ما هي قيم الحوار ؟ وما هو مفهومها ؟ |
بحث عن قيم الحوار :
محتويات البحث :
(1) تعريف قيم الحوار .
(2) ما هي أهم قيم الحوار ؟ .
تعريف قيم الحوار :
اختلف العلماء حول تعريف القيم وذلك بحسب اختلافهم من مجال إلى مجال ومن استعمال إلى استعمال ومن تخصص إلى تخصص ومن ثقافة إلى ثقافة
حيث تعرف القيم بأنها : نتاج كل القوي الثقافية والذاتية ، والنظم الاجتماعية التي تعمل علي تقدم الإنسان خلال فترة حياته .
وتعرفه أيضاً بأنها : تنظيمات معقدة لأحكام عقلية وفرعية وانفعالية معممة نحو الأشخاص أو الأشياء أو المعاني سواء كان هذا التفصيل الناشئ عن هذه التقديرات المتفاوتة صريحاً أو ضمنياً وأنه من الممكن أن نتصور هذه التقديرات علي أساس أنها امتداد يبدأ بالتقبل وينتهي بالرفض .
إن القيم هي معيار للسلوك لأخذ القرارات عند التعرض للبدائل المتعددة في حياة الفرد .
أما قيم الحوار فتعرف بأنها : مجموعة من المثل والأخلاق التي يتحلي بها المحاور استناداً لتراثه وأصالته سلباً كان ذلك أم إيجابياً وذلك أثناء المواقف الحوارية .
وتعرف أيضا بأنها : مجموعة من المبادئ والأخلاقيات التي يتحلي بها المحاور وتعزز لديه آداب الحوار ليمارسها عملياً أثناء المواقف الحوارية المختلفة في ضوء عقيدته وفلسفة المجتمع .
ما هي أهم قيم الحوار ؟
تعدد وتنوعت قيم الحوار نظراً لاختلاف العلماء حول قيم الحوار وتحديدها ، ومن أهم قيم الحوار ما يلي :
(1) الإخلاص :
ونقصد به قصد العمل لله وحده ، دون شائبة تشوبه .
وهو إخلاص النية لله عز وجل ، وابتغاء وجهه الكريم قبل الدخور في الحوار تجعل أطراف الحوار يحرصون علي تحقيق أكبر فائدة منه ، والإخلاص أعظم صفات المسلم فالمسلم يعلم أنه لا يثاب علي قول ولا عمل حتى يكون خالصاً لله .
(2) حسن الاستماع :
تعرف هذه القيمة بأنها عدم مقاطعة المتحدث ، أو رفع الصوت بجانب الرفق والأناة والصبر وعدم التعجل في القول والحكم .
حيث أن المتحدث البارع هو المستمع البارع الذي لا يقاطع من يحاوره بل يشجعه ويصغي إليه باهتمام .
وحسن الاستماع هو التفكير فيما يقال ، ويترتب علي مقاطعة المحاور للطرف الآخر الضجر وإضاعة الوقت وضياع الحق في المحاورة ، لأنها قد تؤدي إلى عدم وصول الحق لكثير من المتحاورين وعدم تفهم أحدهما لوجهة نظر الآخر .
فالاستماع عملية يعطي فيها الشخص المستمع كل اهتماماته ويركز انتباهه إلى المتحدث ويحاول تفسير أصواته وإيماءاته ، اي الإقبال علي محدثه بوجهه وعدم الانشغال عنه بشئ .
(3) الثقة بالنفس :
وهي إيمان الفرد بنفسه وبإمكاناته وقدرته والاعتماد عليها في تسيير أموره والإحساس بالأمن والاطمئنان النفسي وعدم الشعور بالنقص والخجل في المواقف الاجتماعية من نقد الآخرين له ومناقشة مشكلاته وعدم التردد بالبدء في ممارسة أعماله خوفاً أو طلباً للمساعدة والشعور بأنه مقبول من الآخرين .
وتعرف الثقة بالنفس بأنها سمة شخصية يشعر معها الفرد بالكفاءة والقدرة علي مواجهة الصعاب والظروف المختلفة مستخدماً أقصي ما تنتجه له إمكاناته وقدراته لتحقيق أهدافه المرجوة ، وهي مزج إيجابي من الفكر والشعور والسلوك الذي يعمل علي تشجيع النمو النفسي السوي .
