ما هو تعريف التعلم التعاوني ؟ وما هي استراتيجياته ؟ |
تعريف التعلم التعاوني وأهميته :
يعرف التعلم التعاوني بأنه " أسلوب تدريس يتيح للطلاب فرص المشاركة والتعلم مع بعضهم البعض في مجموعات صغيرة عن طريق الحوار والتفاعل مع بعضهم البعض .
وقد أشارت العديد من البحوث الميدانية إلى أهمية التعلم التعاوني كأسلوب تدريسي قيم وفعال ، لما له من فائدة للطلاب سواء من الناحية الأكاديمية أو الاجتماعية أو النفسية ، فهو يعمل علي تحسين أداء الطلاب في التحصيل الدراسي ، وتنمية الاتجاه الإيجابي نحو التعلم ، تطوير المهارات الاجتماعية ، تنمية القدرات علي حل المشكلات ، وتحسين المهارات اللغوية لاسيما مهارة الفهم القرائي .
وفي تعريف آخر للتعلم التعاوني يشار إليه علي أنه " مجموعة من التفاعلات في الموقف التعليمي / التعلمي ، تعتمد علي استخدام المجموعات الصغيرة من الطلاب الذين ينغمسون في نشاط تعليمي يقوم علي التواصل فيما بينهم ، من أجل إنجاز أهداف محددة ، ويتحمل كل منهم نصيبه من المسؤولية ، بحيث يعد مسؤولاً عن تعليم نفسه وعن تعليم الآخرين .
ولكي يكون العمل التعاوني عملاً ناجحاً ، فإنه لابد ان يتضمن الدرس جميع عناصر التعلم التعاوني والتي حددت فيما يلي :
1- الاعتماد المتبادل الإيجابي :
يمكن بناؤه بشكل ناجح عندما يدرك أعضاء المجموعة أنهم مرتبطون مع بعضهم بعضاً بطريقة لا يستطيع فيها أن ينجح أي واحد منهم إلا إذا نجحوا جميعاً ، وإذا فشل فشلوا جميعاً .
ومن هنا تدرك المجموعة أن جهد كل فرد لا يفيده فحسب بل يفيد جميع أعضاء المجموعة وفي نفس الوقت يمثل أساس استراتيجية التعلم التعاوني ، فإذا لم يكن هناك اعتماد متبادل إيجابي فلن يكون هناك تعاون .
2- المسؤولية الفردية والمسؤولية الجماعية :
هناك مستويان من مستويات المسؤولية التي يجب أن تبني في المجموعات التعليمية التعاونية علي النحو التالي :
- المجمووعة يجب أن تكون مسؤولة عن تحقيق أهدافها .
- وكل عضو من أعضاء المجموعة يجب أن يكون مسؤولاً عن الإسهام بنصيبه في العمل .
فالمسؤولية الفردية تتم من خلال تقييم المجموعة لأدائها لكل طالب ، وتعاد النتائج إلى المجموعة والفرد من أجل التأكد ممن هو في حاجة إلى مساعدة إضافية أو دعم أو تشجيع لإنهاء المهمة ، فهذا هو الهدف الأسمي لمفهوم التعلم ، بمعني أن الطلاب يتعلمون معاً لكي يتمكنوا فيما بعد من تقديم أداء أفضل منفردين .
3- التفاعل المعزز وجهاً لوجه :
يحتاج الطلاب إلى القيام بعمل حقيقي معاً ، وذلك بالاشتراك في استخدام المصادر وتقديم المساعدة والدعم والتشجيع علي الجهود التي يبذلها كل واحد منهم ، فعن طريق المجموعات الصغيرة يكون الطالب وجهاً لوجه أمام زميله في داخل المجموعة الصغيرة .
