بحث عن التوجيه التربوي |
التوجيه التربوي :
محتويات البحث :
(1) مقدمة عن التوجيه التربوي .
(2) نشأة التوجيه التربوي .
(3) تعريف التوجيه التربوي .
(4) وظائف التوجيه التربوي .
مقدمة عن التوجيه التربوي :
من الممكن القول بأن التوجيه التربوي باعتباره مميزاً عن غيره من أنواع التوجيه يهتم بالمساعدة التي تقدم إلى التلاميذ والطلبة في اختيار نوع الدراسة الملائمة لهم ، والتي يلتحقون بها والتكيف لها والتغلب علي الصعوبات التي تعترضهم في دراستهم وفي الحياة المدرسية بوجه عام .
وقد حاول العديد من الكتاب تعريف التوجيه التربوي واختلفوا في ذلك بسبب وجهة نظرهم فالبعض نظر إليه نظرة واسعة بحيث شمل جميع نواحي التوجيه والبعض الآخ يقصره علي اختيار الدراسة الملائمة ، وما يتصل بالنجاح فيها ، علي أنه من الممكن أن نذكر التعريف الذي قاله مايرز للتوجيه التربوي بأنه العملية التي تهتم بالتوفيق بين التلميذ الفرد بما له من خصائص مميزة له من ناحية ، والفرص المختلفة والمطالب المتباينة من ناحية أخرى ، والتي تهتم بتوفير المجال الذي يؤدى إلى نمو الفرد وتربيته .
ومن هذا التعريف نجد أنه لا مجال للتوجيه التربوي إلا في حالة وجود أكثر من دراسة أو مقرر يستطيع التلميذ أو الطالب أن يتابعها كما أنه يفترق عن التربية والتعليم في أنه يساعد الفرد علي انتقال أنسب المجالات التربوية له في حين أن التربية والتعليم ترمي إلى إفادة الفرد في مجال تربوي معين أقصي فائدة ممكنة .
نشأة التوجيه التربوي :
لقد ظهرت أول محاولة جدية بشأنه عام 1914 حين نشر كيلي Trumanl Kelley رسالة عن التوجيه التربوي Educational Guidance وقد تقدم بهذه الرسالة إلى كلية المعلمين بجامعة كولومبيا للحصول علي درجة الدكتوراه وقد كان هدف التوجيه التربوي في نظر كيلي هو وضع أساس علمي لتصنيف طلبة المدارس الثانوية .
أما غرضه من بحثه هذا فقد كان وضع الأساس الذي بمقتضاه يمكن تحديد احتمال نجاح الطالب في دراسة من الدراسات أو في مقرر من المقررات التي تدرس له وكان هدف التوجيه التربوي في نظره محدود في مساعدة الطالب علي اختيار نوع الدراسة الملائمة له وفقا لاحتمال نجاحه .
وكان يري في هذه خطوة سابقة للتوجيه المهني الذي يأتي فيه علي عكس الكثيرين من رجال التوجيه في الوقت الحاضر الذين لا يفرقون بين التوجيه التربوي والمهني .
علي أن بريوور Brewer في مقال نشر له سنة 1918 رأي أن التوجيه التربوي هو المجهود المقصود الذين يبذل في سبيل نمو الفرد من الناحية العقلية ، وأن كل ما يرتبط بالتدريس أو التعليم يمكن أن يوضع تحت التوجيه التربوي .
وفي كتابه الذي نشره عام 1932 يري أن هناك فرقاً بين عبارتي التربية كتوجيه والتوجيه التربوي ، فهو يقصد بالأولي أن من الضروري أن يوجه التلاميذ في جميع نواحي نشاطهم ، أما الثانية فهو يقصد بها ناحية محدودة من التوجيه تهتم بنجاح التلميذ في حياته المدرسية .
ومن الملاحظ أن كثيراً من رجال التربية والتوجيه يخلطون بين التوجيه التربوي كعملية تهدف إلى مساعدة التلميذ أو الطالب في مراحل التعليم المختلفة في انتقاء نوع الدراسة الملائمة له أو التغلب علي الصعوبات التي تواجهه ، والتربية باعتبارها توجيه الفرد في مختلف نواحي نشاطه الدراسي والاجتماعي والخلقي والديني والرياضي وغيرها من نواحي النشاط .
والواقع أن التوجيه التربوي كفرع قائم بذاته من التوجيه بصورة عامة قد أهمل إهمالاً يكاد يكون تاماً إلى الدرجة التي جعلت سترانغ Strang تقول في مقدمة كتابها " التوجيه التربوي Educational Guidance " أن هذا النوع من التوجيه رغم أهميته التي تعادل أهمية التوجيه المهني قد أهمل إذا ما قورن بالتوجيه المهني .
