ما هو مفهوم الذات ؟ وما هي أهميته ؟ |
بحث عن مفهوم الذات :
محتويات البحث :
2- وجهات نظر مختلفة نحو مفهوم الذات .
3- التطور التاريخي لمفهوم الذات .
4- أهمية مفهوم الذات .
5- نظريات الذات .
6- مفهوم الذات عن البورت .
7- مفهوم الذات لدي ماسلو .
تعريف مفهوم الذات :
تعريف الذات لغة :
" وذات الشئ نفس الشئ عينه وجوهره فهذه الكلمة لغوياً مرادفة لكلمة النفس والشئ ، ويعتبر الذات أعم من الشخص ، لأن الذات تطلق علي الجسم وغيره ، والشخص لا يطلق إلا علي الجسم فقط " . ( ابن منظور ، 1988م ، ص 13 )
ذات الشئ حقيقته وخاصيته ، وكذلك عرفه من ذات نفسه كأنه يعني سريرته المدمرة ، وقوله عزل وجل قال تعالي " إنه عليم بذات الصدور " .
ونلاحظ أن بعض العلماء أشاروا إلى أن الذات أعم من النفس وهي خاصية مميزة لفرد ما ، حيث إن ذات الإنسان هي نفسه العاقلة ، العارفة أي أن هذا التعريف اعتبر الذات الجزء الظاهر من النفس ومهما يكن فإن تناول النفس قد برز بوضوح من قبل الفلاسفة ، فقد برز تناول أكثر في علم النفس لكلمة الذات ، حيث أن كلمة الذات في علم النفس مرادفة لـ sol الفرنسية ، self في الإنجليزية ، sEIBst في الألمانية .
تعريف الذات اصطلاحا :
مفهوم الذات : هو فكرة الفرد عن ذاته ، وما هي الفكرة التي يكونها الفرد عن نفسه في ضوء أهدافه وإمكانياته ، واتجاهه نحو هذه الصورة ، ومدى استثماره لها في علاقته بنفسه أو بالواقع .
ومفهوم الذات ينشأ من العلاقة بين الذات المدركة والبيئة المحيطة بالفرد ، فمفهوم الذات هو ما يراه الفرد بداخله عن نفسه وعن مفهوم البيئة المحيطة هو كل ما يحيط بالفرد كالعائلة والمدرسة وغيرها .
ومفهوم الذات : هو عبارة عن مفهوم الفرد وإدراكه للعناصر المختلفة المكونة لشخصية أو كينونته الداخلية والخارجية ويتمثل ذلك في الجوانب الأكاديمية والجسمية والاجتماعية والثقة بالنفس .
ويعتبر مفهوم الذات من المفاهيم متعددة الأبعاد ، حيث يعتبر ركناً أساسياً وحجر الزاوية في بناء الشخصية .
يشكل مفهوم الذات للفرد أهمية خاصة ، لفهم ديناميات الشخصية ، والتوافق النفسي ، وعليه يمكن تعريف مفهوم الذات علي أنه " الوعي بكينونة الفرد ، وتنمو الذات وتنفصل تدريجياً عن المجال الإدراكي وتتكون بنية الذات كنتيجة التفاعل مع البيئة ، وتشمل الذات المدركة ، والذات الاجتماعية ، والذات المثالية ، وقد تمتص قيم الآخرين ، وتسعي للتوافق والثبات ، وتنمو نتيجة للنضح والتعلم .
وجهات نظر مختلفة نحو مفهوم الذات :
الذات في القرآن الكريم :
أولا جاءت بمعني الذات الخارجية أي كل ما من شأنه تحقيق التوافق والتسامح مع الآخرين وإزالة التشاحن والتقاطع والتدبر ، وتحقيق التواد والتحاب والتواصل .
قال تعالي : " وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين " .
ثانيا : جاءت بمعني الذات الداخلية أي الضمير ذلك في قوله تعالي : " والله عليم بذات الصدور " .
الذات من وجهة نظر الفلاسفة :
- الفيسلوف " رينيه ديكارت " والمقولة الشهيرة التي أطلها ( أنا أفكر ، إذن أنا موجود ) التي تعني طالما كان التفكير واقعا لا يمكن إنكار وجودي .
