مفهوم المراهقة وأنواعها وخصائصها |
بحث عن المراهقة :
محتويات البحث :
(2) تعريف المراهقة .
(3) النظريات المفسرة للمراهقة .
(4) أنواع المراهقة .
(5) خصائص السلوك الاجتماعي في مرحلة المراهقة .
(6) خصائص انفعالات المراهق .
(7) الصراع الانفعالي في مرحلة المراهقة .
مفهوم المراهقة :
ما هو جلي بالنسبة لهذه المرحلة أنها المرحلة الانتقالية بين الطفولة والرشد ، بحيث تكثر فيها الصراعات والمناوشات والعناد واثبات الذات في عالم الكبار ، فهي المرحلة التي يمكن أن يفشل فيها المراهق دراسياً وحتى عاطفياً ، فهي المرحلة التي يتأرجح فيها الشعور بالنضج ويحتاج لصمام أمان ، فإن لم يفلح ينزلق إلى مهوي الانحرافات والجنوح .
تعريف المراهقة :
لغةً :
من الناحية اللغوية تعرف بأنها : تفيد معني الاقتراب ، أو الدنو وبذلك يؤكد علماء فقه اللغة هي المعني في قولهم : راهق بمعني غشي أو لحق أو دنا من . فالمراهق بهذا المعني هو الفرد الذي يدنو من الحلم واكتمال النضج .
اصطلاحاً :
إن مصطلح المراهقة يطلق علي المرحلة التي تحدث فيها تغييرات فيزيولوجية والانتقال التدريجي نحو النضج الجنسي والعقلي والنفسي والاجتماعي .
لكن يمكن تعريف هذه المرحلة حسب التخصصات التالية :
1- التعريف النفسي للمراهقة :
هي فترة من الحياة تنحصر ما بين نهاية الطفولة وبداية الرشد في الإطار السيكولوجي تتميز ببروز الغريزة الجنسية وتفضيل الاستقلالية ، وبروز حياة عاطفية ثرية ، وقد يترتب عنها سلوكات تقتضي المراهق الامتثال لمعايير المجتمع ، إذ لا يلفت الانتباه لهذه الجوانب التفاتاً ذاتياً لذلك هو بحاجة إلى من يرعاه ويوجهه فهو يبحث دوما عن اكتشاف أناه وأنا الأخر .
2- التعريف البيولوجي للمراهقة :
إن علماء البيولوجيا يعرفون المراهقة بأنها فترة من العمر تقع بين سبن البلوغ وانتهاء النمو الجسمي ، أي الوصول إلى النضج المؤدي إلى الإخصاب الجنسي ، حيث تصل الأقسام المختلفة للجهاز الجنسي إلى أقصاها في الكفاءة وفي المراحل المختلفة لدورة الحياة ، وفي الحقيقة لا تكتمل مرحلة المراهقة إلا عندما تصبح جميع العمليات الضرورية للإخصاب والإفراز والحمل ناجحة .
3- التعريف الاجتماعي للمراهقة :
هي مرحلة انتقال من طفل يعتمد كل الاعتماد علي الآخرين إلى راشد مستقل متكيف بذاته ، ولا شك أن هذا الانتقال يتطلب تحقيق توافق جديد تفرضه ضرورات التميز بين سلوك الطفل وسلوك الراشد في مجتمع ما .
كيفما كانت هذه الفترة التي يتم فيها الانتقال سواء طالت أو قصرت تكون تابعة للثقافة التي تسود ذلك المجتمع ، فالمراهقة هي فترة انتقال من الطفولة والنضج ، من الاعتماد علي العائلة وعدم المسؤولية الاجتماعية إلى الاعتماد علي النفس وتحمل المسؤولية الاجتماعية .
تعليق علي تعريفات المراهقة :
يعد مصطلح المراهقة من المصطلحات التي تواجه الكثير من النقد ، كونه يختلف من تخصص إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى ومن زمن إلى آخر ، ففي ثقافات معينة وفي أزمان أخرى يكون المراهق فارساً وجندياً وأباً ويتحمل مسؤوليات عديدة وهذا ناقض النظرة التي تراه حدثاً غير مسؤول 100% ، كما لا يمكن أن نحصر المراهقة في سن معينة كونه يختلف حسب مدي النضج الذي يرجع إلى عدد من العوامل المختلفة .
النظريات المفسرة للمراهقة :
(1) نظرية فرويد :
يري " فرويد " Freud أن المراهقة هي أزمة نشاط كبير للتوترات والصراعات في المرحلة الأوديبية ، إذ أن النضج الفيزيولوجي الذي له علاقة بظهور السمات يخلق شروطاً جديدة لضبط الدوافع بحيث تزداد شحنة القلق المتعلقة بالجنسية .
