بحث عن التعلم الإلكتروني :
مقدمة عن التعليم الالكتروني :
باتت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تلعب دورا هاما في كل مناحي الحياة، فقد ساعدت على إحداث نقلة حضارية كبيرة، فأصبح البعيد قريبا، ولم تعد هناك حواجز مكانية أو زمنية بين أفراد المجتمع الواحد أو بين أفراد مجتمع وآخر، وأصبح العالم "قرية إلكترونية صغيرة" أو "قرية رقمية"، حيث يستطيع أي إنسان التجول فيها والتعرف على كل ما فيها. (الموسي؛ والمبارك، 2005: 111)
وانعكس التطور الهائل على منظومة التعليم حيث بحث التربويون عن طرق واستراتيجيات وأساليب وتقنيات ونماذج جديدة لمواجهة العديد من التحديات التي تواجه العملية التعليمية، وللمساعدة في تحويد العملية التعليمية، والوصول إلى أفضل النتاجات التعليمية، فظهر ما يسمى بالتعلم الإلكتروني E-Learning وهو المصطلح الأكثر استخداما حيث نستخدم أيضا مصطلحات أخرى مثل: E- Instruction أو Online Learning أو Electronic Education أو web based instruction . ( سالم ، 2004 : 419 )
يساعد التعليم الإلكتروني الفعال المتعلم في التعلم من خلال محتوی علمي مختلف عما يقدم بين دفي الكتاب المدرسي في المكان الذي يريده وفي الوقت الذي يفضله دون الالتزام بالحضور إلى قاعات الدراسة في أوقات محددة، حيث يعتمد المحتوى الجديد على الوسائط المتعددة (نصوص، رسومات، صور ثابتة، لقطات فيديو، صوت)، ويقدم من خلال وسائط إلكترونية حديثة مثل الحاسوب، الإنترنت، الأقمار الاصطناعية بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة. (الموسي؛ والمبارك، 2005 : 113 )
تعريف التعليم الإلكتروني :
اطلق علي التعليم الالكتروني عدة تسميات منها التعليم الافتراضي Virtual Learning أو التعليم المباشر Online Learning أو التعليم الكوني Collies,B 1996: 52) .Global Learning)
وقد تم تعريف التعليم الالكتروني بالعديد من التعريفات منها :
1. هو التعليم الذي يقدم المحتوى التعليمي فيه بوسائط إلكترونية مثل الإنترنت Internet أو الإنترانت Intranet أو الأقمار الصناعية أو الأقراص الليزرية CD. Room أو الأشرطة السمعية البصرية أو التدريس المعتمد على الكمبيوتر Computer-Based Training . ( الكيلان ، 2001م ، ص 3 )
2. هو التعلم الإلكتروني بأنه نوع من التعليم عن بعد يتم توصيله للدارسين بوسائط إلكترونية مثل الإنترنت أو الإنترانت أو التيلينت (Telenet) أو الإكسترانت (Extranet) أو الكمبيوتر أو الأقمار الصناعية سواء كان التعليم التعلم الإلكتروني هو المباشر (Online Learning) أو الافتراضي (Virtual Learning) أو المؤتمرات المرئية (Video Conferencing) أو ما شابه . المهم أن التعليم يتم باستخدام شبكة اتصالات لتوصيل و تسهيل التعليم أو التعلم المفتوح والمرن والموزع، وغالبا ما يكون مقترنا بأنشطة تعليمية. (خان ، 2005 ، ص 17 )
3. هو طريقة إبداعية لتقديم بيئة تفاعلية متمركزة حول المتعلمين ومصممة من قبل بشكل جيد و ميسرة لأي فرد، وفي أي مكان وأي زمان باستخدام مصادر الإنترنت والتقنيات الرقمية تماشيا مع مبادئ التصميم التعليمي المناسبة لبيئة التعلم المفتوحة والمرنة. (بیتس، دبیلو طوني، 2009 ، ص 46)
مما سبق من التعريفات يمكن تعريف التعليم التعلم الإلكتروني إجرائيا بأنه :
نظام تعليمي غير تقليدي أو غير نمطي يقدم خدمة تعليمية ، ويستخدم شبكة الإنترنت في الأغراض التعليمية، وهذه الشبكة تعتمد على اتصال و ارتباط عدة ملايين من أجهزة الحاسوب ببعضها عبر دائرة اتصال وتحكم واسعة الانتشار، ويتميز بوجود جداول دراسية منتظمة أو محددة سلفا للقاء الطلاب مع المعلم بشكل متزامن وغير متزامن وذلك من خلال شبكة الإنترنت.
