ماهية تشتت الانتباه وفرط الحركة أو النشاط ؟ |
بحث عن اضطراب الانتباه وفرط الحركة :
(2) تعريف اضطراب الانتباه مع فرط النشاط .
(3) أسباب الإصابة باضطراب نقص الانتباه والنشاط الحركي الزائد ( فرط الحركة ) .
(4) التدخل العلاجي لاضطراب الانتباه وفرط النشاط .
مقدمة عن اضطراب الانتباه وفرط الحركة :
يعتبر الانتباه من أهم العمليات العقلية التي تلعب دوراً هاماً في النمو المعرف لدي الفرد حيث إنه يستطيع من خلاله أن ينتقي المنبهات الحسية المختلفة التي تساعده علي اكتساب المهارات وتكوين العادات السلوكية الصحيحة بما يحقق له التكيف مع البيئة المحيطة به .
تركيز الذهن تركيزاً شعورياً علي شئ موضوعي أو فكرة تتصل بشئ موضوعي ، أو التريكز علي فكرة مجردة ، فهو عملية عقلية تتصل باهتمام الجانب الشعوري بشئ معين علي نحو واضح .
ويبين اريكسن ، ويه بأن الانتباه هو التركيز الواعي للشعور علي منبه واحد فقط وتجاهل المنبهات الأخرى التي توجد معه وهذا يطلق عليه الانتباه المركز أو الانتقائي ، أو أنه توزيع الانتباه بين منبهين أو أكثر وهذا الأخير يطلق عليه الانتباه الموزع .
تعريف اضطراب أو صعوبات الانتباه مع فرط النشاط :
تعريف اضطراب أو صعوبات الانتباه مع فرط النشاط وفقا للدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية الطبعة الرابعة ، 1944 بأنها : نمط دائم لعجز أو قصور أو صعوبة في الانتباه و / أو فرط النشاط - الاندفاعية ، يوجد لدي بعض الأطفال ، يكون أكثر تكراراً ، وتواتراً ، وهذا الاضطراب يشكل زملة أعراض تعبر عن نفسها من خلال :
- العجز عن تركيز الانتباه ومواصلته وتنظيمه .
- العجز عن كف الاستجابات الاندفاعية .
- يظهر هذا الاضطراب في مدى عمري مبكر ، قبل سن سبع سنوات .
- قد يكون مصحوب بنوع من النشاط الزائد الذي يتصف بـ : العفوية ، والعشوائية ، والافتقار للهدف والتنظيم .
أسباب الإصابة باضطراب نقص الانتباه والنشاط الحركي الزائد ( فرط الحركة ) :
أظهرت الأبحاث التي أجريت علي الأفراد الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه والنشاط الحركى الزائد ، أن الأسباب تعود إلى :
(1) اختلاف في الدماغ : أظهرت الأبحاث التي أجريت أن هنالك عدم توازن في التحولات العصبية في الدماغ والكيميائية أو قلة نسبة التمثيل الغذائي في بعض أجزاء المخ .
(2) الٍأسباب الجينية : أظهرت الدراسات التي أجريت علي الأفراد وذوي نقص الانتباه والنشاط الحركى الزائد أن الوراثة قد تكون أحد العوامل للإصابة بهذا العرض .
(3) الأسباب الأخري : ومن هذه الأسباب التعرض للإصابة أثناء الحمل أو الولادة مما يؤثر علي نمو الدماغ الطبيعي .
(4) أسباب بيئية : وهي مثل أن يعيش الطفل ذو نقص الانتباه والنشاط الحركي الزائد في بيئة فوضوية مقابل بيئة منظمة أو أن يعيش في بيئة فيها إدارة سلوك فعال مقابل العكس كل هذا ممكن أن يسهم إيجابياً أو سلبياً علي الطفل .
أما فيما يتعلق بالنمط الغذائي فإن معظم الدراسات والأبحاث لا تدعم القول أن نوعية الغذاء ، أو المواد الحافظة والسكر من مسببات اضطراب تشتت الانتباه والنشاط الزائد .
