بحث عن التعليم الإلكتروني :
مفهوم التعليم الإلكتروني :
يختلف مفهوم التعلم الإلكتروني باختلاف الخلفية الأكاديمية والمهنية لمن يتطرق إليه، فيرى المربون أنه عبارة عن التعلم الذي تستخدم فيه الأجهزة الإلكترونية، بينما يعتقد الفيزيائيون أنه يمثل التعلم الذي يستخدم فيه ( الإلكترون الكهرباء )، في حين يرى مبرمجو الحاسوب في التعلم الإلكتروني على أنه ذلك التعلم الذي تستخدم فيه أجهزة الحاسبات وملحقاتها وشبكاتها والبرامج، وهو عبارة عن أسلوب للتعلم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسوب وشبكاته ووسائطه المتعددة بما فيها من الصوت والصورة والرسومات، وآليات البحث، والمكتبات الإلكترونية، بالإضافة إلى بوابات الانترنت سواء كان عن بعد أو داخل الحجرة الدراسية لأن المهم هو استخدام التقينة بجميع أنواعها من أجل إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة . (المرسي،2003)
فوائد التعلم الالكتروني :
تتلخص تلك الفوائد في زيادة وسائل الاتصال بين الطلبة بينهم وبين المدرسة، والمساهمة في التقريب بين وجهات النظر المختلفة للطلبة، مع احساسهم شبه الدائم بالمساواة، وسهولة الوصول إلى المعلم من جانب الطالب وسهولة وصول الطالب إلى المعلم، وإمكانية استخدامها في مختلف طرائق التدريس.
ويهتم التعلم الالكتروني بدعم الجانب الاجتماعي للعملية التعليمية تعويضا للانفصال المكاني بين المعلم والمتعلمين وذلك من خلال استخدام البرمجيات الاجتماعية (البرمجيات التي تعزز الشراكة والتواصل يسن المتعلمين) مثل المكونات والويكي وتشكيل مجتمعات من المتعلمين والبث الصوتي وبث الفيديو والشبكات الاجتماعية كما أن تبادل الروابط الخاصة بالويب من خلال برامج وضع العلامات على الروابط الهامة يساعد في تعرف المتعلم على الآخرين من ذوي الاهتمام المماثل . (المركز القومي المصري للتعليم الالكتروني،2008)
أهداف التعليم الالكتروني :
تتمثل أهم أهداف التعلم الإلكتروني في تعزيز مقدرة الطالب من أجل التعلم إلى أقصى طاقاته وتقديم معارف ومعلومات للطلبة ما لا تستطيع المدرسة التقليدية تقديمه، وتنمية عقل الطالب ووجدانه وميوله ومواهبه في ضوء المعلومات اللامتناهية التي سيجد فيها ما يلائمه، وتهيئة بيئة تعليمية تعلمية مرنة وإعداد معلمين مؤهلين ومهرة في استخدام أساليب التدريس الحديثة والمتنوعة.
ويسعى التعليم الالكتروني لتحقيق أهداف عديدة من أهمها :
(1) خلق بيئة تعليمية تفاعلية من خلال تقنيات الالكترونية جديدة.
(2) دعم عملية التفاعل بين الطلاب والمعلمين والمساعدين من خلال تبادل الخبرات التربوية والآراء والنقاشات الهادفة لتبادل الآراء.
(3) إكساب المعلمين المهارات التقنية لاستخدام التقنيات التعليمية الحديثة.
(4) إكساب الطلال المهارات اللازمة لاستخدام تقنيات الاتصالات والمعلومات .
(5) نمذجة التعليم وتقديمه في صورة معيارية .
(6) إيجاد شبكات تعليمية لتنظيم وإدارة عمل المؤسسات التعليمية.
(7) تقديم التعليم الذي يناسب فئات عمرية مختلفة مع مراعاة الفروق الفردية بينهم (السالم، 2004 )
مكونات التعلم الالكتروني
يمكن البدء في التعلم الالكتروني بحاسب واحد أو مجموعة حاسبات على شبكة تحتوي على البرامج المطلوبة كما يمكن أن يبدأ بحاسب ومودم Modem متصل بالانترنت بالإضافة إلى خط الهاتف ، ثم التوسع بعد ذلك حتى يشمل متكاملة ، داخلية تربط جميع العاملين ببعض ثم تربط هذه الشبكة بالانترنت حيث يمكن للعاملين التعامل داخليا وخارجيا والتعلم والتشاور وحل المشكلات عبر الشبكات.