- " وليم جيمس " حيث قدم في كتابه الشهير ( مبادئ علم النفس ، 1980م ) فصلاً حول الذات ، وكان موضوعياً في معالجته للموضوع ، وقد قسم الذات التجريبية إلى أربعة عناصر مرتبة تنازلياً . وهذه العناصر هي :
* الذات الروحية : ويقصد بها ملكات النفس ونزعاتها وقبولها .
*الذات المادية : وهي كل ما يخص الممتلكات الفردية المادية .
* الذات الاجتماعية : يقصد بها الكيفية التي ينظر بها الآخرون إلى الفرد .
* الذات الخاصة : ويقصد بها ذلك التيار من التفكير الذي يكون إحساس الفرد بهويته الشخصية ، وهذه الأدوات الأربع تتحدد وتكون نظرة الفرد إلى نفسه .
العالم " كولي " الذي أكد علي العلاقة بين الذات والبيئة الاجتماعية .
العالم " هربرت ميد " الذي وسع هذا المفهوم ، وناقش العملية التي يصبح بها كيان الشخص مرآة تعكس صورة الحياة الاجتماعية التي نشأ فيها .
ثم بدأ علم النفس الإنساني ، بما فيه نظرية الذات بالبروز وبدأ علماء أمثال البورت ، وروجرز ، ماشو ، رولو ماي ، بالدعوة إلى إيجاد علم نفس يهتم بالسلوك الإنساني بأكمله علي أساس أن سلوك الإنسان شئ أكبر وأكثر تعقيداً من سلوك الحيوان بالمختبر .
ويقول " البورت " أن علم النفس الصحيح سيكون علم نفس الذات ، ولذلك يري أن هناك أسباب تدفعنا إلى البحث في الذات ، وهي أن وجودنا الشخصي وهويتنا يتوقف علي مدى إحساسنا بالذات ، وأن إسقاط هذا المحك بمثابة المحافظة علي إطار الصورة بعد إبعاد ذاتها ، كما ينبغي علي علم النفس أن يقدم بياناً دقيقاً عن المعني المتطور للذات ولذلك لكي يساعد الفلسفة في تحديد مصطلحات الذات .
التطور التاريخي لمفهوم الذات :
يعتبر مفهوم الذات من الموضوعات التي اختلف علماء النفس حوله قديماً وحديثاً ، سواء كان هذا الاختلاف في عملية تمييزه عن المفاهيم الأخرى مثل تقدير الذات ، أو الإدراك الذاتي ، أو تقرير الذات ، وأيضا حول تداخل مفهوم الذات مع مصطلحات أخرى مثل ألأنا والنفس والروح ، وكذلك في تحديد تعريفاته كموضوع أو كعملية ، ولقد تتبع ( Hattie , 1992 ) الخلفية التاريخية لتطور مفهوم الذات من عصر الفلاسفة الإغريق كأفلاطون وأرسطو والذين تناولوا مفهوم الذات كهوية أو تفرد ، مروراً بديكارت الذي يراه كجوهر مدرك إلى الجدل الفلسفي بين مفكري عصر النهضة وعلى رأسهم هيوم .
والذين حاولوا التمييز بين الحواس ومدركاتها العقلية كالتفكير وصولاً إلى المنهج العلمي الذي تنباه جيمس في تفسير مفهوم الذات ، والذي صفنها إلى أربعة مستويات أو نطاقات منظمة في بناء هرمي تتمثل قاعدته بالذات الروحية ( الذات الجسمية - الذات الاجتماعية - الذات المادية - الذات الروحية ) .
أهمية مفهوم الذات :
أظهرت كثير من الدراسات الميدانية أن لمفهوم الذات علاقة طردية واضحة مع التوافق النفسي والصحة النفسية قد تتبين في مجال الصحة النفسية ، أن عدم تقبل الذات أو رفضها يؤدى إلى الاضطراب النفسي والصراع والقلق ، بل أثبتت الدراسات أن العصابيين يتسمون بعدم الانسجام مع الذات .
