بحث عن النظرية البنائية وتطبيقاتها التربوية |
بحث عن النظرية البنائية :
محتويات البحث :
(1) نشأة النظرية البنائية .
(2) مفهوم النظرية البنائية .
(3) مسميات النظرية البنائية .
(4) مبادئ النظرية البنائية .
(5) التطبيقات التربوية للنظرية البنائية .
نشأة النظرية البنائية :
إن النظرية البنائية ظهرت في بدايات القرن العشرين ميلادي في مختلف العلوم الطبيعية ، ولكنها لم تظهر ملامحها في مجال التربية وعلم النفس إلا في هذا القرن في عصرنا الحديث ، علي يد العالم الفرنسي ( جان بياجيه Jan Piaje ) ، الذي كان أول من صنع منهجا تطبيقيا للبنائية في التربية .
مفهوم النظرية البنائية :
عرفت النظرية البنائية علي أنها :
ذلك الموقف الفلسفي أو التصورات أو الإجراءات التي تمكن الطالب من القيام بالعديد من الأنشطة التعليمية أثناء تعلمه للعلوم ، وتؤكد علي مشاركته الفكرية الفعلية في تلك الأنشطة ، بحيث يستنتج المعرفة الجديدة بنفسه ، ويحدث عنده التعلم القائم علي الفهم ، وبمستويات متقدمة تؤدي إلى إعادة تنظيم البنية المعرفية للطالب وما فيها من معلومات .
كذلك عرفت المدرسة البنائية علي أنها :
عملية البناء المعرفي التي تتم من خلال تفاعل المتعلم مع ما حوله من أشياء وأشخاص ، واثناء هذه العملية يبني المتعلم مفاهيم معينة ، وهذا بالتالي يوجه سلوكياته مع كل ما يحيط به من أشياء وأشخاص وأحداث .
مسميات النظرية البنائية :
تعدد مسميات النظرية البنائية في التربية ، فتعرف أحيانا باسم ( النظرية البنائية المعرفية ) أو ( النظرية البنائية المفاهيمية في التربية ) ، ثم ظهر ما يسمي بالمناهج البنائية ، ونظريات التعلم البنائية ، والطرق البنائية في التدريس ، والمعلم البنائي ، والطالب البنائي .
ان التعلم البنائي يجعل المتعلم يكون المفاهيم ويضبط العلاقات بينها بدل استقبالها عن طريق التلقين ، ثم الانتقال به إلى تجريدها عن طريق الاستدلال و الاستنباط ، لإكسابه مناهج وطرائق التعامل مع المشكلات ، فينمو لديه اتجاه المعرفة الاستكشافية ، و يبني معلوماته داخليا متأثرا بالبيئة المحيطة به ، والمجتمع ، واللغة ، فيصبح لكل متعلم طريقة وخصوصية في فهم المعلومة .
النظرية البنائية الحديثة قد ظهرت منذ أكثر من عشرين عاما وسادت الأفكار البنائية وانتشرت بالتدريج ، وأدى ذلك إلى تطبيق هذه الأفكار في مجال العلوم ، لذا تعتقد طائفة كبيرة من التربويين في هذا العصر بأن المعرفة يتم بناؤها في عقل المتعلم بواسطة المتعلم ذاته ، حيث تمثل هذه الفكرة محور النظرية البنائية في التربية .
مبادئ النظرية البنائية :
تعددت مبادئ النظرية البنائية ، فمنها ما ركز علي الدور الفعال للمتعلم البنائي في عملية التدريس ، ويمكن اجمال هذه المبادئ فيما يلي :
(1) المعرفة السابقة :
معرفة المتعلم السابقة أو البنية المعرفي السابقة للمتعلم هي محور الارتكاز في عملية التعلم على أساس هذه النظرية ، كون المتعلم يبني معرفته على ضوء خبراته السابقة ، وذلك شرط أساسي لبناء التعلم ذي المعنى .
(2) التعلم ذو المعني :
إن المتعلم يبني معنى لكل ما يتعلمه بناءً ذاتياً ، حيث يتشكل المعني داخل بنيته المعرفية من خلال تفاعل حواسه تفاعلاً اجتماعياً مع العالم الخارجي المحيط به ، وذلك لتزويده بمعلومات وخبرات تمكنه من ربط المعلومات الجديدة بما لديه من معلومات ، بشكل يتفق مع المعنى العلمي الصحيح للمعرفة .