فلسفة التعليم الإلكتروني :
يقوم التعليم الإلكتروني على فلسفة التعلم عن بعد الذي يرتكز على التعلم الذاتي للدارسين، أي تحويل عملية التعليم إلى تعلم ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد فيها الدارس على الذات بدرجة عالية، وتغيب فيه العلاقة المباشرة بين المعلم والمتعلم، وهنا يتعاظم دور الوسيط الاتصالي في تحقيق المهارات اللازمة لعملية التعلم الذي يتمثل في شبكة الإنترنت بخصائصها المتطورة. ( حمدان ، 2001م ، ص 303 )
وهذا يعني أن الواقع الإلكتروني التعليمي يستند في فلسفته إلى عدد من المبادئ تختلف في مفهومها عن المبادئ التي تنطلق منها التعليم التقليدي وهي:
- مبدأ ديمقراطية التعليم.
- مبدأ برمحة التعليم و تفریده .
- مبدأ إثارة الدوافع الذاتية .
- مبدأ تطوير التعليم و استمراريته . ( طنطاوي ، 2003م ، ص 269 )
وحتي يستطيع المتخصصون نشر وتنفيذ تقنيات التعليم الشبكي بنجاح في بيئة العمل التعليمية التدريبية أو الوظيفية، عليهم أن ينظروا إلى تلك البيئة نظرة منظومية Systemic، ويقصد بهذا أن هناك عناصر Components لأي نظام، وهذه العناصر إما أن تسهم إيجابيا أو سلبيا في عملية النشر و بالتأكيد يساعد الفهم الصحيح لماهية تلك العناصر، ولدورها العلمي على إنجاز المشروعات التكنولوجية لهؤلاء المتخصصين كما يتمنون. (وزارة التعليم العالي بسوريا، 2002 : 31)
أهداف التعليم الإلكتروني :
يمكن تحديد أهداف التعليم الالكتروني فيما يلي:
1- تأمين فرص التعليم العالي والجامعي للراغبين فيه، تحقيقا لديموقراطية التعليم الجامعي.
2- مقابلة الأعداد الهائلة المتزايدة من طلاب الدراسة الجامعية.
3- الاستجابة للطلب الاجتماعي المتزايد لهذا النمط من التعليم.
4- توفير حرية الدراسة للمتعلم وذلك بتحريره من قيود الزمان والمكان لتحقيق التعليم المستمر.
5- تقديم عملية التعلم بوسائط تعليمية مختلفة عن ما يقدم في نظم الجامعات التقليدية.
6- الإسهام في حل المشكلات الناجمة عن عجز مؤسسات التعليم العالي التقليدية عن الاستيعاب.
7- التفاعل بين المعلم والمتعلم ( التغذية الراجعة، الردود على استفسارات المتعلمين).
8- الحصول على المعلومات الحديثة والمتنوعة.
9- تفعيل عمليات التفكير العليا: التحليل، المقارنة، التقييم، البناء.
