكونات أبعاد الثقافة التنظيمية :
إن إحدى الوسائل لفهم الثقافة التنظيمية هي دراسة أبعادها التي يعتقد أنها تتكون مما يأتي :
1- الرموز والشعارات:
حيث يقصد بالرموز أي هدف أو فعل يستخدم موجهة لعملية تناقل المعاني، أما الشعارات فهي المبادئ الأساسية الراسخة التي يمضي عليها فترة من الزمن.
2- الألفة والرسمية:
إذ تشير الألفة إلى تعاون علائقي دراماتيكي يخطط من خلال مجموعة من الأنشطة، أما الرسميات فهي نظام لطقوس وشعائر مختلفة يتم العمل بها في مناسبة فردية أو حدث فردي.
3- الطقوس:
وهي مجموعة من التقنيات والسلوكيات المنفصلة والمعيارية حيث تتصل الطقوس الرسمية بإجراءات العمل نفسها ولها هدف وظيفي يتطابق مع أهداف الإنتاج، أما الطقوس غير الرسمية فتتمثل بالحفلات وغيرها.
4- الأساطير والقصص:
الأسطورة هي تصوير دراماتيكي لأحداث خيالية تستخدم لشرح التغيير، أما القصة فهي تصوير لحدث واقعي وهي خليط من الحقائق والملابسات الواقعية.
5- اللغة:
وهي صيغة أو طريقة يستخدمها أعضاء الجماعة للمشافهة أو لكتابة الرموز لنقل المعاني فيما بينهم وهي مصدر لإثارة عواطف الأفراد.
6- البيئة المادية:
وهي الأشياء المحيطة حيث تعطي شعورا بالحساسية تجاه أي عمل.
7- التقانة:
وهي تتمثل باستخدام المكائن والمعدات ثم عمليات الانتاج فضلا عن طرائق وأساليب تنظيم العمل المختلفة. ( السكارنة، 2009: 362-363)
مصادر الثقافة التنظيمية
يعتبر بناء ثقافة المنظمة هو محصلة جهد جماعي ناتج عن فعل وتصرف انساني محاولا تكوين منظومة قيم ومعتقدات مشتركة تتفاعل مع مكونات المنظمة من أفراد وهياكل ونظم لتنتج أعراف وتقاليد سلوكية مساعدة، وفي رسم صورة المنظمة وتحديد طريقة أداء الأعمال والعمليات والمهام والأدوار.
ويعتمد نجاح ذلك البناء على تفكير إدارة المنظمة باستراتيجيات تكوين الثقافة، تساعد في تحقيق قدر من التلائم الثقافي للمنظمة ومكوناتها الأخرى وهو ما يقود إلى عمليات التغير وتحسين الأداء ومن ثم إحراز النجاح والتقدم . (مساعدة، 2012: 327)
هناك بعض المصادر للثقافة التنظيمية وهي :
1- الروتين :
فهو ما يتم بموجبه تحديد كيفية تعامل الأفراد مع بعضهم داخل المنظمة، ومع من هم خارج المنظمة، وهو أول يوم يتعلمه الموظف عندما يلتحق بالمنظمة، ونستطيع القول أن الروتين هو الشكل الظاهري للثقافة، حيث يجسد خلاله قيم الثقافة واتجاهاتها.
2- نظام الرقابة والتحكم:
تحدد كل منظمة معايير أداء خاصة بطبيعة عملها، كما تعتمد نظام رقابة لقياس أداء العاملين فيها على أساسه، فالجامعة لديها منظومة تقييم تقوم على معايير تقيس بموجبها أداء الطالب، وهذه وسائل مهمة لكل الأطراف ذات العلاقة في الجامعة.
3- البناء التنظيمي:
فهو بناء يعكس طبيعة العلاقة بين الوحدات والفعاليات، وهو أداة لتكوين الثقافة؛ فنجد أن البناء الهرمي الآلي يعكس ثقافة المنظمة العسكرية وهو ملائم لها؛ في حين يختلف البناء في المنظومات الفنية أو الطبية؛ فالمستشفى سيتعرض المشكلات خطيرة؛ لو اعتمد تنظيم المؤسسة العسكرية. (الطراونة وآخرون، 2012: 298-297 )
خصائص الثقافة التنظيمية
من الأهمية بمكان إدراك أنه لا توجد منظمة ثقافتها مشابهة لثقافة منظمة أخرى حتى لو كانت تعمل في القطاع نفسه، فهناك جوانب عديدة تختلف فيها ثقافة المنظمات فكل منظمة تحاول تطوير ثقافتها الخاصة بها.
