ما هي أساليب الإشراف التربوي ؟
الأسلوب هو مجموعة من أوجه النشاط يقوم بها المشرف التربوي والمعلم والتلميذ ومديرو المدارس من اجل تحقيق أهداف الإشراف التربوي ، وكل أسلوب من أساليب الاشراف التربوي ما هو إلا نشاط تعاوني منسق ومنظم ومرتبط بطبيعة الموقف التعليمي ، ومتيغر بتغيره في اتجاه الاهداف التربوية المنشودة .
فالأساليب التي يتبعها المشرف التربوي متعددة ومتنوعة ، ولا يمكن القول إن أسلوب واحدا منها هو أفضل الأساليب ، فكل منها له استخداماته ومميزاته ، كما ان لكل منها شروطا وضوابط لا بد من أخذها بعين الاعتبار ، ليؤدي الأسلوب نتائج طيبة .
مكونات كيلو غرام من الملوخية المجففة
العوامل التي تؤثر في تحديد نوعية الأسلوب الإشرافي ، وهي :
1- طبيعة الهدف الإشرافي .
2- طبيعة حاجات المعلمين المهنية والشخصية العامة والخاصة .
3- طبيعة الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة في المدرسة وخارجها .
4- كفايات المشرف التربوي وإمكاناته .
وعلي الرغم من اختلاف الباحثين والمربين حول تحديد أهم أساليب الإشراف ، الا انها تبقي متداخلة ومتكاملة ومطروحة للمعلم لكي يختار بمساعدة المشرف التربوي ما يناسب الموقف التعليمي الذي يواجهه لتحقيق الأهداف المنشودة ، ومن هذه الأساليب ما هو فردي ومنها ما هوجماعي . وسنتناول هنا بعض الاساليب الاشرافية .
أساليب الإشراف التربوي :
(1) الزيارة الصفية :
تعتبر الزيارة الصفية من أكثر الأساليب شيوعا واستخداما ، حيث يقوم المشرف التربوي بزيارة المعلم في غرفة الصف ، ليري علي الطبيعة الموقف التعليمي بهدف تحليله وتقويمه من اجل تطويره ، وتكون غالبا م صحوبة بكتابة تقرير لهذه الزيارة .
اهداف الزيارة الصفية :
- ملاحظة المواقف التعليمية التعلمية بطريقة مباشرة وعلي الطريقة الطبيعية .
- الوقوف علي حاجات الطلاب والمعلمين الفعلية للتخطيط لتلبيتها .
- الوقوف علي مدى تطبيق المعلم للمنهاج .
- تقويم مدى تنفيذ المعلمين لما تم الاتفاق عليه .
- جمع معلومات أساسية عن المشكلات التعليمية المشتركة للطلاب .
- ملاحظة مدى تقدم الطلاب وتفاعلهم مع المعلم .
خطوات الزيارة الصفية :
تتيح الزيارة الصفية للمعلم فرصا متعددة للنماء المهني ، وتسير الزيارة الصفية في أصولها وفق ثلاث خطوات :
الخطوة الاولي : لقاء قبل الزيارة الصفية لتوضيح هدف الزيارة والتخطيط تشاركيا بين المعلم والمشرف وبناء علاقة الزمالة والثقة .
الخطوة الثانية : القيام بالزيارة حيث ينفذ المعلم درسه ، ويقوم المشرف بتسجيل ملاحظاته .
الخطوة الثالثة : لقاء ما بعد الزيارة حيث يتم تحليل الموقف التعليمي بالتعاون مع المعلم وتقديم الاقتراحات والتحسينات .
أنماط الزيارة الصفية :
هناك ثلاثة انماط للزيارة الصفية حيث جهة التنسيق ، وهي :
1- الزيارة المطلوبة : وفيها يقوم المعلم بطلب الزيارة بنفسه ، إما لحل مشكلة ما ، او عرض أساليب أو وسائل جديدة ، ويتطلب هذا النمط قدرا من علاقة الزمالة القائمة علي الثقة والاحترام .
