ما هي أسباب تلوث البيئة الحضرية ؟ |
أسباب تلوث البيئة الحضرية :
يرتبط تلوث البيئة بمستوي التطور الحضاري للإنسان ، كما يختلف مستوي التلوث ومظاهره بنوع ومدى تطور الأنشطة الاقتصادية التي يمارسها سكان المدن ، وبوتيرة نمو العمران ومدى خضوعه للضوابط القانونية ، وبمستوي النمو الديمغرافي بهذه المدن ، كما أن له ارتباط بعوامل أخرى متعددة نذكر منها علي وجه التحديد لا الحصر ما يلي :
1- التصنيع :
يعتبر قطاع التصنيع قطاعاً ديناميكياً سريع التطور كما يعتبر المساهم الرئيسي في كميات التلوث في العالم ، إذ أنه يساهم لوحده بـ 3/4 من التلوث الإجمالي المتسبب في التدهور البيئي ، باالإضافة إلى ذلك أن أثره يلحق كل مكونات البيئة ، فهو يلوث الأرض بإلقاء النفايات الصلبة ويلوث المياه بالنفايات السائلة والجو بما يفرزه من غازات وغبار .
ومن أهم مضار التلوث الصناعي تلك التي تتعلق بالمياه ، والتي تتسبب فيها مصارف مياه المصانع ، وكذا تلوث الجو الناجم عن ملفوظات مادة ديوكسيد الكبريت ( SO4 ) وأنواع الغبار ( مصانع الأسمنت ) ، وأكسيد الآزوت ( NOx ) المحروقات العضوية المتطايرة ( COV ) وأبخرة المعدن الثقيل والنفايات الصناعية .
ومن أهم مصادر التلوث الصناعي نجد المعطيات الرئيسية المتعلقة بتعيين وتحديد كميات الملفوظات ذات الصلة بكل صناعة من الصناعات القائمة في المدن ، مثل مصانع الأسمنت والتي أينما كانت مواقعها تعتبر مصادر كبيرة للتوث بما تنشره من غبار وبما تنفثه من غازات الإحراق من أفرانها الكلسية التي تشتغل كلها بالغاز الطبيعي .
وحينما تتعطل المصافي أو تقل فعاليتها كما هو الشأن حاليا في كثير من الأحيان وفي معظم مصانع الأسمنت ، تكون المنفوثات من الغيار أكثر وأهم بطبيعية الأمر ، وليس هناك من قياس دقيق لمنسوب المنفوثات الغبارية متاح لدي مصانع الأسمنت في مثل هذه الحالات .
2- النفايات الصلبة :
تشكل النفايات الصلبة الناتجة عن المخلفات المتبقية من استهلاك السلع بمختلف أنواعها ( العلب المعدنية ، البلاسيتك ، الورق ، النفايات المنزلية ، عوادم السيارات .... ) إحدى أهم المعضلات التي تواجه البيئة بوجه عام والمناطق الحضرية بشكل خاص علي الصعيد الوطني والعالمي ، وذلك لضخامة حجمها من جهة وصعوبة التخلص منها من جهة ثانية ، ومن أهم النفايات الصلبة المرتبطة بتلوث البيئة الحضرية .
3- الصرف الصحي :
ويقصد بالصرف الصحي جميع المياه المستعملة في المنازل إضافة غلى تلك التي تصدرها بعض المرافق العمومية كالمسالخ البلدية والحمامات .
فضلاً عن النفايات التي تلقي بها بعض الوحدات الإنتاجية كمصانع المواد الغذائية ودور الدباغة أو مصانع الوق ، ونظراً لاتساخ هذه المياه وعفونتها فإنها كثيراً ما تكون السبب في تلوث المياه ومن انتشار بعض الأمراض كالأمراض الجلدية والتهاب الكبد والكوليرا وحمي التيفيود وداء اللشمانيوز .
ومن المعلوم أن الإنسان اختلق شبكة الصرف الصحي بغرض التخلص من هذه المياه الملوثة لكن في غالب الأحيان نجد هذه الشبكات تصبح المسبب الرئيسي للتلوث نتيجة ما تعانيه من اختناقات - إن وجدت - تؤدى إلى إلى تسرب هذه المياه تحت الأحياء السكنية ، إلى فيضانها وتلويثها للأزقة والشوارع .