10- تنمية مهارات استخدام الحاسوب وشبكات الإنترنت. ( الهادي ، 2005م ، ص 99 )
مميزات التعليم الإلكتروني :
من أهم المميزات التي شجعت التربويين على استخدام التعليم التعلم الإلكتروني الشبكي في العملية التعليمية ما يلي:
أ- الوفرة الهائلة في مصادر المعلومات:
ومن أمثلة هذه المصادر :
(1) الكتب الإلكترونية Electronic Books
(2) الدوريات الإلكترونية Electronic Periodicals
(3) قواعد البيانات Data Basics
(4) الموسوعات الإلكترونية E- Encyclopedias
(5) المواقع التعليمية Educational.
ب - الاتصال غير المتزامن:
حيث يستطيع الأشخاص الاتصال فيما بينهم بشكل غير مباشر، ومن دون اشتراط حضورهم في نفس الوقت باستخدام الوسائط الإلكترونية التالية:
(1) البريد الإلكتروني E-Mail
(2) البريد الصوتي Voice- Mail
ج- الاتصال المتزامن:
بحيث يتم التخاطب إلكترونيا في نفس اللحظة بواسطة:
(1) التخاطب الكتابي Chat
(2) التخاطب الصوتي Voice- Conference
(3) التخاطب بالصوت و الصورة معا (المؤتمرات المرئية) Video Conference. ( مازن ، 2006م ، ص 314 ) ( الموسي والمبارك ، 2005م ، ص 78-96 )
أنماط التعليم الإلكتروني :
يوجد أسلوبان في التعليم الإلكتروني الشبكي لتقديم المادة التعليمية إلى الدارس هما:
1. التقديم المتزامن للتعليم الإلكتروني (الفصول الافتراضية)
Synchronous e-learning Delivery
ويعني أسلوب وتقنيات التعليم المعتمدة على الإنترنت لتوصيل وتبادل الدروس وموضوعات الأبحاث بين المتعلم والمعلم في الوقت الفعلي لتدريس المادة مثل: المحادثة الفورية ( Real-time chat) أو تلقي الدروس من خلال ما يسمى بالفصول الافتراضية. ومن إيجابيات هذا النوع أن الطالب يستطيع الحصول من المعلم على التغذية الراجعة المباشرة لدراسته في الوقت نفسه، كما أن هناك نوعا من التفاعل في عملية التدريس.
ويتطلب مشاركة المدرسين والطلاب في الوقت نفسه وهذا يعني إرسال المعلومات دون تأخير كما هو الحال في التعليم التقليدي. والمشاركة والحضور المتزامن هو وصول الطالب الفصل الدراسي في الوقت الفعلي للتدريس، والمشاركة في المحادثة الفورية Real-Time-chat أو من خلال البث الفضائي Satellite Broad Casting الأمر الذي يبعث الحيوية والنشاط في التعليم عن بعد.
2. التقديم غير المتزامن للتعليم الإلكتروني
Asynchronous e-learning Delivery
وفيه يحصل المتعلم على دروس مكثفة أو حصص وفق برنامج دراسي مخطط ينتقي فيه الأوقات والأماكن التي تتناسب مع ظروفه، عن طريق توظيف بعض أساليب التعلم الإلكتروني، مثل: الوسائط المتعددة والإنترنت، والبريد الإلكتروني، وسواها، وليس من الضروري تواجد المعلم والمتعلم معا في نفس الوقت للاتصال والتواصل والتفاعل، وهذا ما يفرقه عن التعليم التعلم الإلكتروني الشبكي المتزامن. ويعتمد هذا التعليم على الوقت الذي يقضيه المتعلم للوصول إلى المهارات التي يهدف إليها الدرس. ( عيسى ، 2003م ، ص 4 )
ولا يتطلب هذا النوع المشاركة الآتية للطلبة والمدرسين كما لا يحتاج الطلاب فيه إلى التجمع في مكان واحد في الوقت نفسه، لأن جميع المادة الدراسية تكون مخزنة على وسائط إلكترونية كالأقراص الليزرية CD. Roms وصفحات الويب و البريد الإلكتروني وما شابه ذلك من وسائط إلكترونية.
