ماهي الاستثمارات الأجنبية المباشرة ؟ |
بحث عن الاستثمار الاجنبي المباشر :
محتويات البحث :
(2) تعريف الاستثمار الأجبني المباشر .
(3) خصائص الاستثمار الأجنبي المباشر .
(4) أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة .
(5) أشكال الاستثمارات الأجنبية المباشرة .
ماهية الاستثمار الأجنبي المباشر :
لعبت الاستثمارات الاجنبية المباشرة خلال النصف الثاني من القرن الماضي دورا هاما في دعم نمو اقتصاديات الدول النامية ، لاسيما خلال العقدين الماضيين الذين شهدا زيادة كبيرة في حجم التدفقات الاستثمارية ، وتفسر التغيرات التي طرأت علي هيكل الاقتصاد العالمي معظم تلك الزيادة وهي : الاتجاه نحو اقتصاد السوق في معظم الدول النامية وتحرير نظم التجارة والاستثمار ، فضلا عن زيادة مساهمة هذه الدول في التكامل الاقتصادي العالمي .
أعطت الاستثمارات الاجنبية المباشرة دفعة هامة لمسيرة التكامل العالمي من خلال المساهمة في ربط أسواق رأس المال وأسواق العمل وزيادة الأجور وإنتاجية رأس المال في الدول المضيفة له ولها خصائص وأهمية بالغة سنوردهما في هذا البحث لكن قبل ذلك يجب تحديد مفهوم دقيق لهذه الاستثمارات .
تعريف الاستثمار الأجنبي المباشر :
الاستثمار الاجنبي المباشر هو توظيف رؤوس الأموال أو الادخارات المتاحة في اقتصاد ما ، ومن قبل الأشخاص والمشروعات التي تنتمي لهذا الاقتصاد ، في أنشطة اقتصادية أجنبية ، يكون المستثمر مالكا لكل أو جزء من المشروع الاستثماري ، ويتحكم المستثمر الأجنبي غالبا في إدارة المشروع وتنظيمه ويسعي إلى تحقيق الربح بوصفه نتيجة لنشاطه الاستثماري .
وهناك عدة تعاريف للاستثمار الاجنبي المباشر :
(1) تعريف صندوق النقد الدولي ( FMI ) :
يعرف صندوق النقد الدولي FMI الاستثمار الاجنبي بأنه مباشر حيث يتملك المستثمر 10% أو أكثر من أسهم رأس مال إحدى مؤسسات الأعمال ، علي أن ترتبط هذه الملكية بالقدرة علي التأثير في إدارة المؤسسة ، وبذلك يختلف عن الاستثمار في المحافظ والصناديق الاستثمارية التي تقوم بشراء أصول الشركات بهدف تحقيق عائد مالي دون التحكم في إدارتها مع ضرورة التنبيه إلى صعوبة التفريق بشكل دقيق بين النوعين .
(2) تعريف منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ( OECD ) :
الاستثمار الأجنبي المباشر ينطوي علي تملك المستثمر حصة لا تقل علي 10% من إجمالي رأس المال أو قوة التصويت .
(3) تعريف مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية UNCTAD :
هو ذلك الاستثمار الذي ينطوي علي علاقة طويلة المدي ، تعكس مصالح دائمة ومقدرة علي التحكم الإداري ، بين شركة في البلد الأم ( البلد الذي تنتمي إليه الشركة المستثمرة ) وشركة أو وحدة إنتاجية في بلد آخر ( البلد المستقبل للاستثمار ) .
(4) تعريف Raymond Bertrand :
الاستثمار الأجنبي المباشر هو مساهمة رأسمال مؤسسة في مؤسسة أخرى ، يتم ذلك بإنشاء فرع لها في الخارج أو الرفع من رأسمالها ، أو قيام مؤسسة أجنبية رفقة شركاء أجانب ، أو هو وسيلة تحويل الموارد الحقيقة ورؤوس الأموال من دولة إلى أخرى ، وخاصة عند إنشاء المؤسسة .
(5) تعريف عبد العزيز هيكل :
يعرف علي أنه : استثمار شركات مقيمة في إحدي الدول في شركات أخرى مقيمة في دول أخرى بشراء هذه الشركات ، أو بإنشاء شركات جديدة وتزويدها برأس مالها الأساسي أو بزيادة رأسمال شركات موجودة أصلا ، ويتضمن هذا المعني إشراف المستثمر وتدخله في إدارة الشركات التي يستثمر فيها أمواله .
