الخوف phobia :
مقدمة عن الخوف :
الشعور بالخوف أمر طبيعي يرافق الإنسان في مراحل العمر المتطورة ، فكل مرحلة من مراحل النمو يواكبها اكتشافات جديدة للطفل.
والإنسان بطبيعته يخاف من بعض الأشياء والمواقف ، كخوف الطفل من الأصوات العالية والمفاجئة ، وخوفه من فقدان السند الذي يعتمد عليه في حياته كالأم ، ولكن غالبية المخاوف يكتسبها الطفل ويتعلمها من خلال بعض الخبرات غير المؤاتية ، ويتقدم الإنسان في العمر ويتقدم في سلم النضج فيخاف على حياته من المواقف والموضوعات التي تتضمن خطرا أو تهديدا حقيقيا لحياته . (العيسوي، 127:1990 )
إلا أنه إذا زاد الخوف وتجاوز حده المعتاد فانه يصبح من الأمراض الضارة ، فقد يكون الخوف ضارا في بعض الأحيان (كالخوف المرضي) الذي يطلق عليه مصطلح ( الفوبيا )، وقد يكون نافعا في أخرى كالخوف من سيارة مقبلة ، وقد يكون مستحبا كما هو الخوف من الله لقوله تعالى " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلاتخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين " (آل عمران: الآية 175 )
أن مريض الخواف قد يعاني عددا من المخاوف التي تختلف باختلاف المواقف والموضوعات ، وتبدأ المخاوف من خبرة معينة أثارت خوفا شديداً ، ويغلب عليها أن يكون حدوثها في الطفولة ، وقد تكبت هذه الخبرة في اللاشعور لأنها خبرة تثير الشعور بالذنب، وخروجها إلى الشعور يكون مؤلما للشخص ، والشخص هنا لا يفقد بصيرته ، فهو يعرف أن خوفه المرضي سخيف خاطئ لا مبرر له ، ولكنه يعجز عن مقاومته والتخلص منه . (ملحم، 233:2001 )
تعريف الخوف :
تعريف الخوف في اللغة :
جاءت كلمة خوف في الرائد معجم ألفبائي في اللغة والإعلام (2005: 391) من مصدر خاف ، وفزع ، وجاءت أيضا في المعجم العربي الأساسي (1988: 429) من مصدر خاف وهي سلوك يتميز بصبغة انفعالية غير سارة ، تصحبه ردود فعل حركية مختلفة نتيجة لتوقع مكروه .
تعريف الخوف في الاصطلاح :
لقد كثرت تعريفات القلق وبعدة صور ومنها :
الخوف كحالة طبيعية :
إنه حالة انفعالية داخلية طبيعية يشعر بها الإنسان في بعض المواقف ، ويسلك فيها سلوكا بعيدا عادة عن مصادر الضرر (القوصي، 316:1982 ) .
الخوف كمرض عصابي :
هو خوف من أشياء أو موضوعات لا تثير الخوف بطبيعتها عند عامة الناس أو لا تثيره بنفس الدرجة من الشدة ، حيث لا يتفق حجم الخوف مع مقدار الخطر المتضمن في المثير ، وإنما يزيد عليه ، فالفوبياخوف لا عقلاني أو غير منطقي يدرك الفرد نفسه أنه خوف غير عقلاني ، ولكنه مع ذلك لا يستطيع التخلص منه . (العيسوي، 127:1990 ).
إننا نستطيع تعريف استجابة الخوف كالآتي :
1. أنها غير متناسبة مع الموقف .
2. لا يمكن تفسيرها منطقيا .
3. لا يستطيع الفرد التحكم فيها إرادية .
4. تؤدي إلى الهروب وتجنب الموقف المخيف . (عكاشة، 159:2003 )
تاریخ نشأة الاهتمام بالفوبيا ( الخوف ) :
تجدر الإشارة إلى أنه تم الاهتمام بالخواف من عصر (هيبوقراط) ، وفي القرن التاسع عشر نشر (ويستفال) سنة 1872 تقريرا عن ثلاث حالات من خواف الأماكن المتسعة، وأدلى كل من (کریبلن) و (فرويد) و (اوتوفينخل) بدلوه في دراسة الخواف . (زهران، 504:1997 )
تصنيف الخوف :
الفوبيا نوع من الخوف المرضي Morbid Fear الذي قد يتخذ أشكالا متعددة ، أحصاها بعض الكتاب فوجدها تزيد عن 180 فوبيا ، كالخوف الشاذ من الأماكن الواسعة ، أو الضيقة ، أو العالية ، أو الخوف من رؤية الدم ، أو النار ، أو الصور ، والأماكن المفتوحة ، أو الخوف من التطرف ، والخوف من البرق والرعد أو الخوف من الخوف نفسه . (العيسوي، 127:1990 )
سوف نرى فيما يأتي ما صنفه العلماء من أنواع الخوف :
في التصنيف العالمي العاشر لمنظمة الصحة العالمية 1992 للاضطرابات العقلية والسلوكية للخوف أنه يصنف تحت بند :
الاضطرابات العصابية والمرتبطة بالكرب والجسدية والشكل :
Neurotic, Stress Related and Somatoform Disorders
- رهاب الساحة (الخلاء).
