ما هو تعريف محاسبة المسؤولية ؟ وما هي أهدافها ؟ |
تعريف محاسبة المسؤولية :
يمكن تعريف محاسبة المسؤولية بأنها ذلك النظام الذي يتعرف علي مختلف مراكز اتخاذ القرارات في المنشأة ، ويربط التكاليف في كل من هذه المراكز بالمدير المسؤول عن اتخاذ القرارات فيما يتعلق بهذه التكاليف ، ويقتضي تطبيق محاسبة المسؤولية ربط الرقابة المحاسبية بالهيكل التنظيمي ، كما يقوم علي تقييم أداء المسؤولين استناداً إلى العوامل الخاضعة لرقابتهم .
يعرف نظام محاسبة المسؤولية أيضاً بأنه أسلوب من أساليب المحاسبة الإدارية يهدف بالدرجة الأولي إلى تدعيم الرقابة علي الأداء ، من خلال ربط المسؤولية عن الإنفاق والإيراد بالمستويات الإدارية المختلفة في الهيكل التنظيمي في ظل الموازنة التخطيطية ، بحيث يمكن إصدار التقارير الرقابية علي الأداء مقارناً بالمخطط لكل مركز من مراكز المسؤولية ، مما يمكن من تحديد المسؤولية عن الانحرافات تحديداً دقيقاً ومعالجتها بكفاءة في الوقت المناسب .
بمعني آخر يمكن القول أن نظام محاسبة المسؤولية هو نظام يربط الإدارة العليا بالدوائر والوحدات اللامركزية التابعة لها ، فهو الذي يغذي المستويات الإدارية المختلفة بالمعلومات والتقارير اللازمة للتخطيط والرقابة وتقييم الأداء في مراكز المسؤولية ، فمحاسبة المسؤولية هي أساس نجاح نظام الإدارة اللامركزي .
وعرفها آخرون بأنها اسم يطلق علي العمليات الإدارية الخاصة بتوفير المعلومات التي تساعد علي رقابة العمليات وتقويم الأداء ، ويعد نظام محاسبة المسؤولية جزءاً من النظام الإداري للمنشأة ككل .
نشأة وتطور مفهوم نظام محاسبة المسؤولية :
تعود فكرة المسؤولية والمساءلة منذ قديم الأزل عبر العصور البشرية ، ونشأ مفهوم محاسبة المسؤولية في القرآن الكريم والسنة النبوية ، أما في الفكر المحاسبي والإداري فيعد مفهوم محاسبة المسؤولية حديث نسبياً وتناول البحث مفهوم محاسبة المسؤولية في الكتاب والسنة وفي الفكر المحاسبي والإداري لبيان نشأة وتطور مفهوم نظام محاسبة المسؤولية ، وذلك كما يلي :
مفهوم محاسبة المسؤولية في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة : يرجع أصل مفهوم المحاسبة والمساءلة إلى ما ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى فقد قال تعالي في كتابه الكريم ( فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره (7) ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره ) ( سورة الزلزلة : 7-8 )
وفي سنه نبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته " رواه البخاري في صحيحه .
وعلي الرغم من ذلك فإن محاسبة المسؤولية كاسلوب إداري -محاسبي حديثة نسبياً في الفكر المحاسبي حيث ترجع أولي البحوث فيها إلى عام 1952 حيث قام John. A. Higgins بكتابة أول مقالة بعنوان محاسبة المسؤولية واعتبرت هذه المقالة أول إطار علمي متكامل لنظام محاسبة المسؤولية ، وتعبته مقالات أخرى وبحوث عديدة لكتاب آخرين كانوا يشيرون دائما إلى مقالة Higgins لما لها من أثر بليغ في تطوير نظام محاسبة المسؤولية .
أهداف محاسبة المسؤولية :
إن الهدف الأساسي من محاسبة المسؤولية هو تمكين المستويات الإدارة المختلفة في الشركة والمسؤولين عن وحدات الإشراف من الرقابة علي عناصر الإيرادات ، كما تمكن من قياس الأداء داخل وحدات الهيكل التنظيمي ، وتسمح للمسؤولين باتخاذ الإجراءات التصحيحية داخل الشركة .