خصائص الاستثمار الأجنبي المباشر :
تتميز الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالعديد من الخصائص نذكرها فيما يلي :
(1) الاستثمار الأجنبي المباشر بطبيعته استثمار منتج ، فهو بالضرورة استغلال أمثل لما يستعمله من موارد ، حيث لا يقدم المستثمر الأجنبي علي استثمار أمواله وخبراته في الدول المتلقية إلا بعد دراسات معمقة عن الجدوي الاقتصادية للمشروع وكافة بدائله التكتيكية والفنية المتاحة .
(2) يساهم الاستثمار الاجنبي المباشر في عمليات التنمية الاقتصادية ، وذلك من خلال الوفرات الاقتصادية والمنافع الاجتماعية التي تحقق نتيجة لتواجده .
(3) يعتبر الاستثمار الأجنبي المباشر كوسيلة لخلق مناصب الشغل وكذا توسيع نطاق السوق المحلية ومن جهة أخرى يساهم في نقل التكنولوجيا إلى البلد المضيف ، إضافة إلي أنه يدعم مبادلات التجارة الخارجية ، من خلال اتجاهه للاستثمار في صناعات التصدير خاصة في تلك التي يتميع فيها البلد المضيف بميزة مقارنة ببلد المنشأ .
(4) يتصف الاستثمار الاجنبي المباشر بالتغير ، حيث يتميز بتحركاته جريا وراء الربح وبذلك فهو ينتقل إلى الأماكن التي توفر له أعلى الأرباح ، أين توجد التهسيلات والإعفاءات واليد العاملة الرخيصة .
(5) يتميز الاستثمار الاجنبي المباشر عن كل من القروض التجارية والمساعدات الإنمائية الرسمية – التي أصبحت شديدة المشروطية – في أن تحويل الأرباح المترتبة عليه يرتبط بمدي النجاح الذي تحققه المشروعات المحولة عن طريق هذا الاستثمار ، بينما لا يوجد أي ارتباط بين خدمة الديون ومدي نجاح المشروعات التي تستخدم فيه .
(6) يتجه الاستثمار المباشر إلى الدولة المضيفة التي يحقق فيها أكبر عائد صافي بعد طرح أو خصم المخاطر والتكاليف ، وبذلك فهو يتجه بكثرة إلى الدول ذات مناخ الاستثمار الملائم والمناسب .
أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة :
سنتطرق فيما يلي إلى أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة بصفة عامة وأهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالنسبة للدول النامية .
اولا : اهمية الاستثمارات الاجنبية المباشرة بصفة عامة :
يمكننا ذكر هذه الأهمية من خلال النقاط التالية :
(1) وسيلة تمويلية خارجية وبديلة :
الأهمية التي تكتسبها الاستثمارات الأجنبية المباشرة مقارنة بالأشكال الكلاسيكية للتمويل الخارجي ، أنها جديرة بأن تكون وسيلة تمويلية خارجية بديلة ، بحكم انعكاساتها الحميدة علي اقتصاديات الدول المضيفة ، وان الحصول علي الاستثمارات مقارنة بالقروض الخارجية قد عرف تزايداً ، مقارنة بالقروض الخارجية قد عرف تزايدا ، مقارنة بالقروض التي عرف حجمها تناقصا ، وهذا ما يؤكد علي أن الدول أضحت تفضل الاستثمارات الأجنبية المباشرة بدل اللجوء غلى الاستدانة الخارجية .
(2) عنصر تكميلي للمواد المحلية وعاملا لتحسين الاستثمار المحلي :
الاستثمارات الأجنبية المباشرة هي تدفق رؤوس الأموال طويلة الأجل تسمح بتكملة الموارد المحلية ، ومن ثم تغطية النقائص التي يمكن أن تواجه الدول المضيفة عند قيامها بتمويل البرامج التنموية ، إلى جانب أنها تساهم في تمويلها وتحسين استثمارها المحلي .
(3) عامل مهم لتدعيم عملية الخوصصة ونتائجها :
قد يكون للاستثمارات الأجنبية المباشرة المرتبط بخوصصة المؤسسات التي كانت مملوكة من طرف الدولة أثراً سلبياً علي العمالة في المدي القصير ، إذ تؤدى تلك العملية إلى التخلص الجزئي أو الكلي علي العمال ، لكن ذلك لا يطول ، إذ تؤكد الدراسات في هذا المجال أن أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة في هذا الجانب يؤدى في المدي المتوسط والطويل ، إلى خلق فرص عمل جديدة ، بعد تحقيق الكفاءة ، والرفع من معدلات الاستثمار التي تؤدي بدورها إلى التوسع في الاستثمارات .
