ما هي أساليب رعاية الطلاب الموهوبين ؟ |
أساليب رعاية الطلاب الموهوبين :
يعد برنامج رعاية الموهوبين ذا محاور متنوعة وأبعاد متعددة تسير في سلسلة متكاملة لضمان استمرار نمو الموهوب والرقي بموهبته نحو القمة .
وفيما يلي بعض أساليب رعاية الطلاب الموهوبين :
أولاً : دور التوجيه والإرشاد في تقديم الرعاية الشخصية للموهوب :
إنطلاقاً من حاجات الموهوب المترتب علي إشباعها تحقيق التكيف والتوازن النفسي لدي الموهوب ، وعدم إشباعها يؤدى إلى القلق وأضعاف الموهبة وبناء علي حاجة الموهوب إلى الإرشاد لتلبية احتياجاته ومعرفة خصائصه التي يتميز بها وأنواع المشكلات التي تحلق بهم فإن الخدمات الإرشادية تشكل اساساً قوياً كجزء من البرامج المقدمة للموهوبين .
إن للإرشاد دور كبير لمساعدة الموهوب علي التكيف مع نفسه ومع البيئة المحيطة به وتنمية موهبته ومن أهم أهداف البرنامج الإرشادي للطلبة الموهوبين ما يلي :
1- أن تطور مفهوم الذات لما له دور هام يجب عدم اغفاله في انسجام الطالب الموهوب مع نفسه ومع البيئة المحيطة به . ويهدف إلى مساعدة الطالب لأن يشكل مفهوماً إيجابياً وواقعياً عن ذاته وأن يتعرف علي جوانب القوة والضعف بشخصيته كي يدفع بجوانب القوة إلى الامام ويتلافي جوانب الضعف فيها ، ويساعده علي ضبط ذاته في مواقف متعددة .
2- تطوير مهارات الآخرين وأن يشاركهم اهتماماتهم ويشعر بحاجاتهم باعتباره جزء منخرط في حياته معهم .
3- تطوير مهارات أسلوب حل المشكلات والاستغلالية في حلها مستقبلاً .
4- تنمية مهارات اتخاذ القرارات كما يتعلم الموهوب الاعتماد علي نفسه في اختيار قراراته خاصة إذا تعلقت باختيار المهنة .
5- تنمية القدرات القيادية والحس بالمسؤولية .
6- السعي نحو التميز وليس السعي وراء الكمال .
7- تعليم الموهوب قبول خطأه كخبرات تعليمية وتعلمية بأنه لا شئ كامل .
8- تحسين مستواه الدراسي وتشجيع انجازاته في دراسته المنهجية أو الأنشطة اللامنهجية .
ثانياً : دور الأسرة في رعاية الموهوب :
تعد الأسرة الخلية الأولي في بناء المجتمع ، ويعتمد علي تكوينها وتحديد اتجاهاتها رقي المجتمع ، حيث تعد المحضن الأول للموهوب ولها أدوار متعددة ويقع علي كاهلها مسؤوليات تساهم في تنمية ورعاية الموهوب ابتداءاً من الكشف عن مواهبهم إلى تقديم وسائل الرعاية في بيئة تختص بمجموعة من الخصائص ، ومنها :
1- حجم الأسرة :
إن الموهوب الذي تكتنفه أسرة صغيرة الحجم يكون الاهتمام به أكثر ، كذلك تستطيع توفير الدعم المادي والمعنوي له .
2- ترتيب الموهوب في الأسرة :
يتمتع الموهوب بمكانة خاصة إذا كان ترتيبه في الأسرة الأول أو الوحيد حيث يلاقي معاملة قائمة علي التشجيع والاستقلالية ، كما أن سبب احتكاكهم بالوالدين يساهم في تنمية ذكائه وإظهار قدراته الكامنة .
3- عمر الوالدين :
ينعكس عمر الوالدين بشكل إيجابي علي موهبة الأبناء إذا كانت أعمارهم كبيرة نسبياً ، أي في أواخر العشرين حيث يكون أكثر نضجاً من الناحية العاطفية وأكثر استقراراً من الناحية المادية .
4- المستوي التعليمي والمهني للوالدين :
تتميز البيئة الأسرية الثرية ثقافياً ( بتوافر الكتب والمجلات والألعاب والرحلات والتواصل اللفظي والقدرة علي حل المشكلات ) بالقدرة علي تنمية المواهب عن البيئة الفقيرة ثقافياً ، كما أن المستوي المهني له دور في تنمية الموهبة بتوفير بيئة ميسرة ومناخ يساعد علي إطلاق القدرات الكامنة .
