ما هو التعبير ؟ وما هو مفهومه ؟ |
بحث عن التعبير :
محتويات البحث :
(2) مفهوم التعبير .
(3) الفرق بين التعبير والإنشاء .
(4) سمات التعبير الجيد .
مقدمة عن التعبير :
التعبير هو الافصاح عما في النفس من أفكار، ومشاعر بالمحادثة أو الكتابة ، أو الخطابة وهو الذي يكشف عن شخصية المرء ومواهبه ، وقدراته ، ويعطي صورة عن صفاته الاجتماعية التي تحقق التوافق بينه وبين أفراد المجتمع الذي يعيش فيه ، ويستمد التعبير أهميته من أنه غاية في دراسة اللغة ، في حين أن فروع اللغة الأخرى هي وسائل مساعدة للتمكن من مهارات التعبير .
ويعد التعبير من الأنماط المهمة للنشاط اللغوي ، ووسيلة من وسائل الاتصال ، والتعبير عن النفس ، وتسهيل عملية التفكير ، فهو ضرورة حيوية للفرد والمجتمع ، وله منزلة كبيرة في الحياة ، وإن تفاعل المرء مع مجتمعه معتمد بدرجة كبيرة علي تمكنه من مهارة التعبير ، فمن لا يحسن التعبير لا يتمكن من إفهام الآخرين .
وللتعبير منزلة كبيرة في الحياة ، فهو ضرورة من ضرورياتها ولا يمكن لأي شخص أن يستغني عنه في أي مرحلة من مراحل عمره ، ففيه يعرض الأفراد أفكارهم ومشاعرهم باللسان ، أو القلم ، والتعبير الجيد يساعد الفرد علي إظهار ذاتيته ، وشخصيته ، فهو المظهر الصادق لقوة تفكير الفرد في نفسه ، والأشياء التي حوله ، وهو نشاط لغوي مستمر ينبغي ألا تقتصر العناية به علي الحصة المقررة في خطة الدراسة ، فهو من أهم التمرينات وأكثرها فائدة من جهة التربية ومن أصعب الدروس وأعقدها من جهة التعليم .
يحتل التعبير منزلة خاصة بين فروع اللغة لأن العجز فيه يؤدى إلى اخفاق التلميذ في الدروس الأخرى ، ولأن عدم الدقة في التعبير أيضا يترتب عليه فوات الفرص ، وضياع وتكرار العجز أو عدم الدقة في التعبير يفقد التلميذ الثقة بنفسه ، مما قد يؤخر نموه الاجتماعي ، أو يعيق تطوره الفكري ، أو يعرقل تقدمه في دراسته ، أو يحول دون إتقانه اللغة .
تعريف التعبير :
تم تعريف التعبير من قبل الباحثين والكتاب بالعديد من التعريفات نذكر منها :
(1) التعبير هو الإفصاح عما في النفس من أفكار ومشاعر بالطرق اللغوية وخاصة بالمحادثة والكتابة .
(2) التعبير هو عبارة عن امتلاك القدرة علي نقل الفكرة أو الاحساس الذي يعتمل في الذهن أو الصدر إلى السامع ، وقد يتم ذلك شفويا أو كتابيا وفق مقتضيات الحال .
(3) التعبير هو افصاح المرء بالحديث ، أو الكتابة عن أحاسيسه الداخلية ومشاعره ، وأفكاره ومعانيه بعبارات سليمة .
(4) التعبير هو العمل المدرسي المنهجي الذي يسير وفق خطة متكاملة للوصول بالطالب إلى مستوي يمكنه من ترجمة أفكاره ، ومشاعره ، وأحاسيسه ومشاهداته ، وخبراته الحياتية شفاهةً وكتابة بلغة سليمة وفق نسق فكرى معين .
(5) التعبير هو ان يتحدث الإنسان ، أو يعبر عما في نفسه من موضوعات تلقي عليه ، أو عما يحس هو بالحاجة إلى الحديث عنه استجابة لمؤثرات في المجتمع ، أو في الطبيعة .
الفرق بين التعبير والإنشاء :
كانت التربية التقليدية تطلق علي التعبير مصطلح ( الإنشاء ) أما التربية الحديثة فقد استبدلت مصطلح الإنشاء بـ ( التعبير ) ، ولذلك لأن التعبير هو المظهر العفوي للغة ، في حين أن الإنشاء هو المظهر الاصطناعي لها .
بالإضافة إلى أن التعبير أوسع من الانشاء ، إذ يشمل مجالات الحياة كلها في البيت والشارع ، والمدرسة ، والطبيعة ، فهو مرآة الحياة كلها ، أما الإنشاء فهو أضيق دائرة من التعبير ، وهو صنعة ، لذا سمي القلقشندي كتابه ( صبح الأعشي في صناعة الإنشاء ) ومن هنا كان مصطلح التعبير أوضح دلالة ، وأشمل دائرة من الإنشاء ، وهو يشتمل مواقف الحياة ، والتفاعل مع المجتمع شفويا أو كتابيا ، في حين يقتصر الإنشاء علي الجانب الكتابي .