(4) أهميتها في نقل التكنولوجيا ومؤهلات التسيير والتنظيم :
لقد أكد الكثير من الخبراء في هذا الشأن أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة هي الوسيلة الحقيقية التي بموجبها يتسني للدول المستقطبة له من إمكانية الحصول علي مختلف المعارف التكنولوجية واكتساب مؤهلات الإدارة والتنظيم الحديثين .
ويمكن تلخيص أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة في نقل التكنولوجيا في الآتي :
- وصول أحدث التقنيات في مجالات الاستثمار ، والتي يمكن من خلالها الاستفادة القصوي من ثروات البلد وزيادة المردود الاقتصادي خاصة عند تقليل تصدير المواد الخام وتصنيعها محلياً .
- إيجاد فرص للعامل الوطني للاحتكاك بالخبرات الأجنبية ، والتدرب علي هذه التقنيات يؤدى إلى بروز هذا العامل وحصوله علي خبرة فنية عالية .
- تتطلب هذه التقنيات مراكز بحث وتطوير وتدريب وهذا ما يدعو إلى إنشاء تلك المراكز محلياً مما يعود بالفائدة في هذا المضمار للدولة المضيفة .
- سوف يترتب علي قدوم مثل هذه التقنيات ، متطلبات تطوير الخدمات والمنافع العامة وزيادة الطلب عليها .
- إيجاد آلية خلق المنافسة بين المستثمرين سوف يؤدى إلى اهتمامهم بجلب أفضل التقنيات والأنظمة مما يشكل بعدا آخر لتوطين التقنية .
كما يمكن تلخيص أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة في نقل مؤهلات التيسير والتنظيم في الآتي :
- أنها عامل من عوامل نقل مؤهلات التسيير والإدارة ، إذ عن طريق اجتذابها يمكن للشركات الأجنبية أن تساهم في إقحام أساليب إدارية حديثة ومتطورة .
- تنمية المهارات الإدارية للمؤسسات المحلية في حال المحاكاة ، أو عبر إثارة حماسها في تنمية المهارات الإدارية بها حتى تكون قادرة علي منافسة الشركات الأجنبية .
ثانيا : أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالنسبة للدول النامية :
يمكن النظر إلى أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مختلف الاقتصاديات من خلال مؤشر نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر لتكوين رأس المال الثابت ومؤشر نسبة الرصيد المتراكم من الاستثمار الأجنبي المباشر للناتج الداخلي الخام .
وقد تصاعدت خلال العقد الأخير من القرن الماضي أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة للدول النامية .
وسنلخص هذه الأهمية في النقاط التالية :
- أنها تعتبر كأحد مصادر رأس المال والخبرات الإدارية .
- أنها تعتبر كإحدي وسائل توطين التكنولوجيا والنفاذ إلى الأسواق العالمية .
- أنها تعتبر كنتيجة للتغيرات الأساسية التي طرأت علي هيكل الاقتصاد العالمي .
- أنها أكبر مصدر للموارد المالية الخارجية اللازمة للتنمية في الدول النامية .
- يكون البلد أكثر تنافسية كلما كانت قدرته أكبر علي جذب الاستثمارات الأجنبية .
- تحولت الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى ميدان لتنافس محموم بين الدول .
- يمكن تحسين جاذبية هذه الدول من خلال إجراء بعض التعديلات منها مثلا : فتح قطاعاتها الاقتصادية ، تقديم العديد من التسهيلات والامتيازات والحوافز ، توفير سياسات تجارية وأسعار صرف لحماية الصناعات الناشئة .
أشكال الاستثمارات الأجنبية المباشرة :
تعددت تقسيمات أشكال الاستثمارات الأجنبية المباشرة حسب عدة معايير يمكننا تقسيمها علي النحو التالي :
أولا : اشكال الاستثمارات الاجنبية المباشرة من منظور الدول المصدرة للاستثمار الاجنبي المباشر والدول المستقبلة له :
هناك العديد من التصنيفات لأشكال الاستثمار الأجنبي المباشر سواء من وجهة نظر المستثمرين أو من وجهة نظر الدول المتلقية للاستثمارات .