وهناك العديد من الوسائط التي تستخدم في التعلم الالكتروني منها اسطوانات الليزر المدمجة CDs والوسائط المتعددة Multimedia التي تستخدم الصوت وأفلام الفيديو من خلال الحاسب وغيرها من البرمجيات المختلفة، وكذلك البريد الالكتروني والاجتماعات عن بعد إلى جانب استخدام المواقع التعليمية المختلفة على الانترنت . ( الغراب، 2003 )
استراتيجيات التعلم الالكتروني :
يمكن تحديد بعض استراتيجيات التعليم والتعلم الالكتروني بمايلي :
(1) استراتيجية الإلقاء الالكتروني :
ويتم ذلك بمصاحبة بعض المواد التعليمية من خلال موقع الباحث الالكتروني بالعرض المتزامن وغير المتزامن بجانب قاعات التدريس التقليدية ، لعرض محتوى ومهارات التعليم والتعلم الالكتروني .
(2) إستراتيجية الوسائط المتعددة والفائقة :
التي يمكن استخدامها في تحليل المفاهيم والمهارات الالكترونية وتنميتها وعرض المحتوى التعليمي من خلالها بدلا من الطرق التقليدية المملة.
(3) البيان العلمي الالكتروني :
ويمكن استخدام البيان العلمي في أداء المهارات أمام الطالب بعد إعداد خطواتها الكترونيا على وسائط الكترونية لتأكيد المعلومة العلمية بعرض خطوات التنفيذ .
(4) التجريب العلمي الالكتروني :
ويمكن استخدام هذه الإستراتيجية لإتاحة الفرصة للطلاب التجريب بأنفسهم في أداء مهارات تعليم وتعلم التعليم الالكتروني مع توفير التغذية الراجعة .
(5) التعليم التعاوني :
وتستخدم هذه الإستراتيجية لتبادل المعلومات الالكترونية بيم الطلاب من خلال الوسائط والمواقع الالكترونية .
(6) التدريب الالكتروني :
ويستخدم التدريب الالكتروني لتدريب الطلاب على اتقان مفاهيم ومهارات التعليم والتعلم الالكتروني وذلك لتكون وسيله مساعده يدعمها التجريب العلمي ليجرب الطالب بنفسه بعد تدريبه.
(7) التعلم الذاتي والتعلم الفردي :
لزيادة تنمية وإتقان مفاهيم ومهارات التعليم والتعلم الالكترونية وهو تعلم يقوم به المتعلم وفق قدراته واستعداداته الخاصة، وبسرعته الذاتية لتحقيق أهدافه دون تدخل مباشر من المعلم. ( الشرقاوي، 2005 )
عيوب التعليم الالكتروني :
تتمثل أهم هذه العيوب في ضعف التعامل المباشر بين المعلمين والطلبة ، والاهتمام بالجانب المعرفي، والشعور بالملل والإرهاق نتيجة الجلوس المتواصل أمام أجهزة الحاسوب وشبكات الانترنت، وضعف التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وكثرة الالتزامات المالية التي تفرضها طرح برامج جديدة من جانب شركات متخصصة، ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
(1) عدم وضوح الأنظمة والطرق والأساليب التي يتم فيها التعليم بشكل واضح وعدم البث في قضية الحوافز التشجيعية لبيئة التعليم الالكتروني.
(2) أكثر القائمين على التعليم الالكتروني هم من المتخصصين في مجال التقنية ولا يؤخذ برأي المتخصصين في المنهاج والتربية والتعليم .
(3) الخوف على الخصوصية والسرية للمعلومات الخاصة بالمحتوى أو الامتحانات من الاختراق.
(4) الحاجة المستمرة لتدريب ودعم المتعلمين والإداريين في كافة المستويات لمتابعة الجديد في التقنية.
(5) الحاجة إلى نشر محتويات على مستوى عال من الجودة ذلك كون المنافسة عالمية . ( الموسی، 2008 )
الحاجة إلى التعليم الالكتروني :
شهد العالم في السنوات الأخيرة جملة من التحديات ذات أبعاد سياسية واقتصادية وتربوية وثقافية وشكلت تلك التحديات بأبعادها المختلفة منطلقا لدعوات عديدة بضرورة إصلاح النظام التعليمي بجميع مدخلاته وعملياته ومخرجاته ، وخصوصا في ضوء عجز النظام التعليمي الحالي عن مواجهة التحديات التي أفرزتها تحول العالم من مجتمع صناعي إلى مجتمع معرفي لهذا تتسابق كثير من الدول لإصلاح نظمها التربوية بهدف إعداد مواطنيها لهذا المجتمع الجديد.
