المشكلات السلوكية
ما هي المشكلات السلوكية ؟ وما هي أسبابها ؟ |
بحث عن المشكلات السلوكية :
(1) مفهوم المشكلة .
(2) مفهوم السلوك .
(3) مفهوم المشكلات السلوكية .
(4) معايير التمييز بين السلوك السوي والسلوك الشاذ .
(5) أساليب الكشف عن المشكلات السلوكية .
(6) المميزات السلوكية للشخصية السوية .
(7) الخصائص السلوكية لذوي المشكلات السلوكية .
(8) أسباب المشكلات السلوكية .
مفهوم المشكلة :
مفهوم المشكلة لغة :
وردت في ( الرازي ، 1979م ، ص204 ) في باب الشين والكاف ، شكل منها الشين والكاف واللام ، ويقال شكل هذا أي مثله ، ودخل في شكل هذا .
مفهوم المشكلة اصطلاحا :
تعرف المشكلة علي أنها : يمكن التعرف علي أن الفرد يعاني من مشكلات إذا انطوي سلوكه علي أي من الأعراض التالية ومنها : التوتر الزائد عن الحد ، التناقض بين سلوك الفرد والمعايير الاجتماعية والخلقية ، السلوك العدواني ، عدم الثقة في النفس والاعتماد علي الآخرين ، والعجز التعليمي الذي يرجع لعوامل أخرى كالضعف العقلي أو السن .
مفهوم السلوك :
مفهوم السلوك لغة :
السلوك مصدر سلك طريقاً ، وسلك المكان يسلكه سلكاً وسلوكاً وسلكه غير وفيه ، وأسلكه إياه وفيه وغيره .
مفهوم السلوك اصطلاحا :
هو ذلك النشاط الذي يصدر من الكائن الحي نتيجة لعلاقته بظروف البيئة ، والتي تتمثل في محاولاته المتكررة للتعديل والتغيير في الظروف المحيطة ، لكي تتناسب مع مقتضيات حياته ، ولكي يتحقق له البقاء والاستمرار .
مفهوم المشكلات السلوكية :
تعريف المشكلات السلوكية بالعديد من التعريفات ومنها :
(1) المشكلات السلوكية هي ظاهرت تعكس خرقاً للأعراف الاجتماعية المقبولة يوجهها الفرد نحو الآخرين أو نحو ذاته بغرض الإيذاء ، وهي سلوكيات يستطيع الآخرين ملاحظتها بسهولة ، وتتميز بالتكرار والحدة ، ولكنها لا تصل إلى درجة الاضطراب الشديد التي تتطلب التدخل العلاجي ، وتؤثر هذه السلوكيات علي كفاءة الفرد النفسية وتحد من تفاعله مع الآخرين .
(2) المشكلات السلوكية هي اضطرابات وظيفية في الشخصية ، نفسية المنشأ تبدو في صورة أعراض نفسية وجسمية مختلفة ، وتؤثر في السلوك الشخصي فيعوق توافقه النفسي ويؤثر علي ممارسة حياته السوية في المجتمع الذي يعيش فيه .
ويشير الخطيب إلى عدم وجود تعريف متفق عليه للمشكلات السلوكية يرجع للأسباب التالية :
1- عدم وجود تعريف متفق عليه للصحة النفسية .
2- صعوبة إخضاع كل من السلوك والانفعالات للقياس .
3- اختلاف السلوك والعواطف .
4- عدم وجود اتفاق حول السلوك السوي والسلوك الشاذ من مجتمع لآخر ومن ثقافة لأخرى .
5- تنوع الاتجاهات النظرية والأطر الفلسفية المستخدمة .
معايير التمييز بين السلوك السوي والسلوك الشاذ :
يمكن التفريق بين السلوك السوي والسلوك الشاذ كما يلي :
1- تكرار السلوك :
ويقصد به عدد المرات التي يتكرر فيها السلوك فيفترة زمنية معينة ، فإذا زادت عدد مرات الحدوث عن المألوف يمكن اعتبارها سلوك غير عادي وشاذ .
2- مدة حدوث السلوك :
أي أن السلوك يستمر فترة أطول بكثير أو أقل بكثير مما هو في الحالة الطبيعية ، وبذلك يعتبر السلوك شاذاً .
3- طبوغرافية السلوك :
وهو الحالة التي يتخذها الجسم عندما يمارس الإنسان السلوك .
4- شدة السلوك :
أي درجة السلوك ، حيث نحكم علي السلوك من خلال ارتباطه بالمعايير المقبولة أو غير المقبولة ، ويصنف لسلوك عادي وسلوك غير عادي ( شاذ ) .