التدخل العلاجي لاضطراب الانتباه وفرط النشاط :
(1) التعديل المعرفي للسلوك ( cognitive behavior modification ( C.B.M :
يعد التعديل المعرفي من بين أساليب المعالجة المستخدمة مع الأطفال ذوي اضطرابات الانتباه وفرط الحركة ، كما لو كان قد صمم لهذه الفئة من الأطفال بالذات حيث يقوم التعديل المعرفي للسلوك علي تدريب هؤلاء الأطفال علي اكتساب مهارات : التخطيط ، حل المشكلات ، ضبط الذات التي يفتقر إليها مجتمع هذه الفئة من الأطفال ، من منطلق أن الضبط أو التحكم اللفظي أو التعبير يعد واحدا من أكثر العوامل أهمية في ضبط السلوك خلال التطور النمائي له .
(2) تعديل السلوك Behavior modification :
يفضل علماء النفس تعديل السلوك باستخدام مبادئ التعلم المتكاملة عن طريق تقليل التشتت ، من خلال تهيئة المهام التعليمية بطريقة تضمن استمرارية انتباه الأطفال ، بألا تكون البداية بعد فترات طويلة من الانتباه ، مع ملء جو الفصل بالمؤثرات التي تمكننا من تنفيذ المهام التعليمية وكذا التعزيز المستمر الذي يؤدى إلى حده اضطراب الانتباه ، كما يقولون لأنفسهم قبل ان يبدأو أية مهمة تعليمية : أنا سوف أتوقف ، استمع ، أنظر ، أفكر قبل أن اجيب ، ..... قد نتج عنه تحسين كبير في سلوك الأطفال ، كما أن إعطاء مزيد من وقت التركيز ، والاستجابة الأمرية الفورية تقدم تحسنا في علاج حالات تشتت الانتباه مع فرط الحركة .
ويقوم العلاج السلوكي علي نظرية أن السلوك الخاطئ يرجع إلى تعلم وتكيف خاطئين ، ومن ثم يهدف العلاج السلوكي إلى إزالة السلوك الخاطئ وإعادة التعلم والتكيف .
(3) العلاج الطبي stimulant medication :
لعلاج اضطراب الانتباه وفرط الحركة تستخدم العقاقير الطبية كمبهات للجهاز العصبي المركزي خاصة الد ستروا مفيتامين والمثيل فيدويت ، والبيموكين ، ومضادات الاكتئاب والذهان ، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن هذه العقاقير تؤدى إلى خفض حدة اضطراب الانتباه وفرط النشاط من خلال قياسات الآباء والمعلمين .
كما أظهرت تحسنا في عديد من أوجه التحصيل الدراسي والأكاديمي ... علماً بأن مضادات الاكتئاب والذهان تعد في الصف الثاني ، وتستخدم بجرعات أقل لما لها من آثار جانبية إذا استخدمت علي المدي البعيد ، حيث تعوق النمو الطبيعي للطول والوزن بالإضافة إلى أنها تؤدى إلى نقص في الوظائف المعرفية .
ومن ثم لم يعد العلاج الطبي الاختيار الأمثل للعلاج ، فعلماء النفس يفضلون تغيير السلوك باستخدام مبادئ التعلم المتكاملة ، لتقليل احتمالات التشتت ويتم هذا من خلال تهيئة المهام التعليمية بطريقة تضمن استمرارية انتباه الطفل واهتمامه .
(4) العلاج النفسي psychotherapy :
لابد أن يصاحب العلاج الطبي مساعدات نفسية لإعطاء الطفل مضطرب الانتباه مفرط النشاط فرصة ليكتشف معني الدواء بالنسبة له ، ويعرف أن الدواء مجرد مساعد حتى يقلل من قلقه .
ومن ثم يجب علي الوالدين والمعلمين وضع نظام معين للثواب والعقاب لتعديل الجوانب المزاجية والانفعالية لدي الطفل ، وأن يواجهوا المستلزمات الطبيعية للنضج ، ويشعبوا الحاجات النفسية للأطفال ، لاكتساب القيم وتكوين أنا أعلى طبيعي قابل للتكيف بالإضافة إلى استخدام فنيات للتعامل مع المشكلات السلوكية ضمن الخطة العلاجية .
