ما هي حاجات الطلاب الموهوبين ؟ |
حاجات الطلاب الموهوبين :
يحتاج الطلبة الموهوبون إلى فرص تربوية وخدمات تعليمية غير متوافرة في البيئة المدرسية ، وتقوم هذه الرعاية علي توافر البرامج التربوية والتعليمية التي تهتم بتنمية قدراتهم العقلية والذهنية ، كي تحقق البلاد النهضة التنموية علي أيديهم .
وهناك عدد من المبررات لإيجاد برامج تربوية بالموهوبين منها ما ذكر بعض الباحثين :
أولاً : قصو برامج التعليم العام :
تتصف مناهج التعليم العام بأنها جماعية التوجه ، أي أنها معدة لجميع الطلبة بغض النظر عن الفروقات الفردية فلا تراعي الطلبة المعاقين ولا الموهوبين ، وهي تحتاج إلى فترة زمنية محددة لتغطيتها ، وهي مخصصة لللطلبة متوسطي الذكاء وكثرة الأعداد الكبيرة في الفصول الدراسية ، كما أن المعلم غير مؤهل للتعامل مع فئات الموهوبين ، فيبدو تركيزه علي الوسط من الطلاب .
وتزداد الفروق الفردية نتيجة لتحسين نوعية التعليم الصفي والتقدم في السلم الدراسي ، ومن المتوقع أن يواجه المعلم صعوبة مع الموهوبين ، وأن يواجه الموهوبون أنفسهم حالة من الملل والضجر لعدم ملاءمة المناهج لقدراتهم العقلية العالية لذا ينادي المربون بضرورة إحداث تعديلات في النظام التربوي تلبيةً لحاجات الموهوبين .
ثانياً : التربية الخاصة حق الموهوب :
يحتاج الأطفال الموهوبون إلى رعاية خاصة ، ومن حقهم أن يحصلوا علي فرص متكافئة كغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسات التربوية مثل بطيئ التعلم والمعوقين عقلياً ، فتلبية حاجاتهم مشروع لهم يجب توافره وحمايته لهم كي يتساووا مع غيرهم من الطلبة ذوي الفئات الخاصة أمام الفرص التربوية .
وتزداد أهمية التربية الخاصة بالنسبة لأطفال الطبقات المتوسطة والفقيرة ممن لا تتوافر لدي أسرهم مكتبات أو حواسيب أو غيرها من المثيرات التربوية .
ثالثاً : التربية الخاصة للموهوبين ضمانة لتنمية المجتمع ورفاهه :
إن الطلبة الموهوبين ثروة وطنية في غاية الأهمية ، ويجب عدم تبديدها بالإهمال وانعدام الرعاية ، نظراً لحاجة المجتمع للتنمية والتطوير في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية والحربية والصناعية كافة التي تحقق سعادة أفراده وتحسين أوضاعهم الاقتصادية .
ولا شك في مقدرتهم علي تحقيق أهداف الأمة وآمالها في النصر ، فهم سر نجاحها وصانعوا المستقبل ، فلهم الدور البارز في تحقيق رفاهية المجتمع وتنمية وضمان أمنه ومستقبله .
رابعاً : التربية الخاصة تأتي لتلبية مبدأ تكافؤ الفرص :
تبرز المجتمعات الديمقراطية في دساتيرها وقوانينها ونظمها السياسية والاقتصادية والتربوية مبادئ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص ، وتحرص علي تطبيقها بين أفرادها ، ومع سمو هذه القيمة إلا أن المشكلة تكمن في حالة الخلط بين مفهوم المساواة ومفهوم تكافؤ الفرص من ناحية وفي التطبيق من ناحية أخرى .
وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص يستدعي تهيئة الظروف الملائمة في المساواة والعدالة أمام جميع أبنائه وأحوج من يكون لذلك فئة الموهوبين وذلك بتقديم برنامج تربوي يلبي احتياجاتهم .
خامساً : التربية الخاصة ضرورة للنمو المتوازن للموهوب :
يتعرض الموهوبون إلى عدم وجود اتساق أو انسجام أو تكافؤ بين أعمارهم العقلية وأعمارهم الزمنية .