(3) البحث عن حل للمشكلات :
إن التعلم يحدث على أفضل وجه وفي أفضل الظروف عندما يواجه الفرد مشكلة أو موقفاً أو مهمة حقيقية ، فيبدأ بالبحث عن حلول مناسبة من خلال العملية البنائية للمعرفة ، حيث يحدث تغيير في بنية الفرد المعرفية، كتنظيم الأفكار والخبرات الموجودة مسبقا في حال دخول معلومات جديدة .
هناك مبادئ أخرى للنظرية البنائية وهذه المبادئ قائمة علي دمج الدور الايجابي الفعال للتلميذ والمعلم اثناء عملية التدريس من خلال ممارسته للأنشطة التعليمية ، ومن هذه المبادئ :
(1) التهيئة الحافزة :
ضرورة بدء الموقف التعليمي بتهيئة حافزة مثيرة للمتعلم ، تدفعه للتعلم بشغف ورغبة .
(2) صياغة الأهداف التعليمية :
يجب على المعلم صياغة عدد محدد من الأهداف التعليمية المحددة، التي يجب أن يحققها التلاميذ بعد دراستهم للمادة التعليمية .
(3) تنوع عرض المحتوى :
لابد من عرض المحتوى العلمي للمادة بطرق مختلفة : لفظيا، عرض الصور الثابتة والمتحركة ، الرسوم التخطيطية وخرائط المفاهيم ، الحساب والكمبيوتر... إلخ مما يساعد التلميذ على استيعاب ذلك المحتوى .
(4) البناء المعرفي :
يجب التركيز على الدور الإيجابي للتلميذ أثناء عملية التعلم، حيث يبني التلميذ معرفته وخبراته من خلال تفاعله مع غيره من التلاميذ ومع البيئة التعليمية المحيطة به.
(6) وسائل التقويم المعرفي :
ضرورة توفر وسائل تقوdم مناسبة تساعد على تحقيق التعلم ذي المعنى للمتعلم ، وبالتالي وصوله إلى مستويات متقدمة في التحصيل والإنجاز .
التطبيقات التربوية للنظرية البنائية :
هناك العديد من التطبيقات التربوية للنظرية البنائية ، ومنها :
(1) دائرة (دورة التعلم ) :
وهي إحدى استراتيجيات التدريس القائمة على النظرية البنائية ، وهي عبارة عن نموذج دائري بين مراحل التعلم ، تعتمد على التحري والاستقصاء ، والبحث ، وتتكون عمليا من ثلاث مراحل ، هي:
أ- مرحلة اكتشاف المفهوم :
وتبدأ بالتفاعل المباشر بين المتعلم والخبرة الجديدة، والتي تثير لديه التساؤلات مما يدفعه للبحث عن إجابات لتلك التساؤلات ، وأثناء عملية البحث قد يكتشف أشياء أو أفكار أو علاقات جديدة لم تكن معروفة لديه من قبل.
ب- مرحلة تقديم المفهوم :
وتبدأ بتزويد المتعلم بالمفهوم أو المبدأ المتعلق بالخبرة الجديدة، وأحيانا يطلب منه محاولة التوصل إلى صياغة واضحة للمفهوم بطريقة تعاونية جماعية ، أو يتوصل إليها بنفسه إن أمكن ذلك ، ثم يجمع من المتعلمين معلومات حول الدرس ، مع مساعدة المعلم لهم في معالجتها و تنظيمها عقليا وتقديمها بلغة مناسبة للمفهوم .
ج- مرحلة تطبيق المفهوم :
حيث يقوم فيها المتعلم بأنشطة مخطط لها ، والتي تعينه على انتقال أثر التعلم وتعميم خبرته التي اكتسبها في مواقف جديدة ، مما يؤدي إلى التنظيم العقلي للخبرات وترتيبها ، ويكون ذلك بإيجاد العلاقات والروابط بين الخبرات الجديدة والخبرات السابقة ، وبالتالي اكتشاف تطبيقات جديدة لما تم تعلمه ، فيعود إلى مرحلة الاكتشاف لتكتمل دورة التعلم .