- دون اضطراب الهلع.
- مع اضطراب الهلع.
- الرهاب الاجتماعي.
- الرهاب الحاد (المنفرد).
- اضطراب الهلع (القلق النوابي الدوري). (عكاشة، 85:2003-86 ).
انواع الخوف :
1. رهاب الخلاء (الساحة أو الأماكن المتسعة) Agora phobia
وهو مجموعة محددة نسبيا من اضطراب الرهاب، وتشمل :
مخاوف من مغادرة المنزل أو الدخول إلى المحال أو الزحام أو الأماكن العامة ، أو السفر وحيدا في القطارات أو الأتوبيسات أو الطائرات ، ويكون اضطراب الهلع سمة متكررة الحدوث في النوبات الحالية والماضية ، وهذا هو أشد اضطرابات الرهاب إعاقة ، كما وأن أغلب مرضی رهاب الخلاء من النساء وهو يبدأ عادة في مقتبل العمر .
2. رهاب اجتماعي social phobia
وهو الخوف من الوقوع محل ملاحظة من الآخرين ، مما يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية ، وعادة ما يصاحب المخاوف الاجتماعية العامة تقييم ذاتي منخفض وخوف من النقد ، وقد يظهر على شكل شكوى من احتقان الوجه أو رعشة باليد ، أو غثيان أو رغبة شديدة في التبول ، ويكون المريض مقتنعا أن واحدة من هذه المظاهر الثانوية هي مشكلته الأساسية .
3. رهاب محدد (منفرد) Specific Phobia
وهو رهاب يقتصر على مواقف شديدة التحديد ، مثل الاقتراب من حيوانات ، الأماكن المرتفعة ، الرعد ، الظلام ، الطيران ، الأماكن المغلقة ، طبيب الأسنان ، منظر الدم أو الجروح... الخ .
وعلى الرغم من أن الموقف المثير محدد ، إلا أن التعرض له قد يثير رعبا كما في حالات رهاب الخلاء أو الرهاب الاجتماعي ، هذا النوع من أنواع الرهاب يبدأ في الطفولة أو في مقتبل العمر ، وقد تستمر لعقود من الزمن إذا لم يتم علاجها ، ويتميز الخوف في الرهاب المحدد بأنه غير متذبذب بعكس رهاب الخلاء . (عكاشة، 159:2003 )
هناك صور أخرى للخوف المرضي عند الأطفال كالتالي :
أ. الخوف من الحيوانات والحشرات .
ب. الخوف من أشخاص معينين (الشرطة، الطبيب، الحلاق... الخ) .
ج. الخوف من الأماكن المظلمة ومن المستشفيات .
د. الخوف من ركوب المواصلات لأول مرة . (الشربيني، 119:1994 )
الخوف ايضا يأخذ صورة أخرى وهو متمثل في :
أ. نوبات الذعر التي تصيب الإنسان فجأة .
ب. الرعب الداخلي الناتج عن المجهول .
ج. الخوف الشديد من المواجهة .
د. الخوف من الماضي والحاضر والمستقبل .
هـ. الخوف من الحالة الصحية .
مدى حدوث الخوف :
يمثل مرضى الخواف حوالي 20% من مجموع مرضى العصاب ، فيحدث الخواف بنسبة أكبر لدى الأطفال والمراهقين وصغار الراشدين ، والخواف أشيع لدى الإناث منه لدى الذكور . (زهران، 504:1997 )
النظريات المفسرة للخوف :
1. النظرية الغرائزية :
وتؤكد هذه النظرية على أن الخوف شعور واستعداد غریزي كامن في البناء النفسي والبدني للطفل ، وإن الإحساس أو الشعور بالخوف يعقب نضج المراكز الحسية في الدماغ وأجزاء من الجهاز العصبي المركزي ، وقبل هذا النضج لا يكون اختفاء للخوف ، بل علامات من التخوف والتردد والحذر ، وهذا يشير إلى تواجد لبذور الخوف وكمونها منتظرة ذلك النضج العصبي .