2- الزيارة المرسومة ( المتفق عليها ) : وتكون محددة بموعد من المشرف ، ويلتزم جميع الاطراف بذلك .
3- الزيارة المفاجئة : وهي زيارة تتم دون تحديد موعد مسبق ، وهي تمكن المشرف من المشاهدة الحقيقية للموقف التعليمي دون تكلف .
أشكال الزيارة الصفية :
ان الزيارة الصفية تأخذ أشكالا ثلاثة حسب الغرض منها وهي :
1- الزيارة الاستطلاعية : وتهدف الي تكوين فكرة عامة عن اداء العامل التربوي ، وتعرف الجوانب المختلفة لأدائه ، وعادة ما تكون في بداية العام الدراسي او مع المعلمين الجدد .
2- الزيارة التوجيهية : وهي وسيلة لتقديم خدمات إشرافية للمعلم بهدف مساعدته علي النمو المهني ، وقد تكون هناك أكثر من زيارة توجيهية في العام الدراسي .
3- الزيارة التقويمية : وتأتي عادة بعد مرحلة معينة من التوجيه التربوي ، ويخضع لهذا الشكل من الزيارة جميع المعلمين ، والهدف منها كما هو واضح التقويم .
معوقات الزيارة الصفية :
1- شعور المعلم بالخوف والقلق من الزيارة الصفية خصوصا اذا كانت مفاجئة .
2- عدم فهم المعلم لدور المشرف التربوي بوصفه قائدا تربويا يعمل علي مساعدته وخدمته في تحسين أدائه ونموه المهني .
3- اقتصار هدف الزيارة علي كتابة تقرير عن المعلم دون تقديم الخدمة المطلوبة .
4- ضيق وقت المشرف ، فالزيارة اذا تمت علي الشكل الصحيح وبخطواتها الثلاثة فإنها تستغرق وقتا طويلا .
5- ضعف المقدرة العلمية او المعرفية او الادائية لدي المشرف التربوي .
مما سبق يتضح ان :
- يجب علي المعلم ان يكون علي استعداد دائم ، فلا يتاثر بالنمط الذي يستخدمه المشرف التربوي .
- الزيارة المطلوبة أفضل الأنماط حيث تزداد ثقة المعلم بنفسه ، وتقضي علي القلق والارتباك .
- ضرورة تنويع المشرف التربوي للأنماط التي يستخدمها مع المعلمين .
- ألا تأخذ الزيارات الصفية طابعا تفتيشيا ، وإنما تقديم الدعم والمشورة والعون .
- ألا يتساوي المعلمون في عدد الزيارات لوجود فروق فردية بينهم .
(2) تبادل الزيارات :
تعتبر الزيارات المتبادلة بين المعلمين من الأساليب الإشرافية التي يخطط لها المشرف التربوي بالتعاون مع المعلمين ، حيث يقوم أحد المعلمين بزيارة زميل له في المدرسة نفسها او في مدرسة مجاورة ، لتحقيق أهداف تعليمية محددة .
وتعمل هذه الزيارات علي تقريب وجهات النظر بين المعلمين للمبحث الواحد ، وتعمق فهم المعلمين واحترامهم بعضهم بعضا ، وتسهل الربط بين ما هو نظري وما هو عملي ، وتفتح الطريق لتبادل الأفكار والمقترحات والخبرات ، وتعمق اواصر الزمالة بين المعلمين .
ويتطلب هذا الأسلوب وجود بعض المرونة في الأنظمة المدرسية بحيث يسمح للمعلم بترك مدرسته يوما دراسيا كاملا في تبادل الزيارات ، ويمكن لمدير المدرسة التغلب علي هذه المشكلة بتفريغ المعلم في حصتين متتاليتين أثناء اليوم الدراسي ، لتبادل الزيارات مع المعلمين في المدرسة نفسها ، او في مدرسة قريبة ، مع اكمال المعلم لباقي حصصه .