(5) التدخل العلاجي بالتغذية dietary intervention :
تشير الدراسات والبحوث التي أجريت علي استخدام التدخل العلاجي بالتغذية للأطفال ذوي اضطرابات الانتباه وفرط النشاط إلى وجود علاقة إيجابية بين الحساسية للتغذية واضطراب فرط النشاط لدي الأطفال وقد اعتمدت الدراسات علي اختيار مفحوصيها من الأطفال الذين لديهم نوع من الحساسية للتغذية .
ومن الدراسات الجديدة في هذا المجال دراسة كابلان وآخرون التي أجريت علي عدد من المفحوصين الذين يعانون من الحساسية لأنواع معينة من التغذية ، وقد أظهرت النتائج أن 42% من المفحوصين قد حققوا تحسناً بمعدل 50% من سلوكياتهم ، وأن 16% حققوا تحسناً بنسبة 12% فقط .
(6) تدريب الآباء parent training :
اتجه عدد من الباحثين والممارسين والأخصائيين إلى اختبار كفاءة برامج التدريب للآباء وفاعليتها علي اعتبار أنهما - أي الوالدين - هما أكثر الأشخاص البالغين تواجداً ومعايشة واهتماماً بحياة الطفل ، والسيطرة علي سلوكهم لاكبر فترة ممكنة ، قد لا تتوافر لأي فئات التدخل العلاجي الأخرى .
ومن التكنيكات المستخدمة في تدريب الآباء ما يلي :
أ- تعظيم أو تعزيز قيمة انتباه الوالدين :
ويتأتي ذلك من خلال إثارة الآباء إلى ضرورة زيادة الاهتمام بملاحظة الطفل ومتابعته وقضاء وقت يومي في الانغماس في أنشطة سارة ومبهجة للطفل ، وعدم محاولة إجهاده أو الضغط عليه ، أو توبيخه ، أو تهديده بالنتائج المترتبة علي سلوكه .
ب- تعزيز سلوك المطاوعة أو الطاعة لدي الطفل :
بهدف تخفيض الأنشطة أو الأنماط السلوكية غير المرغوبة التي تصدر عن الطفل ، ومن ثم تؤثر عملية تعزيز سلوكه مطاوعة الطفل للكبار وبناء جسور من الثقة بينه وبينهم في التخلص التدريجي من السلوكيات غير المرغوبة أو علي الأقل تخفيضه .
ج- إيجاد نظام أسري للكسب والخسارة :
انطلاقاً من فكرة التعزيز المباشر لسلوك الطفل إيجاباً أو سلباً يجب وضع نظام أو قواعد تقوم علي المكسب أو الخسارة اعتماداص علي السلوكيات المرغوبة وغير المرغوبة التي تصدر عن الطفل ، فيحصل الطفل علي قيم نقدية رمزية مع زيادة رصيده من السلوكيات المرغوبة ، ويخسر الطفل قيماً نقدية رمزية مع نقص رصيده أو مع تكرار السلوكيات غير المرغوبة ، ويمكن عمل قائمة بهذه الأنماط مثل قوائم المكسب والخسارة .
د- تخصيص وقت حر تلقائي لا يتقيد فيه الطفل بالأوامر :
هذا الوقت يكون بلا أية تعزيزات أي خارج نطاق التعزيز ، ويستهدف وضع الطفل في مواقف سلوكية يعبر فيها عن ذاته بشكل حر وتلقائي دون التقيد بالآثار المرتبطة بأشكال التعزيز ، مع ملاحظة الأنماط السلوكية التي تصدر عن الطفل خلال هذه المواقف ، وإلى أي مدي استطاع الطفل أن يعمم السلوكيات المرغوبة في المواقف المختلفة خارج نطاق التعزيز .
هـ- شمول أو إتاحة مدي أكبر للسلوكيات :
يمكن إتاحة مدى أكبر لأنماط أخرى من السلوك ومتابعة تقدم الطفل وتعميمه للسلوكيات المرغوبة خلالها ، وهكذا حتى يستوعب الطفل مدى أكبر من السلوكيات في الاتجاه المرغوب .
تعليقات