تعريف العلاقات الاجتماعية وانواعها |
بحث عن العلاقات الاجتماعية :
محتويات البحث :
(1) تعريف العلاقات الاجتماعية .
(2) تصنيف العلاقات الاجتماعية .
(3) أنواع العلاقات الاجتماعية .
(4) نظريات حول العلاقات الاجتماعية .
(5) مراجع البحث .
تعريف العلاقات الاجتماعية :
أولا : لغة :
- تعريف العلاقة :
جاء مفهوم العلاقة في المعاجم اللغوبة بكثرة فنجد عند أبو علي الحسن في كتابه عرفه علي أنها : " علق المرأة علقاً وعلاقة ، وتعلق بها ، وعلق بها ، وهو الحب اللازم للقلب " .
والعلاقة بالكسر : " هي علاقة القوس والسوط ونحوهما وبالفتح : علاقة المحبة والخصومة ونحوهما ، فالمفتوح يستعمل في الأمور الذهنية ، والمسكور في الأمور الخارجية " .
وقال الجرجاني : " العلاقة : بكسر العين ، يستعمل في المحسوسات ، وبالفتح ، في المعاني ، وفي الصحاح : العلاقة ، بالكسر : علاقة القوس والسوط ونحوهما ، وبالفتح ، علاقة الخصومة والمحبة ، ونحوهم " .
فالعلاقة إذاً هي تلك الصلات والعلاقات التي تربط بين الشئ وشئ آخر .
- تعريف الاجتماع :
أما مفهوم الاجتماعية اللغوي نجدها من : " أصل مادة ( جمع ) تدل علي تضام الشئ ، يقال : جمعت الشئ جمعاً " .
والمجتمع : " جماعة من الناس تربطها روابط ومصالح مشتركة وعادات وتقاليد وقوانين واحدة " .
ويقال : " هذا الباب جماع هذه الأبواب الجامع لها الشامل لما فيها ، وفلان جماع لبني فلان يأوون إليه ويعتمدون علي رأيه ، والجماع كل ما اجتمع وانضم بعضه إلى بعض ، وجماع الجسد الرأس ، وجماع الثرياً ما اجتمع من كواكبها " ." وسميت الجمعة جمعة ، لاجتماع الناس فيها ، أو لما جمع فيها من الخير " .
يتضح لنا بأن مفهوم الاجتماعي اللغوي يدور حول الجماعة التي تكون بينهم علاقة مصالح مشتركة .
ثانيا : اصطلاحا :
يعرف أحمد زكي نبوي العلاقات الاجتماعية بأنها : " أية صلة بين فردين أو جماعتين أو أكثر ، أو بين فرد وجماعة ، وقد تقوم هذه الصلة علي التعاون أو عدم التعاون ، وقد تكون مباشرة أو غير مباشرة ، وقد تكون فورية أو آجلة ، كما تنطوي العلاقات الاجتماعية علي خلق جو من الثقة والاحترام المتبادل والتعاون بين أصحاب العمل ، كما تهدف إلى رفع الروح المعنوية للعاملين وزيادة النتاج ، وهذه العلاقات هي الاساس الأول لجميع العمليات الاجتماعية " .
وتعرف أيضاً علي أنها : " نسق معين ثابت يشمل طرفين ( سواء كانا فردين أو جماعتين ) ، تربطهم مادة معينة أو مصلحة أو اهتمام معين ، أو قيمة معينة تشكل قاعدة لتفاعلهم ، إلى جانب أنها نسق معين من الواجبات والمسؤوليات ، أو وظيفة مقننة للطرفين بحيث يكون كل طرف ملزم بأدائها نحو الطرف الآخر " .
إذا العلاقات الاجتماعية حسب التعريفات السابقة هي عبارة عن صلة ورابطة تجمع بين شخص وشخص آخر أو جماعة ، تكون بينهم صلة التعاون أو عدم التعاون ، وغالباً ما تكون العلاقات الاجتماعية مبنية علي الاحترام والتآخي والتعاون فيما بينهم .