أساليب الكشف عن المشكلات السلوكية :
(1) مقياس التقرير الذاتي :
ويعد هذا الأسلوب من أكثر الأساليب استخداماً يبن المراهقين والأطفال ، وذلك لاستخدامه في تحديد ماهية الأمراض المختلفة ، بالإضافة لأهميته وقيمته في قياس المشكلات السلوكية التي من المحتمل أن يتم اخفائها عن الوالدين .
(2) تقارير الآخرين :
تعد من أكثر المقاييس شيوعاً بالنسبة للفرد كالوالدين والمعلمين والمعالجين عند تحديد ماهية اضطرابات الأطفال ، ويعد الوالدين من أهم المصادر التي يتم الاعتماد عليها في الحصول علي المعلومات .
(3) تقدير الأقران :
تشير الدراسات الحديثة في علم النفس والتربية إلى أن هذا الأسلوب يعتبر من أحد الأساليب المساعدة في الكشف عن المشكلات السلوكية والانفعالية ، حيث يستخدم لقياس إدراك الطفل ، من خلال العلاقات الشخصية والاجتماعية ، تكمن فائدته في استخدامه في التخطيط لطرق التدخل .
(4) الملاحظة المباشرة للسلوك :
ويطلق علي الملاحظة الخارجية الأسلوب الموضوعي method objective بمعني ملاحظة سلوك الفرد بعيداً عن التحيز الشخصي للملاحظ ، ويمكن إشراك أكثر من شخص في الملاحظة والتسجيل والمقارنة مع بعضهم البعض للوصول إلى نتائج دقيقة ، وتعد الملاحظة الخارجية من أكثر الأساليب شيوعاً في دراسة السلوك والتي تعني بدراسة السلوك الظاهر .
(5) المقابلات الإكلينيكية :
تعتمد البحوث والدراسات النفسية والاجتماعية علي المقابلة للحصول علي البيانات ، كما أنها ذات أهمية في عمليات التوجيه التربوي والمهني والاستشارات والعلاج النفسي ، ويتمثل دور المقابلة في التوحيد بين ما تم جمعه من معلومات من خلال التقارير أو من خلال طرق قياس القدرات والسمات الخاصة بالمفحوص ، وما يظهر من استجابات وسلوك أثناء مقابلة المفحوص .
(6) الاختبارات النفسية :
وهي مجموعة من الاختبارات التي تستخدم للكشف عن المشكلات التي يعاني منها الطفل ، ومن هذه المقاييس : المقاييس الإسقاطية مثل اختبار بقع الحبر ( روشاخ ) واختبار الترابط الحسي مثل اختبار تفهم الموضوع للأطفال وللكبار .
المميزات السلوكية للشخصية السوية :
حدد سوين ( swinn ) مميزات الشخصية السوية بعدد من الخصائص التي تميزها عن الشخصية المنحرفة والتي تتخلص فيما يلي :
- الكفاءة :
فالشخص السوي يجيد استخدام طاقاته بدون إهدار لجهوده ، واقعي يتخطي العقبات ، ويتقبل الإحباط والفشل ، ويعيد توجيه طاقاته لتتوافق مع الواقع الاجتماعي .
- الفعالية :
فالشخصية السوية يصدر عنها سلوك فعال موجه نحو حل المشاكل ، وأساليب إيجابية للتغلب علي التوتر والمخاوف ، ومحاولة الوصول إلى الأهداف الهامة .
- الملائمة :
الأفكار والمشاعر تكون ملائمة لدي الشخصية السوية وإدراكه يعكس الواقع ، وتكون أحكامه ناتجة عن معلومات مناسبة ، وتكون مشاعر الخوف لديه مرتبطة ارتباطاً ملائماً بالظروف التي يواجهها ، ومناسباً لسنه ومستوي النضج لديه .
- المرونة :
فالشخص السوي لديه القدرة علي التكيف ومواجهة الصراع والإحباط ، راغب في العلم والتجريب المستمر ، والإفادة من الخبرة ، من خلال البعد عن المواقف المثيرة للقلق .
- الفعالية الاجتماعية :
تتمثل في المشاركة في الحياة الاجتماعية مع الآخرين والقدرة علي الاتصال بالآخرين ، والمشاركة الوجدانية والاستجابة للآخرين ، والقدرة علي إقامة العلاقات الاجتماعية والاستمتاع بالصحبة .