ويدلل على ذلك أن الطفل قد تنتابه الرهبة المفاجئة إذا فقد توازنه أو تعرض لاكتمال السقوط من مكان مرتفع ، أو سمع صوتا عاليا مفاجئا، إن هذه الاستجابات أشبه بالخوف ويمكن تفسيرها في ضوء فطرية المنعكسات الكامنة في تكوين الطفل منذ ميلاده أو تواجد قدر من الخوف الوراثي . (الشربيني، 100:2002 )
2. النظرية السلوكية :
أما أصحاب المدرسة السلوكية فيرجعون الخوف إلى التعلم الشرطي كما يحدث في حالة خبرة مخيفة وقعت في الطفولة (المثير الأصلي للخوف وارتبطت بمثير شرطي) حيث تنتقل استجابة الخوف من المثير الأصلي الذي سبب الخوف إلى مثير اقترن به شرطيا ، أي أن المثير الشرطي الذي لم يحدث الخوف أصلا قد اكتسب صفات مثير الخوف الأصلي فأصبح يثير الخوف دون وضوح . (زهران، 505:1997 )
وقد اشتقت هذه النظرية في ضوء نظريات بافلوف ، وواطسون ، وسکنر ، وعن طريق هذه النظرية وتصورها يمكن أن يخاف الطفل من شيء غير مخيف ، وقد لا يخاف من شيء يستحق الخوف . ( الشربيني، 100:2002)
أسباب الخوف
أن أسباب نشأة الفوبيا (الخواف) هي :
1. مجموعة العوامل المرتبطة بعلاقة الطفل بالوالدين .
2. مجموعة العوامل المرتبطة بحرمان الطفل من العطف .
3. مجموعة العوامل المرتبطة بالتقليد والمحاكاة ، وتوفير المثال المثير للخوف .
4. مجموعة العوامل المرتبطة بوجود ضغوط تعترض مسار النمو ، وخاصة النمو الجنسي .
5. مجموعة العوامل المرتبطة بالنزاعات المتصارعة أو المتعارضة أو الدوافع المتصارعة .
6. مجموعة العوامل المتعلقة بالعقاب الصارم أو التهديد الدائم بالعقاب .
7. مجموعة العوامل المتعلقة بالضغوط التي تسقط وتهدد شعور الفرد باحترام ذاته أو شعوره بقبول ذاته .
8. مجموعة العوامل المتصلة بالضعف الجسمي أو الإعاقة الجسمية لدى الطفل . ( العيسوي ، 1990 ، 131:133 )
يرجع (فرويد) أسباب الخوف إلى قسمين:
1. مخاوف موضوعية :
ويسميها البعض بالمخاوف الحسية أو الواقعية ، وهي التي ترتبط بموضوع معين محدد ، مثل الخوف من الحيوانات أو الظلام ، وقد يكون راجعا إما إلى خبرة سالبة مر بها الطفل أو نتيجة لما يقوم به الكبار .
2. مخاوف عامة غير محدودة :
ويسميها البعض بالمخاوف غير الحسية ، وهي التي لا يرتبط فيها الخوف بموضوع معين ومحدد ، مثل الخوف من العفاريت . (القوصي، 317:1982 )
ان الخوف يرجع إلى عدة أسباب و عوامل اخري كالآتي:
1. تخويف الأطفال وعقابهم ، والحكايات المخيفة التي تحكي لهم ، والخبرات المريرة التي يمرون بها .
2. الظروف الأسرية المضطربة (الشجار ، والانفصال ، والطلاق...الخ) .
3. خوف الكبار ، وانتقاله للأطفال عن طريق المشاركة الوجدانية والإيحاء والتقاليد .
4. القصور الجسمي ، والقصور العقلي ، الرعب من المرض .
5. الفشل المبكر في حل المشكلات .
6. الشعور بالإثم وما يرتبط به من خواف . ( زهران ، 1997 : 505 )
الفرق بين الخوف العادي والخوف المرضي :
الخوف العادي :
- غريزي .
- له سبب حقيقي يستدعي الخوف .
- خوف موضوعي ( من خطر حقيقي ) .
- محدد في شئ بذاته ( مثل الافعي ) .
- الخوف من شئ محسوس مادي .
الخوف المرضي :
- شاذ ودائم متكرر .
- ليس له سبب .
- متضخم لا يخيف في العادة .
- عام غير محدد في شئ بذاته .
- خوف من شئ غير محسوس ( الخوف من الموت - العفاريت ) . ( زهران ، 1997 : 504 )
أعراض الخوف :
فيما يلي أهم أعراض الخوف :
1.كل أنواع المخاوف المرضية مثل الخوف المرضي من : الخوف - الجنس الولادة النساء الرجال الناس - الغرباء -الأعماق المرتفعات الأماكن الواسعة الأماكن المكشوفة - الأماكن المغلقة النور الظلام... الخ .
2. القلق والتوتر .
3. ضعف الثقة بالنفس، والشعور بالنقص، وعدم الشعور بالأمن ، والتردد وإضاعة الوقت بعمل ألف حساب لكل أمر .
