ما هي الاستراتيجيات الحديثة لرعاية الطلاب الموهوبين |
الاستراتيجيات الحديثة لرعاية الطلاب الموهوبين :
انطلاقاً من فكرة رعاية الموهوبين تقوم بعض الدول بتوفير برامج خاصة لهم تهدف إلى تنمية موهبتهم وحسن استثمارها ، بما يعود بالنفع علي البلاد والقدرة علي مواجهة التحديات المعاصرة والمستقبلية .
ومن هذه البرامج المطبقة بمدارس التعليم العام استراتيجية رعاية الموهوبين ، حيث تعرف بأنها " مجموعة من الطرق أو الأساليب والأدوات المستخدمة لإنجاز تحقيق أهداف خطة اكتشاف ورعاية الطلاب الموهوبين ومن ضمنها ما يلي :
1- استراتيجية التجميع .
2- استراتيجية التسريع .
3- استراتيجية الإثراء .
استراتيجيات رعاية الطلاب الموهوبين :
تستخدم الاستراتيجيات التالية في رعاية الموهوبين :
(1) استراتيجية التجميع :
1- التعريف :
تعرف بأنها عبارة عن " ضم الأفراد أو المتجانسين في القدرات والميول الخاصة إلى بعضهم بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من التقدم الأكاديمي وتنمية المواهب الخاصة " .
2- صور استراتيجية التجميع :
وتأخذ استراتيجية التجميع صوراً متعددة منها :
أ- دمج الطلبة الموهوبين في المدارس العادية :
ويذكر البعض مبررات هذا النوع وهي :
- المحافظة علي التوزيع الطبيعي للقدرات العقلية في الصف العادي لضمان تمثيل المستويات الثلاثة المتعارف عليها : المتميز ، العادي، ما دون العادي .
- المحافظة عي مستوي التفاعل الاجتماعي الطبيعي في الصف العادي بين المستويات الثلاثة من القدرات العقلية ، وما يوفر ذلك التفاعل الاجتماعي من فرص تنافسية شريفة بين الطلبة .
ب- دمج الطلبة الموهوبين في مدارس خاصة :
يقوم هذا النظام علي أساس فتح مدارس خاصة بهم وأكاديميات للموهوبين مثل المدرسة الملحقة بكلية هنتر في مدينة نيويورك ، ومدارس الجمنازيوم بألمانيا ، وعين شمس بجمهورية مصر العربية .
ويذكر الباحثين أن مبررات هذا النوع هي :
- إعداد الكفاءات والكوادر العلمية المتخصصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية في المجتمع .
- إعداد القيادات الفكرية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها للمجتمع .
- توفير فرص الإبداع العلمي للطبة الموهوبين في المجالات المختلفة .
ج- دمج الطلاب الموهوبين في فصول خاصة في المدارس العادية :
مبررات هذا النوع ما يلي :
- المحافظة علي التفاعل الاجتماعي بين مستويات الطلبة الثلاثة في المدارس العادية ، وما يوفره ذلك من فرص تنافسية حقيقية بين الطلبة في المجالات المختلفة .
- عدم إفساح المجال أمام الموهوبين ليطوروا الإحساس بالتميز ، وبالتالي الشعور بالتعالي والكبرياء والعظمة .
- توفير فرص شريفة للطلبة العاديين للعمل إلى جانب أقرانهم الموهوبين ، والاستفادة من تميزهم ، وخبراتهم .
3- أقسام استراتيجية التجميع :
تقسم هذه الفصول إلى :
أ- الفصول الخاصة بالموهوبين ( طوال الوقت ) في المدارس العادية :
هي فصول يجمع فيها الموهوبون ليدرسوا طوال العام الدراسي ، بحيث تتسم بحرية التفكير والتصرف ، ويتم وضع مناهج خاصة بهم أكثر ثراء من صفوف العاديين ، كي تلبي احتياجاتهم وتتفق مع قدراتهم .
ب- الفصول الخاصة بالموهوبين ( بعض الوقت ) في المدارس العادية :
وهنا يتم تجميع الموهوبين في مجموعات خاصة بهم جانباً من اليوم الدراسي ، علي أن يقضوا الجانب الآخر من اليوم بين زملائهم في الفصول العادية ، وتقدم لهم المقررات المناسبة لقدرتهم أو لدراسة موضوع معين أو ممارسة نشاط خاص ، ويعمل معهم معلمون علي قدر كبير من الكفاءة .
ج- الفصول اللاصفية ( اللامدرسية ) :
هي عبارة عن فصول يتم تجميع الطلاب فيها خارج وقت الدراسة ، أو خلال عطلة نهاية الأسبوع أو في الإجازة الصيفية ، حيث تتم دراسة عدد من الموضوعات في مختلف المجالات المتوائمة مع الاهتمامات وحاجات الطلاب .