ان لمفوم الذات دوراً ثلاثياً فيما يتعلق بتحديد السلوك ، فهو :
الدور الأول : يعمل بشكل آلي للحفاظ علي اتساقه الداخلي ، فإن كان للفرد مشاعر أو مدركات غير متناسقة أو متعارضة ، فإنه ينتج عن ذلك حالة من عدم الراحة النفسية والتي تسمي ( بالتنافر المعرفي ) ، ويقوم الفرد عندئذ بأي عمل ليعيد إليه توازنه ويؤمن له الشعور بالراحة والطمأنينة .
والدور الثاني : الذي يلعبه مفهوم الذات في تحديد السلوك هو أنه يشكل الطريقة التي يفسر بها الخبرات الشخصية ، فالفرد يعطي لكل خبرة معني ، فقد يحدث نفس الشئ لشخصين مختلفين فيفسره الأول بطريقة تختلف عن تفسير الشخص الثاني له .
والدور الثالث : لمفهوم الذات هو أنه يقدم مجموعة من التوقعات حيث يحدد ماذا يتوقع أن يعمله الأفراد في المواقف المختلفة ، وهذه المجموعة من التوقعات تعتبر المظهر الرئيسي أو المركزي لمفهوم الذات .
نظريات الذات :
(1) نظرية الذات عند روجرز :
يعرف روجرز الذات أو مفهوم الذات علي أنه : " نموذج منظم ومتسق مع الخصائص المدركة ( للأنا ) أو الضمير المتكلم مع القيم المتعلقة بهذه الرموز " .
وتقول ليندا دافيدوف أن روجرز ينظر إلى الطفولة كمرحلة حرجة لنمو الذات ، وهو بذلك يتفق كثيرا مع كثير من المنظرين الفرويديون المحدثين ، فهو يركز علي التأثيرات الباقية للعلاقات الاجتماعية المبكرة ، كما أنه يؤكد علي أهمية حصول الفرد علي الاعتبار الإيجابي والدفء العاطفي والقبول من الآخرين وخاصة الهامين منهم ، وأن الأطفال في رأي روجرز سوف يعملون أي شئ في سبيل إشباع هذه الحاجة .
ويقول روجرز أن الأطفال في السنوات المبكرة يكونون واعين بالاتساق في سلوكهم ويحددون لأنفسهم سمات معينة فمثلاً ( الغضب بسهولة ) و ( لديه الكثير من الطاقة ) فالغضب بسهولة يدرك كجانب سلبي ، علي حين أن كونه ( لديه طاقة ) يدرج جانب إيجابي للذات .
يري روجرز أن الإنسان لديه نزعة فطرية لتحقيق الذات ، وتكتسب الأحداث التي تدور حول الفرد معناها من خلال ما يدركه ويفهمه الفرد من تلك الأحداث من معني ، وتعامل الفرد مع واقعه يكون من خلال كيفية إدراكه وفهمه لهذا الواقع ، حيث أن الفرد يعمل علي تقويم خبارته هل هي ذات قيمة موجبة أو سالبة . فالفرد يدرك الخبرة التي تتماشي وتنسجم مع نزعته لتحقيق الذات باعتبارها خبرات ذات قيمة إيجابية والعكس صحيح .
أهم التصورات الرئيسية لنظرية روجرز :
- الكائن العضوي وهو الفرد بكليته .
- المجال الظاهري وهو مجموع الخبرة ، ومما يميز المجال الظاهري خاصية أن يكون شعورياً أو لا شعورياً حسب ما إذا كانت الخبرة المكونة للمجال تحولت إلى رموز أم لا .
الذات وهي الجزء المتمايز من المجال الظاهري وتتكون من نمط الإدراكات ، والقيم الشعورية بالنسبة لـ ( أنا ) وضمير المتكلم .
خصائص الذات لنظرية روجرز :
- أنها تقوم من تفاعل الكائن مع البيئة .
- قد تمتص قيم الآخرين وتدركها بطريقة مشوهة .
- يسلك الكائن بأساليب تتسق مع الذات .
- الخبرات لا تتطور مع الذات وتدرك بوصفها تهديدات .
- قد تتغير الذات نتيجة للنضج والتعلم .