والمحاور الحكيم عليه أن يراقب نفسه ، بنفس الدرجة من اليقظة والانتباه التي يراقب فيها الآخرين ، وليتذكر دائما بالقدر الذي يظهر فيه مسيطراً علي نوازعه ولسانه وصوته وطريقته في الأداء ، يفوز باحترام الآخرين ، كما عليه إذا وجد خللاً في شئ من ذلك أن يعدل طريقته فوراً ، ويعتذر عن إساءته ، ولا ينصاع لعاطفته أو أهوائه فيتمادي في أخطائه وهذا من ألزم ما يلزمه كرجل ينشد الحق ويبحث عن الصواب ويريد الهداية للآخرين .
(4) قوة الشخصية :
وتعني مجموعة من القوي والقابليات وينشأ كمالها باكتساب بعد النظر لتلك القوي كما أنها تتضمن خلقاً مالكاً لمؤهلات القيادة والكرامة وإثبات الذات مضافاً إليها جسماً قوياً صحيحاً نشيطاً بالإضافة إلى القدرة علي ضبط النفس التي لا يمكن الاستغناء عنها .
ويعرفها البعض بأنها مجموعة من الصفات الجمسية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لشخص معين ، فيكون قادراً علي الاختيار السليم والتمييز بين الخير والشر والصواب والخطأ وإدراك الواقع الحاضر .
حيث أن قوة الشخصية تتألف من مجموعة من الصفات التي تجعل الإنسان يؤثر في الآخرين إيجابياً وتساعده علي مواجهة التحديات والمتغيرات التي تعترضه في حياته .
(5) حسن الخلق :
والمقصود به ما اطمأنت إليه النفس الشريفة الطاهرة من أوتار الذنوب الباطنة والظاهرة ، وملازمة حسن الأخلاق بالصدق في المقال واللطف في الأحوال والأفعال ، وحسن المعاملة مع الرحمن ، ومعاشرته مع الإخوان وصلة الرحم والسخاء والشجاعة .
وهو الصورة الباطنة الحسنة في الإنسان التي تعمل علي بذل الخيرات والمعروف ، والكف عن الشر والأذي للآخرين ، ومخاطبة الناس بالكلام الحسن .
(6) التواضع :
هو إظهار التنزل لمن يراد تعظيمه ، وهو أن لا يري الإنسان لنفسه فضلاً عن غيره وأن يأخذ وضعه ويؤدى وظيفته في حدود ما أمر الله به .
ويعرف التواضع بأنه إنزال النفس منزلتها الطبيعية وتساويها مع بقية الناس من أجل التقرب منهم ونيل محبيتهم وتجنب الغرور والحصول علي مرضاة الله .
وقد أمرنا الله تعال بالتواضع فقال : ( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ) ( سورة الشعراء : 215 ) وقال عز وجل : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ) .
إن التواضع هو السبيل إلى التقرب من قلوب الناس ، ومن ثم الحصول علي مرضاة الله عز وجل وهو من الآداب التي تحلي بها الأنبياء عليهم السلام في حوارهم مع أقوامهم ومن الآداب الضرورية لإنجاح الحوار وهو مطلب تربوي لإنجاح أي حوار .
(7) الرفق بالآخرين :
والمقصود به " تلطف المحاور مع محاوره ما استطاع ولين الجانب بالقول والفعل والاخذ بالسهل والدفع بالأخف ، وإن من أهم ما ينبغي أن يتوجه إليه المتحاورين في حوارهم هو الالتزام بالرفق وما يرتبط فيه من سلوك حميد كالصبر والحلم والقول الحسن ، حيث يقول صلي الله عليه وسلم " إن الله يحب الرفق في الأمر كله " . ( صحيح البخاري ، د.ت ، ج10 ، 419 ) رقم 6042 .
والرفق بالآخرين يعني اللطف واللين واليسر بين المتحاورين بحيث تصل الأفكار والمعلومات ، والوصول للإقناع بالطرق الإنسانية السليمة والبعيدة عن قسوة المشاعر وتحدي الآخرين .
إن تحدي الآخرين وإقحامهم ولو كان بالحجة والبينة يثير البغضاء ويولد الضغينة في النفوس ، ولا سيما إذا كان ذلك أمام ملأ من الناس ولما كان الحوار لكسب العقول والقلوب معاً ينبغي علي المحاور أن يتخلق بالرفق واللين فضلاً عن البرهان المبين .
(8) الصبر :
حبس النفس علي فعل شئ ، أو تركه ابتغاء وجه الله قال تعالي : ( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم ) ( الرعد : 22 ) ، والصبر أثناء الحوار والحلم وسعة الصدر والمرونة الإيجابية في التعامل مع المتحاورين ، وإذا توفرت قيم البر في المحاور يعطي الفرصة للآخر في الحديث والتعبير عن رأيه عرض مالديه .