4- تعليم الطلاب المهارات الجماعية والشخصية المطلوبة :
من خلال تكوين المجموعات الصغيرة داخل الفصل من أجل استخدام التعلم التعاوني يجب أن يتعلم الأعضاء مهارات القيادة ، واتخاذ القرارات ، وبناء الثقة والتواصل ، وإدارة الصراع بطريقة هادفة تماماً ليتعلم المهارات التعليمية ، وبما أن التعاون والصراع متلازمان ، فإن الإجراءات والمهارات اللازمة لإدارة الصراع بشكل بناء تعتبر ذات أهمية خاصة بالنسبة للنجاح الدائم للمجموعات التعليمية التعاونية .
5- معالجة عمل المجموعة :
تعتبر الخطوة الأخيرة في تقويم عمل المجموعة ، ومدي تحقق أهدافها ، ومدى محافظتها علي علاقات عمل فاعلة بين أفرادها .
إن المجموعات بحاجة إلى بيان تصرفات الأعضاء المفيدة وغير المفيدة لاتخاذ القرارات حول التصرفات التي يجب أن تستمر ، وتلك التي يجب أن يتم تعديلها ، إذ أن التطور المستمر لعملية التعلم ينتج عن التحليل الدقيق لطريقة عمل الأعضاء معاً ، وكيفية إثراء فاعلية عمل المجموعات .
وعند استخدام أسلوب التعلم التعاوني في التدريس فإن لكل من المعلم والمتعلم أدواراً يقومان بها ، وتم تحديد تلك الأدوار حيث يقوم المعلم بإعداد بيئة التعلم والموارد اللازمة التي تستخدم للمعالجة ، وبتقسيم أفراد الصف وفق جماعات متعاونة وفق مهام محددة مسبقاً ، مع تزويد الطلاب بالمشكلات أو المواقف ، ومساعدتهم علي تحديد المشكلة مع متابعة تقدم أفراد المجموعة ، وإسهامات كل فرد داخل المجموعة .
ويري البعض أن دور المعلم ينحصر في تنظيم الخبرة وتحديدها وصياغتها ، وجمع المعلومات والبيانات وتنظيمها والمعالجة والتنظيم والاختيار للمعلومات ، وتنشيط الخبرات السابقة وربطها بالخبرات والمواقف الجديدة ، والتفاعل في إطار العمل الجماعي التعاوني ، وممارسة الاستقصاء الذهني الفردي والجماعي .
استراتيجيات التعلم التعاوني :
للتعلم التعاوني استراتيجية متعددة تتخذ صيغاً وأشكالاً عديدة إلا أنها تشترك جميعاً في سمات أساسية منها أنها تستخدم مجموعات صغيرة من الطلاب لتعزيز التعاون والتفاعل بينهم في المادة الدراسة .
ويمكن عرض مجموعة من استراتيجيات التعلم التعاوني ومنها :
1- التعلم الجماعي ( Learning Together ) .
2- مجموعة تحقيق واستكشاف ( Group Investigation ) .
3- المجاميع الفرعية ( Jigsaw ) .
4- فرق التحصيل ( STAD ) .
وفيما يلي توضيح لاستراتيجية فرق التحصيل واستراتيجية المجاميع الفرعية :
1- استراتيجية فرق التحصيل ( Student Teams Achievement Division ) :
أنشأها Robert Slavin عام 1980 ، وقسم الطلاب إلى عدة مجموعات غير متجانسة تتكون كل منها من 4-5 طلاب ، ثم يتعاون أعضاء كل مجموعة مع بعضهم البعض في دراسة ورقة واحدة ، ثم يختبر كل طالب داخل المجموعة الواحدة باختبار قصير ، ويتم حساب درجة المجموعة من درجات أعضائها باستخدام نظام فئات التحصيل ( Achievement Division ) .
2- استراتيجية المجاميع الفرعية ( Jigsaw ) :
صمم هذه الاستراتيجية Arnson, et al عام 1978 ، والتي تقوم علي تقسيم الدرس علي أفراد المجموعة ، ويقوم كل طالب بتعلم جزء واحد ، ثم ينضم إلى مجموعة جديدة تتكون من جميع الطلاب المسؤولين عن نفس الموضوع ، وبعد أن يتم التعلم يعود كل طالب إلى مجموعته الأصلية ويعلمهم ما تعلم .
تعليقات