كما أن هناك من يري بأن العلاقات الاجتماعية : " تركز علي الأفراد كأشخاص أكثر من تركيزها علي الجوانب الاقتصادية أو المادية ، كما أنها تهتم بالعلاقات التنظيمية ومدة توفر المناخ الاجتماعي الذي يهيئ لها الظروف المواتية للعمل ، وتهدف إلى إشباع حاجات الأفراد وتحقيق الأهداف التنظيمية للمؤسسة في الوقت نفسه ، وهي تفهم عميق لقدرات الناس وطاقاتهم وإمكاناتهم وظروف وواقعهم وحاجاتهم ، واستخدام كل هذه العوامل في تحفيزهم علي العمل معاً كجماعة تسعي لتحقيق هدف واحد في جو من التفاهم والتعاون " .
ويعرف أحد الباحثين العلاقات الاجتماعية علي أن : " جوهر العلاقات الاجتماعية هو وجود استجابة من فرد نحو آخر أو مؤسسة ، فإذا لم توجد علاقة بعبارة أخرى يحدث منبه يؤدى إلى استجابة أخرى من الطرف المنبه ، وهذا ما يدفع بنا إلى القول أن العلاقات تعني التفاعل مهما كان نوعه " .
ومن خلال ما سبق ذكره ، يتضح لنا أن العلاقات الاجتماعية هي الروابط والآثار المتبادلة بين الأفراد في المجتمع ، والتي تنشأ نتيجة اجتماعهم وتبادل مشاعرهم واحتكاكهم بعضهم بعضاً ، ومن تفاعلهم في المجتمع .
تصنيف العلاقات الاجتماعية :
لقد صنف العلماء والباحثين ، العلاقات الاجتماعية إلى أربعة أصناف ، تتمثل فيما يلي :
أولا : العلاقات الاجتماعية طويلة الأجل وقصيرة الأجل :
1- العلاقات الاجتماعية طويلة الأجل :
تعرف بأنها : " نموذج التفاعل المتبادل الذي يستمر لفترة معينة من الزمن ، تؤدى إلى ظهور مجموعة توقعات اجتماعية ثابتة ، وتعتبر علاقة الدور المتبادل بين الزوج والزوجة مثال علي هذا النوع من العلاقات الاجتماعية .
2- العلاقات الاجتماعية قصيرة الأمد :
هي نموذج التفاعل المتبادل الذي لا يستمر إلا فترة قصيرة من الزمن ، كما هو الحال بالنسبة لقائد السيارة الذي يريد إقناع رجل الشرطة بأنه لم يكن مخطئاً .
يتضح لنا بأن العلاقات الاجتماعية طويلة الأجل هي عكس العلاقات الاجتماعية قصيرة الأمد ، إذ أن الأولي تكون طويلة مستمرة كالعلاقات التي تجمع بين الأخ والأخت ، بينما الثانية تكون فترة معينة مثل الصداقة .
ثانياً : العلاقات الاجتماعية المباشرة وغير المباشرة :
إن تواجد العلاقات الاجتماعية بين الناس لا يعني بالضرورة دخولهم في مواجهة مباشرة سوياً ، وإنما يمكن أن تتسم هذه العلاقات بطريقة غير مباشرة بشكل المؤسسات التنظيمية العامة التي تشمل المجتمع ككل .
وبالتالي فإن الواجبات المتبادلة تتم بدون اللجوء إلى الاحساس الذاتي بالواجب نحو الطرف الآخر ، وأيضاً بدون أن يكون الهدف هو الحفاظ علي استمرار هذه العلاقة وإنما يتم في إطار المؤسسات التنظيمية العامة " . وعليه فإن العلاقات الاجتماعية ليس بالضرورة أن تكون علاقة مباشرة .