ويختار الطلاب أوقات تعلمهم ويجمعون المادة الدراسية حسب جداولهم وفي الوقت الذي يرغبون فيه ليلا أو نارا، وعندما يكون ذلك مناسبا لهم. كما بإمكان الطالب الاتصال بالمدرس عن طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف إذا كان لديه أسئلة يريد الإجابة عليها.
المبرات العالمية للأخذ بنظام التعليم الإلكتروني :
من المبررات العالمية للأخذ بنظام التعليم التعلم الإلكتروني الشبكي ما يلي :
1. الانفجار الهائل في كم المعلوماتية والمعرفة في شتى مجالات المعرفة .
2. تطور تكنولوجيا المعلومات ( الحفظ والتخزين والمعالجة والنشر والتوزيع الإلكتروني لها ).
3. العولمة بآثارها الإيجابية والسلبية ( العولمة السياسية - الاقتصادية - العسكرية – الثقافية - الإعلامية ... الخ ).
4. زيادة إمكانية الاتصال بين الطلاب فيما بينهم، وبين الطلاب والمدرسة، وذلك من خلال سهولة الاتصال ما بين هذه الأطراف في عدة اتجاهات مثل مجالس النقاش، البريد الإلكتروني، غرف الحوار. ويرى الباحثين أن هذه الأشياء تزيد وتحفز الطلاب على المشاركة والتفاعل مع المواضيع المطروحة.
5. المساهمة في تبادل وجهات النظر المختلفة للطلاب: المنتديات الفورية مثل مجالس النقاش وغرف الحوار تتيح فرص لتبادل وجهات النظر في المواضيع المطروحة مما يزيد فرص الاستفادة م ن الأراء والمقترحات المطروحة ودمجها مع الآراء الخاصة بالطالب مما يساعد في تكوين أساس متين عند المتعلم وتتكون عنده معرفة وآراء وذلك من خلال ما اكتسبه من معارف ومهارات عن طريق غرف الحوار.
6. الإحساس بالمساواة: بما أن أدوات الاتصال تتيح لكل طالب فرصة الإدلاء برأيه في أي وقت ودون حرج، خلافا لقاعات الدرس التقليدية التي تحرمه من هذا الميزة إما لسبب سوء تنظيم المقاعد، أو ضعف صوت الطالب نفسه، أو الخجل، أو غيرها من الأسباب، لكن هذا النوع من التعليم يتيح الفرصة كاملة للطالب لأنه بإمكانه إرسال رأيه وصوته من خلال أدوات الاتصال المتاحة من برید إلكتروني ومجالس النقاش وغرف الحوار .
7. هذا الأسلوب في التعليم يجعل الطلاب الذين يشعرون بالخوف والقلق يتمتعون بجرأة أكبر في التعبير عن أفكارهم والبحث عن الحقائق أكثر مما لو كانوا في قاعات الدرس التقليدية.
8. سهولة الوصول إلى المعلم: أتاح التعليم التعلم الإلكتروني الشبكي سهولة كبيرة في الحصول على المعلم والوصول إليه في أسرع وقت وذلك خارج أوقات العمل الرسمية، لأن المتدرب أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته للمعلم من خلال البريد الإلكتروني، وهذه الميزة مفيدة وملائمة للمعلم أكثر بدلا من أن يظل مقيدا على مكتبه. وتكون أكثر فائدة للذين تتعارض ساعات عملهم مع الجدول الزمني للمعلم، أو عند وجود استفسار في أي وقت لا يحتمل التأجيل. ( مازن ، 2006م ، ص 216 ) ، ( سالم ، 2004م ، ص 295-297 )
مكونات التعليم الالكتروني :
يقوم التعليم الإلكتروني على مكونين أو نظامين أساسيين هما :
(1) النظام التعليمي:
ويهتم بتقديم المقررات الإلكترونية عبر الحاسوب وشبكاته باستخدام الوسائط المتعددة أي (مقررات رقمية)، ويتم تفاعل المتعلم معها بطريقة تزامنية وغير تزامنية مع تلقيه للتغذية الراجعة.
