ما هو تعريف الذكاء ؟ وما هي طبيعته ؟ |
تعريف الذكاء :
يعتبر تعريف الذكاء أمراً بالغ الأهمية ، لأنه يساعد علي تبين نتيجة علاقته بغيره من الظواهر النفسية ، سواء كان التحصيل أو التفكير أو الابتكار أو الإبداع والنقد ، وغيره من أنواع التفكير المختلفة ، او الظواهر الانفعالية ، وتحديد نوع الفروق الفردية ودرجتها .
كما أن تعريف الذكاء يساعدنا علي وضع اختيار أنسب الأدوات لقياسه ، كما أنه يساعد علي وضع البرامج اللازمة لتنميته والارتقاء به . والجدير بالذكر هنا أن القياس النفسي نشأ وتطور أولاً في ميدان الذكاء ، ومع ذلك لم يتوصل العلماء إلى تعريف موحد متفق عليه وذلك للأسباب التالية :
1- الذكاء تكوين فرضي نفترض وجوده .
2- يرجع الذكاء إلى عوامل متعددة هي : الوراثة والبيئة .
3- كل فئة من العلماء تناولت موضوع الذكاء من جانب معين ، تبعاً لمناحيهم الفكرية ، واهتماماتهم العلمية ، فمنهم من عرف الذكاء تعريفاً فلسفياً ، أو بيولوجياً ، أو اجتماعياً ، أو تربوياً .
كما يمكن تعريف الذكاء بشكل مبسط وعام علي أنه " القدرة العقلية العامة لدي الفرد علي التصرف الهادف ، والتفكير المنطقي ، والتعامل المجدي مع البيئة والتي توجد في القدرات العقلية المختلفة بدرجات مختلفة ، فقد تختلف نسبة الذكاء في القدرة الرياضية عنها في القدرة اللغوية ، عنها في القدرة الميكانيكية ، وهنا يساهم الذكاء في كل الأنشطة العقلية التي يقوم بها الفرد " .
طبيعة الذكاء ( نظريات الذكاء ) :
اتخذ علماء النفس أساليب متنوعة في فهم طبيعة الذكاء ومكوناته ، وقد كانت المشكلة الأساسية التي واجهها هؤلاء هي ما إذا كان الذكاء مكوناً من قدرة عقلية واحدة عامة أم من قدرات عقلية متعددة ومستقلة ؟ ولقد اتجه العلماء اتجاهات مختلفة في الإجابة علي هذا السؤال كما يلي :
1- نظرية العاملين لسبيرمان ( 1904 ) :
قام سبيرمان بتطبيق مجموعة من الاختبارات العقلية التحصيلية علي عدد كبير من الطلاب ، واستخدم تقنيات التحليل العاملي ، في تحليل وتفسير البيانات التي توافرت لديه ، ووجد أن أي نشاط أو أداء عقلي يتاثر بعاملين :
- الأول ويدعوه بالعامل العام .
- والثاني ويدعوه بالعامل الخاص ، ولذلك سميت نظريته بنظرية العاملين .
2- نظرية العوامل المتعددة لثورندايك ( 1927 ) :
يرفض وجود ما يسمي بالذكاء العام ، ويري أن الذكاء نتاج عدد كبير جداً من القدرات العقلية المترابطة ، وهو ما يعرف الآن بنظرية العوامل المتعددة . الذكاء يتوقف في جوهره علي عدد ونوعية الوصلات العصبية التي يملكها الفرد والتي تصل بين المثيرات والاستجابات ، وأن الفروق الفردية في الذكاء تعود إلى الفروق من حيث الوصلات العصبية الملائمة التي يمتلكها الفرد وهي فروق فطرية في أساسها .
هناك ثلاث أنواع من الذكاء من وجهة نظره :
- الذكاء المادي أو الميكانيكي : وهو القدرة علي معالجة الأشياء والموضوعات المادية ويتجلي في المهارات اليدوية والحسية الحركية .
- الذكاء المجرد : القدرة علي فهم ومعالجة الأفكار والمعاني والرموز .
- الذكاء الاجتماعي : وهو القدرة علي فهم الآخرين والتعامل معهم .
3- نظرية بياجيه ( 1936 ) :
تعد نظرية بياجيه ( 1936 ) بيولوجية في مجملها حيث تبني العمليات العقلية العليا علي أبنية بيولوجية أولية ( تنظيمات ) ، ويري بياجيه أن الذكاء هو لون من التكيف البيولوجي الذي يتيح للفرد أن يتعامل بفاعلية مع البيئة ، أو هو شكل من التوازن العادل بين طرفين هما : الأبنية البيولوجية للكائن الحي من جانب والبيئة التي يعيش فيها من جانب آخر .
وبناء عليه يتحقق النمو العقلي عن طريق الأنشطة العملية والتفاعل النشط بين الطفل والبيئة . ويقول بياجيه أن الذكاء هو تمثيل بالدرجة التي يستوعب فيها كل بيانات الخبرة المبنية في إطاره الخاص ( التمثيل والموائمة ) .
4- نظرية العوامل الأولية لثرستون ( 1938 ) :
قام ثورستون بتحليل أداء مجموعة كبيرة من الأشخاص علي مجموعة من اختبارات الذكاء ، مستخدماً أساليب التحليل العامل ، ورفض نتيجة القدرة العقلية العامة الواحدة التي أخذ بها سبيرمان . وقال بوجود سبع قدرات عقلية أولية مختلفة هي :
أ- القدرة المكانية .
ب- القدرة العددية .
ج- القدرة اللفظية .
د- الطلاقة اللفظية .
هـ- القدرة علي التذكر .
و- القدرة علي الاستدلال الاستقرائي : وتشير إلى القدرة علي اكتشاف القاعدة أو المبدأ الذي يبطن المادة موضوع البحث والوصول إلى تعميمات صحيحة اعتماداً علي معلومات محددة وجزئية .
ر- القدرة الإدراكية : وهي القدرة علي تميز الأشياء بالوقوف علي أوجه التشابه والاختلاف بها .
يري ثورستون أن هذه القدرات تشكل جوانب من الذكاء العام وأنها مستقلة نسبياً ، فالشخص الذي يتفوق في إحداها لا يعني تفوقه حتماً في الأخرى . ويشير إلى أن العلاقة بين هذه القدرات إيجابي دائما .
تعليقات