ثالثاً : العلاقات الاجتماعية الداخلية والخارجية :
وتتمثل العلاقات الاجتماعية الداخلية في علاقات الأعضاء داخل الجماعة والعواطف بينهم ، وتتمثل العلاقات الاجتماعية الخارجية في علاقات الجماعة مع البيئة المحيطة بها ، ولقد تناول هذين النوعين من العلاقات بالتفصيل لالعالم الأمريكي جورج هومانز عند تحليله للتفاعل في الجماعات الصغيرة ، وهو من الرواد المؤسسين لنظرية التفاعل .
وعليه ، فإن العلاقات الداخلية تعني العلاقات التي تكون داخل الجماعة من مشاعر وأحاسيس وغيرها ، أما العلاقات الخارجية تكون مع البيئة التي تدور حولها .
رابعاً : العلاقات الاجتماعية الإيجابية والسلبية :
1- العلاقات الاجتماعية الإيجابية :
تؤدى إلى الاتفاق أو الإجماع ، وهذا النوع من العلاقات يساهم في تماسك وحدة وتكامل المجتمع ، ومن أمثلة هذه العلاقات ، العلاقات التعاونية وأساسها التعاون .
2- العلاقات الاجتماعية السلبية :
العلاقات الاجتماعية السلبية أو المفرقة هي التي تؤدى إلى عدم الاتفاق وعدم الجماع ، وهذا النوع من العلاقات يساهم في عدم التماسك والتفكك في اللمجتمع ، ومن أمثلتها التنافس والصراع .
وعليه ، نلاحظ أن العلاقات الاجتماعية الإيجابية تدل علي الرابطة ووحدة المجتمع ، وتكون علي أساس التعاون ، بينما العلاقات الاجتماعية السلبية فهي عكس العلاقات الإيجابية ، إذ تساهم بعدم التماسك والتباعد في المجتمع مثل الصراعات والنزاعات .
أنواع العلاقات الاجتماعية :
وضعت عدة أنواع للعلاقات الاجتماعية ، وترجع كثرة هذه الأنواع وتعددها إلى اختلاف الأسس والمعايير التي يتخذها العلماء أساساً للتصنيف ، فمنهم من يصنف العلاقات وفقاً لأشكال وطبيعة المجتمعات ، ومنهم من يتخذ أسساً أخرى لتصنيف تتصل بطبيعة العلاقة الاجتماعية ، وفيما يلي سنتطرق إلى أهم الأنواع التي صنفها العلماء :
(1) العلاقة الأولية والثانوية :
أ- العلاقة الأولية :
هي كما يعرفها كولي : " علاقة الوجه للوجه وبعبارة أخرى هي علاقة مباشرة تنشأ عن طريق الاتصال بين عدد محدود من الأفراد ، تتسم بالعمق والخصوصية ، والكلية ، والدوام النسبي ، فضلاً عن أنها تعتبر غاية في ذاتها بمعني أنها لا تكون وسيلة لتحقيق منفعة مادية أو مصلحة خاصة " .
إلا أن ألزويرث يذهب إلى القول بأن : " الاتصال المباشر وإن كانت له أهمية في نشأة العلاقة الأولية ، إلا أنه ليس ضروري في بعض الأحيان لقيام هذه العلاقة " .
ومن نتائج هذه العلاقة المباشرة الاندماج الكلي بين الأعضاء بحيث يجد الفرد نفسه جزءاً لا يتجزأ من الجماعة التي ينتمي إليها ، فتغني شخصيته في شخصية الجماعة ولا يتحدث عنها إلا بكلمة - نحن - أو - جماعتنا .
إذا فالعلاقة الأولية ، هي تلك العلاقة التي تكون مباشرة من خلال الاندماج الكلي بين الأفراد .
ب- العلاقة الثانوية :
العلاقة الثانوية : " هي علاقة غير مباشرة ، تتحكم فيها القواعد الموضوعية والنظم القائمة في الجماعة تتصف بالسطحية ، والعمومية والنفعية والجزئية " .