وتعرف قيمة الصبر بأنها : سعة صدر وحلم المحاور مع محاوره ، وتقبله حتى يتمكن كل طرف من عرض وجهة نظره وشرحها والدفاع عنها لتجلية الحقيقة والإقناع .
والمحاور الناجح هو الذي يتسلح بالصبر وسعة الصدر ، إذا خالفه الآخر بالرأي والصبر يعني المرونة الإيجابية في التعامل والقدرة علي استيعاب الرأي الآخر مهما بدا غريباً أو شاذاً فمن أهم آثار الصبر وسعة الصدر القدرة علي منح الآخر فرصته في التعبير عن رأيه أو موقفه بكل حرية كذلك كفالة حق الرد له بعيداً عن أية ممارسة قهرية أو مصادرة استبدادية .
وتبدو أهمية ذلك في أنه مدعاة للوصول إلى الحقيقة التي هي هدف الجميع ، فالغضب لا يأتي بخير ولا يحل مشكلات ، بل يعقد الأمور والإنسان قد يخالف في الرأي غيره وليس من مقتضي ذلك أن يخاصمه ويتشاجر معه بل أن يأخذه بيده برفق .
(9) ضبط النفس :
وتعني هذه القيمة الهدوء والاتزان وعدم الانفعال أثنار المحاورة واختبار أنسب العبارات التصرف السليم أثناء الحوار وليس هناك ما يهدد الحوار أكثر من الانفعال والغضب ، حيث أنه يعمي البصيرة ويثير التعصب وربما يحول الحوار إلى مشاجرة تقضي علي العلاقة بين طرفي الحوار نهائياً ، فالمحاور الناجح هو الذي يستطيع ضبط أعصابه والتحكم في انفعالاته ، فلا يثور ولا يغضب ، بل يستقبل المثيرات بكل هدوء ورباطة جأش .
وإن نجاح الحوار وإتقانه مع الناس يعتمد اعتماداً أساسياً علي قدرة المحاور علي التحكم في نفسه .
وتعرف قيمة ضبط النفس بأنها تمتع المحاور بالاتزان الانفعالي ، والتحكم بانفعالاته ، وضبط عضبه وانتقاء عباراته والتصرف بحكمة حتى يحقق الحوار أهدافه .
(10) الأمانة في العرض :
والمقصود بها أن يكون المحاور أو الباحث أميناً في عمله ، صادقاً نزيهاً بعيداً عن الخيانة ، والكذب وتزويد الكلام وتحريفه ، وتعني أيضا أن يعزو الفرد الأفكار إلى مصادرها والاستعانة بقول العلماء والمتخصصين وترك المنقول الضعيف والحجج الواهية ، وعدم قطع عبارة عن سياقها أو عزلها عن مناسبتها لقصرها علي خدمة رأيه ، ويتوجب علي من اراد نقل معلومة أو خبر أن يتوخي الدقة والصحة في نقله لتلك المعلومة أو الخبر .
وتعرف قيمة الأمانة في العرض أنها : تحرى الدقة في عرض الآراء والأخبار وربطها بأصحابها بدون يادة أو نقصان فيها مع التوثيق الصحيح لمصدرها .
(11) العدل :
والمقصود به ما قام في النفوس أنه مستقيم وهو ضد الجور ، حيث قال تعالي ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربي ) ( الأنعام : 152 ) فالعدل هو انصاف الآخرين بالحف حتى لو كانوا أعداء .
ولكي يكون الحوار مفيداً ومجدياً لا بد أن يتحلي المحاور بخلق العدل مع نفسه ومع خصمه ، وهذا يؤدى إلى إيثار الموضوعية في نقاشه دون أن يخضع لتأثير هوي الذات أو الحزب أو الجماعة .
وتعرف قيمة العدل بأنها : إعطاء كل ذي حق حقه وإنصافهم من غير جور أو ظلم حتى لو كانوا أعداء ووضع الأمور في مواضعها الصحيحة للوصول إلى الحقيقة أثناء المحاورة .
(12) التسامح :
حيث يعرف علي أنه التوليف بين الإعتراض والقبول فليس كل ما ترفضه عقلياً ، أو تناقضه معتقدياً تمارس بحقه القطيعة والحرب وإنما الملطوب التسامح الذي يحتضن في جوهره الاعتراض والقبول في آن واحد .
والتسامح هو فن العيش المشترك وتأمين التعايش في إطار التباين ، والتسامح يعني الاعتراف بتعددية المواقف الإنسانية ، وتنوع الآراء والقناعات والأفعال ، وهو الاعتراف بأن تأكيد الذات يقتضي الاعتراف بالآخر
والتسامح هو احترام وقبول وتقدير المحاور للتعددية في المواقف والأفكار والتنوع في الثقافات والاختلاف في الصفات الإنسانية بحيث تنجح أهداف الحوار ويصل كل محاور للحقيقة والقناعة .