(2) السنادات ( السقالات ) التعليمية :
أما هذه الاستراتيجية فيستخدمها المعلم مؤقتاً ، يقدم من خلالها مجموعة من الأنشطة والبرامج التي تزيد من مستوى الفهم لدى المتعلم ، حتى يستطيع أداء هذه الأنشطة ذاتياً ، وتتكون من عدة مراحل ، حيث كل مرحلة تسند المرحلة التي بعدها ، وعلى هذا الأساس تم تسميتها بالسنادات التعليمية ، وهذه المراحل هي :
أ- مرحلة التقديم :
يعطي المعلم في هذه المرحلة فكرة عامة عن الدرس ، مع استخدام التلميحات والتساؤلات المثيرة وتبادل الأفكار بين المعلم والمتعلم في بعض عناصر الدرس.
ب- مرحلة التعليم الجماعي :
بعد تقديم الفكرة العامة للدرس، يشارك المعلم المتعلمين في بعض أفكار الدرس الجانبية ، حيث يطرح عليهم العديد من التساؤلات ، ومن ثم يتركهم يبحثون عن إجاباتها في مجموعات صغيرة ، ثم في مجموعات أصغر ، حتى يتبقى طالبان فقط في المجموعة الواحدة .
ج- مرحلة التعليم الفردي :
بعد أن وضحت معظم جوانب الدرس ، وتم تداولها بشكل جماعي ، يترك الطالب ليتعلم بمفرده ، تحت إشراف المعلم ومراقبته ، كما يمكن للمعلم تبادل الدور مع المتعلم ، فيما يعرف بالتدريس التبادلي .
د- مرحلة التغذية الراجعة :
من خلال إشراف المعلم على المتعلمين في مرحلة التعليم الفردي يعطي المعلم تغذية راجعة للمتعلمين تصحيحا لأخطائهم ، ومن ثم يتم استخدام هذه التغذية الراجعة من قبل المتعلم ذاتيا .
هـ- مرحلة مسئولية المتعلم :
حيث تنتقل جميع المسئوليات من المعلم إلى المتعلم ذاته ، مع إلغاء التغذية الراجعة له من المعلم ، مع مراجعة أداء المتعلم دورياً ، حتى يصل لإتقان التعلم .
و- مرحلة استقلالية المتعلم :
بعد نقل كامل المسئولية إلى المتعلم ، تزداد درجة استقلاليته في التعلم وإتقانه له ، فيترك ليتعلم بمفرده دون تدخل من المعلم ، مع التمهيد لممارسات تعليمية قادمة يقوم بها المتعلم بمفرده.
(3) نموذج خريطة الشكل (v) :
أن هذا النموذج من تطبيقات النظرية البنائية قدمه (بوب جوين Bob Gowin) وهي تنتمي إلى نظرية (أوزوبل)، حيث تمثل أداة تعليمية توضح التفاعل القائم بين البناء المفاهيمي للمعرفة وبين البناء المنهجي أو الإجرائي له ، لذلك تتكون خريطة الشكل (V) من ثلاثة أجزاء:
أ- الجانب الأيسر :
وهو الجانب النظري المفاهيمي ، حيث يشمل المبادئ والنظريات والمفاهيم المتضمنة لدرس ما، حيث يتدرج الجانب الأيسر بتدرج المفاهيم من الأكثر شمولية إلى الأقل شمولية حتى ينتهي بالمفاهيم التحتية للخريطة.
ب- الجانب الأيمن :
وهو الجانب الإجرائي العملي حيث يشتمل على الملحوظات المحسوسة للأشياء والأحداث ، وكل ما يتعلق بها من صور فوتوغرافية أو مقاطع مصورة أو مسجلة ، ويتم ترتيبها أو تنظيمها في أشكال ذات معنى مثل : الرسم البياني وجداول المقارنة والخرائط المعرفية .
ج- بؤرة الشكل (V):
حيث تربط الجانبين معاً من خلال السؤال الرئيس الذي يقع أعلى الشكل (V).
(4) خرائط المفاهيم :
وهي من اهم التطبيقات التربوية للنظرية البنائية .
تعليقات