- الاطمئنان إلى الذات :
حيث يتصف بقدرته علي تقدير ذاته ، والتقدير الواقعي لمواطن القوة والضعف .
الخصائص السلوكية لذوي المشكلات السلوكية :
هناك مجموعة من الخصائص السلوكية لذوي المشكلات السلوكية وتتمثل فيها يلي :
(1) السلوك الهادف إلى جذب الانتباه أو السلوك الفوضوي :
حيث يكون السلوك غير مناسب للنشاط الذي يقوم به الطفل ، ويستخدمه لجذب الانتباه ، وقد يكون لفظياً أو غير لفظي ، بينما يتمثل السلوك الفوضوي بسلوكيات تعيق النشاط القائم ، كذلك وتتضمن العجز عن القيام بالأنشطة .
(2) العدوان الجسدي واللفظي :
أي العنف الموجه نحو الذات أو نحو الآخرين ، ويوجد شعوراً بالخوف مثل الضرب والركل ، بينما يتمثل العدوان اللفظي في الكلام المرافق للغضب والعنف ، ووصف عبارات تحطيم الذات وإلحاق الأذي بها .
(3) عدم الاستقرار :
أي سرعة التهيج وعدم القدرة علي التنبؤ بالسلوك ، ويعود إلى التقلبات المزاجية السريعة ، حيث الانتقال من حالة الفرح إلى الحزن ، ومن الهدوء إلى الحركة بدون سبب محدد ولا يمكن التنبؤ به .
(4) النشاط الحركى الزائد أو قلة النشاط :
حركة جسدية زائدة عن الحد المعقول ، ولا تتناسب مع عمره الزمني ، وهو غير متنبأ به وغير موجه ، ويقابله ضعف بالنشاط الحركي عند الاستجابة للمثيرات ، وتعد قلة النشاط عرض من أعراض الخوف والقلق الذي يؤثر علي سلوك الفرد ونشاطه .
(5) السلبية والانسحاب :
وهي حالة وجدانية تعبر عن عدم الاهتمام واللامبالاة ، وعدم الرغبة بالقيام بأي نشاط ، وفي حال القيام به فإنه لا يستمتع به ، في حين أن الانسحاب سلوك يميل فيه الأفراد إلى تجنب التفاعل الاجتماعي ، وعدم الرغبة بالمشاركة في المواقف الاجتماعية .
(6) التمرد المستمر :
وهو سلوك يرفض القوانين والمعايير الاجتماعية ، حيث يظهر المراهق سلوكاً متمرداً علي سلطة الوالدين والمحيطين به وكسر القواعد الاجتماعية .
أسباب المشكلات السلوكية :
لا نستطيع تحديد سبب واحد للمشكلات السلوكية بل هي مجموعة من التفاعلات المعقدة والتي تشمل الأسرة والبيئة والعوامل البيولوجية ، وهي علي النحو التالي :
(1) المجال الجسمي البيولوجي :
العوامل الجينية والعصبية تؤثر علي السلوك ، حيث أن هناك ارتباط وثيق بين جسم الإنسان وسلوكه ، وأن الاضطرابات الشديدة جداً لها أسباب وعوامل بيولوجية مسببة لها .
(2) العوامل الأسرية :
ان الأسرة هي العامل الأول والأساسي في تشكيل الطفل ، وكل ما يتم اكتسابه من الأسرة من خبرات مؤلمة ترجع إلى أساليب خاطئة في التنشئة ، وتؤدي لاضطرابات في شخصيته ، وأن بعض العوامل قد تسهم في ظهور المشكلات السلوكية مثل مشاكل الوالدين والحرمان .
(3) العوامل المدرسية :
المدرسة هي المؤسسة العلمية التي تقوم بصقل وتربية وتعديل سلوك الطفل من خلال التنشئة في الأسرة ، حيث يختلط سلوك الطفل مع الأصدقاء والمدرسة ، وعند دخول طفل المردسة ولديه اضطراب سلوكي ، وقليل من المهارات الاجتماعية والأكاديمية ، فإنه سيحصل علي اتجاهات سلبية من قبل رفاقه ومدرسيه .
ونؤكد هنا علي تعدد وتنوع الأسباب المؤدية للمشكلات السلوكية ، فالأسباب من الممكن ان تكون متداخلة ومتشابكة وتؤثر علي السلوك اليومي للفرد ، سواء كانت أسباب بيولوجية ن أسرية ، مدرسية ، بالإضافة لمشكلات مجتمعية سائدة تدفع بشكل سلبي للتصرف بشكل غير سوي .
تعليقات