ولمواجهة تلك التحديات والتحولات لا بد من التحرر من تقليدية التربية، والذي أصبح اليوم أمرا ضروريا ، وذلك بالانفتاح على تقنيات العصر التي فرضت نفسها على مجتمعاتنا العربية ، وعلى بيئتنا التعليمية التعلمية .
فلم يعد الهادف يقتصر - فقط - على اكتساب الطالب المعارف والحقائق بل تعداه إلى تنمية مهاراته وقدراته وبناء شخصيته ليكون قادرا على التفاعل مع متغيرات العصر ومن ثم ينعكس ذلك ايجابيا على المجتمع فيصبح قادرة على توليد المعرفة وإنتاجها ونشرها ، وتضييق الفجوة المعرفية الكبيرة بيننا وبين الدول التي وصلت إلى مرحلة مجتمع المعرفة. ( جامل ، 2006 )
التعلم الالكتروني وبيئات التعلم :
إن التطور التقني لأنظمة إدارة التعلم وتحولها لبيئات أكثر مرونة ومناسبة لمتطلبات المتعلم، ويظهر لنا انه مع التطور التقني الحاصل في تقنيات الويب سيجد المدرسون والطلاب أنفسهم أمام فرص متعددة لاستغلال التقنية للرفع من كفاءة العملية التعليمية.
ويضاف إلى ذلك أن العصر الذي نشهده في الويب هو عصر يساهم فيه المتعلم بالمحتوى التعليمي وباستخدام الأدوات المتاحة والمتوفرة له على شبكة الانترنت، وإن المحتوى التعليمي المتوفر بكثرة على شبكة الانترنت سواء من إنتاج الأفراد أو حتى المؤسسات تعكس سمة من سمات متعلمي هذا العصر وهي سمة القوة المعرفية الناتجة من وفرة المعلومات وتنوعها وعلى المتعلم أن يخطط ويبني ويخصص المحتوى الموجود حسب احتياجاته المعرفية والتي تختلف من متعلم لآخر.
لذا، فأن التغيرات في التركيبة النفسية والمعرفية المتعلمي اليوم تملي على التربويين وصناع القرار في أي مؤسسة تعليمية أن يبادروا بتبني استراتيجيات وأدوات تعليمية تتناسب وتطلعات جيل اليوم ( الخليفة، 2010 )
عملية تحويل المحتوى التقليدي إلى محتوى الكتروني :
عملية التحويل تتم عبر عدد من الخطوات والمراحل تبدأ العملية بتحويل المقرر أو المحتوى التعليمي من أوراق إلى مستند نصي، ويقوم بذلك مدرس المادة ثم يتعاون مدرس المادة مع المصمم التدريبي بتجزئة المحتوى إلى أجزاء صغيرة كل جزء يحقق هدفا واحدا يمكن قياسه .
ثم يقوم المصمم التدريبي بدور حلقة الوصل بين مدرس المادة والمصمم الرسومي الذي يحول الأجزاء الصغيرة إلى ملف ويب ( HTML file) ويضيف تمرينة تفاعلية وصوت وصورة إن وجدت أو دعت الحاجة التعليمية لذلك .
ثم تأتي المرحلة ما قبل الأخيرة وهي مرحلة التحزيم والنشر، ثم تحول ملفات الويب والملفات الأخرى إلى ملف مضغوط واحد باستخدام برنامج خاص يساعد على ذلك فيتم النشر باستدعاء الملف من قبل المدرس من نظام إدارة التعلم .
أخيرا تأتي مرحلة التقييم المستمر من قبل مدرس المادة، وبذلك تكون الدائرة قد اكتملت وظهرت ملامحها . (حسون، 2009 )
طريقة تطبيق التعليم الالكتروني :
في ضوء التطورات التربوية الحديثة تقوم كافة المبادئ التعليمية بالتركيز على الطالب محور العملية التربوية، أما المعلم فهو المشرف، والمربي، والقائد، والصديق الدائم، والأهم أن يقود عملية التعليم ثلاثة أفراد لكل منه وظيفته الخاصة ولكن يعملون في إطار واحد مشترك وهم المعلم أولا، والمشرف على العملية التعليمية ثانيا، وخبير الوسائط المتعددة ثالثا .