(2) العلاقة الأفقية والرأسية :
لما كان بناء الجماعة يشتمل علي مراكز متدرجة فإن طرق الاتصال وأنما التفاعل ، وأشكال العلاقات تتحدد تبعاً لذلك ، وقد جرت العادة علي تقسيم العلاقات الاجتماعية وفقاً لبناء المراكز وأساليب الاتصال في الجماعة إلى نوعين :
أ- العلاقة الأفقية :
وينشأ هذا النوع من العلاقات بين الفئات الاجتماعية المتماثلة أو بين الأشخاص الذين يشغلون مراكز متجانسة كجماعات الأصدقاء ورفقاء العمل .
ب- العلاقات الرأسية :
وتنشأ بين أصحاب المراكز العليا والدنيا في الجماعة .
(3) العلاقات المجمعة والمفرقة :
اتجه فريق من العلماء إلى التفرقة بين العلاقات علي أساس ما تحدثه من تقارب أو تباعد بين الأفراد والجماعات ، نذكر من بين هؤلاء ، عالم الاجتماعي الأمريكي " ويليام جراهام سامنر " الذي يذهب للقول بوجود نوعين من العلاقات هما :
أ- العلاقات المجمعة :
هذه العلاقات تؤدى إلى تقوية الروابط بين أفراد الجماعة الداخلية وتعمل علي توحيد مشاعرهم واتجاهاتهم ومواقفهم حيال الجماعات الأخرى .
ب- العلاقات المفرقة :
هذه العلاقات تعبر عن مسار واتجاهات أفراد الجماعة الداخلية حيال الجماعات الخارجية " .
يتضح لنا من خلال ما سبق ذكره ، بأن أنواع العلاقات الاجتماعية تعددت بسبب تعدد آراء ووجهات النظر فيها .
نظريات حول العلاقات الاجتماعية :
أولا : النظريات الاجتماعية الكبري :
1- النظرية البنائية الوظيفية :
تعد النظرية البنائية الوظيفية واحدة من النماذج النظرية الأساسية في علم الاجتماع ، حيث تري هذه النظرية بأن المجتمع يتكون من مجموعة من الأنساق الفرعية التي تتداخل وتتكامل في انجسام من أجل المحافظة علي بقاء واستمرار النسق ككل ، من خلال الأدوار والوظائف التي تؤديها هذه الأنساق الفرعية في استمرار وتوازن النسق الأكبر ، فالأنساق الفرعية المكونة للنسق الكلي تكون في حالة تكامل وتبادل وظيفي .
والمؤسسات باعتبارها أنساق فرعية فهي تسعي إلى إيجاد نوع من التماسك والاستقرار بين أفراد هذا النسق الاجتماعي كوسيلة لتحقيق أهدافه وأهداف أفراده وإشباع حاجاتهم المختلفة .
ولقد اعتمدت النظرية البنائية الوظيفية في دراستها للتنظيمات علي " أداة تصويرية هامة تمثلة في التوازن التديناميكي للأنساق ، واعتبروا أن هذا التوازن يجابه كل التهديدات التي تعترضه ، وتتحقق حالة التوازن من خلال تلبية وإشباع أجزاء هذا النسق أو البناء المكون من مجموعة العلاقات الاجتماعية المتباينة التي تتكامل وتتناسق من خلال الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها الأشخاص أو الجماعات داخل البناء .
ويعتبر " تالوث بارسونز " من أهم منظري هذه النظرية ، فقد اتضحت أفكاره في دراسته التنظيمات التي قدمها في قمالة له بعنوان " مقترحات لأجل منظور سوسيولوجي لنظريات التنظيمات " ، حيث اعتبر باسونز " أن البناء الاجتماعي هو الذي يسهل دراسة فهم المؤسسة " ، وقد عرف " بارسونز " النسق الاجتماعي علي أنه : " مجموعة من الفاعلين الأفراد الذين يتفاعلون مع بعضهم البعض ويكونون من خلاله شبكة من العلاقات الاجتماعية بينهم " .