وقد بدأ تحول الإتمام نحو التوجيه التربوي في السنوات الأخيرة ، عندما شعر الكثير من رجال التربية بأهمية التوجيه التربوي في ميدان التربية وخاصة وأن الفرد كما يقولون هو أكثر التغيرات ثبوتاً في معادلة المجتمع " .
تعريف التوجيه التربوي :
يعرف التوجيه التربوي بأنه " هي عملية مساعدة وتقديم العون للأفراد حين يتمكنوا من تحقيق الفهم اللازم لأنفسهم وتوجيهها بحيث يستطيعون الاختيار ببينة ووضوح ويتخذون من السلوك ما يسمح لهم بالتحرك في اتجاه هذه الأهداف التي اختاروها بطريقة ذكية وتسمح بتقديم المسار بشكل تلقائي .
فالتوجيه التربوي يهتم بالمساعدة التي تقدم إلى التلاميذ والطلبة في اختيار نوع الدراسة الملائمة لهم ، والتي يلتحقون بها والتكيف معها والتغلب علي الصعوبات التي تعترضهم في دراستهم وفي الحياة المدرسية بشكل وبوجه عام .
فالتوجيه التربوي إذن يتضمن المساعدة الفردية التي قدمها الموجه إلى الفرد الذي يحتاج لمساعدته وذلك لكي ينمو في الاتجاه الذي يجعل منه مواطناً ناجحاً قارداً علي أن يحقق ذاته في الميادين الدراسية أو غيرها وأن يتوافق فيها بدرجة تحقق له الشعور بالسعادة .
ويمكن القول أن مهمة الموجه هي مساعدة الفرد علي دراسة مشكلته التربوية وتحليلها ، علي أن يجمع المعلومات التي تتصل بهذه المشكلة سواءاً كانت هذه المعلومات متصلة بالتلميذ أو متعلقة بالعالم المحيط له ، ثم معاونته علي أن يقوم بعملية تنظيم هذه المعلومات وتقديمها ثم مساعدته علي أن يفكر في الحلول المختلفة لهذه المشكلة ، وبعد ذلك يترك له حق اختيار الحل الذي يراه مناسباً له ولظروفه والذي يتفق مع الحقائق التي توصل إليها .
وبالتالي فإن مهمة الموجه التربوي تتلخص في أنها تبصير الطالب بالمشكلة التي يعانيها ثم إنارة الطريق امامه ليطبع لها بنفسه بعض الحلول القابلة للتعديل حسب الظروف .
وظائف التوجيه التربوي :
أما من ناحية وظائف التوجيه التربوي فإننا نجد أن البعض يحصرها في وظائف محدودة فنجد سترانج Strang في كتابها Educational guidance تذهب إلى أن هناك ثلاث وظائف عامة بالنسبة للتوجيه وهي :
1- اختيار نوع الدراسة وما يتصل بذلك من تقديم البيانات والمعلومات اللازمة بأنواع الدراسات الممكنة والعوامل المؤدية إلى النجاح في الدراسة سواءاً كانت عقلية أو انفعالية أو اجتماعية وما قد يكون بينهما من تعارض مثل التعارض بين الاستعداد والميل أو القدرة والواقع أو الميل الشخصي والعوائق الاجتماعية .
2- الاستمرار في الدراسة أو التحول إلى العمل وما يتصل بذلك من عوامل اجتماعية أو عقلية انفعالية والإعداد لدراسة من الدراسات أو للدخول في كلية من الكليات .
3- النجاح في الدراسة والعوامل المتصلة بالنجاح في الدراسة والتغلب علي الصعوبات ونواحي النقص سواء كانت في الاستعدادات أو في المهارات ، ويتطلب ذلك من التوجيه التربوي :
أ- مساعدة الطالب علي أن يقيم استعداداته العقلية وميوله المهنية والدراسية وتحصيله الدراسي وسماته الشخصية المتعلقة بالدراسة والعمل .
ب- مساعدة الطالب علي معرفة الإمكانيات التربوية المتاحة له .
ج- اختيار المدارس والكليات والمعاهد أو مراكز التدريب التي تتلائم مع اختياره الدراسي والمهني .
د- مساعدة الطالب في تحديد نواحي النقص لديه والتي تؤدى إلى عدم نجاحه في دراسته العمل علي تلافيها وإصلاحها .
هـ- مساعدة الطالب علي التكيف للجو المدرسي والأسري حتى يستطيع أن يعبئ جميع قواه نحو النجاح في الدراسة .
ولا يعني مما سبق ذكره أن التوجيه التربوي بمعزل عن التوجيه النفسي أو الاجتماعي أو التوجيه المهني أو التوجيه الرياضي بل أن البعض كما ذكرت سالفاً يري أن التوجيه التربوي خطوة مبدئية للتوجيه المهني وكذا للتوجيه الرياضي وكذلك لا يمكننا فصل التوجيه عن التربية فالواقع أنه جزء منها كما أن أهدافه ترتبط بأهدافها .
تعليقات