فالمعلم وحده لا يكفي لتطبيق التعليم الإلكتروني لعدة أسباب، أولا لأننا نحتاج إلى التغيير؛ الذي لا يقتصر فقط على طريقة توصيل المعلومة للطالب بل يشمل جانبين آخرين وهما المادة المطروحة في المنهاج و ملائمة الوسيلة المستخدمة في التعليم، فنحن لا نعتبر كون المادة التعليمية قد تم طرحها إلكترونيا بغض النظر عن مضمونها ومستواها وأهميتها هي أفضل! بل أساس النجاح هو المنهاج ومن ثم تأتي الطريقة هل هي تقليدية أم إلكترونية .
هنا يأتي دور المشرف على التعليم فهو يطلع على أسلوب المعلم والوسيلة التي يستخدمها إن كانت ناجحة أم لا، حيث يستطيع طرح طرق أخرى، فمثلا يريد المعلم شرح مادة معينة عن طريق تكنولوجيا صوتية كالأشرطة السمعية، ولكن يرى المشرف أن طرحها بهذه الطريقة لن يصل بالطلاب إلى المستوى المطلوب وأنها غير فعالة ويجد بديلا لها.
يعمل خبير الوسائط المتعددة على استعمال الوسائل التكنولوجية المتاحة لعرض الدرس . ( العقاد، 2010 )
الفرق بين التعليم الالكتروني والتعليم الافتراضي :
يختلف التعلم الالكتروني ( E-Education) عن التعليم الافتراضي virtual Education فالتعليم الالكتروني يشبه التعليم التقليدي في خطواته مع استخدامه الوسائط الالكترونية ، وقد يتم داخل الفصل الدراسي ، فهو تعلم حقيقي وليس تعلما افتراضيا حيث تشير كلمة افتراض إلى شيء غير حقيقي إما التعلم الافتراضي فهو تعلم قائم على الوسائل والوسائط الالكترونية ولكن بدون مباني تعليمية حقيقية ، أو مكاتب لأعضاء هيئة التدريس، ويمكن تعريفه انه عبارة عن مجموعة العمليات المرتبطة بنقل وتوصيل مختلف أنواع المعرفة والعلوم والمقررات والبرامج إلى الدراسين في مختلف أنحاء العلم باستخدام تقنية المعلومات، يشمل ذلك شبكات الانترنت والانترنت والأقراص المدمجة وعقد المؤتمرات عن بعد . (عبد الكريم، 2008)
الفرق بين التعلم الالكتروني والتعلم عن بعد :
يقصد بالتعليم الالكتروني : عملية التعلم أو تلقي المعلومة العلمية عن طريق استخدام تقنيات الوسائط المتعددة بمعزل عن ظرفي الزمان والمكان، حيث يتم التواصل بين الدارسين والأساتذة عبر وسائل عديدة قد تكون الانترنت ، الانترانت ، أو التلفاز التفاعلي وتتم عملية التعليم وفق المكان والزمان والكمية والنوعية التي يختارها المتعلم ، وذلك وفق معايير دولية تتضمن استيعاب الدارس للمناهج والبرامج التي يتحصل عليها، وتقع مسؤولية التعلم بصفة أساسية على عاتق المتعلم ذاته.
يجب التفريق بين التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد إذ أن الأخير لا يوجب استخدام تقنيات الاتصالات الحديثة حيث يمكن للطالب أو المتدرب الحصول على المادة العلمية أو التدريبية على شكل كتب أو مواد مطبوعة دون اللجوء إلى أجهزة الحاسوب أو الوسائط المتعددة وان كان بعيدا عن الفصول الدراسية أو قاعات المحاضرات. التكنولوجيا الحديثة تؤثر في طريقة حفظ واعادة خزن ونقل البيانات على المستوى العالمي.
إن اتساع قدرة الحاسبات الالكترونية على خزن الكميات الهائلة من البيانات والنصوص يؤدي إلى ظهور الكراسات الالكترونية التي تمكن المستخدم من الوصول إلى المعلومات مباشرة ( على النت أو من خلال CD )، وهذا قاد الباحثون لإعلان اختفاء النمط التقليدي للتعلم أو الصيغة التقليدية لشكل الكتاب أو المكتبة، إن إدخال النظام التكنولوجي في التعلم وفي المكتبات والكتب له تأثير واضح لدفع أوتوماتيكية التعلم إلى امام. ( حسون، 2009 )
تعليقات