كما وصفت الباحثة هولينغ ورث ( 1942 ) المشكلات التي يعاني منها الموهوبون ولاسيما مرتفعي الذكاء وأوضحت أن الاختلالات الكبيرة بين المستوي العقلي والانفعالي تؤدى في معظم الحالات إلى معاناة في الجوانب العاطفية والاجتماعية فهم بحاجة إلى متخصصين في مجالات الإرشاد التربوي والصحي ليعيدوا لهم الاتزان المفقود ، كي يستطيعوا مواكبة التقدم والإنجاز بدون عوائق .
سادساً : كفاءة الإنجاز كماً وكيفاً :
بالنظر إلى إنجازات الصفوة من أبناء الأمة الذين بذلوا كثيراً لرفعة شأنها وتعزيز مكانتها بين الأمم الأخرى ، يلاحظ الغزارة النوعية في إسهامات الموهوبين بالمقارنة مع إسهامات السواد الأعظم من الأفراد .
سابعاً : توفير الأمن الاجتماعي :
إن توفير الرعاية المناسبة للموهوبين من أبناء الأمة يوفر لها نبعاً دفاقاً من الموارد البشرية المؤهلة والقادرة علي إنتاج الأفكار التي تساهم في رقي المجتمع وحل مشكلاته ، وتشخيص الأمراض وهي في مهدها ، والعكس قد يحصل عندما تعتمد الأمة علي خبرة من هم بعيدون عن واقعها من الأجانب والوافدين .
ثامناً : ضرورة العناية بالفئات الخاصة من الموهوبين والمعوقين ، نظراً لأهمية تلك الفئات ويتحقق ذلك من خلال توافر الآليات التالية :
- إنشاء أقسام للفئات الخاصة في الجامعات والكليات .
- تقديم كليات التربية والمؤسسات التي تُعني بإعداد المعلم بعض المواد عن ذوي الفئات الخاصة ، وتدريبهم عن كيفية التعامل معهم .
- توجيه المعلمين لإعطاء الفرص الكافية لهذه الفئات للتعبير عن آرائهم ، ومساعدتهم علي تطبيقها .
وظهور هذه المبررات نتيجة تحديات واجهتها الدول العربية والإسلامية ، ومنها ما يلي :
1- التوجه العام إلى المشاركة في النظام العالمي الجديد ، والذي يعد من أهم عناصره ( الثورة المعلوماتية - إنتاج الأفكار الإبداعية - تقدير عنصر الزمن - القدرة علي نفاذ الرؤي لعناصر الحاضر والمستقبل حسب مناهج تفكير علمية - القدرة علي اتخاذ القرارات وسط متغيرات عالمية متفاعلة ) .
2- اتجاه النظام التعليمي في كثير من دول العالم إلى الإنفتاح علي الجميع ، واستيعاب كل الموهوبين من خلال مسارات موحدة قد تتمايز عن بعضها ، ولكنها مرنة ومتكافئة تتيح لكل فرد في المجتمع التوصل إلى أقصي قدر من إمكاناته كماً ونوعاً ، ضماناً للمساواة ، وتحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص .
3- التوجه في تربية الاحتياجات الخاصة كان أسرع في فئات الإعافة عنه في فئة الموهبة ، علي الرغم من توافر الدراسات الميدانية في مجال الموهبة ، ألا إن تطبيق نتائج هذه الدراسات لا زال فردياً أو عشوائياً .
4- قيام العديد من الدول العربية بإنشاء مدارس ، أو فصول خاصة بالموهوبين ، وتنفيذ كثير من الأنشطة االمدرسية ، أو المؤسسية داخل أو خارج المدرسة للتعرف علي هذه الفئات ، وتقديم الخدمات التربوية ، والأنشطة التربوية والترفيهية لهم .
ومع ظهور هذه المبررات ، إلا أنه ظهر انقسام المفكرين والتربويين حيالها بين جهتين : مؤدية ومعارضة في مسألة تقديم الرعاية التربوية والنفسية وذلك تبعاً لفلسفة المجتمع ، وإيمان القائمين عليها بأهميتها .