تتضمن ثقافة المنظمة أبعادا أو خصائص رئيسة ترتبط ببعضها البعض، وتعتمد على بعضها البعض .
وفيما يلي الخصائص الرئيسة للثقافة التنظيمية التي قد تختلف من منظمة الأخرى :
( حریم، 2004: 328-329)
1- المبادرة الفردية (Individual Tolerance):
درجة الحرية والمسؤولية والاستقلالية لدى الأفراد.
2- التسامح مع المخاطرة (Risk Tolerance):
إلى أي مدى يتم تشجيع العاملين ليكونوا جسورين، ومبدعين، ويسعون للمخاطرة.
3- التوجيه (Direction):
إلى أي مدى تضع المنظمة أهدافا وتوقعات أدائية واضحة.
4- التكامل (Integration):
ما مدى تشجيع الوحدات في المنظمة على العمل بشكل منسق.
5- دعم الإدارة (Management Support):
إلى أي مدى تقوم الإدارة بتوفير الاتصالات الواضحة، والمساعدة، والمؤازرة للعاملين.
6- الرقابة (Control):
ما مدى التوسع في تطبيق الأنظمة والتعليمات، ومقدار الإشراف المباشر المستخدمة لمراقبة وضبط سلوك العاملين.
7- الهوية (Identity):
إلى أي مدى ينتمي العاملون للمنظمة ككل بدلا من الوحدات التي يعملون فيها أو مجال تخصصهم المهني.
8- نظم العوائد (Rewards System):
إلى أي مدى يتم توزيع العوائد ( الزيادات والعلاوات والترقيات) على أساس معايير أداء العاملين مقارنة بالأقدمية والمحاباة وغيرها.
9- التسامح مع النزاع (Conflict Tolerance):
إلى أي مدى يتم تشجيع العاملين على إظهار إعلان النزاعات والانتقادات بصورة مكشوفة.
10- أنماط الاتصال (Communication Patterns):
إلى أي مدى تقتصر الاتصالات في المنظمة على التسلسل الهرمي الرسمي .
هناك بعض الخصائص الاخري وهي :
1. الثقافة التنظيمية نظام مركب:
لا تملك المنظمة ثقافة واحدة وإنما تحتوي على ثقافات فرعية تختلف باختلاف الأفراد المنتمي إليها وعادة لا يوجد تعارض بين الثقافات الفرعية والثقافة الرئيسية بالمنظمة.
2. الثقافة التنظيمية نظام متكامل:
وذلك من خلال خلق الانسجام بين العناصر المختلفة للثقافة داخل المنظمة بحيث أي تغيير على أحد عناصر الثقافة ينعكس أثره على باقي العناصر الأخرى.
3. الثقافة التنظيمية نظام متغير ومتطور:
عادة ما تكون ثقافة المنظمة قابلة للتغيير والتطوير تماشيا مع المتغيرات البيئية والخارجية من أجل تحقيق أهداف المنظمة.
4. الثقافة التنظيمية نظام مرن:
تتكيف الثقافة التنظيمية مع المتغيرات التي تحدث داخل أو خارج المنظمة وهذا لتحقيق أهداف المنظمة. (السكارنة، 2009: 371-372)
خاتمة عن الثقافة التنظيمية :
أن الثقافة نظام تراكمي متصل ومستمر، حيث يعمل كل جيل من أجيال المنظمة على تسليمها للأجيال اللاحقة ويتم تعلمها وتوريثها عبر الأجيال عن طريق التعلم والمحاكاة وتتزايد الثقافة من خلال ما تضيفه الأجيال إلى مكوناتها من عناصر وخصائص وطرق انتظام وتفاعل هذه العناصر والخصائص . (أبو بكر، 2005: 407)
تعليقات