5- العلاقات الأسرية :
تتميز العلاقات الأسرية للموهوبين الناجحين بالتفاؤل والحب والسعادة الزوجية ، بينما تتسم العلاقات بين الوالدين لدي الموهوبين الفاشلين بالخلاف والمشاجرة والانفصال .
6- أساليب التنشئة الأسرية :
إن أساليب التنشئة الأسرية تلعب دوراً كبيراً في تنمية المواهب فالبيئة الأسرية المشجعة للإنجاز العالي تتميز بعدة عوامل من أهمها توافر الحرية وتضاؤل العقاب والتشجيع المستمر .
إن الظروف الاقتصادية والاجتماعية للموهوبين في الأسرة تساهم برعاية الموهوبين علي النحو التالي :
1- يعيش الموهوبون في أسر تتسم بالتسامح الوالدي ، والتدعيم الوجداني فهي تتعامل مع أفرادها بمودة ومرونة ، وتشجيع الاستقلالية والاعتماد علي النفس .
2- يحظي الموهوبون بمستوي اقتصادي واجتماعي أعلى من المتوسط بوجه عام ، ويعمل أباؤهم في مهن راقية ورفيعة ، حيث يهيئون لأبنائهم الفرص المناسبة لاكتساب الخبرات الجديدة ، ويؤكدون علي أهمية التحصيل ويشجعونهم علي حل المشكلات بطريقة سليمة .
3- يولد الموهوبون في المدن ، وتتوافر الفرص التعليمية في المدن أكثر منها في القرية .
4- تتصف تنشئة الموهوبين بمساعدتهم علي الاستقلالية ، والاعتماد علي النفس ، ولا تقوم تنشئتهم علي الضغط والسيطرة والمراقبة .
5- يأتي معظم الموهوبين من أسر تهتم بالتربية وتقدرها ، ولهذا نجدهم يتلقون تعليماً منظماً .
6- ينشأ معظم الموهوبين في بيوت تنعم بالتكيف والتوافق الأسري ، وينعم آباؤهم بمستوي عالٍ من الثقافة .
وعلي الرغم مما سبق فإن بعض الموهوبين ينحدرون من أسر لا تعتبر صالحة لتقديم الرعاية لهم .
وفيما يلي بعض من الأدوار المناط بالأسرة توفيرها لرعاية الموهوبين :
1- تشجيع الموهوب علي ارتياد الآفاق الجديدة .
2- عدم العقاب المفرط أو الاستهجان المتطرف .
3- الاهتمام بهوايات الموهوب وتيسير ممارساتها .
4- التواصل المستمر بالمدرسة وبالمتخصصين برعاية الموهوبين لضمان نموه من جميع الجوانب .
5- الاهتمام بتعميم البطاقة التتبعية المصممة خصيصاً لمتابعة نمو الموهبة وإشراك الأسرة في متابعة بياناتها .
ثالثاً : دور المدرسة في رعاية الموهوب :
تعد المدرسة كمؤسسة تربوية ثقافية اجتماعية المرتكز الأساسي للمجتمع كي ينمو ويرتقي ، لذا يناط بها العديد من المهمات التي تنعكس علي العملية التعليمية في المدرسة .
ومن أهم هذه المهمات تهيئة المناخ التربوي المحفز لرعاية الموهوبين ومن أهم خصائصه ما يلي :
1- أن يتميز المعلم في أداءه بما يساعد الطالب علي فهم الدرس والإقبال عليه بكل شوق وحيوية وتفعيل التنافس بأشكال مختلفة بين الطلبة .
2- وضوح المناهج وبنائها علي الأساليب المساعدة علي تنمية المهارات الأساسية للطالب الموهوب .
3- المساعدة علي تكوين اتجاه نفسي إيجابي لدي الطلاب الموهوبين نحو المدرسة .
4- بث الطمأنينة في نفوس الآباء علي أبنائهم وتعميق الشعور لديهم مما يدعم العلاقات بين البيت والمدرسة .
5- تفعيل البرامج التربوية الدقيقة الهادفة التي تقوم علي تلبية حاجات الطلاب النفسية والاجتماعية والرياضية .