(2) النظام الإداري:
ويهتم بالجانب الإداري للتعلم الإلكتروني، ويعتبر نظام إدارة التعلم الإلكتروني من أهم مكونات التعلم الإلكتروني، فهو منظومة متكاملة مسئولة عن إدارة العملية التعليمية الإلكترونية، وهذه المنظومة تتضمن: القبول والتسجيل - المقررات الإلكترونية - الفصول الافتراضية/ التعلم المباشر - الاختبارات الإلكترونية - الواجبات الإلكترونية - منتديات النقاش التعليمية - البريد الإلكتروني - المتابعة الإلكترونية. ( سالم ، 2007م ، ص2 )
نماذج توظيف التعلم الإلكتروني في عمليتي التعليم والتعلم :
توجد نماذج لتوظيف التعلم الإلكتروني في عمليتي التعليم والتعلم، ومنها:
1- النموذج الإثرائي :
ويتم استخدام بعض أدوات التعلم الإلكتروني في دعم التعلم الصفي (التقليدي) وقد يتم أثناء اليوم الدراسي في الفصل أو خارج ساعات اليوم الدراسي ومن أمثلة هذا النموذج :
- توجيه الطلاب إلى تحضير الدرس القادم من خلال الاطلاع على بعض المواقع بالإنترنت.
- قيام إدارة المدرسة بوضع الجداول المدرسية، وأسماء الطلاب على أحد مواقع الإنترنت.
- توجيه الطلاب إلى إجراء بحث بالرجوع إلى الإنترنت.
- توجيه الطلاب إلى القيام ببعض الأنشطة الإثرائية باستخدام برمجية حاسوبية، أو الشبكة العالمية للمعلومات.
- استفادة المعلم من الإنترنت في تحضير درسه وفي تعزيز المواقف التدريسية التي سيقدمها في الفصل التقليدي.
2- النموذج المزيج :
ويتضمن هذا النموذج الجمع بين التعلم الصفي والتعلم الإلكتروني داخل غرفة الصف، أو في معمل الحاسوب أو في مركز مصادر التعلم، أو في الصفوف الذكية أي الأماكن المجهزة في المدرسة بأدوات التعلم الإلكتروني القائمة على الحاسوب أو على الشبكات.
ويمتاز هذا النموذج بالجمع بين مزايا التعلم الصفي والتعلم الإلكتروني مع التأكيد على أن دور المعلم ليس الملقن بل الموجه والمدير للموقف التعليمي، ودور المتعلم هو الأساس فهو يلعب دورا إيجابيا في عملية تعلمه.
3- النموذج المتزامن :
في هذا النموذج يعتبر التعلم الإلكتروني بديلا للتعليم الصفي ويخرج هذا النموذج خارج حدود الصف الدراسي، فهو لا يحتاج إلى فصل بحدود أربعة أو مدرسة ذات أسوار، بل يتم التعلم من أي مكان وفي أي وقت خلال ٢٤ ساعة من قبل المتعلم حيث تتحول الفصول إلى فصول افتراضية، وهذا ما يطلق عليه التعلم الافتراضي Virtual Learning ويتم في مدارس و جامعات افتراضية، وهو إحدى صيغ التعلم عن بعد: التعلم الإلكتروني عن بعد . ( سالم ، 2007م ، ص 5 )
ويكون دور المتعلم هنا هو الدور الأساسي حيث يتعلم ذاتيا بطريقة فردية على حدة أو بطريقة تعاونية مع مجموعة صغيرة من زملائه الذي يتوافق معهم ويتبادل معهم الخبرات بطريقة تزامنية أو غير تزامنية عن طريق غرف المحادثة، مؤتمرات الفيديو ، السبورة البيضاء، مؤتمرات التليفون، البريد الإلكتروني، محموعات المناقشة، لوحة الإعلانات Bullet Board باستخدام أدوات التعلم الإلكتروني المختلفة سواء القائمة على الحاسب أو على الشبكات.