فضلاً عن خطر تسربها نحو الفرشاة المائية الباطنية وأغلب هذه المشاكل ناتجة عن النفايات الصناعية السائلة في المناطق الحضرية حيث تصب سنوياً أكثر من 200 مليون مكعب من المياه المستعملة الملقية في الوسط المستقبل مثل مجاري المياه والسدود وجوف الأرض أو سواحل المدن الشاطئية .
4- البناء العشوائي واختلال التوازن البيئي :
للحفاظ علي التوازن داخل المجالات الحضرية بين البنايات المختلفة والمساحات الخضراء ، ولضمان التهوية والإنارة الطبيعية الكافية وتوفر الشروط الصحية في السكن وضع الإنسان تصاميم مختلفة لتنظيم العلاقا تبين مختلف مكونات هذا المجال وضمان توازنها ، وهذه التصاميم تتنوع حسب وظيفتها والحاجة إليها .
كما تأخذ بعين الاعتبار تنظيم وهيكلة ما هو قائم بهدف الحفاظ علي التوازن بين عناصر المجال ، ويدقق البعض الآخر منها نوع البنيات وعلوها ومساحة مجالاتها الخضراء وسعة طرقها ، إلا أن من بين المعضلات الأساسية التي تعاني منها معظم المدن حالياً ، تنامي البناء الفوضوي بشكل سريع ، والذي بدوره أصبح عاملاً ملوثاً ومضراً بالبيئة خاصة في العقد الأخير من القرن الماضي ، وهو ما يستعدي إعادة النظر في قوانين التعمير وإصدار الكثير من القوانين ، ويعود تنامي البناءات الفوضوية العشوائية في المدن إلى أسباب عديدة منها :
- الضغط السكاني علي المدن جراء حدوث النزوح الريفي وخاصة خلال السنوات الماضية .
- افتقار هذه المدن إلى التصاميم الضرورية كتصاميم التهيئة .
- ضعف مراقبة البلديات لقطاع التعمير علي مستوي مدى احترام التصاميم .
التراخي في زجر المخالفات وانتشار المضاربات العقارية .
كل تلك الأسباب تعتبر ظواهر سلبية جد خطيرة تؤثر أثراً بالغاً علي البيئة الحضرية وتساهم في تلويثها علي مستويات عديدة أهمها :
- اختلاف التوازن بين المساحات المبنية والمساحات الخضراء .
- تدمير الحزام الأخضر .
- انتشار أحياء لا تتوفر علي الشروط والمعايير الصحية الأساسية للسكن اللائق .
- الافتقار إلى التجهيزات الأساسية المرتبطة بالصرف الصحي وجمع النفايات الصلبة .
وعموما فإن هذه العوامل تحول السكن الفوضوي ( العشوائي ) إلى أحد أخطر عوامل اختلال التوازن داخل البيئة الحضرية ، حيث يسمح بتناسل بيوت تفتقر غلى التهوية الضرورية والإنارة الطبيعية الكافية ، كما تفتقر غلى كل شروط السكن الصحي ، مما يعرض حياة سكانها لآفات بيئية خطيرة مثل تنامي الجريمة وتعاطي المخدرات .
المراجع :
حميمص عزوم ، مراعاة الاعتبارات البيئية في تقييم المشاريع الصناعية ، دار الهدي للطباعة والنشر والتوزيع ، الجزائر ، 2001 .
Ministère de L'Aménagement du Territoire et de l'Environnement, Rapport sur l'état et l'avenir de Cit, l'environnement 2005 .
يوسف حسن يوسف ، تلوث الأراضي الزراعية ، مجلة العلوم والتقنية ، العدد 36 ، مارس 1996 ، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، الرياض ، السعودية .
عبد الرزاق جلبي ، علم المنشآت الاجتماعية ، دار المعرفة الجامعية ، القاهرة ، 2003 .
تعليقات