ولقد أوضحت هذه النظرية أن التناقض بين مجالات الذات المختلفة مرتبط بأعراض ومشاعر مختلفة ، ويرجع حجم الأعراض الانفعالية لحجم التناقض بين تلك المجالات ، حيث أن التناقض بين الذات الفعلية والمثالية يؤدى إلى فقدان الآمال والأماني ، ويؤدى تناقض الذات الفعلية والمثالية إلى شعور الأفراد بالاكئاب المرتبط بمشاعر الحزن وعدم التشجيع والإعاقة الحركية النفسية ، وكذلك يؤدى تناقضهما إلى نتائج سلبية مثل توقع العقاب لعدم الوفاء بالواجبات والمسئوليات ولذلك فعندما يتناقض مفهوم الذات العقلي والمثالي فإن الأفراد يشعرون بإثارة ترتبط بالقلق والعصبية والإثارة النفس حركية .
ويؤكد روجرز أن كل فرد يعيش في مجال ظاهراتي معين ، حيث يكون هو مركز ذلك المجال ، فالإدراكات التي يشترك فيها كل أفراد المجتمع أو التي يجمع عليها أفراد المجتمع هي الإدراكات والملاحظات الصحيحة .
إن مفهوم الذات ينتج عن تفاعل الفرد مع الآخرين ، فالذات شئ إدراكي حيث يدرك الشخص ويفهم ذاته وما ينبغي ان تكون عليه ، والمفهوم الذاتي عادة يتكون من القيم والمعايير التي يرثها أو يأخذها الفرد من الآخرين .
وكذلك تشير هذه النظرية إلى أن الذات تتكون وتتحقق من خلال النمو الإيجابي ، وتتمثل في بعض العناصر مثل : صفات الفرد وقدراته والمفاهيم التي يكونها بداخله نحو كل من ذاته والآخرين والبيئة التي يعيش فيها ، وكذلك عن خبراته وعن الناس المحيطين به ، وهي تمثل صورة الفرد وجوهر حيويته ، ولذا فإن فهم الإنسان لذاته له أثر كبير في سلوكه من حيث السواء أو الانحراف ، ولذلك فمن المهم معرفة خبرات الفرد وتجاربه وتصوراته عن نفسه وعن الآخرين .
ويقول " العيسي " إن مفهوم الذات كما يراه روجرز هو مجموعة إدراكات الفرد لخصائصه وقدراته والمدركات والمفاهيم التي يكتسبها من الآخرين ومن البيئة الاجتماعية ، ومع أن روجرز في نظريته قد أهمل الجانب اللاشعوري ، إلا أن هذه النظرية لاقت رواجاً في الإرشاد والعلاج النفسي .
(2) نظرية الذات عند وليام جيمس ( williom james , 1890 ) :
يشير جيمس إلى أن الذات أو الأنا بعموميتها هي كل ما يستطيع الإنسان أن يدعي أن له جسده - سماته - قدراته - ممتلكاته المادية - أسرته - أصدقاءه - أعداءه - هواياته - والكثير غير ذلك ، ويعتبر الكثير مما يكتب اليوم عن الذات أو الأنا مستمد مباشرة من جيمس ، ولقد ناقش جيمس الذات من خلال ( مكونات الذات ، الذات المادية ، مشاعر الذات ، نشاط البحث عن الذات ، حفظ الذات ) .
حيث تشمل مكونات الذات : الذات المادية ، والذات الاجتماعية ، والذات الروحية ، والأنا الخالصة . ممتلكات الفرد المادية هي الذات المادية في حين الذات الاجتماعية هي نظرة الآخرين إليك أما الذات الروحية فتتكون من ملكاته النفسية ونزعاته وميوله ، أما الأنا الخالصة فيري جيمس أنها ذلك التيار من التفكير الذي يكون إحساس المرء بهويته الشخصية .
(3) نظرية التحليل النفسي :
كان " فرويد " يبحث عن استبصارات تساعده لفهم الشخصية الإنسانية خاصة في علاجه للمرضي العصابيين بل إن " فرويد " كان يلاحظ نفسه أيضا ، ثم تدرج في وضع نظريته التي تسمي بالتحليل النفسي ، وهي تفسر السواء وعدم السواء النفسي وطرق معالجته واستمر " فرويد " طيلة حياته يراجع أفكاره وينقحها .