6- إعداد وعدم البرامج والدراسات والبحوث العلمية في مجال الموهبة وتقديم المنح للموهوبين لتمكينهم من تنمية قدراتهم وصقل مواهبهم .
7- إصدار المواد الإعلامية المتخصصة لنشر المعرفة والوعي بكل ما يتعلق بمجالات رعاية الموهوبين .
8- إنشاء جوائر في مجالات رعاية الموهوبين ، وإنشاء جوائر في مجالات الموهبة المختلفة .
9- دعم برامج إعداد وتطوير وتدريب الكوادر المتخصصة في مجال اكتشاف ورعاية الموهوبين .
10- تنمية واستثمار الاختراعات والابتكارات ذاتياً أو بالمشاركة مع آخرين .
11- توفير الدعم المادي والمعنوي للموهوبين ورعايتهم لمساعدتهم علي تذليل كل ما من شأنه الحد من قدراتهم ومواهبهم .
كما أن بعض المدارس تقدم للموهوبين الرعاية بطرائق وأساليب متعددة ومتنوعة تختلف باختلاف النظم التربوية السائدة في المجتمع .
ونؤكد هنا علي عدم إجماع المربين عن أساليب وطرائق أمثل في تربية الموهوبين ، لأن هذا الموضوع يخضع لكثير من الاعتبارات منها :
1- الفسلفة التربوية السائدة في المجتمع والتي يأخذ بها رجال التربية .
2- الإمكانات المادية والبشرية للمجتمع .
وعلي الرغم من بروز تلك الاختلافات بين المبين في أنواع البرامج وآلية تنفيذها ، إلا أن الاتفاق علي أن أي برنامج مناسب لتقديم الرعاية للموهوبين يشبع حاجاتهم هو الأنسب لهم بدلاً من تركهم بدون برنامج يقدم الرعاية المثلي لهم .
رابعاً : دور المجتمع في رعاية الموهوبين .
تقاس حضارة الأمم برقي مجتمعاتها وتقدمها علي اختلاف مؤسساتها التعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وما تقدمه لرعاية الموهوبين لذا ينبغي علي المجتمع أن يحسن استثمار الموهبة ويساهم في تقديم أوجه الرعاية ليعود ذلك عليه بالرفاه والخير .
إن حسن استثمار طاقات الموهوبين البشرية يتيح لهم النهوض بمرافق المجتمع ، في حين يؤدى إهمالهم إلى إهدار هذه الطاقات وتأخير مسيرة التقدم والنمو .
ويؤكد المربون علي ضرورة تضامن الجهود بين مؤسسات الدولة ، ورسم الحلول الإيجابية علي أسس واقعية تتواءم مع الأسلوب العلمي في توفير الرعاية الشاملة علي مستوي المجتمع كذلك تتخذ طرائق وأساليب متعددة تقوم علي توفير الرعاية كما تعتمد التنمية الفعالة علي رعاية الدول للمجتمع بصفة عامة ، وفي مقابل ذلك رعاية المجتمع للفرد بصفة خاصة .
أشكال الاهتمام بالموهوبين في المجتمع :
1- إنشاء مدارس خاصة للطبة الموهوبين يقبل فيها الذين يظهرون تحصيلاً رفيعاً وقدرات إبداعية وعقلية استثنائية .
2- إنشاء مراكز ريادية إنمائية يقضي فيها الطلبة الموهوبون بعض الوقت ، ويتزودون بخبرات تربوية تغني المناهج الدراسية الرسمية .
3- تقديم منح دراسية لأوائل الثانوية العمة ، وإكمال دراساتهم الجامعية .
4- عقد مسابقات سنوية - علي المستوي العربي - في مجالات الإنتاج الإبداعي الأدبي والفني والعلمي .
5- عقد بعض المؤتمرات العلمية التي يشارك فيها أكاديميون ومربون علي المستوي العربي بهدف مناقشة موضوعات تتعلق بتنمية الموهبة والإبداع .
6- كذلك من أوجه الرعاية التي يمكن أن يقدمها المجتمع للموهوب ، توافر الزيارات العلمية للموهوبين إلى الدول المتحضرة ، وأن تقام المعارض وتقدم نتاجاتهم ومبتكراتهم ، وأن تراعي أسر الموهوبين ، ففي هذه الرعاية رعاية للموهوبين أنفسهم .
تعليقات