أذ يستطيع المراهق أن يري من جديد ظهور استهامات في شكل آخر آتية من طفولته الأولي ، فتحدث عنده أزمة تتمثل في الصورة الأبوية التي تؤدي به إلى البحث عن الهوية في الأنا المثالي ، فالعدوانية التي يشعر بها المراهق نحو والديه تمثل أهمية كبيرة مما كانت عليه في سن الطفولة ورفض الوالدين في واقع الأمر رفض للنزوات التي يحملها المراهق اتجاههما فتكمن ثورته في حاجته إلى الاستقلال من سيطرة أبويه من الناحية الانفعالية .
وحسب مدرسة التحليل النفسي تنقسم المراهقة إلى خمسة مراحل :
1- ما قبل المراهقة : حل تدريجي لتثبيت الأنا .
2- المراهقة الأولي : محاولة الامتثال إلى أدوار نشيطة مطابقة للنشاط الجنسي .
3- المراهقة بمعناها الصحيح : التحرر من الامتثال للآباء والبحث عن الصورة والهوية الجديدة للجنس الآخر .
4- المراهقة : يتم فيها توسيع الأنا ومحاولة تحقيق الهوية .
5- ما بعد المراهقة : تشمل تنظيم حقل الدوافع بهيكل الأنا .
وهكذا وانطلاقا من هذه المراحل في نمو الجهاز النفسي عند المراهق يقوم بتعديل التوازن بين الدوافع والدفاع المتميز بالانقطاع في مرحلة الكمون ، وفيها يخص الجنسية في مرحلة المراهقة فهي ليست بظاهرة تناسلية ، إذ أن الصراعات القديمة أثناء مرحلة البلوغ وبالأخص أوديب تنشط لتكون دوافع جديدة ، ومن خلال هذه التحولات للحياة الجنسية الطفولية تأخذ الجنسية شكلها النهائي .
(2) نظرية أركسون :
يقول أركسون " Erikson " أن المراهقة هي مرحلة الذاتية أو الهوية ، حيث أن المراهق يعيش أزمة هوية يتم حل هذه الأزمة إما بتكوين هوية إيجابية منسجمة أو هوية سلبية مشوشة .
إن هذه النظرية حاولة الربط بين النمو الاجتماعي من جهة ونمو الشخصية من جهة أخرى ، وأقامت علاقة بين التغلب علي الأزمات التي يواجهها الفرد في مختلف مراحل النمو والمواقف الاجتماعية ، وبين النمو وتبلور الهوية التي لا يمكن أن يتتم بدون مساعدة وتعاون الوالدين أو من ينوب عنهما ، ومن المسلم أن البحث عن الهوية والسعي في سبيلها يعد من المطالب النهائية الأساسية في فترة المراهقة .
ومن هناك يمكن القول أن محور اهتمام العالم اريسكون Erikson في هذه المرحلة كان موضوع الهوية ، أي علي المراهق أن يحدد هويته وشخصيته ويجد له دوراً اجتماعياص ووظيفياً في المجتمع الذي ينتمي إليه .
ومن هنا لدي المراهق تحديات لا بد له من مواجهتها ومن بينها : تحرير نفسه من الاعتماد المفرط اجتماعياً وعاطفياً واقتصادياً علي والديه ، كما عليه أن ينمو لديه الشعور الناضج بالهوية ، والمراهق لا يدخل إلى مرحلة المراهقة خالي الوفاض فهو ليس وليد اللحظة ولكنه مر بمراحل النمو السابقة واكتسب من الخبرات والعلاقات والانفعالات ما يجعله يتأثر في اختياراته في هذه المرحلة .
أنواع المراهقة :
بما أن النمو تتدخل فيه عوامل عدة وتصبح في الفرد عادات كما تنقص منه أمور أخرى ، لا توجد أنواع محددة للمراهقة والتي يجب أن تؤخذ كمعيار ، فلكل فرد نوع خاص به وذلك حسب ظروفه البيئية ، الاجتماعية ، النفسية ، والتكوينية الجسمية ، وحسب استعداداته الطبيعية .
فالمراهقة تختلف من فرد لآخر ومن بيئة لأخرى ولهذا هناك أنواع للمراهقة ولكن كل حسب بيئته والعوامل الأساسية للنمو :
(1) المراهقة المتوافقة :
هي المراهقة العادية نسبياً ، تتميز بالاستقرار العاطفي وتكامل الاتجاهات والتوافق مع الذات ، تكاد تخلو من التوترات ، تتميز بحسن معاملة الآخرين وإحساس المراهق بتقدير الآخر له ، يميل إلى الاعتدال والابتعاد عن السلوك الشاذ والمنحرف الذي يخلق المشاكل له ولمن حوله .