وهذا يدل علي أن بارسونز بدأ تحليله للنسق الاجتماعي من أصغر مكوناته أي من التفاع الاجتماعي ، أي أن أفراد النسق ( المؤسسة ) كمجموعة من العاملين تتكون بينهم علاقات اجتماعية مستمرة مستمرة ناجمة عن التفاعل الاجتماعي بين المتفاعلين والذي تحكمه مجموعة من العناصر :
- التوقعات المتبادلة بين العاملين ورؤسائهم والتي تجعل كل منهم يضع في اعتباره سلوك الآخر .
- القيم والمعايير الرسمية وغير الرسمية التي تحكم التفاعل وتحدد شكل التوقعات المتبادلة بين مختلف العلاقات الموجودة داخل المؤسسة .
- الجزاءات التي يتحصل عليها الفاعلون نظير تفاعلهم مع بعضهم البعض وقيامهم بجملة من المهام والأدوار الوظيفية المتبادلة بينهم .
2- النظرية الماركسية الصراعية :
تعتبر النظرية الماركسية الصراعية من أبرز المداخل النظرية الكبري في علم الاجتماعي ، حيث حاولت تقديم تحليل للبناء العام للمجتمع في ضوء فكرة الصراع بين مختلف طبقاته ، ويعتبر " كارل " زعيم هذه النظرية ، حيث ينظر إلى أن المجتمع يتكون من طبقتين أساسيتين تتشكلان نتيجة العوامل الاقتصادية والاجتماعية ، وتقوم هذه النظرية علي ثلاث افتراضات أساسية :
الافتراض الأول : هو أن الناس يمتلكون عدد من المصالح الأساسية وهي تمثل أشياء يريدونها ويحاولون تحقيقها ، ويقصد بها إشباع حاجات الأفراد ورغباتهم .
الافتراض الثاني : وهو الافتراض المركزي ويتمثل في التركيز علي القوة باعتبارها تقع في صميم العلاقات الاجتماعية ، فهم لا ينظرون إلى القوة علي أنها فقط نادرة ومقسمة بشكل غير متساوي ولهذا تمثل مصدراً للصراع .
الافتراض الثالث : وهو أن القيم والأفكار تعتبر كأسلحة تستخدم من قبل الجماعات المختلفة لتدعيم أهدافها أكثر من كونها وسائل للتعريف بالمجتمع وهويته .
ثانياً : نظريات التنظيم الكلاسيكية :
1- نظرية الإدارة العلمية :
يعتبر " فريديريك وينسلاو تايلور " من رجال الإنتاج والإدارة ، لأنه كان يشتغل كمهندس في ورشات العمل داخل مناجم الفحم ، وهو من أول من اهتموا بتطبيق أسلوب علمي في تناول مشكلات الصناعة .
وقد تبلورت فلسفة الإدارة العلمية في كتاب " مبادئ الإدارة العلمية " الذي ألفه " تايلور " سنة 1911 والذي يحتوي علي المبادئ التالية :
- ضرورة التوصل إلى أعلى درجة من تقسيم العمل ويمكن استخدام دراسات الزمن والحركة بهدف التوصل إلى الطريقة المثلي والوحيدة لأداء العمل ، وهي الطريقة التي تسمح بتحقيق أعلى متوسط إنتاج يومي .
- التأكد من سلامة أداء العمل علي نحو مناسب عن طريق الإشراف الدقيق علي العمال ، مع استخدام أنواع مختلفة من الإشراف للتأكد من صلاحية وسائل العمل وسرعة العمل ونوعيته ، وطريقة الأداء ، مع وجود إدارة للتخطيط لضبط عملية الإشراف .