(1) وجهة نظر الدول المصدرة للاستثمار الاجنبي المباشر ( المستثمرون ) : يمكن تصنيفه إلى ثلاثة أنواع هي :
- الاستثمار الأفقي :
ويهدف هذا النوع إلى التوسع الاستثماري في الدول المتلقية بغرض إنتاج نفس السلع أو سلع مشابهة للسلع المنتجة محلياً .
- الاستثمار العمودي :
الذي يهدف غلى استغلال المواد الأولية ( الاستثمار العمودي الخلفي ) أو للاقتراب اكثر من المستهلكين من خلال التملك أو قنوات التوزيع ( الاستثمار العمودي الأمامي ) .
- الاستثمار المختلط :
والذي يشمل النوعين المشار إليهما .
(2) وجهة نظر الدول المستقبلة للاستثمار الأجنبي المباشر : ومن وجهة نظر الدول المتلقية له فيمكن تقسيمه إلى ثلاثة أشكال رئيسية حسب الهدف ، وهي :
- الاستثمارات الهادفة إلى إحلال الواردات .
- الاستثمارات الهادفة إلى زيادة الصادرات .
- الاستثمارات الأجنبية المباشرة بمبادرة حكومية .
ثانيا : أشكال الاستثمارات الأجنبية المباشرة حسب الاتجاه ( الوجهة ) :
نميز هنا بين نوعين رئيسين :
(1) استثمارات اجنبية مباشرة داخلية .
(2) استثمارات اجنبية مباشرة خارجية .
ويمكننا ذكرهما فيما يلي :
(1) استثمارات أجنبية مباشرة داخلية ( Inward FDI ) :
وتعني أن رأس المال الأجنبي المباشر مستثمر في موارد محلية ، تشجع هذه الأنواع من الاستثمارات عن طريق قخفض الضرائب ، وسياسات الدعم وأسعار الفوائد المخفضة وإزالة العوائق الإدارية والقانونية ، وهناك الكثير من المعوقات التي تؤثر سلبا علي كمية ونوعية هذه الاستثمارات كحدود وقوانين الملكية والتمايز المفروض علي أداء الشركات .
(2) استثمارات أجنبية مباشرة خارجية ( Outward FDI ) :
أحياناً تسمي استثمارات أجنبية خارج البلد وهي رؤوس الأموال المحلية المستثمرة خارج البلد وتشجع الحكومات هذا النوع من الاستثمارات عن طريق توفير التأمين للمستثمرين علي المخاطر ، ومن الأمور التي تحد من هذا النوع من الاستثمارات ، الضرائب المحفزة وغير المحفزة علي أرباح الشركات التي تستثمر خارج بلدها والدعم للصناعات والتجارة الداخلية المحلية .
ثالثا : أشكال الاستثمارات الأجنبية المباشرة حسب الهدف :
يمكننا تقسيم أشكالها علي النحو التالي :
(1) الاستثمار المشترك ( Joint venture ) :
وهو اتفاق طويل الأجل بين طرفين احدهما وطني والآخر أجنبي لممارسة نشاط إنتاجي داخل دولة الطرف المضيف ، ويكون لكل طرف الحق في المشاركة في إدارة المشروع ، وتكون المشاركة إما بتقديم حصة في راس مال المشروع أو رأس المال كله وإما بتقديم التكنولوجيا أو الخبرة والمعرفة أو العمل ، وقد تكون المشاركة من خلال قيام أحد المستثمرين الأجانب بشراء حصة في شركة وطنية قائمة يؤدى إلى تحويل هذه الشركة إلى شركة استثمار مشترك .
ويري تيربسترا ( terpstra ) أن هذا النوع من الاستثمار ينطوي علي عمليات إنتاجية أو تسويقية تتم في دولة أجنبية ، ويكون احد أطراف الاستثمار فيها شركة دولية تمارس حقا كافياً في إدارة المشروع أو العملية الإنتاجية بدون السيطرة الكاملة عليه .
(2) الاستثمارات المملوكة بالكامل للمستثمر الأجنبي ( wholly-owned FDI ) :
تمثل مشروعات الاستثمار المملوكة للمستثر الأجنبي أكثر أنواع الاستثمارات الأجنبية تفضيلا لدي الشركات متعددة الجنسيات ، وقد اتجهت الدول النامية في الآونة الأخيرة إلى منح الفرص للشركات متعددة الجنسيات بتملك فروعها تملكا كاملا ، لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في الكثير من مجالات النشاط ، وذلك بعد أن كانت تتردد بل وترفض التصريح بذلك ، خوفا من التبعية الاقتصادية .