ولا شك ان كلمة الإنشاء تعني التعبير ، ولكنها يمكن أن تعني أيضا أشياء أكثر مما في مدلولها الحرفي ، أي أن يبدع الإنسان صفحات فيها خيال ، وصور وفيها عاطفة ، وفكر كما يفعل الشعراء والكتاب .... وهذا لا يتهيأ لجميع التلاميذ لأنه يقتضي موهبة خاصة ، ولا يمكن ان تتحقق هذه الموهبة لدي التلاميذ كلهم ، فإذا طالبناهم بالإنشاء بمعني الإبداع نكون قد كلفناهم صعبا ، وضيعنا عليهم أيسر ما يمكن ان نطلبه من التعبير .
أهمية التعبير :
أهمية التعبير في الحياة :
بالنسبة لأهمية التعبير في الحياة فمن غير شك أن الإنسان الذي لا يستطيع التعبير عما في نفسه يشبه الجماد الذي لا قيمة له في الحياة ، بل لا أثر لوجوده ، فالتعبير سواء بالكلام ، أو الكتابة ، أو الإشارة هو الذي يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية ، فبه ومن خلاله يكمل الإنسان دائرة اتصاله ببيئته أو محيطة أو أعماله ... وبه تزداد دائرة التفاعل المثمر بين الفرد والجماعة ، فهو من ضروريات الحياة التي يخدم به الإنسان نفسه كما يخدم به وطنه ، هذا بالنسبة لأهمية التعبير في الحياة .
اما بالنسبة لأهميته في التعليم ، فهي تكمن في :
1- تقوي شخصية التلميذ ، وتعوده الجرأة وحسن الأدب ، وأدب الحديث ، والمناظرة .
2- تقوي ، وتعمق لدي التلميذ بعض العادات الفكرية والاجتماعية .
3- تدربه علي حسن الاستماع ، والتفكير قبل الحديث أو الكتابة .
4- تعينه علي حسن الملاحظة ودقتها وتمكنه من نقل المرئيات إلى أفكار فكلمات وجمل أو عبارات .
5- تجعل التلميذ واثقا بما يقوله أو يكتبه لأنها تعوده علي تنسيق الأفكار وإبعادها عن الغموض والتشويش .
سمات التعبير الجيد :
إن التعبير الجيد يدل علي تفوق دراسي ، وتميز في الحياة العملية ، فمن يتمكن من التواصل مع الآخرين بشكل جيد ، وأن يوصل أفكاره إلى الآخرين بوضوح يكون شخصا دائما في المقدمة ، إن من يسيطر علي مهارات التعبير يتمكن من السيطرة علي الكلمة الهادفة والعبارات الجيدة ، وهذا يتيح ويمكن الأفراد علي أن يشقوا طريقهم في حياتهم بنجاح وتفوق .
التعبير الجيد يقوم علي ركنين أساسيين :
1- المعنوي :
وهو الأفكار ، ومصدرها تجاوب التلميذ ، ومجموع قراءاته واطلاعاته ومشاهداته .
2- لفظي :
وهو العبارات ، والأساليب ، وهي أوعية الأفكار ، ووسائل إبرازها للقارئ والسامع ، ومصدرها مطالعات التلميذ ، وما يسمعه ، أو يقرأه أو يستخدمه عملياً في تعبيره مع الآخرين .
ويتسم التعبير الجيد السمات التالية :
(1) الحيوية :
حيث يتصف التعبير الجيد بالحيوية ، والصدق بحيث يكون نابعاً من الأحاسيس ، والتجارب ، والدوافع الذاتية ، وأن ترتبط الموضوعات التي يكتب فيها التلاميذ بحياتهم ، وواقعهم .
(2) الوضوح :
حيث تكون أفكار الموضوع واضحة ، لأن وضوح التفكير يترجم لتعبير واضح ، والعكس صحيح .
(3) عنصر الخيال :
يمتاز التعبير الجيد بعناصر جمالية لعل من أهمها : سلامة العبارة وخلوها من الحشو والإطالة ، وتمثيل المعني ، والانسجام بين الألفاظ ، وعذوبتها وفي توظيف الخيال توظيفاً مناسبا بحيث يؤثر في السمع ، ويجذبه نحوه .
(4) عدم التكلف :
ويعني عدم تصنع الكتابة ، وحشر الكلمات في غير مواضعها وإجبار التلاميذ علي التقيد بأساليب وتراكيب لا يدركون موقعها .
(5) التأثير :
ويقصد به التعبير الذي يجعل السامع أو القارئ مشدودا لما يقرأ .
(6) الأمانة العلمية :
وهي نسب الأفكار ، والحكم ، والأشعار إلى أصحابها عند اقتباسها في حديثه أو كتابته .
(7) مراعاة القواعد والأصول :
أن يجيد الفرد تقسيم موضوعه إلى فقرات ، كل منها يحتوي علي فكرة معينة ، ويعني بعلامات الترقيم ، ويأخذ نفسه بحسن الخط وصحة الرسم الإملائي .
تعليقات