- التعاون الحقيقي بين الإدارة والعمال في مجال العمل لتحقيق الأهداف التنظيمية وتحقيق الإنتاجية .
لقد ركزت حركة الإدارة العلمية علي التنظيم الرسمي والعلاقات الرسمية بين العاملين والمشرفين المباشرين .
2- النظرية البيروقراطية :
يعد المفكر الألماني " ماكس فيبر " واضع النظرية البيروقراطية ، فقد عرف ماكس مفهوم البيروقراطية بأنه " : ذلك التنظيم الضخم في المجتمع السياسي المعقد والمتحضر الذي يوجد لتحقيق أهداف الدولة ، والبيروقراطيون اولئك الأفراد العاملين في الإدارات الحكومية ، الذين يتم اختيارهم للعمل بأساليب ليست وراثية ويكونون فيما بينهم تنظيماً هرمياً تحكمه قواعد معينة في إطار العلاقات الرسمية المكونة بينهم وتحدد فيها الاختصاصات والواجبات والمسؤوليات .
ثالثاً : نظريات التنظيم السلوكي :
1- نظرية العلاقات الإنسانية :
جاءت نظرية العلاقات الإنسانية كرد فعل علي النظريات الكلاسيكية للتنظيم والتي أهملت الجوانب الانسانية واهتمت بالجوانب المادية فقط ، ويعتبر " التون ما يو " زعيم مدرسة العلاقات الإنسانية من خلال التجارب التي قام بها رفقة زملائه ، في مصانع ويسترن الكتريك بمدينة هاوثورن ، بالولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الممتدة من 1924 إلى 1933 .
وقد هدفت هذه الدراسات إلى اكتشاف العلاقة بين ظروف العمل الفيزيقية وبين الإنتاجية ، لتتسع هذه الدراسات لتشمل جماعات العمل من حيث النباء والروح المعنوية والاتجاهات ، وقد كشفت هذه الدراسات علي أهمية التنظيم غير الرسمي وعن أثر جماعات العمل غير الرسمية في التاثير علي سلوك العمال ، واتجاهاتهم وإنتاجيتهم .
ويمكن تلخيص أهم مبادئ نظرية العلاقات الإنسانية كالآتي :
- يتأثر الناس في سلوكهم داخل العمل باحتياجاتهم الاجتماعية .
- يشعر الناس بأهميتهم وذواتهم من خلال العلاقات الاجتماعية التي يكونوها مع الآخرين .
- إن التخصص وتقسيم العمل والاتجاه إلى الآلية والروتينية في العمل يفقد هذا العمل جوانبه الاجتماعية وتجعله غير مرض للعاملين ويؤدى إلى الملل والسأم .
- يتأثر الناس بعلاقاتهم وزملائهم في العمل أكثر من تأثرهم بنظم الرقابة الإدارية والحوافز المادية .
2- نظرية النسق التعاوني :
وتدي أيضاً بنظرية قبول السلطة والتنظيمات غير الرسمية ، ويعتبر " شستر برنارد " هو زعيم هذه النظرية ، حيث أكد علي أهمية الجوانب الاجتماعية والنفسية لأي تنظيم إداري ، واعتبر المؤسسة كنظام اجتماعي يتطلب نجاحه درجات عالية من التعاون من قبل القيادات مع العاملين .
كما أكد علي اهمية الحوافز المعنوية داخل النسق ، ودعا " شستر برنارد " إلى ضرورة تنمية شعور الانتماء إلى المنظمة لدي العاملين عن طريق مشاركتهم في صنع القرارات وفسح المجال لهم للتعبير عن حاجاتهم النفسية والاجتماعية داخل النسق التعاوني " .
وفي ضوء هذا عرف " برنارد " التنظيم بأنه : " نسق يعتمد علي ترتيب النشاطات والعلاقات بين اثنين أو أكثر من الأفراد عن طريق التعاون المتبادل بين الأنساق الفرعية المختلفة سواء كانت جماعات أو أفراد " .