البنية التحتية للتعليم الإلكتروني :
تعتمد بيئة التعلم الإلكتروني على البنية التحتية الرقمية، التي يجب أن تصمم وتخطط وتدعم وتزود بالأساتذة والموظفين، وتعتمد على الكفاءات التكنولوجية للمؤسسة لضمان تقديم التعلم الإلكتروني وإدارته .
ولهذا السبب فإنه ينبغي أن تقوم على أسلوب بناء يعتمد على معايير معلنة، وإمكانية إعادة استخدام المكونات، وإمكانية الخدمة والصيانة. وتعتبر البنية التحتية المستقرة، والمستمرة، والمتوفرة بشكل واسع، من الأمور المرغوبة بشدة في التعلم الإلكتروني .
ان البنية التحتية للتعلم الإلكتروني، ينبغي أن تكون :
- قابلة للتدرج (بمعنى أن لها القدرة على التعامل م ع النمو المتزايد في أعداد الطلاب والطلب المتزايد على التخصصات، والتنوع المتعاظم للتطبيقات) .
- قابلة للاستمرار (أي أنها مرنة بما فيه الكفاية للبقاء والتكيف مع التغيرات التكنولوجية ومع مرور الوقت) .
- موثوقة ويعتمد عليها .
- متوفرة باستمرار. ( خان ، 2005م ، ص 592 )
وتشمل البنية التحتية على :
(1) الثقافة الرقمية :
ينبغي على جميع مجموعات أصحاب القرار في بيئة التعلم الرقمية (الطلاب، | وهيئة التدريس، وأعضاء فريق الدعم) أن يمتلكوا الثقافة الرقمية حتى يتمكنوا من المشاركة الفعالة في التعلم الإلكتروني، وقد تتضمن الثقافة الرقمية (ولا تقتصر فقط على المهارات المطلوبة لاستخدام المستعرض الإلكتروني، ومحركات البحث، ونقل الملفات (Ftp)، واستخدام الماسح الضوئي، والكاميرا الرقمية ؛ كما تتضمن المعرفة بالمفردات الاصطلاحية والمتخصصة.
(2) الأجهزة :
تشتمل أجهزة التعليم الإلكتروني (ولا تقتصر فقط على):
أ- الحاسوب وملحقاته:
( جهاز الحاسوب - الذاكرة العشوائية (RAM)- الذاكرة المقروءة (ROM)- القرص الصلب - الشاشة - مشغل الأقراص المرنة - مشغل القرص الوسائطي المدمج - ناسخ الأقراص الوسائطية المدمجة - السماعة - الميكروفون - الكاميرا - بطاقة الفيديو – المودم - مشغل الأقراص الرقمية (DVD) طابعة نافثة الحبر (Ink-jet Printer) - طابعة الليزر ).
ب- توصيلات الإنترنت:
الاتصال الهاتفي - خطوط اشتراك رقمية (DSL) - مودم سلكي - خط هاتفي سريع (T1) - قناة رقمية عالية السرعة لنقل المعلومات والأصوات ذات السعة الكبيرة - الشبكة الأثيرية (Ethernet) - توصيلات لاسلكية.
ج- أدوات المؤتمر من بعد:
الكاميرا الرقمية - كاميرا الفيديو .