(2) المراهقة الانسحابية ( المنطوية ) :
يتسم هذا النوع بالانسحاب ، حب العزلة ، الاكتئاب ، قلة النشاط والشعور بالنقص ، إذ يجد المراهق راحته عندما يكون وحده ويتأمل مشكلاته بذاته ويعيش عدم التوافق الاجتماعي ، الاستغراق في أحلام اليقظة التي تدور حول مواضيع الحرمان والتثبيت في مراحل الطفولة ، الاتجاه نحو النزعة الدينية بحثاً عن الراحة النسية وتخلصاً من مشاعر الذنب .
(3) المراهقة العدوانية :
تتميز بالعدوان الموجه إلى النفس والغير يكون عادة عدوان المراهق موجه نحو السلطة الوالدية أو المجتمع كالمدرسة ، ويتشبه بالكبار في سلوكهم كممارسة السيطرة ، يكون عدوانه صريح الظهور ويتمثل في الإيذاء ، يعتمد أحلام اليقظة كآلية دفاعية لكن بصورة ناقصة علي الفئة الانسحابية .
(4) المراهقة الجانحة والمنحرفة :
تكون هذه المرحلة مليئة بالسلوكات الجانحة وكذا الانحرافات والسلوكات الشاذة التي تكون إما في مجال الجنس ، السرقة ، الهروب ، أو المخدرات وتكون هذه الانحرافات والجنوح نتيجة الحرمان العاطفي في البيت أو المدرسة ، وكذلك مشكلة الفراغ الذي يعد الدافع الأول للانحراف والجنوح في المراهقة إذا أسيئ استخدامه .
خصائص السلوك الاجتماعي في مرحلة المراهقة :
1- يميل المراهق في السنوات الأولي من المراهقة إلى مسايرة المجموعة التي ينتمي إليها ، فهو يحاول جاهداً أن يظهر بمظهرهم كما أنه يتصرف كما يتصرفون ويفعل كما يفعلون وتتميز هذه المسايرة بالصراحة التامة والإخلاص . كما نلاحظ بالتدريج أن الرغبة في الاندماج مع المجموعة ، ومسايرة أفرادها مسايرة عمياء تقل شيئاً فشيئاً ، ويحل محل هذا الشعور اتجاه آخر يقوم علي أساس من تأكيد الذات والرغبة في الاعتراف به كفرد يعمل وسط جماعة ، ويرجع ذلك من زيادة في خبراته .
2- كلما أخذ المراهق في النمو ، بدأ في سلوكه الرغبة في تأكيد ذاته ، فهو في نظر نفسه لم يعد بعد الطفل الذي يباح له أن يتكلم أو يسمع ، ففي منتصف هذه المرحلة يسعي أن يكون له مركز بين جماعته ، ولأجل أن تعترف تلك الجماعة بشخصيته ، فإنه يميل دائماً إلى القيام بأعمال تلفت النظر إليه ، ووسائله في ذلك متعددة ، فهو تارة يلبس ملابس زاهية الألوان والمصنوعة علي أحدث طراز كما يحاول التصنع في طريقة كلامه وضحكته ومشيته .
3- يشعر المراهق في السنوات الأخيرة لمرحلة المراهقة ، أن عليه مسؤوليات نحو الجماعة أو الجماعات التي ينتمي إليها ، ولذلك فهو يحاول قدر المستطاع القيام ببعض الخدمات والإصلاحات بغية النهوض بتلك الجماعة .
4- يمتاز سلوك المراهق بالرغبة في مقاومة السلطة وهناك من الأسباب ما يدعو المراهق إلى الثورة ضد السلطة الممثلة في الأسرة والمدرسة أو المجتمع العام ، وتكون الثورة ضد السلطة الممثلة في الاسرة والمدرسة ، وتكون الثورة ضد السلطة الوالدية واضحة ، لأن المراهق يتشوق لإيجاد نفسه في عالم خارج البيئة المنزلية ، أي عالمه الملئ بالأصدقاء والزملاء .
خصائص انفعالات المراهق :
1- الاندفاع :
نلاحظ لدي المراهق اندفاعات وراء رغباته واهتماماته مع الإصرار علي القيام بأعماله ثم سرعان ما يتخاذل عنها ، هذا ما يجعله يستجيب لسلوك جماعة الرفاق بسهولة .
2- عدم الثبات :
يتأرجح ميول المراهق العاطفي ، فتراه بين المثالة والواقعية ، والغضب والسرور والاستسلام وكذا الخوف ، الشجاعة والفرح .