تتكون الشخصية وفقا لما يراه " فرويد " من ثلاث مكونات :
الهو ID : وهو منظمة بيولوجية تنشأ منذ الولادة وتستمر مع الحياة ، وتعد بمثابة مخزون للطاقة النفسية .
الهو لا يتغير بمضي الزمان ولا بفعل الخبرة أو التجربة لأنه لا يتصل بالعالم الخارجي ، ومع ذلك يمكن السيطرة عليه .
ويري فرويد أنه لا علاقة ( للهو ) بالمعايير أو القيم أو الأخلاق والمثل والصواب والخطأ كما أنه لا يخضع لقوانين أو قواعد أو منطق فهو يسير وفق مبدأ اللذة .
الأنا THE EGO : يذهب الداهري والعبيدي إلى القول بأن فرويد يري أن الأنا ينبثق من الهو ، وذلك خلال العام الثاني من حياة الطفل ويستمر مع الحياة ، حيث يبدأ الطفل التعامل مع الواقع الموضوعي ، وانبثاق الأنا يحدث لمواجهة هذا الواقع ويؤدي إلى تأجيل الإشباع ، لأن الأنا دائما يسعي وراء الموضوعية والإشباع الحقيقي أي مبدأ الواقعية ، وهو يسعي دائما إلى التوافق مع البيئة في ضوء الواقع المعايش .
ويطلق فرويد علي هذه المرحلة أيضاً مرحلة الذات الوسطي حيث يمثل الهو مرحلة الذات الدنيا ، ويري فرويد أن الذات الوسطي هي ذلك المدير الذكي الذي يسعي إلى تحقيق بقاء الفرد متكاملاً ، وذلك بالتوافق بين مطالب الهو ، ومطالب الضمير ، أو الذات العليا صاحبة المبادئ والمثل العليا الأخلاقية وبين الهو وصاحب مبدأ اللذة والشهوة .
الأنا الأعلي super - ego : يري فرويد هذه المرحلة أنها ذلك النسق من السلوك السليم ، أو النمط الثقافي السائد في بيئة ومجتمع معين في ضوء الواقع المثالي ، ويتمثل دور الأنا الأعلي أو الذات العليا في عمليات الكف لكل رغبات الهو ( دافع الموت أو غريزة الموت ) ، وكذلك صبغ الأنا بصبغة قيمية مثالية .
ويعتبر فرويد العلاقة بين هذه العناصر الثلاثة علاقة صراع بين الخير والشر ، ويحدث هذا الصراع علي نطاق لا شعوري ، ومن هنا كانت الذات الوسطي تقوم بوظيفة التوافق بين قوي الخير والشر في الإنسان .
ويري عوض أن تلك القوي الثلاثة قوة بيولوجية الهو ، قوة سيكلولوجية الأنا ، قوة اجتماعية الأنا الأعلي ، جميعها تعمل كفريق واحد متفاوتة ومتآزرة في حالة السواء ، ومتصارعة في حالة المرض أو سوء التوافق .
مفهوم الذات عند البورت :
يعرف البورت بأنه من علماء نفس " الأنا " أو " الذات " ولقد قام البورت بفحص المعاني العديدة للأنا والذات في الكتابات السيكولوجية ، ونتيجة للخلط بين المعاني العديدة للأنا والذات فلقد اقترح البورت تسمية جميع وظائف الذات أو الأنا ( الوظائف الجوهرية للشخصية ) والتي تتضمن كلا من هوية الذات ، وتقدير الذات ، وامتداد الذات ، وصورة الذات ، والتي تمثل في مجملها الجوهر والذي ينمو مع الزمن ، ويري البورت أن الذات والأنا قد يستخدمان بشكل وصفي للدلالة علي الوظائف الجوهرية في مجال الشخصية .
