 |
| ما هو تعريف الأسرة ؟ وما هي أشكالها ؟ |
تعريف الأسرة وأشكالها :
تعتبر الأسرة من المؤسسات الثابتة في المجتمع الإنساني وهي أول مؤسسة اجتماعية عرفتها البشرية كما أنها تعد أهم مؤسسة في المجتمع .
للأسرة عدة تعريفات وأشكال نذكر منها :
تعريف الأسرة :
أ- التعريف اللغوي للأسرة :
الأسرة في اللغة مشتقة من الأسر والأسر في اللغة يعني القيد ، يقال أسر أسرا وأسار قيده ، وأسره أخذه أسيرا ، والأسر من أنواعه : ما يكون الأسر مصطنعاً أو صناعياً في الحروب وقد يكون اختيارياً يرضاه الإنسان لنفسه ويسعي إليه ، لأنه يعيش مهدداً بدونه ، ومن هذا الأسر الاختياري اشتقت الأسرة .
هي الدرع الحصينة وأهل الرجل وعشيرته وتطلق علي الجماعة التي يربطها أمر مشترك .
ب- التعريف الاصطلاحي للأسرة :
جاء في معجم علم الاجتماعي أن الأسرة " هي عبارة عن جماعة من الأفراد يرتبطون معاً بروابط الزواج والدم والتبني ، ويتفاعلون معاً ، وقد يتم هذا التفاعل بين الزوج والزوجة وبين الأم والأب وبين الأم والأب والأبناء ، ويتكون منهم جميعاً وحدة اجتماعية تتميز بخصائص معينة .
ويعرفها ريمون بودون : بأنها العلاقة القائمة بين الرجل والمرأة بغض النظر عن نوعية هذه العلاقة ، كانت تبزواج أو بدونه فهم مسؤولين عن الأبناء ، سواء كان أبنائهم بصلة الدم أو التبني .
ويعرف أوجست كونت الأسرة بأنها : الخلية الأولي في جسم المجتمع وهي النقطة الأولي التي يبدأ منها التطور وأنها الوسط الطبيعي الاجتماعي الذي يترعرع فيه الفرد وهي نظام أساسي يعتمد علي وجودها بقاء المجتمع فهي تمده بأعضاء جدد وتقوم بتنشأتهم وإعدادهم للقيام بأدوارهم في النظم الأخرى في المجتمع .
أما سناء الخولي فتري الأسرة تتكون في مجموعها من ثلاث أعضاء علي الأقل ينتمون إلى جيلين فقط جيل الآباء وجيل الأبناء وهي تشمل شخصين بالغين وهما الذكر والأنثي اللذان يعرفان بأنهما الأبوان البيولوجيان للأطفال إلا أنهما يقومان بالإلتزامات الاقتصادية تجاه الوحدة الأسرية وكذلك الضغوط الاجتماعية التي تفرض لطاعة هذه القواعد وهذه المعايير للأبناء .
وعليه من خلال التعاريف السابقة يتضح بأن الأسرة تعني بأنها مؤسسة وجماعة أولية في المجتمع ونظام اجتماعي له وجوده في كل المجتمعات البشرية وهي تتكون من أفراد يرتبطون معاً بروابط الزواج والدم والتبني وهي البيئة التي يولد فيها الطفل ويكبر وينمو حتى يدرك شؤون الحياة وتتولي رعايته والعناية بشؤونه من النواحي الجسمية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية وتعمل علي إدماجه ضمن مجتمعه .
أشكال الأسرة :
تعدد أشكال الأسرة نتيجة للظروف التاريخية التي مرت بها حيث نجد علماء الاجتماع صنفوا الأسرة إلى الأشكال التالية :
1- الأسرة الممتدة أو العائلة :
تتألف من عدة أسر نواتية تربط فيما بينهم علاقة أعمام وأبناء العم ويكون القاسم المشترك للأسرة الممتدة المسكن الواحد حيث تكون السلطة فيها أو رئيس الأسرة هو الجد الأكبر حيث نجدها حالياً في المجتمعات الريفية الزراعية .
2- الأسرة النواة :
ويطلق عليها كذلك اسم الأسرة الزواجية أو الأسرة البسيطة وهي أصغر وحدة قرابية في المجتمع وتتألف من الأب والأم والأولاد يعيشون في مسكن واحد .
3- الأسرة المركبة :
ترتبط بنظام تعدد الزوجات الذي يوجد في المجتمعات الإسلامية خاصة .
حيث نجد هناك تصنيف آخر للباحث سالم الأحمر حيث أضاف شكلاً آخر إلى أشكال الأسرة المذكورة وهي الأسرة البوليجامية والبولياندرية .
4- الأسرة البوليجامية :
وهي من الأسر النواة حيث نجد فيها الرجل يلعب دور الزوج والأب في أكثر من أسرة نواة أي للرجل المتزوج أكثر من امرأة .