3- الحساسية الزائدة :
يتميز المراهق برهافة الإحساس وهذا لتغير معالم الإدراك التي هو فيها ، ولاختلال توازنه الداخلي المصاحب للتغيرات التي تحدث النمو .
4- الكآبة :
يميزها الانطواء علي الذات المصاحبة بتردد بالغ في الإفصاح عن الانفعالات ، حيث يميل المراهق إلى كتمها خوفاً من النقد واللوم فيفضل العزلة ويعيش حيرة وقلقاً . تزداد درجة الكآبة كلما أحس المراههق أنه عاجز علي تحقيق أحلامه وآماله ، فيحاول إيجاد الحلول ، إذ غالباً ما يشغل نفسه بجماعة الرفاق .
الصراع الانفعالي في مرحلة المراهقة :
ينشأ الصراع حيث تصطدم رغبات المراهق مع الواقع ولا يستطيع تلبيتها ، فمطالب المراهق : الحاجة إلى التحرر والاستقلال الذاتي ، الحاجة إلى الإشباع الجنسي ، والحاجة إلى تهذيب الذات ، وعلي هذا الأساس صنفت السراعات إلى أنواع وفيما يلي عرض لها :
1- الصراع بين الحاجة إلى تهذيب الذات والحاجة إلى التحرر والاستقلال :
يحتاج المراهق إلى الشعور بالاستقلال وبأنه ناضج ولم يعد طفلاً ، لذلك فهو بحاجة إلى التقبل الاجتماعي واحترام الآخرين له وثقتهم به ، فهو في هذه المرحلة لا يستغني عن حاجة الآخر في معرفة السلوك المقبول .
2- الصراع بين الحاجة إلى الإشباع الجنسي والتقاليد الاجتماعية والدينية :
أن تصارع الرغبات الجنسية عند المراهق ومعايير المجتمع والتقاليد وكذا الديانات تجعل المراهق في صراع ، بين تلبية ما يرغب فيه وبين قواعد التحريم التي عليه الالتزام بها ، والتي لا تسمح له بالإشباع الجنسي إلا عن طريق الزواج الذي غالباص لا يكون مسموحاص به في سن المراهقة وذلك تبعاً لتقاليد المجتمعات .
3- الصراع بين الحاجة إلى الاستقلال الاقتصادي والحاجة إلى الاعتماد علي الوالدين :
قد يفقد المراهق توازنه النفسي أثر هذا الصراع مما يجعله يبحث عن بديل يعوضه الأمان النفسي ويشجعه علي الاستقلالية ، هذا البديل يتمثل في جماعة الرفاق . تزداد حدة هذا الصراع إذا تزامنت مع سوء العلاقة بين الأبوين والمراهق الخاصة في حالة ما إذا كان الأبوين غير متفاهمين مما يعسر المعاملة مع المراهق ويحدث أزمة .
4- الصراع بين المبادئ التي يتعلمها في الطفولة وما يقوم به الكبار في الحياة اليومية :
الطفل هو الصفحة البيضاء التي يخطط عليها الكبار ما يحلو لهم من خلال التربية فيتعلم الخطأ والصواب ، الثواب والعقاب . وغالباً ما يقع المراهق في حيرة وشك ويصبح عاجزاً علي التفرقة بين المعايير التي تعلمها في صغره وبين ما يتصرف به الكبار أمامه ، فيلجأ إلى الهروب بنفسه ويكون جماعة خاصة به تحتوي علي مبادئه وأفكاره وفلسفته الخاصة به .
5- الصراعات التي تنتاب المراهق نتيجة التغيرات الجسمية والجنسية :
يكثر المراهق من الأسئلة فيما يخص التغيرات التي تطرأ عليه وكثيراً ما ينشغل بالتغير الجسدي والذي يمثل مجموعة من التغيرات الفسيولوجية كبروز الشعر في مختلف أماكن الجسم ، والبثور التي تكون مصاحبة للنضج الهرموني ، لذا يتسائل المراهق عن سر هذا التغير وهل هو يطرأ علي جميع الذين هم في سنه أم هو مقتصر عليه ؟ وهل هو أمر عادي ؟ .
6- الصراع في المستقبل :
هو الحاجة إلى التخطيط المستقبلي وتحديد المهنة والتخصص الدراسي ، وبحكم قلة معرفة المراهق فقد يميل لدراسة تخصص غير مؤهل له ، ولا يملك القدرات التي تسمح له بالوصول إلى المستوي الذي يرغب فيه مثلا . وكذا الرغبة الجامحة للوالدين في تحقيق ما يرغبون بإسقاط رغباتهم علي أولادهم ، أي أن يحقق الابن ما لم يستطع أباه تحقيقه وغالباً ما يكون هذا العامل هو المثير للصراع .
تعليقات