ويري البورت أنه علي الرغم من صعوبة وصف طبيعة الذات ، إلا ان مفهوم الذات جوهري أساسي في دراسة الشخصية ، ويمكن إرجاع ذلك تاريخياً إلى التأثير القوي الذي تركه فرويد ، فيري ألبورت أن فرويد رحل قبل أن يتم بصورة كاملة نظريته في الأنا ، ويعتبر مفهوم الذات عند ألبورت هو أنا ، والأنا يوجد بداخلها عملية دينامية ذات قوة إيجابية كبيرة أكثر مما هو متمثل في مفهوم الأنا عند فرويد ، والأنا عند فرويد تتحكم في الهو وتضبطه من حيث أنها موجهة لاندفاعات الهو ، أنا الأنا والذات عند ألبورت أن قيام جوهر الشخصية بوظائفه علي نحو تام يميز المرحلة الأخيرة من مراحل نمو الفرد النمائية المتتابعة التي تبدأ من الميلاد وتستمر عند الرشد .
مفهوم الذات لدي ماسلو :
لقد تحدث ماسلو عن الذات من خلال هرم الحاجات الشهير الذي يتكون من خمس درجات ، حيث يبدأ تلك الحاجات بالحاجات الفسيولوجية ، وتنتهي بتحقيق الذات كما ويري أن تحقيق الذات هي مرحلة متميزة تجعل للفرد كيانه المستقل وتميزه عن غيره ، من خلال قدرة هذا الفرد علي تحقيق طموحاته العليا التي يرغب في الوصول إليها .
ويشير ماسلو إلى أن الأفراد الذين يحققون ذاتهم يتميزون بمجموعة من السمات التالية :
- ادراكهم للواقع يكون بشكل دقيق وواقعي .
- هم أفراد يتسمون بالبساطة والتلقائية .
- يكون اهتمامهم بما يحيط بهم من مشكلات أكبر من تركيزهم علي ذواتهم .
- يعملون علي خلق توازن بين حاجتهم للخصوصية والانفصال عن الآخرين .
- يميلون للاستقلالية ولذلك فهم لا يعتمدون علي بيئتهم أو ثقافتهم .
- يظهرون تجديداً مستمراً من التقدير .
- يخبرون خبرات الذروة .
- اهتمامهم بالناس بشكل عام وليس فقط أقاربهم أو اصدقائهم .
- صدقاتهم العميقة تكون مع القليل من الأصدقاء .
- يتقبلون قيم الديمقراطية المحيطة بهم .
- يتميزون بالإبداع .
- لا يخضعون بشكل تام للثقافة ، ويميلون إلى التوجه بالذات .
- حسهم القيمي عالٍ .
ويشير ماسلو إلى أن الحاجة إلى تحقيق الذات يعمل الفرد علي إشباعها بعد إشباع الحاجات الأخرى السابقة خاصة الفسيولوجية منها ، وحيث تعتبر حاجة تحقيق الذات أقل الحاجات إلحاحاً لأنها لا تشكل تهديداً لحياة الفرد مثل الحاجات الأساسية الأخرى ، فلذلك فإن كثيراً من الأشخاص لا يصلون إلى مستوي تحقيق الهوية بسبب ذلك ، وفي بعض الأحيان فإن البيئة الاجتماعية والثقافية يمكن أ، تكون عائقاً في طريق تحقيق الأفراد لذواتهم بما تفرضه من معايير ، وقد يتطلب تحقيق الذات من الفرد أحياناً تخطي وكسر تلك المعايير وتحرك الفرد يكون من داخله أكثر منه من خلال تلك المعايير ، وقد يصبح تحقيق الذات المرتبط بالنمو مهدداً لبعض الحاجات حيث يفترض أن لا يصله الفرد قبل أن يحقق حاجاته الأساسية ، وبذلك قد يصبح مهدداً لحاجات الأمن مثلا لحاجات غيرها .
هرم الحاجات لماسلو :
يتكون من خمس درجات وهي كالتالي :
1- الحاجة إلى تحقيق الذات .
2- الحاجة إلى تقدير الآخرين وتقدير الذات .
3- الحاجة إلى الحب والانتماء .
4- الحاجات الأمنية ( الحاجة للأمن والاستقرار والنظام والحماية والتحرر من الخوف والقلق ) .
5- الحاجات الفسيولوجية ( الحاجة للهواء والماء والطعام والجنس ) .
تعليقات