ما هي الجامعة ؟ وما هي أهدافها ووظائفها ؟ |
بحث عن الجامعة :
محتويات البحث :
(1) مقدمة .
(2) البيئة التعليمية الجامعية .
(3) تعريف الجامعة .
(4) أهداف الجامعة .
(5) أهمية الجامعة .
(6) وظائف الجامعة .
مقدمة :
يضم التعليم العالى ثلاثة أنماط رئيسية من مؤسسات التعليم العالي وهي المعاهد أو ( الكليات ) المتوسطة ، والنمط الثاني هو المعاهد العليا أو المدارس العليا والنمط الثالث هو الجامعة والذي سنتطرق إليه فيما يلي .
البيئة التعليمية الجامعية :
أصبحت البيئة الجامعية محور اهتمام العديد من الباحثين ، وتعددت التعريفات الخاصة بالبيئة الجامعية بإعتبارها " منظومة مركبة ومتفاعلة من المكونات الفيزيقية والاجتماعية المتمثلة في العلاقات بين الطلاب والأساتذة والإداريين ، وكذلك المكونات الإدارية المتمثلة في القوانين واللوائح التي تحكم النظام الجامعي وتؤثر بالالي علي سلوك الطلاب وتوافقهم .
تعرف البيئة الجامعية علي أنها المحيط أو المكان الذي يعيش فيه الطلاب وهي تتمثل في عدة عوامل اجتماعية وثقافية وجغرافية وطبيعية وتعني العوامل الاجتماعية للبيئة التعليمية العلاقة بين الطلاب والمدرسين والعاملين بالجامعة وكذلك علاقة الطالب مع بقية الطلبة .
تعريف الجامعة :
الجامعة مؤسسة تعليمية يلتحق بها الطلاب بعد إكمال دراستهم بالمدرسة الثانوية والجامعة أعلى مؤسسة معروفة في التعليم العالي وتطلق أسماء أخرى علي الجامعة وبعض المؤسسات التابعة لها مثل الكلية ، المعهد ، الأكاديمية ، مجمع الكليات التقنية ، المدرسة العليا ، وهذه الأسماء تسبب اختلاطاً في الفهم ، لأنها تحمل معاني مختلفة من بلد لآخر .
فعلي الرغم من أن كلمة كلية تستخدم لتدل علي معهد التعليم العالي ، نجد أن دولاً تتبع التقاليد البريطانية أو الإسبانية ، تستخدم كلمة كلية للإشارة إلى مدرسة ثانوية خاصة ، وبالمثل فإن الأكاديمية ربما تدل علي معهد عالي للتعليم أو مدرسة .
تعريف الجامعة لغة : تعني التجمع وهي مأخوذة من كلمة لاتينية للتعليم أو مدرسة . وتعني التجمع والقراءة ، استخدمها الرومان في القرن الثاني عشر لتدل علي مجموعة من الحرفيين والتجار ثم استخدمت كلية في المأوي والمعيشة والتعلم معاً .
الجامعة اصطلاحاً : عبارة عن جماعة من الناس يبذلون جهداً مشتركاً في البحث ذلك لإكتساب الحياة الفاصلة للأفراد والمجتمعات .
يري علماء التنظيم التربوي أنه لا يوجد تعريف قائم بذاته لمفهوم الجامعة ، لذلك فإن كل مجتمع ينشئ جامعة ويحدد لها أهدافها بناءاً علي ما تمليه عليه مشاكله وطموحاته وتوجهاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وهناك تعريف آخر للجامعة وفقاً لوظائفها حيث يعرفها " آلان توران " بأنها " مكان لقاء يتحقق فيه الاحتكاك بين عملية تنمية المعرفة وخدمة هدف التعليم ، والحاجة إلى الخريجين " .
من بين التعاريف المتعلقة بمفهوم الجامعة هناك من يعتبرها المصدر الأساسي للخبرة ، والمحور الذي يدور حوله النشاط الثقافي في الآداب والعلوم والفنون ومهما كانت أساليب التكوين وأدواته فإن المهمة الأولي للجامعة ينبغي أن تكون دائما هي التوصيل الخلاق للمعرفة الإنسانية في مجالاتها النظرية والتطبيقية ، وتمهيد الظروف الموضوعية بتنمية الخبرة الوطنية التي لا يمكن بدونها أن يحقق المجتمع أية تنمية حقيقية في الميادين الأخرى .