أولاً : مبررات الاتجاه المعارض لتقديم رعاية تربوية خاصة للموهوبين :
1- قدرة الموهوبين علي شق طريقهم في الحياة دون مساعدة من أحد ، وأن موهبتهم كفيلة بجعلهم يحققون مستويات تحصيلية كثيرة دون الحاجة لرعاية الآخرين .
2- تنافي تقديم رعاية تربوية خاصة مع مبدأ المساواة بين الجميع في عملية التعليم .
3- يعد العناية بالموهوبين ترفاً تربوياً ، لا تتسع له الجهود والإمكانات ، فتقديم الرعاية للموهوبين يعني زيادة التكلفة المادية ، وخلق طبقة استقراطية .
4- خلق جو من العداء بين الطلبة العاديين ، وأقرانهم الموهوبين بسبب حصول الفئة الأخيرة علي رعاية خاصة أدت إلى إحساس الفئة الأولي بالدونية .
5- الاقتناع بالافتراض الذي يقول : إن المعاقين أجدر بالحصول علي الرعاية التربوية الخاصة من الموهوبين ، وأنه يكفي ما لدي الموهوبين من مواهب .
6- إيجاد فئة من الطلبة تشعر بتميزها عن غيرها نتيجة تقديم رعاية تربوية خاصة .
ثانياً : مبررات الاتجاه المؤيد لتقديم رعاية تربوية خاصة بالموهوبين :
1- عدم مناسبة إمكانات المدارس العادية لقدرات الموهوبين سواء علي مستوي تقييم المناهج ، أو تأهيل الموهوبين ، مما انعكس سلباً علي عجزهما عن تلبية احتياجات الموهوبين ، بالتالي إهدار جزء كبير من قدراتهم .
2- حاجة الطالب الموهوب الماسة لبيئة اجتماعية واقتصادية وتربوية تستثير قدراته الكامنة ، وتساعد علي نموها ، وألا يكون القصور في أحد هذه الجوانب سبباً في كبت قدراته أو انحرافها .
3- وسيلة لإعداد قادة المجتمع في المستقبل ، مع الأخذ في الاعتبار تباين هدف الرعاية من بلد لآخر بحسب متطلباته في مختلف المجالات .
4- تعتبر رعاية الموهوبين سداً لاحتياج المجتمع من العقول المفكرة بدلاً من استقدامها من الخارج .
5- يعد إهمال رعاية الموهوبين أكبر خطورة يتعرض لها المجتمع ، لما لقدراتهم من أهمية كبيرة في تقدم مجتمعاتهم .
6- أداة فعالة لحل المشكلات التي يتعرض لها المجتمع في مختلف المجالات .
7- تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بمفهومه الموضوعي .
8- استثمار الجهد والوقت والمال عن طريق تنمية مهارات ومواهب الطلاب ، بدلاً من تركها تتلاشي وتهدر ، مما ينعكس إيجاباً علي إنجاز الطلاب للمرحلة الدراسية في مدة أقل مما هو محدد لها ويؤدى هذا إلى :
أ- حصول المجتمع علي موهوبين عاملين في وقت مبكر .
ب- تقليل تكلفة تعليم الموهوبين في السنوات الدراسية التقليدية .
ج- إعداد الكوادر البشرية المؤهلة لتنفيذ خطط التنمية في جميع المجالات .
ونؤكد هنا علي الاتجاه المؤيد لتقديم رعاية تربوية خاصة للموهوبين نظراً للفوائد العائدة عليهم ، ومن هذه الفوائد :
1- كلما كان مدى التباين بين أفراد المجموعة التي تقدم إليها الخدمات صغيراً كانت استفادة المجموعة لخدمات كبيرة أفضل .
2- انتماء الموهوب لمجموعة مماثلة له في مستواه العقلي يساعده علي تكوين مفهوم واقعي عن ذاته ، كما يساعده علي تعرف مواطن قوته وضعفه .
3- أن تجميع الموهوبين في وحدات يؤدى إلى النمو السريع في جميع النواحي .
4- يقوم نظام التعليم العام في المدارس العادية علي أساس العمر الزمني ، وبرامج التربية الخاصة تقوم علي أساس العمر العقلي .
تعليقات