ويضيف أن أحد العناصر الرئيسية للمؤؤسة هي رغبة الأفراد للإسهام بجهودهم الفردية في النظام التعاوني في إطار علاقاتهم الوظيفية المتبادلة ، وهو يعتبر الأفراد العنصر الاستراتيجي في المؤسسة .
" وبأنه يتوجب علي المديرين إيجاد السبل الكفيلة لحث الأفراد علي التعاون فيما بينهم نظراً للدور الكبير الذي يلعبه في تماسك الهيكل التنظيمي ، وإلا فإن المؤسسة لن تستطيع تحقيق أهدافها والاستمرار في عملها ، كما أورد بأنه يجب توافر :
- وجود قنوات اتصال معروفة لجميع أفراد المؤسسة يسهل عملية التفاعل بينهم .
وجود خط اتصال يكون قصيراً حتى يتم الاتصال بسرعة وتفادياً للأخطاء .
3- نظرية التفاعل :
يقوم هذا الاتجاه علي التفاعل الذي يشير إلى دور متبادل له طابع دينامي ، وقد وضع هذه النظرية كل من " جورج هومانز " و " شابل " و " ويليام وايث فوث " ، في ستينيات القرن الـ20 .
إذ نتظر هذه النظرية إلى التفاعل علي أنه " عملية اجتماعية أساسية تعبر عن ذاتها في الاتصال وفي العلاقة المتبادلة بين فردين أو أكثر ، أو بين الجماعات داخل المؤسسة ، ويعتبر التفاعل بين الأفراد نتتاج سلوكي اجتماعي ، لأن الأفراد يتبادلون المعاني ويمارسون التأثير المتبادل علي سلوكهم علي علاقتهم بعضهم ببعض .
ويعتبر " جورج هومانز " التفاعل بأنه " التأثير المتبادل بين سلوك الأفراد والجماعات الذين تربطهم علاقات مختلفة فيما بينهم ، والتفاعل يعد من أهم الأبعاد السوسيولوجية المؤثرة في درجة الرضا والإشباع سلباً أو إيجاباً بين أعضاء البناء الاجتماعي ، داخل المصنع أو المؤسسة " .
رابعاً : النظرية اليابانية :
تقوم الفلسفة الحديثة للإدارة اليابانية علي أسلوب المشاركة والديمقراطية في عملية وضع الأهداف وأخذ القرارات لتحقيق علاقات قوية بين الإدارة العليا والوسطي والإدارة الدنيا حسب ما أكده ويليام أوشي ، ولقد استحدثت فكرة الإدارة اليابانية من البيئة الاجتماعية الخاصة بالمجتمع الياباني بشكل عام ومن مبادي وقيم الأسرة اليابانية بشكل خاص .
بمعني اعتبار المديرين ومجموعة الأفراد العاملي بمثابة الأسرة الواحدة تربطهم علاقات قوية ، ينعكس أثرها إيجاباً علي سلوك الأفراد داخل بيئة العمل وانتمائهم إلى المؤسسة ، وزيادة إنتاجيتهم بشكل كبير .
مراجع البحث :
إيضاح شواهد الإيضاح ، أبو علي الحسن بن عبد الله القيسي ، تح : محمد بن حمود ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، لبنان ، ط1 ، 1408هـ / 1987م .
أيوب بن موسي الحسيني القريمي الكفوي أبو البقاء الحنفي ، الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية ، مح : عدنان دوريش ، محمد المصري ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، دس653 .
علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني ، التعريفات ، مح : ضبطه وصححه جماعة من العلماء ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ط1 ، 1403هـ - 1983م .
أحمد بن فارس بن زكريا بن الحسن ، معجم مقاييس اللغة ، تح: عبد السلام هارون ، دن ، دط ، 1399هـ / 1979م .