5- الأسرة البولياندرية :
فتكون فيها المرأة المتزوجة بأكثر من رجل في وقت واحد وهذا النوع يوجد في مجتمعات قليلة .
وهكذا تباينت أشكال الأسرة واختلفت باختلاف المجتمعات البشرية .
خصائص الأسرة :
للأسرة عدة خصائص ومن أهمها ما يلي :
1- الأسرة هي أول خلية يتكون منها البناء الاجتماعي ، وهي أكثر الظواهر الاجتماعية انتشاراً فلا نجد مجتمع يخلوا من النظام الأسري ، حيث توجد رابطة زوجية بين عضوية ووجود صلات قرابة دموية كأساس للعلاقات الاجتماعية فهي مستمرة .
2- إن الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولي التي ينشأ فيها الأبناء وهي المسؤولة الأولي عن التنشئة وتعتبر النموذج الأمثل للأبناء .
3- للأسرة عدة وظائف محددة تقوم بها .
4- انها عملية تعليم وتعلم وتربية تقوم علي التفاعل العائلي والاجتماعي واكتساب الفرد سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة فهي التي ترسم لهم طبية حياتهم الخاصة .
5- تعتبر الأسرة أساس ظهور الوعي الاجتماعي والقومي والحضارى وأهم مصادر العادات والتقاليد والسلوكيات فهي أساس عملية التنشئة الاجتماعية .
6- تؤثر بشكل مباشر في الأنظمة الاجتماعية كما تتأثر بها .
7- تعتبر الأسرة وحدة للتفاعل المتبادل بين الأشخاص ويقوم أعضائها بأداء العديد من الأدوار كأدوار الزوج والزوجة والأب والأم ، الابن ، الابنة ، الأخ ، الأخت وهي أدوار حددها المجتمع .
8- الأسرة هي الوسط الذي اصطلع عليه المجتمع لتحقيق غرائز الإنسان ودوافعه الطبيعية والاجتماعية .
أهمية الأسرة :
تعتبر الأسرة نسقاً اجتماعياً رئيسياً بالمجتمع يتفاعل في إطاره الوالدان مع الأبناء لتشكيل الشخصية السوية اجتماعياً ونفسياً لكي تقوم بأدوارها بفعالية في المجتمع مما ينعكس علي باقي الأنساق الاجتماعية التي تتعامل معها الأسرة كوحدة كلية .
وكلما زادت قدرة الأسرة على تقديم الرعاية التي يتلقاها الطفل في أسرته في السنوات الأولي من حياته كان ذلك عاملاً رئيسياً في تكوين صحته النفسية والعقلية ، فالأسرة إذن ذات أهمية خاصة في حياة الطفل ، حيث إنها أول ما تطلع عليه عيناه فهو يتلقي عنها دروسه في الحياة في كيفية التعامل مع الآخرين والتوافق معهم .
وهكذا تبرز أهمية الأسرة من خلال العناصر التالية :
1- انها تمثل أول نموذج مثالي للجماعة التي يتعامل الطفل مع أعضائها وجهاً لوجه ومن ثم تؤدى إلى تشكيل سلوكه وتوجيهه وتلقينه القيم التربوية والمعايير الاجتماعية .
2- تنفرد الأسرة بتزويد الطفل بمختلف الخبرات أثناء سنوات تكوينه .
3- الأسرة هي أكثر الجماعات الأولية تماسكاً ، وتتم فيها عمليات اتصال وانتقال القيم والعادات من جيل الآباء إلى جيل الأبناء .
4- تحدد مكانة الطفل بدرجة كبيرة بمكانة الأسرة وثقافتها ، وبالتالي فهي تهيئ المواقف المختلف وتنمية قدرات الطفل .
5- تعتبر الأسرة النسق الاجتماعي الأول الذي يزود الطفل برصيد الأول من القيم والعادات الاجتماعية ، تكون بمثابة دليل يرشده في تصرفاته وتحديد سلوكاته ، حيث يتعلم الحق والواجب ، الخطأ والصواب .
ويقول " ماكيفروبيدج " لا يوجد بين التنظيمات التي يحتويها المجتمع ، الكبير منها أو الصغير ما يفوق الأسرة في القوة وأهميتها الاجتماعية ، فهي تؤثر في حياة المجتمع بأساليب متعددة .
ويقول أيضاً علي عزت بيقوفيتش لقد كرمت جميع الأديان الأسرة باعتبارها عش الرجل ، واعتبرت الأم المعلم الذي لا يمكن استبداله بغيره .
6- الأسرة صاحبة الدور الأول في عملية تنشئة الطفل تنشئة اجتماعية ، وإسلامية وسياسية وأخلاقية ومن خلال الأسرة يتم إشباع لكثير من العواطف والغرائز كالأمومة .
7- كما يعتبر المجتمع هو مجموعة أسر والأسرة مجموعة أفراد وإذا صلاح الفرد صلحت الأسرة صلح المجتمع ، والعكس صحيح .
تعليقات