ويمكن أيضاً أن تعتبر الجامعة علي أنها مؤسسة عمومية ذات طابع إداري مزود بشخصية أخلاقية واستقلالية مالية ، كما تنقسم إلى عدة معاهد كما تعتبر أيضاً مؤسسة تعليمية ومركز للإشعاع الثقافي ونظاماً ديناميكياً متفاعل مع العناصر ، تنطبق عليه مواصفات المجتمع البشري ، حيث يؤثر مجتمع الجامعة في الظروف المحيطة ويتأثر بها في نفس الوقت .
من بين التعاريف السابقة نستخلص أن الجامعة " مؤسسة عالية المستوي غرضها التدريس والبحث ومنح شهادات أكاديمية خاصة ، إحدى هذه الشهادات تمنح للمتخرجين في طور دراسات التدرج وعادة ما تسمي بشهادة الليسانس ، في حين تمنح الجامعة شهادات عليا للباحثين في طور دراسات ما بعد التخرج والتي عادة ما تشمل شهادة الماجستير وشهادة الدكتوراة " .
أهداف الجامعة :
يمكن تلخيص الأهداف التي تسعي إلى تحقيقها الجامعة فيما يلي :
1- تعليم وإعداد كفاءات بشرية متخصصة قادرة علي تحمل مسؤوليات الحياة العلمية والعلمي .
2- تزويد المجتمع بالقوي العاملة المؤهلة تأهيلاً عالياً والقادرة علي الإسهام في عملية التنمية .
3- البحث العلمي وتنمية المعرفة بشتي ألوانها ، فلا شك أن الجامعة هي مجتمع الباحثين والعلماء الذين يقومون بنشاط علمي مميز يهدف إلى إثراء المعرفة وتقدمها .
4- النشر : إذ لا تقتصر مهمة الجامعة علي إجراء البحوث وإعداد الباحثين ، وإنما علي تقديم نتائج البحوث التي تجريها عن طريق وسائل النشر المعروفة ، وتعد مطبعة الجامعة وسيلة لنشر بحوث أعضاء هيئة التدريس .
5- القيادة الفكرية وخدمة المجتمع .
6- حماية التراث الإنساني والحفاظ علي إنتاج الفكر البشري ، أي أن رسالة الجامعة هي رسالة تعليمية علمية اجتماعية روحية سياسية وحضارية أيضاً .
7- وعلي ضوء ما تقدم فإن الجامعة مرتبطة أيضاً ارتباط بالمجتمع ، تتفاعل معه وتؤثر فيه وتتأثر به فلولا وجود المجتمع لما وجدت الجامعة ولولا وجود الجامعة لما كان للمجتمع أي تقدم أو تطور أو إزدهار .
8- التركيز علي القابلية المعرفية العامة والقابلية لحل المشاكل .
9- تحصيل المعارف الخاصة .
10- تنمية الكفاءات الضرورية خاصة في ظل انفجار المعلوماتية .
11- إعداد القوي البشرية المؤهلة في مختلف الميادين ، لتلبية حاجات سوق العمل من الخبراء والمتخصصين .
12- القيام بالبحث العلمي وتطويره والإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع .
13- نشر الثقافة ، حيث حدد ماكس فيبر في هذا الإطار هدفين للجامعة هما : الثقافة والمهنة هما اللذان يعملان علي تكوين ما أسماه الإنسان بالثقافة .
14- تقديم مختلف الخدمات العامة للمجتمع لتحقيق الاستمرارية والنماء له من خلال ما تنتجه الجامعة من إطارات وكوادر .
15- المساهمة في تقديم وتطور المعرفة الإنسانية عن طريق الباحثين والمفكرين والعلماء وإجراء البحوث وعموماً فإن المتخصصين يرون أن علي الجامعة ثلاث مجموعات من الأهداف لتحقيقها هي :
1- أهداف معرفية : وتتناول كل ما يرتبط بالمعرفة ، من تعليم الأفراد مختلف المهارات والمعارف وتطوير المعرفة وانتشارها .
2- أهداف اجتماعية : والتي من شأنها أن تعمل علي خدمة المجتمع واستقراره وتماسكه وحل مختلف مشكلاته .
3- أهداف اقتصادية : والتي من شأنها أن تعمل علي تقوية اقتصاد المجتمع عن طريق البحث العلمي والعمل علي تزويده بما يحتاج إليه من إطارات وكفاءات ، للتغلب علي مختلف المشكلات الاقتصادية .