4. الإجهاد ، والصداع ، والإغماء ، وخفقان القلب ، وتصبب العرق... ال خ.
5. السلوك التعويضي مثل النقد والسخرية ، والتهكم ، وتصنع الوقار والجرأة والشجاعة .
6. الأفكار الوسواسية ( الوسواس القهري ) .
7. الامتناع عن بعض مظاهر السلوك العادي . ( زهران ، 1997 : 506 )
من اهم الاعراض التي تطرأ اثناء الخوف والرعب ما يلي :
1. قوة خفقان القلب وسرعته ، وتغيرات في نسب المواد الدهنية والكيميائية بالدم .
2. ظهور العرق على الجسم أو الأطراف والوجه .
3. صعوبة في التنفس .
4. شحوب الوجه .
5. برودة الأطراف والشعور بالقشعريرة .
6. الشعور بالدوخة .
7. الرغبة في التبول أو الذهاب إلى الحمام .
8. جفاف الفم وجفاف الحنجرة ، مما يؤدي إلى صعوبة كبيرة في إخراج الكلمات .
9. الاستعداد للصراخ أو البكاء .
10. فقدان الشهية للطعام . ( الشربيني ، 2002 ، 100 : 101 )
علاج الخوف :
1. العلاج النفسي للخوف :
خاصة التحليل النفسي ، للكشف عن الأسباب الحقيقية والدوافع المكبوتة ، والمعنى الرمزي للأعراض ، وتصريف الكبت ، وتنمية بصيرة المريض ، وتوضيح الغريب وتقريبه من إدراك المريض ، والفهم الحقيقي والشرح والإقناع والإيحاء ، وتكوين عاطفة طيبة نحو مصدر الخوف .
2. العلاج الاجتماعي للخوف :
والتشجيع الاجتماعي ، وتنمية التفاعل الاجتماعي والسليم . (زهران،507:1997 )
3. استخدام أسلوب (سحب الحساسية التدريجي) :
بمعنى التعرض الموضوع الخوف تدريجيا بشكل رمزي حي ، وهذا بالإضافة إلى ضرورة تعاون الأهل والأسرة في ذلك ، على أن يتم الأخذ بالاعتبار بعض الاحتياطات التي يجب مراعاتها عند التعامل مع مخاوف الأطفال كالتالي :
- أن يلتزم المعالج بالهدوء والثبات لرسم السلوك المعارض للخوف والفزع .
- أن يتم علاج كل نوع من الخوف (مصير الخوف) على حدة ، على أن لا يتوقع معالجة جميع المخاوف في وقت واحد .
- يجب عدم تعريض الطفل الخائف إلى مصير الخوف الرمزي بشكل مفاجئ أو حاد ، خشية الحصول على نتائج عكسية ، ويكون منها التسبب في حالة الخوف أو الذعر .
- يجب تعريض الطفل لموضوع الخوف بشكل تدريجي ، وفي خطوات صغيرة ، حتی يتم تكيفه مع الموقف بشكل طبيعي .
- استخدام أسلوب التعزيز الإيجابي لتقوية سلوك الطفل الايجابي الذي يحققه للتخلص من مخاوفه .
- يتعامل المعالج مع الطفل الخائف بمنظور المتفائل وبحيث تكون توقعاته واضحة المعالم كي يشد انتباه الطفل إليه ، مما يجعله يلعب الدور بشكل جيد .
- على المعالج أن يكون صبوراً ومثابراً ، ولا ينتقل من مرحلة علاجية إلى أخرى ، حتى يتأكد من نجاح المرحلة السابقة . (الخطيب، 2000:572 )
4. العلاج السلوكي للخوف :
وذلك من خلال ما يعرف بالتشريط أو الاشتراط ، أي التعلم الشرطي المضاد ، ويرجع هذا المنهج إلى وقت متأخر يعود إلى عام 1924 حيث استطاعت ( ماري جونز ) أن تخفض من مخاوف الأطفال من بعض الدمى المصنوعة من الفراء ، مستخدمة ما يعرف باسم الاشتراط بالمضاد ، وسلب الحساسية أو عن طريق الكف المتبادل ، وذلك عن طريق تدريب الطفل على الاسترخاء ، وتنمية هذه الاستجابة وتقويتها .
ولكن الحقيقة أن استخدام منهج تدريب الأطفال على استرخاء العضلات أمر صعب مع الأطفال وإن كان يصلح مع المراهقين والراشدين . (العيسوي، 133:1990 )
5. العلاج البيئي :
حيث أنه يجب على الآباء والمربين عدم إظهار مشاعر الخوف أمام الأطفال ، كما يتوجب على الأمهات عدم تخويف الأطفال من اجل تسكينهم أو إجبارهم على النوم أو الخلود إلى الهدوء . (المزيني والغلبان، 119:2003 )
تعليقات