(3) توجه الاقران :
وهو أسلوب يستخدمه المعلمون في تنمية أنفسهم مهنيا معتمدين في ذلك علي خبراتهم الذاتية وتبادل هذه الخبرات بصورة تعاونية ، وذلك من خلال قيام أحد المعلمين بملاحظة أداء زميله في أثناء قيامه بعملية التعليم بهدف تقديم المساعدة التي تؤدي الي تحسين هذا الأداء .
ولنجاح هذا الأسلوب لا بد من توافر بعض المتطلبات :
- جو من الثقة والمحبة والاحترام بين المعلمين انفسهم .
- رغبة المعلمين والجرأة لديهم في استخدام هذا الأسلوب .
- الأدوات والإمكانات المادية اللازمة للإعداد والتنفيذ .
- دعم الادارة المدرسية لهذا الأسلوب وتفريغ المعلم حصة او اكثر لهذا الغرض .
وعلي الرغم من ان هذا الأسلوب لا يتم علي أسس تقويمية ، وانه يتم بين العلمين أنفسهم ، الا ان العديد من المعلمين يتحرج من استخدام هذا الاسلوب ، خوفا من التعرض للنقد من الآخرين ، أو عدم توفر الجرأة لدي المعلم لبيان حاجته والاستفادة مع الزملاء .
(4) الاجتماعات المدرسية :
هي أسلوب إشرافي يهدف إلى تحسين التعليم عن طريق إثارة قابلية المعلمين للنمو المهني من خلال تلاقح الافكار ، والاستعداد لمناقشة قضايا محددة ، ويدور فيها النقاش حول عدد من القضايا التربوية التي تهم المعلمين في الميدان ، ويستند علي الإيمان بالعمل الجماعي وتقدير المسئولية المشتركة لتحقيق الاهداف .
وتأتي الاجتماعات المدرسية علي نمطين ، النمط الفردي ويكون بين المشرف التربوي وأحد المعلمين ويمكن ان يكون بمبادرة من المشرف أو المعلم نفسه ، ومن خلال التفاعل في الاجتماع يقوم المعلم بطرح ممارساته المختلفة للتعرف علي إيجابياتهه وسليباته ، حيث ينمي هذا الأسلوب عند المعلم الاستعداد لتقبل النقد ، ويزيد الثقة بينه وبين المشرف التربوي ، أما النمط الآخر فهو الجماعي حيث يري المشرف ضرورة لاجتماعه مع معلمي مادة دراسية معينة ، او معلمي صف او مرحلة معينة ، ويوفر هذا الأسلوب الوقت ويؤدي لتبادل الخبرات ويساعد علي النمو المهني .
ويمكن ان يتوفر في هذه الاجتماعات الجو الديمقراطي الصالح المشبع بالعلاقات الإنسانية ليستطيع المشرف التربوي ان يصل الي تحقيق الغرض منها وهذا يتطلب من المشرف ان يتصف بالموضوعية في نقده ، بعيدا عن الميول الشخصية .
(5) الدروس التوضيحية :
يشير مفهوم الدرس التوضيحي كأسلوب إشرافي الي ذلك الموقف التدريبي المخطط والمنظم والهادف ، الذي تتاح فيه الفرصة أمام المعلم لمشاهدة عرض عملي لمهارات تعليمية محددة ليتعلم أداءها ، لتحسين كفاياته التدريسية وأساليب تعلم تلاميذه .
وقد يقوم المشرف بنفسه إعطاء الدرس التوضيحي ، او يقوم بإعطائه معلم متميز ، او قد يتعاون أكثر من معلم في ذلك من ناحية الإعداد والتنفيذ بحيث يعرف كل منهم الدور المطلوب منه .