أحمد مختار عمر ، معجم اللغة العربية المعاصرة ، عالم الكتب ، ط1 ، القاهرة ، 1429هـ/ 2008م .
مجمع اللغة العربية ، معجم الوسيط ، مكتبة الشروق الدولية ، ط5 ، 2011 .
أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن حريز بن معلي الحسيني الحصني ، كفاية الاخيار في حل غاية الاختصار ، مح : علي عبد الحميد بلطجي ومحمد وهبي سليمان ، دار الخير ، دمشق ، ط1 ، 1994م .
أحمد زكي بدوي ، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية ، دط ، مكتبة لبنان ، بيروت ، لبنان ، 1993 .
جابر عوض سيد ، التكنولوجيا والعلاقات الاجتماعية ، دط ، دار المعرفة الجامعية ، السويس ، مصر ، 1996 .
جودة بني جابر ، علم النفس الاجتماعي ، دار الثقاقة للنشر والتوزيع ، ط1 ، عمان ، الأردن ، 2004 .
سمولك علي ، العلاقات الاجتماعية في المؤسسة الصناعية الجزائرية وإشكالية تأسيس هوية عمالية : سوسيولوجية فعل الصراع ، التمثلات والنتائج ، دراسة ميدانية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة باجي مختار ، كلية العلوم الاجتماعية ، قسم علم الاجتماع ، عنابة ، الجزائر .
سامية معاوي ، الثقافة التنظيمية والعلاقات الاجتماعية داخل المؤسسة الجزائرية ، دراسة حالة بالمؤسسة المينائية لسكيكدة ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية ، قسم علم الاجتماع ، عنابة ، 2008م / 2009 م .
هدافي سمية ، سوسيولوجيا المدينة وأنماط التنظيمي الاجتماعي الحضري ، مجلة العلو الإنسانية والاجتماعية ، جامعة 20 أوت ، سكيكدة ، العدد 17 .
عبد الرحمن ابن خلدون ، مقدمة ابن خلدون ، كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2000 .
أحمد زايد ، علم الاجتماع ، النظريات الكلاسيكية والنقدية ، نهضة مصر للطباعة والنشر ، ط1 ، مصر ، 2006 م .
روث والاس والسون وولف ، النظرية المعاصرة في علم الاجتماع ، تعدد آفاق النظرية الكلاسيكية ، تر : محمد عبد الكريم الحوراني ، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع ، ط1 ، الأردن ، 2010 .
رابح كعباش ، علم اجتماع التنظيم ، مخبر علم اجتماع الاتصال والترجمة ، دط ، الجزائر ، 2006م .
طلعب إبراهيم لطفي ، علم اجتماعي التنظيم ، دار غريب للنشر والتوزيع ، ط1 ، مصر ، 2007م .
صلاح عبد القادر النعيمي ، الإدارة ، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ، ط1 ، الأردن ، 2008 .
زاهد محمد ديري ، السلوك التنظيمي ، دار السيرة للنشر والتوزيع ، ط1 ، الأردن ، 2011م .
علي السلمي ، تطور الفكر التنظيمي ، دار غريب للطباعة والنظر ، ط1 ، مصر ، دس .
محمد قاسم القريوني ، نظرية المنظمة والتنظيم ، دار وائل للنشر والتوزيع ، ط3 ، الأردن ، 2008 .
علي فلاح الزعبي وعبد الوهاب بن بريكة ، مبادئ الإدارة ، الأصول والأساليب العلمية ، دار المناهج للنشر والتوزيع ، ط1 ، الأردن ، 2013 .
جبارة عطية جبارة ، الاتجاهات النظرية في علم الاجتماع الصناعي ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ، ط1 ، مصر ، 2002 .
يوسف مسعداوي ، أساسيات في إدارة المؤسسات ، دار هومة للنشر والتوزيع ، ط1 ، الجزائر ، 2013م .
تعليقات