أهمية الجامعة :
1- تعتبر الجامعة الأساس الأول لتطوير أي مجتمع في جميع مظاهره وقطاعاته ، وإذا كانت موضوعات التعليم ذات قيمة عظمي في حياة الأمم لأنها تتصل بتكوين النفوس وبناء العقول ، فإن التعليم الجامعي يتميز بأهمية خاصة ، إذ أن الجامعة هي الدعامة الثابتة التي تقوم عليها نهضة الأمم ويؤكد ذلك الدور البارز الذي قامت به الجامعات في تحقيق قدر كبير من التنمية والتقدم ، فنشاط الجامعة اليوم لم يعد قاصراً علي الدراسات النظرية وحدها ، وإنما إمتد إلى الدراسات التطبيقية العالمية والفنون الإنتاجية الحديثة ، وأهمية الجامعة اليوم لم تعد قاصرة علي تطوير العلم من أجل العلم والوصول إلى حقائق علمية فحسب ، وإنما امتدت هذه الأهمية لتشمل النهوض بالمجتمع في جميع جوانبه ، والإسهام لحل مشاكله في جميع صورها ، وتحقيق الرفاهية والرخاء لأبناء هذا المجتمع .
2- إن التعليم الجامعي أو الجامعة هو عملية صناعة أجيال المستقبل ، وإن استثمار هذا النوع من الصناعة هو أفضل أنواع الاستثمار وأكثرها فائدة ، لأن المؤسسات التعليمية تعمل علي تغذية المجتمع بقادة مستقبلية في كافة المجالات ، ويختلف دور الجامعة في هذا المجال من بيئة لأخرى فالجامعات في الدول المتقدمة علي سبيل المثال والموجودة في بيئة صناعية تهتم بالتخصصات الصناعية ، وإن الجامعات الموجودة في بيئة زراعية تهتم بتخصصات وبحوث تهتم بتحسين المجال الزراعي ، وهذا ما يدل علي أهمية ما يمكن للجامعات أن تفعله في تطوير المجتمع في مختلف الأصعدة ، وما يمكن أن تفعله البيئة التي تكون فيها فضلاً عن قدرتها علي التنافس الذي يمكن أن تحدثه .
3- إضافة إلى إمكانية زيادتها للتغيير الاجتماعي والتنوع فإذا فقدت الجامعة هذه القدرة فسوف تحمل بذور دمارها .
4- إن التعليم الجامعة وإن اختلفت أهدافه من مجتمع لآخر فإنها تدور ضمن ما يقوم به من وظائف وهي التعليم وتكوين متخصصين ، البحث العلمي وخدمة المجتمع ، ولكي تؤدى الجامعة دورها يجب أن تراعي التوازن الصحيح بين ما تعده من إطارات وما يحتاجه المجتمع ولأجل الاستفادة القصوي من هذه الكوادر ينبغي للجامعات إعدادها بالمستوي والنوعية التي يحتاجها المجتمع لتنفيذ برامجه ، الأمر الذي يتطلب تعاوناً وثيقاً بين الجامعات والمؤسسات المختلفة فيما يتعلق بالمناهج الدراسية وبرامج التكوين والتدريب المهني ومتطلبات سوق العمل لذلك يعتبر التكوين الجامعي الوسيلة الفعالة للربط المحكم بين العمل والتطبيق والمعارف المكتسبة ، وتوفر مؤسسات التعليم العالى بيئة فريدة في مجال المقاولة ، فهي تمثل فرصاً لإكتساب الشباب الذين يتمتعون بالطاقة والأفكار في مجال المقولة وتجمع أشخاص من تخصصات مختلفة ممن لديهم تصورات للمخاطر وأفكار جديدة حول المسارات المختلفة في مجال المقاولة ، كما أنها توفر مساحة وبيئة لتعليم المقاولة ولتدعيم إنشاء المقاولات .
وظائف الجامعة :
تتحدد وظائف الجامعة في أي مجتمع في عدة مهام تتكامل فيما بينها ولا تغني واحدة منها عن الأخرى وهي وظيفة نقل المعارف والمهارات من خلال التدريس ، وإنتاج المزيد من المعرفة .
من خلال البحث العلمي ، وتنمية المجتمع من خلال توظيف واستثمارات المعرفة ، وهذه الوظائف كالتالي :
(1) التدريس :
يعتبر تدريس الطلبة تدريساً متخصصاً من أهم الوظائف التي تقوم بها الجامعة بصفتها أعلى مؤسسة تعليمية تربوية تهدف إلى تكوين وإعداد الموارد البشرية المؤهلة علمياً ، والمدربة للاستفادة منها في النهوض بالمجتمع وتطويره ، ( ومن هذا الجانب ) يمكن أن ينظر إل الجامعة من زاوية إنتاجها للقوي البشرية المدربة علي أنها مؤسسة إنتاجية لذلك أصبحت من مسؤوليات الجامعة أن تأخذ علي عاتقها مسؤولية التدريب بعد الإعداد لأن التدريب من خلاله نستطيع نشر الاتجاهات الحديثة في مجالات التخصصات المختلفة .