وتهدف الدروس التوضيحية الي اثارة دافعية المعلمين لتجريب طرق وأساليب جديدة واستخدامها ، واكسابهم مهارة استخدام بعض الأساليب المبتكرة ، واتاحة الفرصة للمشرف التربوي لاختبار فعالية افكاره ومقترحاته .
وتستخدم الدروس التوضيحية كأسلوب إشرافي في مجالات متعددة ، منها ما يلي :
- تقديم أسلوب او طريقة تعليمية في التدريس لتعريف المعلمين بكيفية تطبيقها عمليا .
- تعريف المعلمين بأساليب استخدام مهارات الاتصال والتفاعل في الموقف التعليمي .
- توظيف واستخدام نماذج محددة من الوسائط السمعية / البصرية عمليا .
- توظيف استراتيجيات اثارة الدافعية ، وادارة الصف وحفظ النظام ، والتقويم بمستوياته .
ويمكن القيام بتصوير الدرس التوضيحي علي شرائط فيديو او أقراص ( CD ) ، بحيث يتسني نقل هذه الخبرات لمدارس أخرى ومعلمين لم يتمكنوا من الحضور ومشاهدة الدرس التوضيحي .
(6) الدورات التدريبية :
وهي من الطرق الجماعية للإشراف التربوي وتعقد علي أساس تخصصات المعلمين ، ويتم فيها تدريب المعلمين علي المهارات العلمية والعملية التي تحسن من أساليب تدريسهم ، كما يتم فيها عرض لأهم المشكلات العملية للمنهج الدراسي والبرنامج التعليمي والكتب الدراسية وأساليب التقويم في المادة المعنية .
تهدف الدورات التدريبية الي :
- تجديد معلومات المعلمين بإطلاعهم علي الأساليب التعليمية الجديدة .
- التدريب علي صنع الوسائل التعليمية واستخدامها .
- اثارة النمو المهني للمعلمين ودفعهم الي الاستزادة والمتابعة .
- اطلاع المعلمين علي ما يستجد من اتجاهات تربوية حديثة .
- تزويد المعلمين بمعلومات ثقافية ذات مردود إيجابي .
(7) المشغل التربوي :
يعتبر المشغل التربوي أسلوبا إشرافيا مكثفا ، يمارسه مجموعة من المعلمين لدراسة مشكلة تربوية ، وينفذ في عدة أساليب كالمحاضرة والحوار والتطبيق .
ويمكن تدريب المعلمين علي إنتاج وسائل تعليمية باستخدام خامات البيئة المحلية ، او اعداد اختبارات او التدرب علي اعدادها ، او تحليل وحدات دراسية ، او وضع خطط التدريس اليومية او السنوية ، ويسهم المشغل التربوي في توفير الثقة بالنفس وإقامة علاقات إنسانية سليمة بين المشاركين من خلال التفاعل والعمل الجماعي المنظم ، كما يعمل علي ايجاد حلول عملية للمشكلات المطروحة من خلال المناقشات وطرح الأفكار التربوية الجديدة .
وحتي يحقق المشغل التربوي اهدافه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الضوابط :
- التخطيط التعاوني الجيد للمشغل .
- تهيئة المعلمين واقناعهم بأهمية المشكلة قيد البحث .
- اتاحة الفرصة للمعلمين بالمشاركة الفاعلة في الأنشطة .
- الحرص علي اختيار موضوعات تثير حماسبة المعلمين ودافعيتهم للعمل .
تقويم المشغل ومتابعة ما يتمخض عنه من انشطة وافكار ونتاجات مادية .
ان الاساليب التي تم عرضها لا يمكن اعتبارها جميع الأساليب للإشراف التربوي ، فهناك من الأساليب الإشرافية الفردية والجماعية ، والمباشرة وغير المباشرة ، والتي من بينها : القراءة الموجهة والنشرة الإشرافية والمؤتمر والندوة والمحاضرة والبحث التربوي والمعرض التعليمي .
تعليقات