(13) تقبل الرأي الآخر :
والمقصود بها هو احترام واستيعاب لآراء الآخرين بغض النظر عن الخلافات أو التشدد الموجود وتفهم العوامل التي تكمن وراء التنوع في الرأي والاختلاف والتعبير عن رأيك بهدوء واحترام دون إساءة للرأي الآخر .
وتعني أيضاً إشعار محدثك بمشاركتك له في بعض قناعاته والتصريح بالإعجاب بأفكاره الصحيحة وأدلته الجيدة ومعلوماته المفيدة وإعلان الرضا والتسليم بها وهذا يفتح القلوب ويقارب الآراء وتسود معه روح الموضوعية والتجرد .
وتعرف قيمة تقبل الرأي الآخر بأنها استيعاب وتحمل للرأي الآخر والاعتراف بحقه في التعبير عن رأيه وإشعار المحاور بالأمان لكي يظهر ما لديه من آراء تساهم في تحقيق حوار ناجح .
(14) التعاون :
ويعني مشاركة الآخرين والتضامن معهم في كل ما يساعد علي إسعاد الفرد والجماعة .
وتعرف قيمة التعاون بأنها صفة يتبادلها المتحاورين ، لمساعدة بعضهم البعض علي معرفة الحقيقة والتوصل إليها بحيث تتحقق المنفعة لجميع الأطراف .
(15) إرادة الحق :
لا شك أن من أهم وأبرز الصفات التي لابد أن يتحلي بها المحاور هي أن يكون الحق ضالته التي يبحث عنها خلال تبادل الآراء والافكار ( أثناء الحوار )
وتعني أيضاً أن يرجع الفرد عن رأيه إذا تبين عدم صحته ومن ذلك ما روته قتيلة امرأة من جهينة أن يهودياً رأي النبي صلي الله عليه وسلم فقال : إنكم تنددون وإنكم تشركون ، تقولون : ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النبي صلي الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة ويقولون ما شاء الله ثم شئت .
وتعرف قيمة إرادة الحق بأنها : أن يكون الحق ضالة المحاور ولو كان علي نفسه ، حتى تكون الأفكار والمعلومات بناءة تساهم في تحقيق الأهداف المرجوة من المحاورة .
(16) الرحمة :
هي رقة القلب وعطفه ، وإشفاق المحاور علي من يتحاور معه ميلاً إلى إقناعه بالحسني فهو لا يعد علي خصمه الأخطاء للتشفي منه ، والرحمة في الحوار تدل علي صدق نوايا وسلامة الصدر عند المتحاورين .
ويدل الود في الحوار علي صدق النوايا وسلامة المتحاورين وتبدو الرحمة في سعي المتحاورين إلى إقناع الطرف الآخر خصوصاً أصحاب المعاصي واستخدام كل الوسائل الممكنة لتحقيق ذلك شفقة عليهم ولا يعني ذلك التساهل والتنازل عن المبادئ خصوصاً ما يكون ثابتاً ومستمداً من القرآن الكريم والسنة النبوية .
ويظهر مما سبق أن قيمة الرحمة تعني : التعامل بأدب مع المخالف وإقناعه بأسلوب إنساني ولو كان علي اختلاف للفكرة أو الموضوع ، ومحاورته بالألفاظ النبيلة التي تقرب الأفراد من بعضهم البعض .
(17) الموضوعية :
والمقصود بها عدم تغليب دوافع الذات وعواطفها ومصالحها وانحيازاتها الفكرية أو الاجتماعية علي العناصر الحقيقية ، أو الطبيعية ، أو الواقعية للموضوع أو الموقف محل الاختلاف .
إن انعدام الموضوعية يعني الضوضاء والتشويش وتباين المفاهيم ، واختلاف الزوايا التي تفكر من خلاله الأجيال وما ينتج عن ذلك من تضارب في الفهم والتفكير .
وبالتالي فإن قيمة الموضوعية تعرف بأنها تخلي الإنسان عن عواطفه ، وانفعالاته أثناء التحاور ، والحكم علي الأشياء من خلال العقل دون أن يشوبها أهواء أو مصالح أو تحيزات .
(18) احترام حقوق الآخرين :
قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) " بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم " فالاحترام سمة من سمات تعامل المسلم مع الآخرين وإنزال الناس منازلهم ومخاطبتهم بما يليق بهم من أوجه الخطاب .