(2) استراتيجية التسريع :
1- التعريف :
يعرف التسريع بأنه عبارة عن " السماح للطالب بالتقدم عبر درجات السلم التعليمي أو التربوي بسرعة تتناسب مع قدراته ، دون اعتبار المحددات العمرية الزمنية ، وتمكينه من إتمام المناهج الدراسية المقررة في مدة أقصر وعمر أصغر من المعتاد .
2- مميزات الرعاية :
يمكن ذكر المميزات التالية لتسريع الطلبة الموهوبون :
- يميل الطلبة الموهوبون لاختيار رفاق أكبر منهم سناً .
- يمكن استخدام التسريع في أي مدرسة .
- يسمح للطلبة ذوي الكفاءات بالدخول لعاام المهن سريعاً ويشكل أكثر إنتاجية .
- انضمام الطلبة الموهوبين الذين سرعوا في المدارس إلى كليات مميزة أكثر من الطلبة الموهوبين الذين لم يتم تسريعهم .
- انخفاض كلفة التعليم بالنسبة للطلبة الموهوبين المسرعين بسبب قضاء وقت أقل في التعليم .
- إن أداء الطلبة المسرعين أفضل من أداء أقرانهم غير المسرعين الأكبر سناً في نفس الصف .
- أنه أسلوب سهل من الناحية الإدارية .
- أنه يمكن مواجهة الحاجات العقلية والمعرفية للطلاب مع ضمان خروجهم إلى الحياة العلمية مبكراً .
3- أشكال التسريع :
ومن أهم أشكال التسريع المتبعة في النظم التربوية والتي يمكن تطبيقها حسب احتياجات وفلسفة المجتمع ما ذكرته بعض الدراسات ومنها :
أ- القبول المبكر :
يستخدم هذا البديل في حالة إظهار الطفل الموهوب استعدادات عقلية مرتفعة تؤهله لتحمل أعباء التعلم في المرحلة التي سيرفع إليها بغض النظر عن عمره الزمني .
ب- تخطي بعض الصفوف الدراسية ( الترفيع الاستثنائي ) :
ويسمي القفز إلى صفوف دراسية أعلى ، وهو بديل يسمح للطالب الموهوب أن يقفز إلى صف دراسي أو صفين بعد تمكنه من أساسيات الصف الذي يفترض أن يكون به ، ويعرف بالإسراع الكلي ، ويؤدى إلى التحاق الموهوبين بالجامعة في سن مبكرة .
ويجب التمييز بين نوعين من الموهوبين عند العمل بأسلوب تخطي الصفوف وهما :
- الطلاب ذوي القدرات والمهارات العليا من الصف الموضوعين فيه بصفين إلى خمسة صفوف ، وهؤلاء يسمح يقفزهم صف واحد فقط ، مع التحقق بشغفهم للانتقال إلى دراسة مواد تعليمية أكثر تحدياً لقدراتهم في جميع المجالات .
- الطلاب ذوي القدرات في مجال بعينه ، أو مجالين فقط من مجالات الدراسة مثل القدرة اللفظية أو الرياضية ، وهؤلاء ينصح لهم بدراسة مقرر متقدم في ذلك المجال مع استمرارهم في مستوي الصف المقيدين عليه .
ج- ضغط الصفوف أو توكيد المقررات ( تسريع المحتوي ) :
ويسمح هذا النمط بتجاوز منطقة أو مجال بسرعة تتناسب مع مستوي تحصيله وقدرته علي الاستمرارية فيه .
ويتمحور في تمكين الطالب من دراسة مقررات مرحلة كاملة ( المتوسطة أو الثانوية ) في سنة واحدة ، أو يتم تركيز المقررات الدراسية ( الرياضيات أو العلوم ) بحيث ينتهي الطالب الموهوب من المقررات المطلوبة في زمن أقل من المعتاد ، وذلك من خلال برامج دراسية غير محددة الصفوف .
د- السماح للطالب الموهوب بتسجيل ودراسة مباحث إضافية في كل فصل دراسي ، مما يمكنه من إنهاء المرحلة الثانوية بسرعة أكبر .
وهناك أشكالاً دولية للتسريع منها :
- التسكين المتقدم ، برامج البكالوريا الدولية .
- القبول المتزامن في المدرسة والجامعة .
- مساقات بالمراسلة / الدراسة عن بعد والدراسة المستقلة .
- القبول من خلال الامتحان .
- فصول غير صفية أعمار مختلفة .
- فصول مشتركة ( صفوف مختلفة ) .
(3) استراتيجية الإثراء :
1- التعريف :
تعرف بأنها " تزويد الموهوب بخبرات تربوية إضافية مكملة للخبرات الصفية العادية ، ويسمح هذا الأسلوب بمتابعة دراسته بعمق أكبر من زملائه العاديين ، ويتم اختيار الأنشطة التي يمارسها الموهوب بعناية حتى تساعده علي تنمية مهاراته العقلية ومواهبه بكفاءة ومنها :
- الربط بين المفاهيم المختلفة .