د- البرمجيات:
تحتوي برمجيات التعلم الإلكتروني ( ولا تقتصر فقط على ): معالجات النصوص، ورزم البريد الإلكتروني، وبرمجيات العروض، وبرمجيات الرسوم البيانية، و برمجيات القراءة الآلية والمستعرضات الإلكترونية، والملحقات البرمجية ( plug-ins )، وراصدات الحسابات، وقواعد البيانات، وأنظمة إدارة التعلم، وأنظمة إدارة محتوى التعلم، وأدوات التأليف، و برمجيات المؤسسة.
ويستخدم مصممو التعلم الإلكتروني الكثير من هذه البرمجيات في ابتكار وصيانة برمجيات التعلم الإلكتروني، ولكن الطلاب يستخدمون أنظمة إدارة التعلم، ومعالجات النصوص، والملحقات البرمجية فقط للمشاركة في المقرر الإلكتروني.
هـ- أنظمة إدارة التعلم وأنظمة إدارة المحتوى:
تهم وظائف أنظمة إدارة التعلم ووظائف أنظمة إدارة محتوى التعلم مصممي التعلم الإلكتروني لبناء المقررات. ( خان ، 2005م ، ص 592 - 605 )
مراحل التخطيط لإدخال التعلم الإلكتروني في مؤسسة تعليمية :
تمر عملية التخطيط لإدخال التعلم الإلكتروني في مؤسسة تعليمية بالخطوات التالية:
1- تعيين فريق عمل للقيام بعملية التخطيط، ويشمل الخبراء في التعلم الإلكتروني، تقنيات التعليم ، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تصميم المقررات وإنتاجها، المناهج وطرق التدريس، علم النفس التعليمي، اقتصادیات وإدارة التعليم، التقويم التعليمي، بعض المعلمين المتميزين وأولياء الأمور.
2- تحديد الفئة المستهدفة من التعلم الإلكتروني.
3- تحديد الحاجات والاتجاهات والقيم والقدرات والاستعدادات للفئة المستهدفة حتى يتم وضع صيغ مناسبة للمناهج.
4- تحديد أهداف التعلم الإلكتروني بناء على تقدير الاحتياجات.
5- اختیار صيغة أو نموذج التعلم الإلكتروني المناسب للتطبيق في المؤسسة التعليمية .
6- تحديد تقنيات التعلم الإلكتروني المناسبة: (الحاسوب وبرمجياته المخزنة على وسائط التخزين: الأقراص المدمجة CD، اسطوانات الفيديو DVD، القرص الصلب Hard Disk، أو الشبكات Networks: محلية LAN ، انترنت Internet ، شبكة عنكبوتية Web ) .
7- وضع خطة لتأسيس البنية التحتية للتعلم الإلكتروني.
8- وضع خطة لتصميم وبناء البرمجيات والمقررات الإلكترونية.
9- تحديد سبل الدعم والميزانية (سواء ميزانية معتمدة من قبل الوزارة أو اشتراك رجال أعمال ومؤسسات ووزارات لتمويل مشروع التعلم الإلكتروني).
10- تحديد الوزارات والمؤسسات والشركات المحلية والدولية التي تلعب دورا في تطبيق التعلم الإلكتروني وأوجه المشاركة: مثل وزارة الاتصالات، شركات إنتاج البرمجيات والمقررات الإلكترونية.
11- تحديد العنصر البشري المشارك في منظومة التعلم الإلكتروني وأدوارهم، وتوصيف البرامج التدريبية لرفع كفاياتهم المهنية (المعلم، مصممي ومنتجي البرمجيات والمقررات و المواقع التعليمية، الكادر الإداري )
12- تحديد المتطلبات السابقة الواجب توافرها لدى المتعلمين للانضمام إلى منظومة التعلم الإلكتروني مهارات استخدام الحاسوب والشبكات، مستوى مهارات اللغة الإنجليزية الخ)
13- التخطيط لبعض البرامج الثقافية لنشر ثقافة التعلم الإلكتروني
14- تحديد معايير الجودة الشاملة لكل مكونات التعلم الإلكتروني. ( سالم ، 2007م ، ص 9 )
تعليقات