وتفضل الكثير من الشركات الأجنبية هذا النوع من الاستثمار كون الشركات الأجنبية الأم تقوم بإنشاء شركات فرعية تملكها كليا وتسيطر عليها كاملة ، بينما تتردد الدول النامية كثيرا في قبول مثل هذه الشركات لأسباب واضحة تتعلق بالتبعية الاقتصادية ، الأثار السلبية الناجمة عن حدوث أزمة في الدول الأجنبية الأم .
(3) مشروعات التجميع ( Assembly operations ) :
يأخذ هذا النوع شكل اتفاقية بين الطرف الأجنبي والطرف الوطني ، يتم بموجبها قيام الأول بتزويد الطرف الثاني بمكونات منتج معين لتجميعها لتصبح منتج نهائي ، وفي غالب الأحوال في معظم الدول النامية يقدم الطرف الأجنبي الخبرة أو المعرفة اللازمة والخاصة بالتصميم الداخلي للمصنع وتدفق العمليات وطرق التخزين والصيانة ، والتجهيزات الرأسمالية في مقابل عائد مادي يتفق عليه .
(4) الاستثمارات الأجنبية في المناطق الحرة ( free zones ) :
يهدف هذا النوع من الاستثمار إلى تشجيع إقامة مناطق صناعات تصديرية كون التصدير يدر أرباح بعملة أجنبية ، ويخفض من الواردات مما يؤدى إلى زيادة ملموسة في الدخل ، بالإضافة إلى خلق فرص عمل محلية ، ونقل التكنولوجيا الحديثة ، وتطوير الإطارات الإدارية والفنية المحلية .
ويعتمد نجاح هذه المشروعات علي الشروط التي تحيط بالمشروع ، أحيانا هناك صعوبات كثيرة تتعلق بتحديد هوية المنتج حيث ترفض كثير من الدول استيراد بضائع فيها نسبة عالية من مواد أولية أو وسيطة مستوردة مما يؤدى إلى فشل هذه المشروعات ، وهناك أيضا عوامل سياسية كبيرة تدخل تحت هذا النوع من الاستثمار .
رابعا : أشكال الاستثمارات الأجنبية المباشرة حسب طبيعة الدول المصدرة والمستقبلة لها :
في هذه الحالة يمكننا تقسيم أشكالها بالتركيز علي الدول العربية وغير العربية .
(1) الاستثمارات الأجنبية المباشرة غير العربية في الدول غير العربية :
هي عبارة عن الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة من دول غير عربية غلى دول ليست عربية سواء كانت تحمل نفس الخصائص معها أو نفس اللغة .
(2) الاستثمارات الأجنبية المباشرة غير العربية في الدول العربية :
هي عبارة عن الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى الدولة العربية والقادمة من دول غير عربية ، وهذا النوع عادة ما تطغي عليه ما يعرف بالهيمنة الاقتصادية ، والأخذ أكثر مما تعطي للدول العربية .
(3) الاستثمارات الأجنبية المباشرة العربية في الدول غير العربية :
وهي رؤوس الأموال العربية الناجمة عن تراكم الثروات النقدية الناجمة عن سوق النفط خاصة المتجهة إلى الدول غير العربية ، وهذا النوع لقي عدة عراقيل ناجمة عن الكراهية والعداء للمجتمعات العربية خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م ، ومن الأحسن إعادة تلك رؤوس الأموال واستثمارها في دول عربية .
(4) الاستثمارات الأجنبية المباشرة العربية في الدول العربية :
وهي عبارة عن تدفقات رؤوس الأموال العربية إلى الدول العربية ، وهي ما يعرف عليها بالاستثمارات العربية البينية ، أي هي استثمارات أجنبية مباشرة تكون فيها الدولة المصدرة لرأس المال دولة عربية ، والدولة المستقبلة لراس المال ( المضيفة ) دولة عربية ، ومن المفروض أن تكون هذه الاستثمارات مفيدة للاقتصاديات العربية ، لأن آثارها تكون إيجابية بالنسبة للدول العربية ، كون أن الدولة العربية تستثمر في دولة عربية أخرى ، وتمنحها كل ماتراه مفيد للدولة المضيفة من نقل للتكنولوجيا ، وزيادة في العمالة وتحسين الاستثمار المحلي عن طريق احتكاكه بالاستثمار الأجنبي ، وهذا ما تفتقده الاستثمارات الأجنبية القادمة من الدول الغربية ، كون أن هذه الأخيرة تبحث علي فائدتها فقط .
تعليقات