- تقديم الحقائق عن طريق الانخراط في مناقشات نقدية .
- ابتكار أفكار جديدة .
- استخدام أسلوب حل المشكلات .
- فهم المواقف المعقدة .
2- أنواع استراتيجية الاثراء :
يقسم البرنامج الإثراي إلى نوعين :
أ- الإثراء الأفقي : وفيه يتم تزويد الطالب بخبرات غنية في عدد من الموضوعات الدراسية .
ب- الإثراء العمودي : ويعني تزويد الطالب الموهوب بخبرات غنية في موضوع معين من الموضوعات الدراسية .
3- مزايات استراتيجية الإثراء :
تميز هذا الأسلوب وذلك بإتاحة بعض المزايا النفسية والاجماعية للطالب الموهوب ومنها :
- ممارسة أدوار قيادية مع زملائه .
- مخالطة الطالب الموهوب لأقرانه العاديين من نفس الفئة العمرية .
- تطوير المعلم أساليب وطرائق التدريب للعاديين والموهوبين .
- التقليل من النفقات المالية .
4- أساليب وطرائق استراتيجية الإثراء :
لتحقيق استراتيجية الإثراء يمكن إتباع عدد من الأساليب والطرائق المختلفة ومن أهمها ما يلي :
- تكليف الطلاب الموهوبين بقراءات وواجبات إضافية .
- تشجيع الطلاب الموهوبين علي الإسهام في أنشطة الصفوف الأخرى .
- تكليف الطلاب الموهوبين ببحوث مستقلة تهدف إلى تنمية التفكير والقدرة علي التحليل .
- تقديم مقررات دراسية إضافية للطلاب الموهوبين .
- أنشطة يقوم بها الطالب الموهوب في المجتمع المحلي أو في الجامعة أو في العمل .
- مقررات حرة يحاول الطالب الموهوب استيفاء متطلباتها بصورة مستقلة .
- أنشطة خاصة تقدم في غرفة المصادر .
5- مستويات استراتيجية الإثراء :
إن استراتيجية الإثراء تتكون من ثلاث مستويات للأنشطة :
المستوي الأولي : نشاطات الاستكشاف العامة :
ويتضمن أساليب ومواد تدريبية تهدف إلى تطوير العمليات العقلية والوجدانية ويهدف هذا النوع إلى :
أ- تطوير الوظائف الإدراكية والعاطفية كحل المشكلات والتفكير الناقد .
ب- تطوير مهارات التعلم : كأخذ الملاحظة ، والمقابلة والاستماع ، وتحليل البيانات .
ج- تطوير بعض مهارات الاتصال المرئية والشفهية والكتابية .
المستوي الثالث : استقصاء وتحري المشكلات الحقيقية :
ويتضمن أساليب ومواد تدريبية تهدف إلى تطوير العمليات العقلية والوجدانية ، ويهدف هذا النوع إلى :
أ- إعطاء الفرصة للطالب الموهوب بدراسة مشكلة حقيقية يختارها .
ب- اكتساب الفهم والمعرفة والطريقة التي تستخدم للبحث في جانب معرفي معين .
ج- التمكن من تحقيق إنتاج أصيل له أثره عند جمهور معين يهتم بهذا الإنتاج .
د- تطوير مهارات التعلم الموجهة ذاتياً لدي الطالب الموهوب من حيث التخطيط والتنظيم ، واستخدام المصادر ، وإدارة الوقت ، واتخاذ القرار والتقييم الذاتي المستمر .
هـ- تطوير قدرة الطالب الموهوب علي الالتزام بالإنجاز والثقة بإبداع ما أنجزه ، والقدرة علي التفاعل والتأثير في الطلبة والمعلمين ممن لهم الخبرة والاهتمام بما أنجز .
6- ثمرات استراتيجية الإثراء :
يمكن بيان ثمرات استراتيجية الإثراء كالتالي :
- تتيح للطالب الموهوب فرصة الحصول علي معلومات عميقة في مجال أو تخصص معين .
- يساعد علي تطوير ذات الموهوب .
- يزيد هذا الأسلوب في الموهوب ثقته بنفسه ويعمق لديه روح البحث .
- يشبع حب الاستطلاع العلمي ويحقق نمواً نفسياً واجتماعياً سلبياً .
- يمتاز بقلة التكاليف نسبياً مقارنة بالطرائق الأخرى .
- يسمح للطالب الموهوب بالبقاء مع أقرانه من الفئة العمرية نفسها ، في إطار المدرسة العادية مما يحقق نمواً نفسياً واجتماعياً سليماً .
مما سبق نجد أن يمكن تطبيق جميع هذه الاستراتيجيات في منظومة متكاملة أو فردية بالنسبة للطالب الموهوب كل حسب قدراته وتوافر وسائط التربية له بالعناية .
تعليقات