(2) الجامعة من أجل البحث العلمي :
يري أصحاب هذا الإتجاه أن الجامعة ليست في خدمة الأفراد الذين ينتمون إليها ولا إلى المجتمع الذي يعيشون فيه وإنما هي ببساطة في خدمة البحث العلمي وهو ذلك البحث الذي يلعب دوراً مهماً وأساسياً في خدمة وتنمية المعرفة .
والنظرة الشاملة للوظيفة البحثية للجامعة توضح بأنها تهدف إلى تنمية المعرفة وتطويرها من خلال اشتغال الأساتذة بالبحث ، وتدريب طلابهم عليه ، فالبحث العلمي علاوة علي كونه الوسيلة الأساسية لتطوير العلوم والمعارف إبداعاً وتطبيقاً ، قد أصبح مؤسسة قوية التي تتصدي لمشكلات المجتمع المختلفة لإيجاد حلول لها .
فالبحث العلمي هو وسيلة الإنسان لإيجاد الحقائق العلمية عن ذاته ، أو عن بيئته ومجتمعه كما أنه وسيلة الإنسان لإيجاد الحلول للمشاكل التي تقابله والصعوبات التي تعرقل حياته ، وهو وسيلة الإنسان لإيجاد أحسن السبل للاستغلال الأمثل للموارد المادية المتوفرة وحتى إيجاد طرق لتجديدها .
وللبحث العلمي فوائد عديدة ، لكل من الطالب وللأستاذ الجامعي وللجامعة وللمجتمع ، ويأتي من أهم الأسباب التي جعلت البحث العلمي يحتل مكانته الحالية ما يلي :
- البحث العلمي عامل أساسي في إنتاج المعرفة وتجديدها وتطويرها .
- البحث العلمي أساس المكانة والتميز ، ومن خلال تتفاضل الجامعات .
- البحث العلمي أساس ترقية وتميز الأستاذ الجامعي بالجامعة .
- البحث العلمي يمثل مورداً حيوياً لتمويل التعليم الجامعي .
- البحث العلمي أحد مداخل التنمية المهنية للأستاذ الجامعي .
وأصبح القيام بالبحث العلمي ، وإنتاج المعرفة من صميم جوهر المهنة الأكاديمية بصفة عامة ، كما أصبحت المعاهد رفيعة المستوي في العالم أجمع هي تلك التي تولي أهمية أكبر لدورها في البحث العلمي.
(3) خدمة المجتمع وتحقيق التغيير الاجتماعي الإيجابي :
من خلال حل مشكلات المجتمع وفهم الباحث لقضايا بيئته ، والعمل علي تنمية وتطوير بلده في مختلف المجالات من خلال المساهمة في تطوير الوضع الاقتصادي ، وتحسين أداء الأجهزة الحكومية ، وأيضاً في البعد الاجتماعي والثقافي علي اعتبار الجامعة مركز للإشعاع الثقافي .
تعد هذه الوظيفة من المهام الجديدة التي أنيطت بالجامعة ، فمن الضروري ربط الفكر بالممارسة التنظير بالواقع ، فلا يكفي تدريس وتلقين العلوم فقط ، بل من الضروري الإنفتاح علي المحيط الذي تتحرك فيه الجامعة .
اتجهت الجامعة في زمن العولمة نحو الانفتاح علي العالم من خلال تدويل وظائفها وأهدافها المتمثلة في البحث والتعليم وخدمة المجتمع ، حيث لم تعد مجرد مؤسسة محدودة الآفاق ، بل أصبحت كغيرها من المؤسسات الاقتصادية والتجارية ، مؤسسة عالمية تؤثر وتتأثر بالتغيرات المحلية والعالمية وتسعي لمسايرتها والتأقلم معها ، حتى أصبحت تسمي بجامعة السبق والتميز ، كونها المؤسسة السباقة للإحاطة بقضايا مجتمعها .
حيث دفع هذا السياق العالمي بالجامعة إلى محاولة مسايرة هذا التحول ، فتبني إستراتيجية تقوم علي إنتقال وظيفتها من مؤسسة للتدريس والبحث وإنتهاج مفاهيم الابتكار والتجديد والمقاولاتية بهدف الاستجابة للمتطلبات الخارجية ، ولإيجاد موضوع لها في السوق وتحسين قدراتها التنافسية .
تعليقات