ومن آداب الحوار احترام الطرف الآخر والإنصات لحديثه وإظهار التقدير له ولرأيه ومما يدل علي احترام الطرف الآخر في الحوار التلطف معه ببعض الكلمات كمناداته باسمه أو كنيته وكقولك " معذرة ... اسمح لي " وهذا يعتبر أدب وحسن معاملة ويحسن البدء بالثناء علي الطرف الآخر والإعجاب بما له من حسنات .
وتعرف قيمة احترام حقوق الآخرين بأنها الاعتراف من قبل المحاور للآخرين وإعطاء كل ذي حق حقه والاعتراف بمنزلته ومقامه بحيث يخاطبهم بالعبارات السليمة والألقاب الحسنة والأساليب اللائقة .
(19) إثبات صحة الدليل :
والمقصود بهذه القيمة الاعتماد علي الحجة والبعد عن الكلام الفضفاض والعاطفي والإنشائي والحجة تكون عقلية قاطعة أو نقلية صحيحة وبعض الناس من قلة حجته يلجأ لتقطيب الوجه وعلو الصوت أو السب أو الشتم .
وترتبط قيم إثبات صحة الدليل بالإنصاف في الحوار وهو إعطاء المحاور المخالف حقه من الإقرار له بصحة ما جاء به صحيحاً والتسليم بما قدمه من أدلة قامت الشواهد علي صدقها وليس من الإنصاف غمط الناس وإنكار الصواب عليهم وإسقاط أدلتهم الصحيحة .
وتعرف قيمة صحة الدليل بأنها اعتماد المحاور في نقله للكلام علي الأدلة الواضحة والحجج والبراهين القاطعة بحيث يكون النقل صحيح مدعم بالدليل .
(20) تجنب الاستئثار بالكلام :
وتعني هذه القيمة تجنب الإطالة في الحديث من جهة والاستئثار به من جهة أخرى مرده إلى إعجاب المرء بنفسه ، وحب الشهرة والثناء فضلاً عن تجنب الاستخفاف بعلم وقدرة الطرف الآخر بعدم الإطالة .
وتعني أيضاً تجنب الفرد أن يستأثر بالكلام ويستطيل في الحديث ويسترسل في الكلام حيث يقول ابن عقيل في كتابه فن الجدل ( وليتناوبا الكلام مناوبة لا مناهبة بحيث ينصت المعترض للمستدل حتى يقرر اعتراضه ولا يقطع أحد منهما علي الآخر كلامه وإن فهم مقصوده من بعضه ) .
وتعرف هذه القيمة بأنها : تجنب انفراد المحاور للحديث بنفسه ، والإطالة والاسترسال فيه بحيث لا يتجاوز حقوق الآخر ولا يحرمه من الحديث وعرض ما لديه من أفكار .
(21) احترام الوقت :
والمقصود به عدم الانحراف عن مسار الموضوع الأصلي للحوار والتشعب إلى فرعيات لا علاقة لها بالموضوع لما لذلك من آفات كثيرة من الحوارات والمناقشات التي تعتبر مضيعة للوقت وتبديد للجهد والطاقة .
وتعرف قيمة احترام الوقت بأنها : الإحساس بأهمية الوقت في المواقف الحوارية المختلفة وتوافر الإدارة والانضباط في المواعيد بحيث لا يذهب الوقت إلا في شئ مقصود .
(22) التحرر من التعصب :
ونقصد بها أن يتحرر المتحاورين من التعصب لآراء الأشخاص واقوال المذاهب والطوائف بالاعتراف بالأخطاء والترحيب بالنقد والنظر إلى القول وليس إلى قائله ، فالتعصب قيمة سلبية تغلق مفاتيح الوعي والفهم والانشراح ، وتؤدي إلى التحزب والتقوقع والانحسار ، والذي من شأنه الاعتصام بالعدوانية ورفض الآخر ، والانزواء نحو الأنا التي تقبل صاحبها وتؤدي انصارها ، ومن هنا كانت الدعوة إلى نبذ التعصب .
وينبغي علي المحاور أن يتحرر من التعصب لآراء الأشخاص وأقوال المذاهب والطوائف والأحزاب وأن يخلص لله تعالي ويتجرد للحق ، فالحق هو ضالة المؤمن ينشده حتى ولو كان علي نفسه .
وتعرف قيمة التحرر من التعصب بأنها : الحرية في الفكر ونبذ التعصب المتشدد للآراء والأفكار المعينة وقبول الحق والبعد عن الباطل ، حتى يتم فتح المجال للآخرين للتقرب منهم ومحاورتهم بنجاح .
تعليقات