كما توجد أهداف أخرى تتمثل بالنقاط التالية :
1- يهتم أسلوب محاسبة المسؤولية بإيجاد علاقة مباشرة بين التكاليف والإيرادات والأشخاص المسؤولين عنها علي أساس إمكانية التحكم والقابلية للرقابة ، لتتبع المسؤولية عن هذه التكاليف والإيرادات .
2- تحتوي محاسبة المسؤولية علي مبادئ وأسس التنظيم ونظم المحاسبة المالية ومحاسبة التكاليف والتقارير مع ربط هذه النظم بالمستويات الإدارية .
3- تساعد محاسبة المسؤولية في تقييم الأداء الخاص بكل مستوي من المستويات الاقتتادية ككل ، فهي أسلوب لرقابة تنفيذ الأحداث وتقييم أداء كل وحدة من وحدات الإشراف ، والتعرف علي الانحرافات واتخاذ الإجراءات اللازمة للتوصل إلى الحلول المناسبة .
4- يتجه مضمون محاسبة المسؤولية إلى تبويب وتجميع وتحليل عناصر التكاليف والإيرادات بالنسبة لوحدات المسؤولية ، وعليه يمكن تحديد حجم المشكلات الإدارية والانحرافات بالنسبة لكل فرد أو مستوي إداري مسؤول ، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات التصحيحية .
5- إن نتائج محاسبة المسؤولية كاسلوب رقابي تتمثل في المساعدة في تنفيذ العمليات والرقابة علي هذه العمليات بصورة أكثر فاعلية .
6- إن أسلوب محاسبة المسؤولية يمثل مدخلاً حديثاً لتطوير المحاسبة والتقارير الرقابية ، ولا يتطلب تغييراً في المبادئ أو النظريات ، وإنما تطوير النظام المحاسبي القائم من خلال الربط المباشر مع الهيكل الإداري للشركة .
7- تساهم محاسبة المسؤولية في تطبيق نظام الإدارة بالأهداف والذي يقوم علي أساس مقارنة النتائج بالأهداف التي تم التوصل إليها مع الأهداف السابق تحديدها ، أي اتفاق الرؤساء علي مختلف درجات السلطة في الشركة مع العاملين في وحداتهم علي الأهداف المتوقع الوصول إليها خلال فترة زمنية متفق عليها .
8- تسمح محاسبة المسؤولية لأي مستوي إداري ألا يمارس ولا يراقب أياً من العمليات إلا بما يؤهله موقعه التنظيمي لذلك ، أو بقدر ما له من سلطة وما عليه من مسؤوليات ووجبات ، وبالتالي تضمن محاسبة المسؤولية تخليص الإدارة العليا من تفاصيل الأعمال التي تستطيع أن تؤديها المستويات الأقل .
مقومات محاسبة المسؤولية :
إن مقومات محاسبة المسؤولية هي كما يلي :
1- المقوم الأول :
تقسيم الهيكل التنظيمي داخل المنشأة إلى مراكز مسؤولية .
2- المقوم الثاني :
تفويض مديري مراكز المسؤولية بصلاحيات واضحة .
3- المقوم الثالث :
توزيع التكاليف والإيرادات علي مراكز المسؤولية ، وذلك حسب إمكانية كل مركز وصلاحياته للتحكم فيها .
4- المقوم الرابع :
ربط الموازنات التخطيطية بكل مركز من مراكز المسؤولية .
5- المقوم الخامس :
استخدام الموازنات للرقابة وتقييم الأداء من خلال مقارنة الأداء الفعلي بالأداء المخطط لكل مركز مسؤولية .
6- المقوم السادس :
إعداد تقارير يتم من خلالها تحليل الانحرافات للأداء الفعلي عن الأداء المخطط بهدف تحييد الجهة المسؤولة عن الانحرافات .
7- المقوم السابع :
وضع نظام للحوافر مرتبط بنتائج مراكز المسؤولية .
وتبرز أهمية الحوافز كمقوم مهمة في تطبيق محاسبة المسؤولية من خلال ضرورة قيام الإدارة العليا بالسعي نحو ربط أهداف الأفراد داخل المنظمة بأهداف المنظمة نفسها ، بحيث يشعر الموظف بأن إشباع حاجته المادية والمعنوية يأتي عن طريق مدى مساهمته في تحقيق أهداف المنظمة التي يعمل بها وبالتالي تحقيق أهداف نظام محاسبة المسؤولية .
تعليقات